![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
إشكالية المقاربة اللّغوية عند المحافظين ... و معضلة الصندوق العتيق عند الحداثيين !
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 27 | |||
|
![]() ماهو أفيون الأمة العربية و الإسلامية ؟! يقلب المستشرقون منطق الأشياء و يزيفون الحقيقة بقولهم أن الدين أفيون الشعوب ! وأنا أقول أن أفيون الشعوب العربية والإسلامية هو السياسة المنحرفة وليس الدين ... فالدين كان ولا زال وسيظل التوربيد الوحيد القادر على تحريك هذه الشعوب إن هي فقهته وفعّلته وخرجت به من دائرة الفكروالعقيدة إلى ميدان العمل و السلوك . فالأفيون الحقيقي لهذه الأمة إذن هو السياسة المنحرفة عن ماهيتها و دورها الحقيقيين ...إنها تلك السياسة الساعية إلى السلطة وتحقيق رغبات أفراد و مجموعات على حساب رغبات وطموحات المجتمع ...هذه السياسة التي أثرت على المجتمع سلبا ووجهته الوجهة الخاطئة وأطالت في أزمته و أخرت عليه الإقلاع . فعوض أن توجه هذه السياسة المجتمع الوجهة الصحيحة بإدماج أفراده في تغيير الأوضاع نحو الأفضل معتمدين على جهدهم أولا والتركيز على آداء واجباتهم نحو أنفسهم و مجتمعهم ضمن أطر المشروع المجتمعي خدمة لأهدافه و غاياته ..فإنها انحرفت به نحو الوجهة الخاطئة بحيث عودته على التواكل و التركيز على المطالبة بالحقوق والتغاضي عن الواجبات ...وفرضت عليه منطق القعود والتمني والأحلام و انتظار الخلاص على يد الرجل المنقذ فخدرت تفكيره العملي وعطلته فقضت بذلك على أهم الصور الحضارية الأصيلة المتمثلة في الديناميكية المجتمعية الروحية و العقلية والعملية البناءة وأضعفت الروح الجماعية المرتكزة على تغليب المصلحة العامة بدل تغليب المصلحة الفردية أو المجموعاتية (الحزبية مثلا) وتسخيرالعقل و الفكر في البحث عن الحقيقة والعمل والانتاج بدل تسخيره في الشعارات والتنظير والمحاججة والتعالم ..وتوظيف اللغة و الحوارو النقاش في التشاور والبحث عن الحلول لمعالجة المشاكل بدل توظيفها في التنظير والجدال و الانتصار للأنا الفردي المنتفخ وتمجيد الأوثان (الأشخاص و الزعامات) ,وغير ذلك من الصور الحضارية الأصيلة الأخرى . فالسياسة للأسف نوّمت المجتمع وأخرجته من ورشة القيم و المبادئ والفكر البناء والتشاور والعمل المثمر وآداء الواجبات وأدخلته عنوة في سيرك أو كرنفال الفساد الخلقي و الأنانية و العبث الفكري والسلوكي الهدامين (الوعود الكاذبة والشعارات والتجهيل و التنظير والتعالم ) وحببت إليه الكسل و التواكل وزرعت في نفسه الانتهازية المقيتة الباحثة عن الحقوق دون الأيفاء بالواجبات.فقتلت بذلك ضميره الجمعي فنزع إلى الذاتية و الأنانية ..ما أدى إلى تفكك المجتمع ووهنه حتى أصبح من العبث تسميته بالمجتمع لأنه فقد أهم معايير وسمات المجتمع .. إن أكبر خطإ إرتكبته النخبة المثقفة في حق المجتمع خصوصا تلك الجمعيات الدينية أوالمدنية أو المنظمات (كالكشافةأو الهلال الأحمر...ألخ) موجها تثريبي و لومي بالخصوص لتلك النخب المحسوبة على التيار الديني ... هو انخراطها في لعبة السياسة وانغماسها في وثنيتها اعتقادا منها أنها (السياسة) الطريق القصير للتغيير و الإصلاح متخلية شيئا فشيئا عن دورها الحضاري الحقيقي و نهجها الأصيل ألا وهو التنشئة الإجتماعية و تقوية دعائم وأواصر المجتمع وتأطيره وتربيته وتوجيهه الوجهة الصحيحة بالترويج للوجه الحقيقي للدين وإبراز وجهه الحضاري (العملي و السلوكي والانتاجي و الابداعي) الموجه لخدمة المجتمع عوض الاكتفاء والتركيز على تعليم و عرض الزاوية الضيقة منه الموجهة لخدمة الفرد (العقيدة والعبادات) وغرس روحه العملية في تفكير وسلوكات أفراد المجتمع ...ما أدى بأفراد هذا المجتمع لأن يفقدوا بوصلتهم ويفقدوا وعيهم تجاه دورهم الحضاري داخل المجتمع ...ولأنهم أضحوا متواكلين وعاجزين عن أخذ مصيرهم بيدهم فقد أوكلوا أمره (مصيرهم ) -مكرهين لا راغبين- لدراويش السياسة يعبثون به فيمنونهم بتحقيق ألوان من الحقوق والآمال و الأمنيات ويلبسون عليهم ويجهلونهم و يعطلون عقولهم ...ويدأبون على استدرجهم (أفراد المجتمع ) إلى الزردات الانتخابية ويجبرونهم على الانغماس في الطقوس الوثنية (عبادة الأشخاص) مضللين عليه جهلا تارة و عمدا تارة أخرى طريق التغيير الحقيقي والسليم و القويم الذي رسمه لنا ديننا الحنيف ولخصته الآية الكريمة (( لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم )) .. حسام الحق (20:25 2016/08/24)
|
|||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc