لا تَكُن كمَن أسَرهُ اللهوُ، و اللّغوُ لِلسانِه أثقَل

[محبة الحبيب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمر سراب

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أثْراها مِن عُصارةٍ تدفعُنا للنّهلِ من كنوزِ معانيها..

وإضافتي هذه لن تكونَ إلاّ امتِدادا لِما أثَرْتِ..

فالأمَرّ أختي الكريمة أنّنا نجِدُ بمجالسِ اللّغوِ أشخاصا مثقّفين يُسايِرون ظُلمةَ جوٍّ تصنعه خلفيّة أقوالهِم الفارِغةِ من كلِّ ما يُمكِّنُهُم وغيرهم من الانتِفاع،
فيجعلونَ من أخبارِ الغير قِصصا تملأ فراغهُم غير مُبالين ولا مُبصِرينَ لِتقهقُرِ مُستوياتهِم.

والمُحزنُ أنّ ثقافتهُم لا تقيهِم حرَّ الآثام فلا تنفعهُم على الأقلّ في كشفِ لِثامِ أخطائهِم وتجاوزاتهِم والابتعاد عن زخم الفِتن وما يتولّدُ عنها..

فأيُّ المراتبِ تُحدِّدُ قيمةَ الشّخصِ مهما بلغ عِلمه؟
إلاّ إذا أسّسَتها صفوةُ النّفوس وما ينتُجُ عنها من تصرُّفاتٍ تُكسِبُها مزايا العقولِ المُترفِّعةِ عن تفاهةِ الأقوال ودناءة الأفعال.
فالابتِعاد عنِ المنهجِ الصّحيح يُولِّدُ كلَّ قبيحٍ مذموم..
ومن هنا أوجّه دعوتي للجميع ولِنفسي معكُم،

فهلاّ تكاثفنا وسعينا لِإلحافِ أقوالِنا بكلِّ طيِّبٍ نافِعٍ
فاليومَ نحنُ ضيوفٌ بدُنيا المطامِع..
ولا خلاصَ لجهلِ النّفوس إلاّ بعقلٍ بارع !
فعليكُم بالتّرفّع والتّواضُع
فترفّعوا عن سقط اللّغو..
وتواضعوا في إلقاءِ نصائح فيها الخيرُ جامع.
،،،،

وفي انتِظارِ عودتِكِ التي أتشرّف بها،
تقبّلي أختاه أسمى معاني التّقدير والاحتِرام لِشخصِكِ النّبيل.
وما الرُقيُّ سوى في حُضورِكِ البهيّ.

أي أخية

لا أخفيك لعلك الوحيدة في هذا الصرح بقلمك الأصيل و الراقي من يجبرني على إعادة ما تكتبين مرات و مرات ليس للبس أو عدم فهم و لكن لإكتشاف المزيد فكتاباتك عادة ما تفتح لي الفضاء الواسع أمام الممكن
فبورك في هذا القلم

أما عن مجالس اللغو و ضيق أفقها بالمثقفين فالعلة ليست في الثقافة أو من يدعيها بل المشكلة أن الغالبية مفتونون بفوضى الكلام في أي شيء دون رقيب و كأن الدنيا دون حسيب ،ثم ماجدوى من يدعي العلم إذا لم يلحقه بعمل يظهر في أذواقه في التعامل مع النفس و مع الغير و قبل ذلك في التعامل مع الله و أشواقه إلى ما يحب من عظائم الأمور و لا يوجد أرفع و لا أعظم من الشوق إلى لقاء محبوبنا الأزلي الله عزوجل ثم قرة العين و مهجة الفؤاد الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم ......
إن الذين يضيعون الساعات الغالية الثمينة و يختلقون الأسباب لفعل الصغائر وصولا إلى الكبائر لا يدرون أنهم يهيجون ريحا لايدرون أي شر يصنعون بها و لا إلى أي مدى يذهبون
ثم إن جل ضروب الخلاف التي شغلت أمتنا لو بحثنا في أسبابها و مسبباتها لوجدنا أنها ترجع إلى ضعف الخلق و حب الدنيا أكثر مما ترجع إلى قوة العقل و التعلق بالآخرة الذي يشغلنا عن كل رخيص و تافه ............
في الحقيقة كلماتك أرجعتني إلى سنوات خلت من بداياتي الجامعية و كم كانت المجالس تختلف و لا أذكر منها الآن إلا مجالس التناصح و التآخي و العلم و التعلم و الحفظ ،تلك المجالس التي لا زلت أحيا ببركتها إلى الآن فهي تنبيه و ذكرى و سلوى في وقت تحجرت القلوب و أقبلت على حظوظ الدنيا الزائلة

شكرا أخية فعلا أنت رائعة