بما أنني المعني في موضوع الأخ عُمر، بقوله: حاطب ليل، والذي عندما اعترضت عليه قال: (لم أكن أعنيك)، ونسي أو تناسى أنه وضع رابطا في موضوعه يقود مباشرة إلى مشاركة لي أرد بها عليه، وبما أنه خلا لي الجو باعتباره قال في آخر كلام له: (إلى غير لقاء)، حُقَّ لي أن أدافع عن نفسي، قال يوسف عليه السلام مدافعا عن نفسه: (هي راودتني عن نفسي)
اما قوله: (ليطير بما توصل اليه قصر نظره ..مبتهجا مسرورا بما يعتقد صيدا سمينا وبئس ما طالته يداه من صيد..)
أقول هداني الله وإياه سواء السبيل، أنا لم أر شيئا من هذا الطيران الذي يتحدث به، يقال طار بالكلام أو الخبر لمن شرّق به وغرّب، ونشره وفرّقه في الأمصار، واستقبل به كل غائب، فأين كل هذا مما يدعيه سوى المبالغة البالغة، فسبحان الله وبحمده.
وأما قوله: (مبتهجا مسرورا) فهذه غريبة أخرى، وما يدريه وأنا خلف حاسوبي أني سررت بذلك، ولا جاء في كلامي أني فرحت بوقوعه في المطبات، فأي عِلم هذا الذي يتيح لصاحبه الإطلاع على كل هذه الغيبيات المُغيبة، إن الكلام على مقاصد الناس ونياتهم وسرائرهم لهو التكلف بعينه، بل هو الخرص والخوض بغير حق، وقد نُهينا عن كل ذلك.
وقوله: (وبئس ما طالته يداه من صيد) أقول بئس ما وقع فيه هو من حكم على بواطن الناس وسرائرهم وكأننا أُمِرنا أن نشق على قلوب الناس، ولكني أقول له بعدما وقع ما وقع: الفصاحة شيء، وإصابة الحق شيء آخر.
هذا ما تيسر لي الآن ولي عودة إن شاء الله