![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
حكم مظاهرة الأمريكان على المسلمين.
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد..فإن الله تعالى أوجب على المسلمين؛ أن يوالي بعضهم بعضاً، وحرم عليهم موالاة الكافرين ومناصرتهم ومظاهرتهم على المسلمين، وجعل موالاة الكافرين ومظاهرتهم على المسلمين؛ من الكفر الأكبر، الذي يخرج صاحبه من الإسلام. ومن صور هذه الموالاة؛ ما نشاهده اليوم من موالاة البعض للأمريكان ومظاهرتهم على المسلمين، وإعانتهم على احتلال العراق. فكل من يقاتل بجانب النصارى الأمريكان، أو يقدم لهم التسهيلات، والقواعد التي تنطلق منها القوات الأمريكية لغزو العراق؛ فقد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام. وقد قال الله تبارك وتعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقال تبارك وتعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}، وقال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 54 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55 وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ 56 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}. فنهى الله تعالى عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، وبين أن بعضهم أولياء بعض، وأنهم متحالفون متعاونون فيما بينهم، وأن من تولاهم من المسلمين؛ فهو كافر مثلهم. قال ابن جرير رحمه الله: (إن الله تعالى ذكرُه، نهى المؤمنين جميعاً أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصاراً وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله، وأخبر؛ أنه من اتخذهم نصيرا وحليفاً من دون الله ورسوله والمؤمنين، فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين, وأن الله ورسوله منه بريئان). وقال: (فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين؛ فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متولٍ أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راضٍ، وإذا رضيه ورضي دينه؛ فقد عادى ما خالفه وسخطه). وقال القرطبي رحمه الله: ({ومن يتولهم منكم}، أي يعضدهم على المسلمين، {فإنه منهم}، بين تعالى أن حكمه كحكمهم). وقال الشوكاني رحمه الله: ({ومن يتولهم منكم فإنه منهم}؛ أي فإنه من جملتهم وفي عدادهم، وهو وعيدٌ شديدٌ، فإن المعصية الموجبة للكفر هي التي قد بلغت إلى غاية ليس وراءها غاية})، انتهى كلامه. ثم بيّن تعالى؛ أن الذين في قلوبهم شك ونفاق يسارعون في موالاتهم والدخول في حلفهم، ويحتجون بالخوف من دائرة قد تصيبهم، وهذه الدائرة التي دفعتهم إلى المسارعة في موالاة اليهود والنصارى هي ظنهم؛ بأن اليهود والنصارى سوف ينتصرون على المسلمين، فيسارعون بموالاتهم، لينتفعوا من هذه الموالاة بعد الانتصار، فلا يتعرض النصارى لهم بسوء وقد تكون المسارعة في الموالاة لطلب حماية اليهود والنصارى من عدو آخر. والقول الثاني؛ هي الخوف من الفقر والحاجة - وهو الخوف الاقتصادي - فيسارعون بموالاتهم لأجل الأطماع الاقتصادية والتعامل في البيع والشراء. ولا تخرج الدول المتحالفة في المنطقة مع الأمريكان ضد المسلمين عن هذين القولين. فهذه الأعذار التي يدعونها والحجج التي يسوقونها عن موالاتهم للكافرين؛ لم يجعلها الله تعالى عذرا يسقط عنهم وصف الردة عن الإسلام. ثم قال تعالى: {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ}. فإذا جاء الفتح والنصر من الله لعباده، أصبح هؤلاء المنافقون على ما أسروا في أنفسهم من النفاق نادمين، فقد خاب ظنهم، وأخطأ حسبانهم، وانكشف أمرهم ونفاقهم في هذه الأحداث للمسلمين. ولهذا تعجب أهل الإيمان منهم بعدما رأوا من نفاقهم وظهور أمرهم للجميع، فقالوا؛ أهؤلاء الذين كانوا يدعون أنهم مؤمنون ويقسمون على ذلك الأيمان؟! لقد حبطت أعمالهم لردتهم وكفرهم، فأصبحوا خاسرين. ثم بين تعالى؛ أن الذين يرتدون عن دينهم بموالاة الكافرين - أو بأي ناقض من نواقض الإسلام - فسوف يأتي الله بخير منهم من المؤمنين الصادقين، الذين أحبهم الله تعالى لمحبتهم الصادقة التي صدقوها بالأعمال الصالحة، كالذلة للمؤمنين، والعزة على الكافرين، والجهاد في سبيل الله، وعدم الخوف من لوم اللائمين..فهذه صفات المؤمنين الصادقين، في مقابل صفات المرتدين الموالين للكافرين. وهكذا انقسم الناس في قضية العراق - ومن قبلها في قضية أفغانستان - إلى منافقين موالين للكافرين ومؤمنين صادقين. وهذه الصفات الصالحة التي يحبها الله تعالى، يحب على كل مسلم أن يتصف بها في مثل هذه الأحداث، وفي كل وقت: أولها؛ الذلة للمؤمنين، بالتواضع لهم ورحمتهم ونصرتهم وبذل الخير لهم. والثانية؛ العزة على الكافرين والشدة عليهم. والثالثة؛ الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال. والرابعة؛ أنهم لا يخافون لوم اللائمين. فلا تخيفهم وسائل إعلام الكافرين والمنافقين، ولا تصدنهم عن وجهتم وطريقهم الذي أمرهم الله تعالى بالسير فيه، فإن الأمريكان ومن والاهم من الأنظمة المرتدة، قد سخروا؛ من وسائل الإعلام ومن المنافقين من صحفيين ومحللين ومذيعين وغيرهم، لصد المسلمين عن الإسلام، وعن الجهاد في سبيل الله، وبث روح الهزيمة والتبعية للكافرين بين المسلمين. وقد قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}، وقال تبارك وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ * أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}. فشياطين الإنس والجن؛ هم المجرمون، أعداء الأنبياء وأعداء دعوتهم، وهم المردة الذين تمردوا على دين الله، فيوحون من خلال مجالس تآمرهم، ومن خلال وسائل إعلامهم؛ الكلام المزخرف المحلى، المزين بالألفاظ الكاذبة الخادعة، كـ "حقوق الإنسان"، و "الديمقراطية" و "الحرية"، وغيرها من الألفاظ المزينة التي يغتر بها من سمعها. وإنما تميل إلى هذه الأقوال وتصغي إليها؛ أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة، فهم الذين يخدعون بأقوال الكافرين، وبزخرفتهم الإعلامية، وبأساليبهم البراقة، فيتأثرون بأقوالهم وأكاذيبهم، ويستجيبون لهم، وينقادون لأقوالهم، فيقترفون - بسبب هذا الإصغاء - ما هم مقترفون من المعاصي والذنوب. فإذا كانت شياطين الجن يسعون لصد الناس عن دين الله وإدخالهم في الكفر، ويعادون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعادون دعوته، فكذلك شياطين الإنس، فإنهم يقومون بمثل هذه الأعمال. ثم أمر الله تعالى؛ بالإنكار عليهم ما يطالبون به من التحاكم إلى غير الله، كالذي ينادي به الكفار اليوم من التحاكم إلى طواغيتهم، كـ "الأمم المتحدة" وسياساتهم وآراءهم الفاسدة. فإن الله تعالى جعل كتابه مفصّلاً مستوفياً لكل ما يحتاج إليه المسلمون في أحوالهم من أحكام، فمن ابتغى غيره وتحاكم إلى الطواغيت ورضي بها؛ فقد كفر بكتاب الله تعالى. ثم بيّن تعالى؛ أن كتابه العظيم قد تمت كلماته، صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأحكام، فعلى المسلم أن يتمسك بكتاب الله، وأن لا يغتر بكثرة أهل الباطل - الذين هم أَكْثَرُ مَنْ في الأرض - وأن لا يطيعهم في ظنونهم وأفكارهم التي يستحسنونها. وبعد أن بيّن الله تعالى حال المرتدين، وبيّن صفات الصادقين، الذين جمعوا اللين للمؤمنين والعزة على الكافرين والجهاد في سبيل الله، وعدم الخوف من لوم اللائمين، بيّن تعالى؛ أن الموالاة الواجبة على كل مسلم هي لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن أهل هذه الولاية هم حزب الله تعالى، الذين لهم العاقبة الحميدة والنصر على الكافرين، فقال تبارك تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}. ثم نفّر تعالى المسلمين من موالاة من يسخرون ويستهزئون بدينهم من اليهود والنصارى والكفار، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين}. فهؤلاء الأمريكان يستهزئون بالإسلام والمسلمين، ويطعنون بالقرآن الكريم، وبأفضل المرسلين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، في وسائل إعلامهم، فكيف يرضى مسلم بعدها أن يوالي أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم؟! وهذه الحملة الأمريكية الصليبية على العراق، يقصد منها تحقيق عدة أهداف، منها: أولاً: محاربة الإسلام في عقر داره - وهي جزيرة العرب وما حولها - وفرض النظام الأمريكي الديمقراطي الكافر على المسلمين، بدلاً من الإسلام. ثانياً: احتلال العراق ونهب خيراته - كالبترول - والسيطرة على جزيرة العرب، وتشكيل المنطقة من جديد. ثالثا: حماية إسرائيل من الجهاد في فلسطين ومن أي قوة عسكرية في المنطقة تهدد دولة إسرائيل. رابعا: استخدام العراق كمنطلق للاعتداء على دول أخرى في المنطقة. خامساً: التغطية على الفشل والهزيمة المتوقعة في أفغانستان. وهذه الأهداف لا تخفى على حلفاء الأمريكان، الذين يشابهون الطوائف التي حالفت التتار في الغزو الأول لبغداد. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن التتار وحلفائهم: (عسكرهم مشتمل على أربع طوائف؛ كافرة باقية على كفرها. وطائفة كانت مسلمة، فارتدت عن الإسلام، وانقلبت على عقبيها، من العرب والفرس والروم وغيرهم، وهؤلاء أعظم جرماً عند الله وعند رسوله والمؤمنين من الكافر الأصلي. وفيهم أيضاً من كان كافرا فانتسب إلى الإسلام، ولم يلتزم شرائعه، من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت،والكف عن دماء المسلمين وأموالهم وفيهم صنف رابع؛ وهو قوم ارتدوا عن شرائع الإسلام، وبقوا مستمسكين بالانتساب إليه فهؤلاء الكفار والمرتدون والداخلون فيه من غير التزام لشرائعه، والمرتدون عن شرائعه، لا عن سمته، كلهم يحب قتالهم بإجماع المسلمين، حتى يلتزموا بشرائع الإسلام، وحتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، وحتى تكون كلمة الله - التي هي كتاب الله وما فيه من أمره ونهيه وخبره هي العليا هذا إذا كانوا قاطنين في أرضهم، فكيف إذا استولوا على أراضي الإسلام من العراق وخراسان والجزيرة؟! فكيف إذا قصدوكم وصالوا عليكم بغياً وعدواناً؟! {ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشونهم إن كنتم مؤمنين قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}) اهـ ومثلهم الأمريكان وحلفائهم في الغزو الثاني لبغداد، فهم ينقسمون أيضاً إلى عدة طوائف: أولها: الكفار الأصليين - كالأمريكيين والبريطانيين والأستراليين، وغيرهم من النصارى - والثانية: الطائفة المرتدة عن الإسلام، من العلمانيين - كبعض العرب والأكراد في داخل العراق، الذين جمعوا بين العلمانية والقومية الجاهلية، التي فرقوا بها المسلمين – فإن الله جعل الموالاة بين المسلمين بحسب الإيمان والتقوى، وليس بالعصبية والقومية الجاهلية، فقد قال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أسود على أبيض، ولا أبيض على أسود، إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب). وأما الطائفة الثالثة: فهم الرافضة في العراق، الذين سوف يقاتلون بجانب الأمريكان، كما قاتل أسلافهم من الرافضة بجانب التتار. وأما الطائفة الرابعة: فهي من المنافقين الأتباع ومن الجنود الفجار المضللين المسخرين لخدمة الأمريكيين وحلفائهم ونصرتهم بالكلمة والقتال. والواجب على المسلمين جهاد الكفار الأمريكان وحلفائهم إذا اعتدوا على العراق، فإن الجهاد يصبح فرض عين على أهل العراق ومن حولهم. كتبه العالم المجاهد أبوعمر السيف رحمه الله.
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() والله هؤلاء هم قرة العين ولب الفؤاد ولفقدهم خسارة على المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() لكن عند المرجئة على حسب نظريتهم |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() الولاء والبراء مااعظمها من كلمات وما اثقلها من مسؤوليات |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() بارك الله فيك اخي على الادلة والحجج |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
- محبة الكفار ومناصرتهم على حرب المسلمين: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ) (الحشر:11). "السكوت والتخاذل والمعاونة أحيانًا في قضايا: العراق - فلسطين - سورية - السودان - أفغانستان- الشيشان -الصومال- بورما". - تنحية الشريعة واستجلاب قوانينهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا) (النساء:60). "الحكم بغير ما أنزل الله، ومحاربة تطبيق الشريعة حاليًا"(4). - الحط من رجال الإسلام ورفع رجالهم: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ) (المنافقون:8)(5). - إحياء دعوات الجاهلية: (يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) (الأحزاب:13)(6). "تقسيم الدولة الإسلامية الكبيرة - ثم تقسيمها دويلات - في مقابلة مباركة التحالفات والتكتلات الكافرة". - إفساد المجتمعات الإسلامية بصبغها بحياة الكفار: "التعليم - الاجتماع - الحكم - الاقتصاد - الحريات المطلقة"(7)، (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (التوبة:107)..عليهم من الله ما يستحقون. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | ||||
|
![]() مقال مليء بالتكفير و الله أعلم ..!!! اقتباس:
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]()
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..الله المستعان يا أخي هل تعلم من هو كاتب المقال انه العالم المجاهد السلفي الصادق ابو عمر السيف و يشهد الله ان كلامه كله صدق و حق صريح نحسبه كذلك و لا نزكيه..يا أخي يجب ان تعلم ان كنت لا تعلم ان الشيخ ابو عمر السيف من كبار تلامذة الوالد ابن عثيمين رحمه الله و قد كان دائم الاتصال مع الشيخ ابن عثيمين و يستفتيه في كثير من المسائل عندما كان في ارض الشيشان حيث قضى عقداً من الزمن في بلاد الشيشان مجاهداً وعالماً ومفتياً وداعياً إلى الخير ومعلماً للناس الخير، ومصلحاً بين الناس..فرحمه الله من عالم عامل نحسبه كذلك...راجع حساباتك و لا تتهم شخصا هو اعلم مني و منك ضف الى ذلك فهو صاحب عقيدة سلفية صادقة بعيدة كل البعد عن الكلام الذي صدر منك في حقه..اذا كان ابو عمر السيف رحمه الله في رايك تكفيري فسفيان اول التكفيريين ..و الله المستعان..يتبع باذن الله
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() لقد كان الشيخ ابو عمر السيف رحمه الله حريصا على توثيق صلاته بالعالم الإسلامي، وعلى رأسهم علماء الأمة الكبار، ومنهم الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، فقد كان كثير الاتصال بهم، يبين لهم الأمور، ويشرح لهم الأوضاع، بل لقد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يتابع أمور الجهاد في الشيشان بنفسه، فكان كثيراً ما يتصل ويسأل عن أخبار الجهاد، وأحوال المجاهدين، ويوجه ويرشد وينصح. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
ملئء بالتكفير ذكرتني في الذين شبعوا قتلا وتنكيلا في فقهاء وقضات علماء مكة المكرمة المسلمين الموحدين من الشافعية والمالكية و الحنفية قبل طرد الاشراف من ارض اجدادهم الحجاز واحتلالها من طرف صعاليك قرن الشيطان ![]() زئبقية قاعدة الولاء والبراء في الحركة الوهابية غير أن الذي لم تستطع أن تجد له الوهابية في ثوبيها المذهبي الفقهي والسياسي مبررا مقنعا فكرياً وشرعيا لضمان الحفاظ على تطلعاتها في توسيع دائرة تأثيرها خارج مركزها، هو ذلك الاضطراب الذي أصاب علماء الوهابية وساستها معا في مواجهة ما يعرف بأزمة الخليج وتداعياتها، بحيث ما بين عشية وضحاها انقلبت الفتاوى ووسائل إعلامها رأسا على عقب وأصبح موضوع الولاء والبراء الذي كانت تتغنى به الوهابية كمكسب سلفي خاص بها موضع التأويل والإسقاط والتحريف للحقائق الشرعية التي لا تقبل التأويل. فبالأمس كان علماء الوهابية يعتبرون الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الغرب الصليبي شر الدول وأعدى عدو للإسلام والمسلمين، فما أن دخل العراق إلى الكويت بجيوشه بسبب صراع خاص بين ساسة البلدين حتى سارع ساسة الوهابية إلى استعداء الغرب على العراق وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وهذا ما كان يتحرج من إبدائه علنا الساسة الوهابيون منذ تأسيس الدولة السعودية وخاصة في عهدها الثاني، إذ كما يقول غارودي : "إن الشاغل الأساسي للقادة السعوديين هو إخفاء انحيازهم الكامل للغرب، فمنذ 1913 وقبل إنشاء المملكة سنة 1928 وقع عبد العزيز معاهدة القطيف مع بريطانيا العظمى التي تلتزم هذه الأخيرة بموجبها في الدفاع عنه مقابل التزامه بالخط السياسي البريطاني. وجرى تحديد تلك العلاقات –علاقات الحماية من جهة والإذعان من جهة ثانية - في معاهدة جدة سنة 1927 وفت انجلترا بالتزاماتها، فقامت سنة 1948 بسحق انتفاضة القطيف المسلحة.."3. وهذه العلاقات التي تميزت بها الدولة الوهابية في عهدها الثاني فيما يخص الاحتماء أو الاعتماد على الغرب في الحماية ورعاية المصلحة المشتركة ربما قد تزكي الشبهات المثارة حول التأسيس الأولي سواء للحركة الوهابية كمذهب دعوي أو للدولة السعودية كجهاز سياسي، وذلك فيما يتعلق بدور الجاسوس البريطاني (مستر همفر) في التقريب بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود والذي يقول بالحرف الواحد: "بعد سنوات من العمل تمكنت الوزارة وزارة المستعمرات البريطانية من جلب محمد بن سعود إلى جانبنا. فأرسلوا إلي رسولا يبين لي ذلك ويظهر وجوب التعاون بين (المحمدين)، فمن محمد بن عبد الوهاب الدين ومن محمد بن سعود السلطة، ليستولوا على قلوب الناس وأجسادهم، فإن التاريخ قد أثبت أن الحكومات الدينية أكثر دواما وأشد نفوذا وأرهب جانبا". ثم يبين كيف تم التركيز على محمد بن عبد الوهاب لتوظيفه كمطية للسياسة والذوذ عنه بسلاح الفتوى. فيقول: "أتتنا أوامر الوزارة بالتوجه إلى العراق مرة أخرى لتكميل الشوط مع محمد بن عبد الوهاب، وقد أمرني سكرتير وزارة المستعمرات بأن لا أفرط في حقه مقدار ذرة حيث قال: أنه حصل من مختلف التقارير الواردة إليه من العملاء أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب أفضل شخص يمكن الاعتماد عليه ليكون مطية لمآرب الوزارة"4. وسواء صحت هذه المعلومات أم لم تصح، إلا أن حرب الخليج جاءت بالضربة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى موقف أغلب المبرزين من علماء الوهابية إذ كانت فتاويهم أسرع من قرار ساستهم في تبرير استعداء الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد العراق، وصدرت في صورة تحريف لمعاني الآيات القرآنية والحديثية والسيرة النبوية للتأكيد جزافا على جواز الاستعانة بالأجنبي الكافر لقتل ومحاربة المسلم. وهكذا اقتربت الوهابية المتزعمة في زعمها لمبدأ الولاء والإبراء من الصليبية أعدى عدو للإسلام والمسلمين ضدا على مسلمي العراق، ليس على مستوى السياسة والمصالح المادية المشتركة فقط وإنما على مستوى الفتوى التي هي أخطر بكثير من الإجراء السياسي المادي الذي لا يرى في سلوكاته وقراراته سوى انتهاز المصلحة الخاصة وحمايتها مادة وسلطة من الاستهلاك والانتهاك. وهذا الحدث قد عرى قصور المنهج الوهابي عن أن يصبح منهجا ثابتا يمثل الدعوة الإسلامية في بعدها الشمولي والاستمراري لا يتأثر بالظروف والحيثيات والضغوط السياسية والمادية، كما قد عرى عن مستوى التبعية الحمائية التي يخضع لها النظام السياسي الوهابي في تعامله مع الغرب الذي طالما تستر ظاهريا بمعارضته معارضة الدلال، كما قد بين عدم قدرة الوهابية مذهبا وسياسة على حماية ثغور البلاد بالإمكانيات الذاتية وخاصة الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة فكيف بها ستدعي تحرير القدس الشريف وفلسطين!؟ ولئن كان بعض العلماء الوهابيين ربما قد أبدوا معارضة لهذه الفتاوى أو أفتوا مكرهين تحت الضغط والصدمة، إلا أنه ـ كما قلت ـ لم تعد الفتوى الوهابية هي التي تقرر وإنما أصبحت مجرد مبرر، ولقد كان من المتوقع بعد هذا الحدث التاريخي الامتحاني بصدمته أن يحث علماء الوهابية لأن يراجعوا مواقفهم من المذاهب الإسلامية غير المنضوية تحت ثالوث السلفية المرحلية ممن لا يستسيغون تشدد الوهابية، وذلك بإبداء تفتح وقبول للنقاش واستدراك أخطائهم الفكرية والتاريخية، وذلك بتوسيع مفهوم السنة والبدعة في قاموسهم لكي لا يصبح التشبث الضيق بمصطلح البدعة هو عين البدعة التي وقعت فيها الوهابية حتى اختلطت عليها أوراق الولاء والبراء! لكن الموقف بقي كما كان عليه من قبل، بل كتعويض عن الهزيمة التاريخية في مجال الفتوى واضطراب المواقف التي وقع فيها الوهابيون بسبب أزمة الخليج. فقد لجأوا إلى تشديد اللهجة في الدفاع عن السلفية وبث النفوذ بقوة المال في البلدان الإسلامية وجالياتها في الخارج قصد تغطية النكسة التي أسقطتهم فيها فتاواهم في حرب الخليج وهي في الحقيقة ليست سوى وهابية سياسية في محركها وغايتها! كما لجأ سياسيوهم إلى القيام بتحركات مشبوهة ومشلولة حول القضية الفلسطينية بعد مجازر جنين والضفة الغربية كمحاولة لتعويض هذه السقطة التاريخية، لكنها في الحقيقة زادتهم سقطة أخرى وتكشف مهين وواضح للتبعية والولاء لأمريكا!. إن علاقة الوهابية المذهبية بالسعودية السياسية كعلاقة الجوهر بالعرض والموضوع بالمحمول والصورة بالماهية، لا يمكن انتزاع هذا عن ذاك وإلا سقط وتحلل التكوين الأصلي للبناء الوهابي السعودي ولم يبق في علاقتهما عرض ولا جوهر. وهذا هو مشكل الوهابية المذهبية المعاصرة خصوصا إذ أصبحت عرضا ولم تعد جوهرا وأصبحت صورة ولم تبق ماهية، ولهذا فهي بعدما كانت مغيرة أصبحت متغيرة لأن تأسيسها الأول مدخول ويعاني من انشطارية بنيوية. ولئن كانت المبادرة للعلماء الوهابيين في العهد الأول من الدولة السعودية فإن المسألة انعكست في العهد الثاني على شكل تسليم السلط أو تبادل الأدوار، ولكن هذا التبادل جاء حتميا وليس اختياريا لأنه مؤسس على السلطة بشقيها الفقهي المذهبي والسياسي المادي. إن الوهابية قد سكتت عن أخطر تحول يعرفه مجتمعها بدعوى الانفتاح، ويتجلى ذلك من خلال القنوات الفضائية الممولة من طرف أمرائهم و الصحف والمجلات الخاصة بالجمال والفن وما إلى ذلك مما يدخل في إطار خلع العذار ونشر صور الفنانات الحسناوات والراقصات دون تحفظ أو مراعاة لآداب الحشمة ومنع الاختلاط الذي تزعمت تطبيقه جزئيا الوهابية في عهدها الأول، مما يترتب عن هذا الإعلام غير المقيد بالآداب الإسلامية خطابا وصورة من آثار سلبية، بالإضافة إلى ما يجري ويقع في الكواليس وفي غياب التغطية الإعلامية الشيء الذي أصبح مضرب الأمثال في الانحراف السلوكي والاندفاع الشهوي الذي طغى على سلوك فئات من المجتمع الوهابي المدعي للسلفية بسبب طفرة البترول والمال الذي فوجئوا به ولم يحسنوا التصرف فيه. وإليكم نموذج ما حدث في الشيشان من تداخل طائفي هيأ الأجواء للروس لكي يحتلوا بلدهم .بحيث لما كان الشيشانيون على وحدة مذهبية وطريقة صوفية عريقة - يعلمها الجميع- هي الطريقة القادرية والطريقة النقشبندية لم يستطع الروس هزيمتهم وانتصر الشيشانيون على أقوى الدول في العالم مع قلة عددهم وعدتهم، لكنهم بالمقابل كانت لهم دعامة روحية وأدعية وأذكار بها يستعينون في قتالهم وتحدي عدوهم. وبعد الانتصار الأول - الذي أدحض مزاعم الوهابية والمتسلفة جميعا حينما يتهمون الصوفية بأنهم كانوا أو حاليا عملاء للمستعمر والأنظمة الفاسدة - ستتدخل الوهابية السعودية لاستدعاء زعماء الشيشان وإغرائهم بالحج بالمجان كما شاهدناه عبر التلفاز في وقته آنذاك وهو ما فتح الباب لتواصل الوهابية مع الفئات الشيشانية داخل مجتمعهم حتى أنهم أسسوا مدينة تسمى بالمدينة الوهابية - هذا درس وتذكير لمن له متابعة للأحداث في العالم - ومن خلالها تم تشتيت الجهود الشيشانية الأصيلة بين الصراعات المذهبية والتكفير والتبديع وتفرقة جمع المسلمين وحرمانهم من الاجتماع على ذكر الله تعالى كما رأينا عبر القنوات التلفزيونية تلك الحلقات التي كان يديرها الشيشانيون من أجل الذكر على الطريقة القادرية أو النقشبندية. ومن أراد زيادة الاطلاع فعليه بدراسة الحركات الإسلامية للشيشان للتأكد من صحة ما نقول. وبعد هذا وحينما اختل التوازن الروحي عند الشيشانيين بسبب إسقاطات الوهابية المتسلفة وعملائها أصبحت الفرصة مواتية للروس لكي ينقضوا عليهم من غير رحمة ولا هوادة فكان ما كان وهو نفسه ما تكرر في أفغانستان وبعده العراق الأبي والعصي على العملاء والمحتلين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومن هنا فمصير الوهابية مرتبط بمصير نظامها السياسي السعودي. ومصير النظام السعودي مرتبط بمصير أوليائه من الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، كما انه مرتبط بحسب رضاهم أو سخطهم عن دوره في رد صولة الشعوب المنتفضة ضد مصالحهم، لكن حينما يخفت هذا الدور أو يبلى ينقلب الولاء إلى البراء والمودة إلى العداء وهذا ما تفشى جليا وبقوة علنية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 ستنمبر 2001 بنيويورك، إذ الحالب لم يعد يجد ما يحلب بقوة فانقلب ضدا على الشاد في القرنين يوبخه ويطارده بحثا عن بقرة أخرى حلوب يوظفها لخدمة مصالحه بعدما أغرقه في المديونية والتبعية الاقتصادية حتى الأنف! لكن لا الحالب ولا الشادّ في القرنين سواء بين الوهابية والسعودية السياسية أو بينهما والولايات المتحدة الأمريكية قد يستقر أمره على حال، إذ بوادر الانهيار قد بدأت وإشاراته لاحت في الأفق ومهما كان وضع التواطؤ بين الجانبين ونوع الطغيان الذي يؤدي إليه المال والسلاح والعدد والعدة، فإن المآل يكون دائما هو السقوط على نمط البرجين الذين سقطا في نيويورك وغيرها من المدنيات المادية الطاغية!، وهذا ما نتحقق به نصا وشعورا باطنيا قويا من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم "إنه حق على الله ما ارتفع شيء من الدنيا إلا وضعه"5 وقول الله تعالى " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". فقد تتفكك وتنحسر الوهابية كحركة ومذهب رسمي ومعها السعودية كنظام سياسي بالتلازم، كما قد تنهار وتتفتت تداعيا الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها الصهيونية وكيانها وكذا كل الحركات أو المذهبيات والأنظمة المؤسسة على العنف وعلى البناءات المادية الهشة والخالية من المعنى الروحي والعقدي التنزيهي الصحيح، إما تبعا أو موازاة أو قبلا، ولكن قد تبقى الآثار العقدية والنفسية والمذهبية متشعبة في المجتمعات التي حكمتها أو غزتها مما يحتاج معه إلى إعادة البناء على نمط مخالف وقوي شكلا وجوهرا في تحريك الوجدان وإصلاح القلوب بعد هذه الصدمات التاريخية والاجتماعية والسياسية؛ وذلك بالبحث عن البديل المفيد، قد يرجحه الواقع ضرورة بأن لا يكون سوى العودة إلى الفهم الإسلامي الصحيح ومبدأ إحياء علوم الدين وآداب النفوس وقوت القلوب، بدل الجفاف المبدع والمستبشع مع الطمع المهين لما في الجيوب، والجري وراء السراب بين منعرجات الدروب، وهو ما يعطي للروح مكانته ودوره في الحركة والحياة، وهذا ما يمثله الإتجاه الصوفي التربوي السني في تطلعاته، والذي أصبح مطلبا عالميا لإنقاذ البشرية من الدمار المزدوج : دمار الأرواح والأجساد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير والتمر لا يباليهم الله بالة"6. و"لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله"7. يقول الله تعالى : "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" صدق الله العظيم. 1 - الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي: دار الفكر. دمشق ط1 –1408 –1988 ص 244 -245 2 - مجلة الإسلام وطن عدد 62 صفحة 30 3 - غارودي، الأصوليات المعاصرة: ص 73 4 مذكرات مستر همفر. طبعة المركز الإسلامي بروما ص 80 -81 مجلة الإسلام وطن عدد(2) ص 30 5 رواه البخاري. كتاب الرقاق 6 رواه البخاري كتاب الرقاق 7 رواه مسلم
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() التواجد العسكري الأميركي في العراق
لماذا تريد السعودية استمراره؟ خالد شبكشي قضايا أساسية عديدة تجعل السعودية ومن ورائها دول الخليج الأخرى مصرّة على بقاء القوات الأميركية في العراق. هذا يتوافق مع رغبة واشنطن في إبرام اتفاقيات دائمة مع بغداد من أجل تسهيل وجود عسكري أميركي دائم في ذلك البلد. ومن هنا لا تحتاج الولايات المتحدة الى ضغط من محمياتها الخليجية لتبقى، ليس في أراضيها فحسب، حيث القواعد العسكرية منتشرة في كل دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن أيضاً ـ وهذا هو المهم ـ في هذا العراق الذي شكّل إغراء وتهديداً ـ في آن واحد ـ للمصالح الأميركية ومحمياتها في الخليج. هناك تطابق في الهواجس بين واشنطن وحليفاتها تجاه العراق. وهناك أيضاً ـ والى حد كبير ـ تطابق في الأهداف والتوجهات والدوافع. وبالرغم من أن العراق مثّل في فترة سابقة نقطة اختلاف في وجهات النظر بين السعودية وبعض الدول الخليجية من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، بشأن السياسات والحكم الذي يجب أن يسود في العراق (السعودية ترفض النظام الديمقراطي لأنه يأتي بالأكثرية الشيعية الى الحكم؛ وهي تعتقد أن السياسات الأميركية زادت من النفوذ الإيراني في العراق).. إلا أن المرحلة الحالية، ويتوقع أن تكون كذلك في المستقبل، تميل الى التوافق التام بين السعودية وواشنطن بشأن الموضوع العراقي. الى حدّ أن تركي الفيصل، وفي تصريحات أخيرة له، لم يشر الى أية اختلافات بين اميركا والرياض تجاهه، وهو الذي اعتاد اعلان وتوضيح اختلافات وجهات النظر بين البلدين في هذا الموضوع الحساس. ما هي القضايا المشتركة في مستقبل العراق؟ حسب الإتفاقيات الأمنية التي وقعتها واشنطن مع حكومة بغداد، وبموافقة معظم القوى السياسية على اختلاف توجهاتها، فإن القوات الأميركية يجب أن ينجز انسحابها من العراق بنهاية العام الجاري. لكن الولايات المتحدة التي ظهرت وكأنها راغبة في الإنسحاب، بغية تهدئة الوضع الداخلي المعارض لها، ونأت بنفسها بقدر لا بأس عن الشأن المحلي السياسي العراقي، فإنها قد بدأت بسحب عشرات الألوف من قواتها، ولكنها كانت تريد إبقاء قواعد عسكرية لها في ذلك البلد، هيأتها لهذه المرحلة. من الصعب أن تتنازل واشنطن عن كل استثمارها السياسي والعسكري في العراق، والذي دفعت فيه الدماء والأموال، لصالح قوى إقليمية لا تشاركها الرؤية السياسية بالضرورة، كتركيا، أو تعتبر منافساً وعدواً لها كما إيران، في حين أن حلفاءها المجاورين للعراق، خاصة السعودية، لا يوجد لديهم النفوذ في ذلك البلد بحيث يعوّض عن تواجد أميركا العسكري المباشر. وكانت الولايات المتحدة قد ألحّت على السعودية مراراً وتكراراً طيلة السنوات الماضية أن تستثمر سياسياً في العراق (وليس التخريب وارسال القاعدة والتكفيريين اليها) تحسباً لمثل يوم الإنسحاب الأميركي إن اضطرت اليه. السعودية فضلت تخريب المعادلة العراقية، ولو بالدمّ والإرهاب، ولم تستثمر صداقاتها القديمة، بل استعدت كل القوى العراقية، عدا أقلية ضعيفة، زودتها بالمال وفشلت في الوصول الى الحكم، وتغيير المعادلة القائمة. لهذا لا تستطيع الولايات المتحدة التعويل على نفوذ سعودي أو أردني أو خليجي عام يعوّض خسارة نفوذها المباشر بسحب قواتها؛ ولذا هي مضطرة بشكل كبير الى أن تبقي آلافاً من قواتها في القواعد العسكرية العراقية التي أعدتها منذ الإحتلال لهذا الغرض؛ وهي بهذا تفضل شراكة في النفوذ مع ايران وتركيا وسوريا، على أن تخسر كل شيء بمجرد أن تسحب قواتها من الأراضي العراقية. ![]() 1/ القضية الأمنية: لقد تمّ تدمير العراق واحتلاله لأن قوّته في النهاية صبّت باتجاه معاد لمصالح الولايات المتحدة الأميركية (احتلال الكويت). في وقت كان فيه العراق معادياً ومحارباً لإيران، تقاطر عليه الدعم الغربي والشرقي والعربي، لأن مشروع محاربة ايران كان يخدم أطرافاً عديدة متناقضة ومتماثلة في آن. العراق اليوم قوّة ستنهض وإن تمّ تكسيرها عسكرياً عبر الإحتلال. والعراق بطبعه موطن العصبيات العشائرية والطائفية والإثنية، ويرى أن له حق الريادة في الخليج. هكذا كان العراق بنظر صدام ومن قبله الحكام السابقون، بل هذه رؤية العراقيين العاديين بشكل عام. تتغذّى طموحات العراق على ما لديه من قوة إقتصادية وبشرية وعسكرية. إن مكانته ونفوذه السياسي مرتبطان بالجيوبولتيك، ولهذا كان العراق منافساً لدول عديدة بما فيها سوريا والسعودية كقوتين سياسيتين في المنطقة. بعد إسقاط صدام، حرصت الولايات المتحدة وحليفاتها أن لا يكون للعراق جيشاً قوياً يكون بإمكانه حتى الدفاع عن حدوده. لكن العراق وهو ضعيف، ليس فقط غير قادر على حماية نفسه، بل بحاجة الى دعم خارجي (اميركي بالتحديد). وهذا لن يتم الى الأبد، فلا بدّ أن يستعيد العراق بعض عافيته، ويحمي حدوده، ويشتري شيئاً من الأسلحة التي يحتاجها. وفي أقلّ الظروف، فإن العراق بجيش ضعيف، لا يستطيع أن يوقف التهديدات الآتية من الخارج: ايرانية بنظر السعودية وأميركا؛ وسعودية بنظر عراقية. وحتى في هذه الحالة، فإن العراق بجيش غير مسلّح بالأسلحة الثقيلة يمكنه أن يهدد الأمن في دول الخليج الأخرى، كالكويت، إن أراد. المشكلة الأساس، ليست في إضعاف العراق عسكرياً، وجعله تابعاً؛ فهو كذلك بالفعل اليوم. المشكلة الحقيقية هي أن النظرة الخليجية والأميركية لازالت ـ رغم إسقاط صدام حسين ـ تعتقد أن العراق خطرٌ أمني على دول الخليج. وكأن وجود العراق بحدّ ذاته يمثل خطراً! وما يستتبع هذه الرؤية الخليجية من سياسات تجاه العراق، هي ما يزعج هذا الأخير: فالعراق يراد له أن يكون منبوذاً سياسياً ومحاصراً من كل الأطراف. ويراد من العراق أن يهمل تماماً في مسألة الترتيبات الأمنية في الخليج، الذي يُزعم بأنه بحاجة الى حماية. ولكن ممن؟ مرة يقول الخليجيون من إيران، ومرة أخرى من العراق، وقبلها من السوفيات، وهكذا! مع أن العراق بلد خليجي، ولكنه مرفوض أن يكون جزءً من مجلس التعاون الخليجي، ويتعاطى معه كبرّاني، كما يتعاطى معه كعدو، وفي أقل الأحوال كمنافس. لا يمكن تحقيق أمن خليجي بإخراج العراق من دائرة الترتيبات الأمنية الإستراتيجية؛ وبدخوله لا يعدّ العراق خطراً، خاصة إن كان تحت القبضة الأميركية. لكن السعودية لا تريد أي دور سياسي للعراق في محيطه الخليجي والعربي. كما أنها لا تريد أن يكون له أي دور في الترتيبات الأمنية، لأنه في هذه الحالة سيقلّص من نفوذ السعودية السياسي والعسكري بين دول الخليج. اي أن العراق قد يكون هو بطل المنطقة، والمدافع عنها، وهذا ما لا ترغب به السعودية. ولهذا السبب ـ أي التعاطي مع العراق كعدو ـ لم تشأ السعودية إلا تعويق تأهيل العراق سياسياً، وعمدت الى محاصرته، بل وعدم الإعتراف به، وهي حتى اليوم لم تفتح سفارتها فيه! وزيادة على ذلك، تريد السعودية تعويق العراق اقتصادياً حتى لا يقوم على قدميه. وهي متخوفة من عودة العراق لتصدير حصته المقررة من أوبك من النفط، وهي الحصة التي لم ينتجها ويصدرها بسبب الظروف الأمنية وتآكل المنشآت النفطية فضلاً عن التخريب الذي قامت به القاعدة ومصدرات السعودية من التكفيريين الى العراق. بل أن السعودية قلقة من تصاعد أسعار النفط، لأن ذلك يوفر للعراق ـ كما إيران ـ إمكانات مالية تعيد له الحيوية، وتجعل النظام السياسي مسترخياً بقدر كبير. وهذا ما يفسر زيادة الإنتاج السعودي من النفط الى مستويات غير مسبوقة، دعماً للنظام الإقتصادي الغربي المتهاوي من جهة؛ وضرباً لإقتصاديات الدول المعادية أو المنافسة كما في ايران والعراق. وفي هذا الإطار، فإن السعودية هددت عدداً من الشركات النفطية الغربية من تطوير الحقول النفطية العراقية، وقدّمت بعض الإغراءات البديلة شرط التخلّي عن الإستثمار في العراق. ![]() ونأتي هنا الى الهدف السعودي ـ الخليجي ـ الأميركي؛ فبقاء القوات الأميركية في العراق، يعدّ ضامناً أساسياً من أن الأخير لن يتغوّل في المستقبل، من خلال التحكّم بسياساته الأمنية والعسكرية، ومن خلال الضغط السياسي أيضاً. إذا ما خرجت القوات الأميركية من العراق، فإن أحداً لا في السعودية ولا في غيرها من دول الخليج، أو حتى الدول المجاورة التركية والإيرانية والسورية، يستطيع أن يمنع العراق من تأهيل نفسه عسكرياً وأمنيّاً. وبسبب الموقف السعودي المعادي للعراق، لا يستطيع أحدٌ أن يتنبّأ تماماً بردّ الفعل العراقي ـ المتحرر من أسر الضغط الأميركي العسكري ـ تجاه السياسات الخليجية الأمنية والسياسية والعسكرية. وقد خبرت دول الخليج جميعاً تحفّز العراق، وإمكانية رد فعله السلبي ضدّها. ابتداءً مع الكويت فيما يتعلق بالديون المترتبة منذ عهد صدام حسين ورفضها التنازل عنها؛ ومن خلال رد الفعل على التصويت الكويتي على مسألة إخراج العراق من (الفصل السابع)، أو من خلال رد فعل العراق وقواه السياسية على مسألة مشروع الكويت لبناء ميناء مبارك الكبير، والذي يعتقد أنه سيخنق العراق اقتصادياً واستراتيجياً. ردود الفعل تلك، قابلها ردٌ كويتي رسمي متحفّظ ومحدود، فيما قام النواب السلفيون المرتبطون بالسعودية، بالتحريض على معاداة العراق، وقابلوا أمير الكويت، الذي قال له بأنهم جهلة بموازين القوى؛ وأن مقتدى الصدر وعشرين ألفاً من ميليشياته قادرة على احتلال الكويت! والبحرين، خبرت رد الفعل العراقي الشعبي والرسمي والديني، فيما يتعلق بالثورة القائمة ضد نظام الحكم هناك، ما دعا البحرين لإيقاف طيرانها (طيران الخليج) من التواصل مع مطار بغداد، ومثله مطار بيروت، ومطار طهران، في نزعة لا تخلو من الطائفية، وإن كان القرار في غير صالح البحرين اساساً لا سياسياً ولا اقتصادياً. وحتى السعودية، فإنها ـ بسبب سياساتها المعادية للعراق سابقاً ولاحقاً حتى الآن ـ تعلم أن الأغلبية الساحقة من العراقيين يكنّون لها عداءً شديداً، بسبب عملها التخريبي الداخلي، وهي ـ أي السعودية ـ قد استبقت الأمر منذ سنوات، وتعاقدت على بناء سور أمني ـ غير مسبوق في التاريخ البشري ـ يكلف عشرات المليارات من الدولارات، يحجز العراق بحدوده المتسعة مع السعودية. باختصار: فإن السعودية وقطر بشكل خاص، فضلاً عن الكويت والإمارات، واللاتي ناصبت العراقيين العداء، المكشوف حيناً والمبطن في أحايين كثيرة، تعتقد بأن خروج القوات الأميركية من العراق، سيؤدي الى زيادة التهديد العراقي لدول الخليج، وأن وجود تلك القوات هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة لإبقاء العراق غير مؤهل وغير قادر على القيام بأي تهديد، وبأي عمل دون الرغبة الأميركية. أيضاً فإن الولايات المتحدة تشعر ـ ضمن الظروف السياسية القائمة ـ بأن العراق يمكن أن يخرج من سجن الماضي الصدّامي، ويبدأ بممارسة دوره الأمني، وبالضرورة السياسي، على نطاق واسع، وبشكل قد يعقّد الإستراتيجية الأميركية في المنطقة الخليجية، وقد يؤذي حلفاءها ويضرّ بنفوذهم السياسي والأمني (السعودية بشكل خاص). 2/ القضية السياسية: بدخول القوات الأميركية واحتلالها لأراضيه، خرج العراق من المعادلة السياسية الإقليمية والعربية بشكل شبه كامل. العراق كان مشغولاً بنفسه، ولم تكن له سياسة خارجية، وأنّى تكون له سياسة خارجية وبريمر يدير الدولة العراقية برمتها؟ وكيف تكون له سياسة مستقلة في الأساس، وهو مشغول بالجزء الأمني والمفخخات المصدّرة من سوريا والسعودية؟ زد على ذلك، لم تكتمل في السنوات الأولى العملية السياسية، فلا دستور موجود، ولا برلمان منتخب، ولا مجالس محلية، ولا حكومة قائمة تبعاً لذلك، فضلاً عن أن القرار السياسي والإقتصادي والأمني والعسكري وغيره، كان في مجمله بيد المحتل الأميركي ومستشاريه. شيئاً فشيئاً، استكمل العراق بنيته الدستورية، وبصعوبة بالغة تخطّى المشاكل الأمنية الكبرى، وظهرت حكومة عبر الإنتخابات، وجرت عملية المحاصصة (التوافقية) بين الكتل السياسية، وبدأت الدولة تسيطر على جزء كبير من الوضع الأمني، وتتسلم الأمن داخل المدن، وغير ذلك. من البديهي هنا، أن ينتقل تطور الوضع الى الجانب السياسي، حيث فتحت السفارات أبوابها، العربية والأجنبية، ولكن العقل الرسمي العراقي كان مشغولاً بالصراع الداخلي على الحكم، وعلى توفير متطلبات الحياة الأولية للسكان من الخدمات، وعلى توفير الحدّ الأدنى من الأمن. هنا، لم تتسابق الدول العربية لفتح سفاراتها، فبعض تلك الدول لم تجد نفسها معنيّة بما يجري، وبعض الدول الأخرى كانت شريكاً في تخريب الوضع الأمني الداخلي: سوريا والسعودية وقطر ودول خليجية أخرى. ومصر ـ مبارك ـ كانت مجرد ملحق للسياسة السعودية. لكن خلال السنوات الأربع الماضية، افتتحت معظم السفارات، بما فيها سفارات خليجية، وبقيت دولتان رائدتان في المعارضة هما: مصر والسعودية (وقطر كملحق). مصر تراجعت وفتحت سفاراتها بإغراءات اقتصادية عراقية كبيرة. أما السعودية فرفضت كل العروض، ولم تفتح سفارتها حتى اليوم، ومثلها قطر التي جنّدت الجزيرة لخدمة السياسة الخاصة بها، والتي كانت في جوهرها طائفية أيضاً. ![]() العراق المقيّد بالإحتلال، وبمشاكله الداخلية، استكمل الجزء الأكبر من شرائط بقاء نظامه السياسي، رغم كل المعوقات؛ وتطلّع الى تقوية علاقاته بالدولة العربية عبر الجامعة العربية (التي كان دائم المشاركة في اجتماعاتها)، وعبر التواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي. وفي وقت الأزمات، وفيما كان العراق بحاجة الى الدعم السياسي، حجبت السعودية عنه ذلك، وأشغلته امنياً وسياسياً بالصراعات واللعب على القوى السياسية واختلافاتها (علاوي كان الأثير للسعودية وربما لازال كذلك). كانت السعودية تطمح لإسقاط النظام في العراق، وإعادة عقارب الساعة للوراء، وإلغاء النظام السياسي الإنتخابي التوافقي برمته. ومثل هذا الحلم كان مستحيل التحقّق، فلا الأميركيون كانوا يقبلون بذلك، ولا إيران ولا تركيا. وقد اكتشفت السعودية استحالة ذلك خلال العام الماضي، حيث كانت آخر محاولاتها! لكن السعودية وإن لم تحقق ما تريد، فإنها كانت تستهدف أيضاً، إبقاء العراق مشغولاً بنفسه أطول مدّة ممكنة. بحيث لا يتطلع الى ممارسة أي دور سياسي خارج محيطه، وإبقاء النخب الحاكمة في العراق، في حال تصارع مستمر. فهذا هو الضمان لبقاء السعودية ونفوذها في المنطقة الخليجية، وتفرّدها ـ مع مصر ـ بقيادة حلف الإعتدال. الولايات المتحدة من جانبها كانت تضغط على الساسة العراقيين ـ ولا تزال ـ بانتهاج سياسة معتدلة تجاه السعودية، وعدم الإصطدام معها، مهما بدر منها من تجاوزات واعتداءات ومؤامرات. وقد استجاب العراقيون لذلك. وفي نفس الوقت، حاول العراق ان يشق له طريقاً سياسياً يتواصل في الحدود الدنيا مع عالمه العربي؛ ولكن حين حانت استضافته للقمة العربية، تمّ تأجيل ذلك لعام كامل، ليس فقط بسبب ربيع الثورات العربية، وانشغال الأنظمة المستبدة بها، وإنما أيضاً بسبب أن عدداً من الدول العربية الخليجية بالذات، أعلنت أنها لا تريد أن تشارك في القمّة إن كانت ستعقد في بغداد! استمرار التواجد العسكري الأميركي يعطّل مفاعيل السياسة الخارجية العراقية، ويحدّ من ممارسة العراق لدوره الذي اعتاد على ممارسته. وقد جاءت إشارة منذرة للسعودية حين وقف العراق مندداً بقمع الثورة في البحرين، فقال الخليجيون والأميركيون: إن كان العراق وهو واقع تحت الإحتلال غير قابل للضبط الكامل!، فكيف به إن تفلّت من ذلك الإحتلال وانسحبت القوات الأميركية؟! استمرار بقاء القوات الأميركية يضمن تعويقاً لدور العراق الإقليمي وعلى مستوى المنطقة العربية، ويحدّ من تطلعات قادته للعب دور سياسي متميز اعتاد العراق على ممارسته منذ نشأته ككيان سياسي في بداية العشرينيات من القرن العشرين الميلادي. كما أن بقاء تلك القوات يعني إبعاد السعودية عن مزاحمة لاعب سياسي طالما سبب لها الإزعاج طيلة تاريخه، وطالما نافسها الزعامة، وطالما وقف أمام مخططاتها وسياساتها. القوات الأميركية يجب أن تبقى، وإلاّ تذرّر ما تبقى من نفوذ سعودي في المنطقة، بما فيها منطقة الخليج. إن دخول العراق كمنافس سياسي في الحلبة العربية والخليجية أمرٌ غير مقبول سعودياً وأميركياً. 3/ القضية الإستراتيجية: يمثل خروج القوات الأميركية من العراق انتصاراً ساحقاً لإيران. فحتى الآن، ورغم أنه ليس لدى إيران قوات عسكرية في العراق، فإنها اللاعب الأقوى في الساحة العراقية، وإن خروج القوات الأميركية يفسح المجال لإيران لتتمدد أكثر في العمق العراقي. هذه وجهة النظر الأميركية والسعودية. لا أحد من حلفاء أميركا يستطيع أن يحتلّ الفراغ الذي سيخلفه خروج تلك القوات ـ إن خرجت. ولا توجد أية دولة حليفة لأميركا، بما فيها السعودية والأردن وحتى تركيا، يمكنها معادلة النفوذ الإيراني في العراق. بالمنطق السعودي: إن خروج القوات الأميركية يعني تسليم العراق كاملاً لإيران! وفي هذا القول شيء من المبالغة، لكن لا شك أن النفوذ الإيراني سيتصاعد. ![]() السعودية اعتمدت في نفوذها على التواجد الأميركي الذي انتقدته لاحقاً حين فشل الأميركيون في صدّ النفوذ الإيراني رغم أنهم يحتلون العراق ويتحكمون في كل قراراته! وحين أُضعف النفوذ الأميركي في العراق، تألمت السعودية، ولكنها لم تؤسس لها نفوذاً موازياً يعتمد السياسة والحكمة، بل مضت على سياستها السابقة فأنتجت لها خسارة فادحة، وهامش مناورة ضئيل، وكل ما ترجوه السعودية اليوم ليس إيجاد موطئ قدم قوي لها في العراق، وإنما التخريب على النفوذ الإيراني الذي يتصارع مع أميركا وأياديه. حين فشلت السعودية في المنافسة وهي تخسر كل يوم منطقة نفوذ، كان آخرها تونس ومصر، بفعل الثورات العربية، وفي قادم الزمن ستخسر نفوذاً كبيراً في اليمن.. اعتبرت كل فشل حاق بها، مكيدة إيرانية، ومؤامرة رافضية، وحوّلت التنافس الإقليمي الى حروب طائفية، علّها تستعيد شيئاً من قوتها، أو تبعد عنها شروراً قد تتوقعها. وتقصدت السعودية ـ ضمن الإستراتيجية الأميركية ـ ضرب مفاصل القوة في النفوذ المنافس، فانفتحت المعارك ضد حزب الله، وضد حماس، وضد سوريا، وضد الحكم القائم في العراق، وحاولت تطويق العلاقات الطبيعية التي يفترض أن تقوم بين مصر وايران، وإدخال العامل التركي للمنطقة (ثم تأسفت على ذلك كونه ينهش من رصيدها وليس من رصيد ايران). خروج القوات الأميركية من العراق يعني للسعودية خسارة نهائية لها في بلد لم تحبّه يوماً منذ تأسيسه، لا في أيام ملكيته ولا جمهوريته ولا ديمقراطيته! وتقول السعودية، بأن إيران ستخسر عما قريب حليفها السوري، وبعدها سيُضرب حزب الله، وحسب كتابات سعوديين موالين في صحيفة الشرق الأوسط، فإن التحليل السعودي يقول بأن إيران تحاول أن تعوض خسارتها المحتملة في دمشق، بزيادة نفوذها في العراق ليكون بديلاً! ضمن الصراع الإستراتيجي الأميركي الإيراني في المنطقة، فإن السعودية قد حددت موقعها، ورأت أنها وحدها وبدون دعم أميركي كفؤ للمواجهة مع ايران، وقد تبيّن لها أنها مجرد برغي صغير في ماكنة الصراع الأكبر، وأنها ملحق وتابع، تجري عليه الخسارة والربح حسب موقع سيّده الأميركي. فإن كان الأخير متراجعاً في المنطقة تراجعت السعودية، وإن كان متقدماً تقدمت السعودية. ويمكن القول بأن واحداً من أسباب تراجع الدور السعودي في المنطقة هو تراجع الدور الأميركي نفسه. ينطبق الحال نفسه على إسرائيل. لاغرو إذن أن تجد اسرائيل والسعودية نفسيهما في معسكر واحد ويقومان بالتنسيق في عمل لوبيهما في واشنطن بهدف تحريض واشنطن على القيام بعمل عسكري مباشر ضد ايران. ولا غرو أيضاً، أن الطرفين ـ وإزاء الهزائم المشتركة ـ تجمعت قلوبهما، واتفق خطابهما السياسي على أن ايران هي الخطر الأكبر، حتى صار التواصل واللقاءات بين المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين أمراً اعتيادياً حتى على شاشات التلفزيون، كما فعل تركي الفيصل ذات مرة. في إطار الصراع الاستراتيجي الأميركي الإيراني، وحشر السعودية نفسها كعدو لإيران ـ وليس كمنافس فحسب ـ فإن مسألة إنهاء وجود القوات الأميركية في العراق أمراً خاطئاً، ويعني خسارة واضحة لأميركا وحليفتها السعودية، التي تعيش منذ عقد على الأقل ما يمكن تسميته بـ (العقدة الإيرانية). لن تخرج القوات واضح ان القوات الأميركية لن تخرج من العراق لأسباب شرحناها سابقاً. فالحماسة الأميركية للإنسحاب أواخر أيام بوش وبداية عهد أوباما لم تكن تعني قبول خسارة النفوذ الأميركي في ذلك البلد الذي خاضت أميركا فيه حرباً مكلفة مادياً ومعنوياً. كان الغرض خروجاً لا يعبّر عن هزيمة كاملة، ولا يؤدي الى تضييع مكسب محتمل. من المرجح أن تتفق القوى العراقية جميعها على التمديد للقوات الأميركية لخمس سنوات أخرى، بحيث يحدد عديدها ومهامها. ليس هناك في العراق من يريد أن يحمل لوحده عار قرار بقاء تلك القوات! إذن. فلتتقاسم تلك القوى ذلك العار! وحده التيار الصدري، أقوى الأحزاب شعبية، وصاحب أكبر قوة برلمانية، يرفض التمديد. البقية تتذرّع بأمور مختلفة: السنّة يقولون بأن خروج القوات الأميركية سيؤدي الى سيطرة كاملة للشيعة، ونفوذ إيراني كبير. بعض الشيعة يقولون بأن من الضروري للعملية السياسية أن تستقر قبل خروج القوات الأميركية، وإلا فإن النظام السياسي سينهار بالإقتتال الداخلي. شيعة آخرون وأكراد يقولون بأن العراق اختار أن يقيم علاقات متوازية بين المتنافسين: إيران وأميركا. وإنّ تفرّد أحدهما بالعراق يعني الإضرار بمستقبله. الحقيقة أن الشعب العراقي شعب صعب، وسياسيوه لا يقلّون صعوبة، إن لم نقلْ شراسة. لا أحد يستطيع أن يستحوذ على القرار العراقي، سواء بالدعم الخارجي أو بغيره. لو كان النفوذ الإيراني بتلك القوة، كما تقول السعودية، إذن لكان باستطاعتها أن تقنع القوى العراقية (الكردية والشيعية بشكل خاص) بعدم التصويت لصالح بقاء القوات الأميركية. هذا لن يحدث فيما نظن. لكن السياسة الطائفية للسعودية تعتقد بأن كل شيعي هو عميل لإيران، حتى وإن كان في مقام الرئاسة الأولى، وفي بلد أكثره من الشيعة!! العمالة لأميركا ليست تهمة أو عيباً، بل العيب هي العمالة (المحتملة) لإيران! بالطبع فإن ايران استبقت الأمر للضغط على القوات الأميركية بالإنسحاب. 18 قتيلاً اميركياً سقطوا في العراق كحصيلة لشهر يونيو الماضي فقط. وكلهم قتلوا على يد مجموعات مقاومة شيعية، تقول واشنطن أن لها صلة بإيران (عصائب الحق المنشقّة عن التيار الصدري)، وقد هدد وزير الدفاع الأميركي في 8/7/2011 بمهاجمتها منفرداً، وبدون إذن الحكومة العراقية، واتهم إيران بأنها وراء هذا التحول، حيث تمتعت القوات الأميركية خلال عامين كاملين بخسائر محدودة جداً. تريد إيران من واشنطن أن ترحل، لأسباب خاصة بها، فالوجود الاميركي في العراق المجاور أمرٌ مقلق للأمن الإستراتيجي الإيراني. عشرات الألوف من القوات الأميركية على الحدود الإيرانية الغربية، ومثلهم على الحدود الشرقية الأفغانية، لا بدّ ان يثير القلق. الوجود الأميركي في الخليج عامة غير مرحب به ايرانياً، فهو وجود يمنع ايران من ممارسة دورها كقوة إقليمية عظمى كما كانت من قبل. فضلاً عن أن الوجود الأميركي المرحب به من قبل دول الخليج، لم يوفر لهذه الأخيرة الأمن والإستقرار، رغم تواجد القواعد الأميركية العديدة، وقيادة الأساطيل البحرية الأميركية (قيادة الأسطول الخامس في البحرين). لكن التحرشات الإيرانية لن تفضي الى قرار لصالح الإنسحاب الأميركي الكامل، حسب المعطيات الحالية. وفي المقابل، فإن الوجود الأميركي في العراق قد يتحوّل الى رهينة فيما لو تصاعد الوضع في المنطقة، أو تمت مهاجمة ايران، وفق أسوأ السيناريوهات. ستحقق السعودية ودول الخليج ما تريد، اي ستبقى القوات الأميركية في العراق. ولكن: هل يعني هذا أن السعودية ستستعيد ليقاتها، ومجدها الغابر، ونفوذها الآخذ بالتلاشي؟ لا نظن ذلك! العراق، كما إيران، باقيان في المنطقة، وهما أكبر دولتين مطلتين على الخليج. وقد أثبتت الوقائع التاريخية أن لا أمن في الخليج بدونهما، فكيف يكون باستعدائهما؟! وأثبتت الوقائع لمن يتدبر، بأن زيادة التواجد الأميركي في المنطقة لم يزدها إلا قلقاً وخوفاً، ولم يهدّيء من روع الحلفاء، رغم الأساطيل والقواعد المنتشرة. أميركا والسعودية خلقت أعداءً وهميين، بينما هم في أقصى الحالات: منافسين سياسيين للسعودية ونفوذها. وها هي الأخيرة تخسر مواطن نفوذها الواحد تلو الآخر، ويبقى السؤال: الى متى ستبقى الإستراتيجية السعودية ـ الخليجية معلّقة على العم سام؟! |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() https://www.alhejazi.net/seyasah/0110504.htm |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الكلام الصادق. |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc