أستـــــــــاذي لا تجرحنـــــــــــــــــــــــي

[فارس الجزائري]

السلام عليكم
من العقاب الغير مبرر مهما كان سببه هو شتم التلميذ أو إسماعه كلمات تجرحه، كأن تنعته بأوصاف لا تليق به باعتباره من بني البشر أو كأن تضعه في خانة الفاشلين بعبارات تخرج عن الفصحى إلى الدارجة فتتخذ في نفسه موقعا يجعله يكره الدراسة والمدرسين كقولك: انتاجك راهم طلعوا، راك كبير، امبوشي ما تعرفش تقرا ماكش مربي، إلى آخره من العبارات التي تنقص من عزيمة التلميذ عوض أن ترفع من مستواه.
تربويا ونفسيا يجب معاملة التلميذ بما يدفعه للدارسة ويفتح الأفق أمامه إلى ابعد الحدود،فالأفكار إن تم تكرارها تصبح أفعالا، والأفعال تصبح عادات والعادات تصبح طباعا.
فإن كررنا الفكرة السلبية المرتبطة بالفشل والرسوب وغيرها فإن التلميذ ستؤثر عليه فيجعلها شغله الشاغل وبتالي ستكرس عنده طباعا تتمثل في عدم الانتباه والتركيز باعتبار أن الفشل قد أصبح نتيجة حتمية مستقبلا فلا داعي لبذل الجهد في الاجتهاد.
أما الفكرة الايجابية المحفزة تعزز عنده القدرة على العمل والمثابرة لأنه سيرى أن النجاح ممكن وهو نتيجة حتمية في المستقبل إن اجتهد وعمل على تحقيق الهدف.
وهذا لن يكون بالكلام المثبط ولن يكون في ليلة وضوحها بل بتكرار الجمل المحفزة دائما في كل حين، ودفع التلميذ للمشاركة وتشجيعه عليها في جو حركي تنافسي بعبارات ايجابية وقوية.
مع مرور الوقت ستجد أنك قد صنعت تلميذا مجتهدا حتى وان لم تكن نتيجته على الورق تعكس ذلك لكنه في الميدان له رغبة قوية سيعمل مستقبلا على تطويرها حتى يجد طريقه للنجاح.
فرجاء يا أستاذي لا تجرحني بل علمني وحفزني وخذ بيدي
إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأمر من الصبر وأحر من الجمر
وإن القلوب مزارع فزرع فيها أطيب الكلام فإن لم ينبت كله نبت بعضه
من حمل مالا يطيق عجز ومن أعجب بنفسه هلك ومن تكبر على الناس ذل ومن لم يشاور ندم ومن جالس العلماء علم ومن قل كلامه سلم.