السلام عليكم
ورغم أن مصطلح التراث (legacy ) في الحضارة الغربية المعاصرة تسمى بالمخلفات الحضارية والثقافية والدينية؛ فإن الروح العلمانية (غير الدينية ) المهيمنة على الفكر الغربي الحديث جعلته لا يميز بين الدين وبقية الإرث الحضاري؛ بل هو يتعامل مع التراث على سواء بين ما مصدره الإنسان الصانع لهذا الفكر و المنهج العلماني و ما مصدره الإله الخالق،وما يرتبط بالوحي و السنة الشريفة الشارحة لهذا القران الكريم ؛ فحسب التفكير العلماني الغربي فكل ثرات روحي ديني يتوجب اخضاعه لعملية النقد والانتقاء والقبول والرفض، ويخضع الدين لهذا المنهج دون أية قداسة.
و منه يكون الدين تراثاً ضمن الظلال العلمانية الغربية التي أحاطت بمصطلح ((الثراث الديني ))، واذا كان الفكر الكنسي المستمد من الكتاب المقدس قد انهار مع انهيار سلطة الكنيسة في العالم الغربي في العصور القديمة فاءن الصراع المحتدم بين محاولة العلمانيين اخضاع الفكر الغربي لمفهوم التراث الديني المستمد من القران الكريم و السنة الشريفة يجعل السؤال مطروحا.
اذا كانت النظريات العلمية في العالم الغربي تخضع لمنطق النقد والانتقاء والقبول والرفض، ويخضع الدين لهذا المنهج دون أية قداسة ومع انتشار الفكر العلماني في البلدان المسلمة انتشر الفكر الداعي الى ضرورة اخضاع الفكر الديني المستمد من الكتاب و السنة للمنهج النقد و الانتقاء بقبول او الرفض وفق فكر و منهج الفكر الغربي وفق اعادة تحديث الفكر الاسلامي حسب تطورات الحضارة العالمية الغربية. فهل يمكن ان ينجح هذا التصور في اخضاع الكتاب و السنة للمنهج الغربي في ظل انتشار من يدعوا الى ذلك ؟
نرجوا من الاخوة مناقشة الموضوع مع احترام ابجديات النقاش الهادف و شكرا.