كلمة حق عند سلطان جائر
حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد القارىء، حدثنا الأوزاعي، قال: بعث عبد الله بن علي إلي، فاشتد ذلك علي، وقدمت، فدخلت، والناس سماطان(يعني صفان) فقال: ما تقول في مخرجنا وما نحن فيه؟؟ قلت: أصلح الله الأمير!! قد كان بيني وبين داود بن علي مودة قال: لتخبرني فتفكرت، ثم قلت: لأصدقنه واستبسلت للموت، ثم رويت له عن يحيى بن سعيد حديث (( الأعمال)) وبيده قضيت ينكت به، ثم قال: يا عبد الرحمن ما تقول: في قتل أهل هذا البيت؟؟ قلت: حدثني محمد ابن مروان، عن مطرف بن الشخير، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(( لا يحل قتل المسلم إلا في ثلاث.... وساق الحديث)) فقال: أخبرني عن الخلافة وصية لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟ فقلت: لو كانت وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك علي رضي الله عنه أحدا يتقدمه. قال: فما تقول في أموال بني أمية؟؟ قلت: إن كانت لهم حلالا، فهي عليك حرام، وإن كانت عليهم حراما، فهي عليك أحرم، فأمرني، فأخرجت .
فقال الذهبي رحمه الله معلقاً على كلامه: قد كان عبد الله بن علي ملكا جبارا، سفاكا للدماء، صعب المراس، ومع هذا فالإمام الأزواعي يصدعه بمر الحق كما ترى، لا كخلق من علماء السوء، الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف، ويقلبون لهم الباطل حقا قاتلهم الله أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق.
[ السير 7/124-125]