خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-09, 19:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني


قصة التتار من البداية ......إلى عين جالوت



مقدمة الكتاب
إن الحمد لله نحمده و نستعين به و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل الله فلا هادي له ....
أما بعد ...
فإن الله عز وجل من رحمته بخلقه أنه ثبت لهم في الأرض سننا لا تتغير ولا تتبدل .. بهذه السنن تستقيم حياة الناس.. وعليه يعتمد الخلق في حركاتهم و سكناتهم.. ولو كان لكل زمان سنّة أو لكل مكان سنّة تختلف عن غيرها لاضطربت حياة الناس و لضاعت كل الخبرات السابقة..
لكن بفضل الله الخبرات السابقة لا تضيع.. و ما حدث معك بالأمس يتكرر اليوم.. و ما يحدث معك اليوم سيتكرر غدا.. و هكذا إلى يوم القيامة .
ومن هنا جاءت أهمية دراسة التاريخ..
فالأحداث السابقة تتكرر دائما و بصورة تكاد تكون متطابقة فليس هناك جديد على الأرض.. فإذا درسنا التاريخ و عرفنا أن حدثا ما قد مر قبل ذلك و كانت فيه نفس الظروف و الملابسات التي تواكب حدثا نعيشه الآن فإننا نستطيع أن نستنتج النتائج فإن كان الحدث هزيمة مخزية تجنبنا أخطاء السابقين فلا نصل إلى هزيمة كهزيمتهم...
دراسة التاريخ بهذه الطريقة تجعل التاريخ حيا ينبض.. أنت تقرأ لتتفاعل لا لمجرد التسلية أو دراسة الأكاديمية البحتة.. دراسة التاريخ بهذه الصورة لها هدفها الواضح و هو البحث عن العبرة.. وهو ما ذكره الله عز وجل في كتابه عندما قال:" لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب.."
ولهذا السبب جعل الله عز وجل ثلث القرآن قصصا, حتى يستقرئ المسلمون سنن الله عز وجل في الأقوام السابقين.. وليعلموا حتما أن هذه السنن ثابتة.. فيستطيعوا توقع الشيء قبل حدوثه ومن ثم الاستفادة منه ولا يأتي هذا إلا بالتفكير العميق في كل قصة و دراستها من كل زاوية و لهذا يقول الله عز وجل:" فاقصص القصص لعلهم يتفكرون.."
و بين أيدينا الآن حدث من الأحداث الهامة في تاريخ المسلمين بل وفي تاريخ الأرض بصفة عامة..
وهو حدث ظهور قوة جديدة رهيبة على سطح الأرض في القرن السابع الهجري..وقد أدى ظهور هذه القوة إلى تغييرات هائلة في الدنيا بصفة عامة و في الأرض بصفة خاصة.
تلك القوة هي "دولة التتار !"
و قصة التتار عجيبة حقا.. عجيبة بكل المقاييس.. ولولا أنها موثقة في كل المصادر و بصورة تكاد تكون متطابقة في كثير من الأحيان لقلنا انها خيال أو أغرب من الخيال..
القصة عجيبة لأن التغيير فيها من ضعف إلى قوة أو من قوة إلى ضعف لم يأخذ إلا وقتا يسيرا جدا.. فما هي إلا أعوام قليلة جدا حتى يعز الله دولة و يذل أخرى !!
" قل اللهم مالك الملك.. تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير"..
و القصة عجيبة أيضا للمبالغة الشديدة في الأحداث: المبالغة في الأرقام في كل حدث.. المبالغة في أعداد القتلى و في أعداد الجيوش و في أعداد المدن المنهارة و في مساحات البلاد المحتلة و في أعداد الخيانات و أسلوبها.....
كما أن القصة عجيبة لشدة التطابق بينها و بين واقعنا الآن..
و سبحان الله!!!
وقد أراد الله عز وجل أم يوضح لنا حقيقة ثبات السنن و تكرار التاريخ .. فجعل الأحداث التي تمر بها أمتنا في وقتنا هذا تكاد تكون مطابقة مع الأحداث التي جرت على سطح الأرض في القرن السابع الهجري... ولو بحثنا في التاريخ فسنجد تطابقا مع أحداث أخرى كثيرة.. و لكن وقع اختياري على هذا الحدث بالذات لأنه يدور في نفس المنطقة التي تدور فيها الآن أحداث هامة جدا بالنسبة للعالم الإسلامي...و من ثم يستطيع القارئ بسهولة أن يربط بين التاريخ و الواقع و يستطيع بسهولة أيضا أن يستقرئ سنن الله عز وجل في أرضه و في خلقه...
و ليس الغرض من هذه الصفحات هو الدخول في كل التفاصيل و البحث عن كل موقف. فهذا يطول شرحه ولكن فقط سنمر على الأحداث في عجالة نبحث فيها عن مواطن العبرة... وعن أوجه الشبه بينها وبين زماننا المعاصر..ونحلل بسرعة الأسباب الهزيمة و أسباب النصر.. ومن أراد أن يستزيد فليعد إلى المراجع الكثيرة العظيمة التي تزخر بها المكتبة الإسلامية..
و الله أسأل أن ينفعنا بكل صفحة و كل كلمة بل بكل حرف في هذه القصة العجيبة....

ظهور التتار

ظهرت قوة التتار في أوائل القرن السابع الهجري..و حتى نفهم الظروف التي نشأت فيها هذه القوة لابد من إلقاء نظرة على الأرض في ذلك الزمان...
الناظر إلى الأرض في ذلك الوقت يجد أن القوى الموجودة كانت متمثلة في فئتين رئيسيتين:
أما الفئة الأولى فهي أمة الإسلام...
المساحات الإسلامية في هذا الوقت كانت تقترب من نصف مساحات الأراضي المعمورة في الدنيا..
كانت حدود البلاد الإسلامية تبدأ من غرب الصين و تمتد عبر آسيا و أفريقيا لتصل إلى غروب أوروبا حيث بلاد الأندلس..
وهي مساحة شاسعة للغاية لكن وضع العالم الإسلامي كان مؤلما جدا.. فمع المساحات الواسعة من الأرض ومع الأعداد الهائلة من البشر و مع الإمكانيات العظيمة من المال و المواد و السلاح و العلوم.. و مع كل هذا إلى أنه كانت هناك فرقة شديدة في العالم الإسلامي و تدهور كبير في الحالة السياسية لمعظم الأقطار الإسلامية.. و الغريب أن هذا الوضع المؤسف كان بعد سنوات قليلة من أواخر القرن السادس الهجري حيث كانت أمة الإسلام قوية منتصرة متحدة رائدة.. و لكن هذه سنة ماضية:"وتلك أيام نداولها بين الناس.."
و لنطلق نظرة على العالم الإسلامي في أوائل القرن السابع الهجري:
1_ الخلافة العباسية: وهي خلافة قديما جدا فقد بعد سقوط الدولة الأموية العظيمة سنة 132 هــــ.. وكانت في مطلع القرن السابع الهجري قد ضعفت جدا حتى أصبحت لا تسيطر حقيقة إلا على العراق و تتخذ من بغداد عاصمة لها منذ سنة 132 هجرية....و حول العراق عشرات من الإمارات المستقلة استقلالا حقيقيا عن الخلافة و إن كانت لا تعلن نفسها كخلافة منافسة للخلافة العباسية. فتستطيع القول إن الخلافة العباسية كانت "صورة للخلافة" وليست خلافة حقيقية..
و كانت كالرمز الذي كان يحب المسلمون أن يظل موجودا حتى و إن لم يكن له دور يذكر.. تماما كما يبقي الانجليز الآن على ملكة انجلترا كرمز تاريخي فقط دون دور يذكر لها في الحكم بخلاف الخليفة العباسي الذي كان يحكم فعليا منطقة العراق باستثناء الأجزاء الشمالية منها.
و كان يتعاقب على حكم المسلمين في العراق خلفاء من بني عباس حملوا الاسم العظيم الجليل:" الخليفة" (في هذه الفترة من القرن السابع الهجري) ما اتصفوا بهذا الاسم أبدا ولا رغبوا أصلا في الاتصاف به فلم يكن لهم من هم إلا جمع المال و توطيد أركان السلطان في هذه الرقعة المحدودة من الأرض.. ولم ينظروا نظرة صحيحة أبدا إلى وظيفتهم كحكام.. لم يدركوا أن من مسؤولية الحاكم أن يوفر الأمان لدولته ويقوي من جيشها ويرفع مستوى المعيشة لأفراد شعبه و يحكم في المظالم ويرد الحقوق لأهلها و يجير المظلومين و يعاقب الظالمين و يقيم حق الله عز وجل على العباد و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و يدافع عن كل ما يتعلق بالإسلام و يوحد الصفوف و القلوب.
لم يدركوا هذه المهام الجليلة للحاكم المسلم, كل ما كانوا يريدونه فقط البقاء أطول فترة ممكنة في كرسي الحكم, وتوريث الحكم لأبنائهم و تمكين أفراد عائلتهم من رقاب الناس, و كذلك كانوا يحرصون على جمع الأموال الكثيرة و التحف النادرة و يحرصون على إقامة الحفلات و الساهرة و سماع الأغاني و الموسيقى و الإسراف في اللهو و الطرب.
حياة الحكام كانت حياة لا تصلح أن تكون لفرد من عوام الأمة الإسلامية فضلا عن أن تكون لحاكم أمة الإسلام...

لقد ضاعت هيبة الخلافة و تضاءلت طموحات الخليفة...
كانت هذه هي "الخلافة" العباسية في أوائل القرن السابع الهجري..
2_ مصر و الشام و الحجاز و اليمن: كانت هذه الأقاليم في أوائل القرن السابع الهجري في أيدي الأيوبيين أحفاد صلاح الدين الأيوبي و لكنهم للأسف لم يكونوا على شاكلة ذلك الرجل العظيم..
بل تنزعوا الحكم فيما بينهم و قسموا الدولة الأيوبية الموحدة (التي هزمت الصليبيين في حطين هزيمة منكرة) إلى ممالك صغيرة متناحرة !!!
فاستقلت الشام عن مصر, واستقلت كذلك كل من الحجاز و اليمن عن الشام ومصر بل وقسمت الشام إلى إمارات متعددة متحاربة! فانفصلت حمص عن حلب و دمشق..وكذلك فلسطين و الأردن و ما لبثت الأراضي التي كان حررها صلاح الدين من أيدي الصليبيين أن تقع من جديد في أيديهم بعد هذه الفرقة لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!
3_بلاد المغرب العربي و الأندلس: كانت تحت إمرة "دولة الموحدين" وقد كانت في ما سبق دولة قوية مترامية الأطراف تحكم مساحة تمتد من ليبيا شرقا إلى المغرب غربا, و من الأندلس شمالا إلى وسط أفريقيا جنوبا.. ومع ذلك ففي أوائل القرن السابع الهجري كانت الدولة قد بدأت في الاحتضار.. و خاصة بعد موقعة "العقاب"
الشهيرة سنة 609 هجرية و التي كانت بمثابة القاضية على هذه الدولة الضخمة دولة الموحدين.








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-01-09, 20:01   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
amine155
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hot News1

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-10, 00:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
dmd39
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dmd39
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

من هم التتر؟
التتار شعب بدوي يعيش على أطراف صحراء غوبي بأطراف بلاد الصين وهم سكان براري، ومشهورون بالشر والغدر، حياتهم رعوية، ونظامهم قبلي، يطيعون رؤساءهم طاعة كبيرة، ويحبون الحرب والسلب ويعبدون الكواكب، ويسجدون للشمس أثناء شروقها، ويأكلون لحوم جميع الحيوانات حتى الكلاب، وتنتشر عندهم الإباحية، وتعرف ديانتهم القديمة بالشامانية، يقدمون الأضاحي لبعض الحيوانات الشريرة ويقدسون أرواح الأجداد.
والتتار هم أصل القبائل المتفرعة عنهم جميعًا من مغول وترك وسلاجقة وغيرهم ، وقد يكون سيطرة قبيلة المغول على التتار في مرحلة من مراحل تاريخها هو الذي جعل اسم المغول يطلق على الجميع. وهناك من يقول: إن التتار والمغول أخوان، وقد سيطر المغول مع الفرعين عندما قام جنكيز خان يدك الدول. وعلى كلٍّ، فإن كلمة تتار اليوم تطلق على القبائل الموجودة في روسيا وسيبريا وشبه جزيرة القرم. على حين تطلق كلمة المغول على القبائل الموجودة في الصين وأفغانستان. وكان المغول هم المسيطرون أيام جنكيز خان واسمهم يعم القبائل جميعها، والتتار هم الذين سيطروا أيام تيمورلنك وشمل أسمهم القبائل كلها.
جنكيز خان
كان جنكيز خان ذا همة عالية وكان قومه متفرقين مغلوبين من منافسيهم من التتر، فعمل على لم شعثهم فنجح في ذلك فحارب جميع القبائل التركية وانتصر عليهم جميعًا، بعد حروب شديدة، وكون مملكة واسعة مسكونة بتلك الأمم التي لا يعلم عددها إلا الله، وعاصمة ملكه مدينة قراقروم.
ثم فكر في وضع قانون لهذه الأمة العظيمة، يكون لهم دينًا يسيرون على مقتضاه، فوضع لهم (اليساق) أو (إلياسة)، وهي كتابهم الذي يرجعون إليه في معاملاتهم وأحكامهم، وكانت عندهم كالقرآن عند المسلمين.
أسباب اتجاه التتار إلى البلاد الإسلامية
يقول المؤرخون: إن الخلاف الذي قام بين الخليفة الناصر وخوارزمشاه علاء الدين تكش، جعل الخليفة يستدعي التتر للخروج إلى مملكة خوارزمشاه كي ينشغل بهم عن مراده أن تكون السلطنة له.
لم يكن الخليفة يقصد ما تبع فعلته من أحداث، كان كل ما يريد هو ألا يعود من جديد نفوذ لغير دولة الخلافة، ولم يكن الخليفة كذلك يظن أن التتار بهذه القوة، وأن خوارزمشاه بهذا الضعف.
والحقيقة أن جنكيز خان لم يكن يرى أن ذلك سبب كاف للهجوم على دولة خوارزمشاه، وكان هناك وفاق بينه وبين خوارزمشاه، حتى كانت سنة 615هـ لما سافر تجار من بلاد جنكيز خان حتى وصلوا إلى بلدة بثغر خوارزمشاه بساحل سيمون، وبها والٍ من قبل خوارزمشاه، فلما ورد عليه هؤلاء التجار وكانوا زهاء 400 نفس ومعهم أموال جسيمة، طمع ذلك الوالي في أخذ أموالهم، فأرسل قاصدًا إلى خوارزمشاه يخبره أن جواسيس جنكيز خان قد قاموا في زي تجار، فأمره بقتلهم وأخذ أموالهم، ففعل.
فلما بلغ ذلك جنكيز خان أرسل إلى خوارزمشاه أن يبعث إليه الوالي الذي فعل هذه الفعلة ليقتص منه، ولكن خوارزمشاه قتل الرسول مما دعا جنكيز خان للخروج لمحاربته.
وبدأ خوارزمشاه بالعدوان وهجم على بلاد عدوه فلقي هناك جموعًا قليلة، إذ كانوا يحاربون أحد الأمراء، فقتل من وجد من الأطفال وسبي النساء، وعاد التتار وعلموا وهم في الطريق بالخبر فجد والسير فأدركوا خوارزمشاه ولم يغادر ديارهم بعد، فوقعت بينهما معركة رهيبة، كادت تفنيهما لما صبروا، وغادر كل صاحبه يائسًا من الحرب لما ناله، ورجع خوارزمشاه إلى بخارى وبدأ يستعد للقتال، فحصن بخارى وسمرقند، وسار يجمع الجند من خوارزم وخراسان.
زحفت جيوش جنكيز خان الجرارة وعبر نهر سيحون وسار حتى أتى بخارى، وكان بها عشرون ألفًا من الجنود الخوارزمية، وخوارزمشاه غائب للاستعداد، فهربوا وتركوا المدينة بلا حامية.
وفي 4 من ذي الحجة سنة 616هـ دخل التتار بخارى وأمر جنكيزخان التجار أن يأتوا بما استلبوه من تجارة، وأخرج رؤساء البلد منها وانتهبت الأموال وتقاسم الجند من بقي من الناس، وأصبحت بخارى تلك المدينة العظيمة خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس، وكذلك فعلوا بسمرقند في محرم سنة 620هـ.
في طلب خوارزمشاه
ثم اختار جنكيز خان عشرين ألفًا من أشداء جنوده، وأمرهم أن يطلبوا خوارزمشاه أين كان، ولو تعلق بالسماء ففعلوا وكلما هموا أن يوقعوا به هرب منهم، وقد أصابه الهلع والرعب، حتى وصل إلى قلعة له في البحر، فلما نزل هو وأصحابه في السفن يئس التتر من اللحاق به فعادوا عنه، وكان ذلك آخر العهد به حيث توفي في جزيرة ببحر الخزر سنة 62هـ.
فلما عادوا استولوا على كل قرية يمرون بها (مازندران، الري، همذان، قزوين) حتى وصلوا إلى البلاد الشمالية وهي دشت القفجاق وفيها أمم تركية كثيرة فأمعنوا فيهم قتلاً وسبيًا فتفرقوا في جميع الأقطار وكان هذا أول ورود المماليك القفجاقية على البلاد المصرية فاشترى منهم الصالح نجم الدين أيوب مماليكه البحرية ملوك مصر بعد الدولة الأيوبية، ومنهم المعز أيبك والمظفر قطز والمنصور قلاوون وغيرهم.
ثم دخل التتر بلاد الروس ثم بلغار لكن البلغار انتصروا عليهم، وقتلوا كثيرًا من التتر أواخر سنة 620هـ.
استطاعت هذه الفئة القليلة التي خرجت تطلب خوارزمشاه أن تثير الرعب والنهب والخراب، ثم أرسل جنكيز جيوشه تستولي على البلدان الواحدة تلو الأخرى فتم له مملكة عظيمة واسعة مترامية الأطراف تبتدئ شرقًا من بلاد الصين وتنتهي غربًا إلى بلاد العراق وبحر الخزر وبلاد الروس وجنوبًا ببلاد الهند وشمالاً بالبحر الشمالي، كل ذلك تم له في مدة قصيرة.
ولما أحس بقرب منيته قسَّم الممالك الجنكيزية إلى أربعة أقسام بين أبنائه الأربعة كما سيأتي بيانه.
وفاة جنكيز خان
كان التتار يفسدون في الأرض والخليفة الناصر مشغول عن ذلك بلهوه وعبثه، ظالمًا للناس وسلب الأموال، وتوفي جنكيز خان سنة 624هـ، فكان قبيح السيرة، وبقي في أواخر أيامه ثلاث سنين معطلاً عن الحركة، وقد ذهبت إحدى عينيه، والأخرى يبصر بها إبصارًا ضعيفًا حتى وافته المنية.


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us


Uploaded with ImageShack.us










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-10, 16:21   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-10, 17:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا للأخ dmd39 لأثراء موضوعي باضافته المتميزة










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-10, 17:51   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس المسيلي مشاهدة المشاركة
نورت الموضوع









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-10, 18:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 نستكمل القصة

4_ خوارزم: كانت الدولة الخوارزمية دولة مترامية الأطراف و كانت تضم معظم البلاد الإسلامية في قارة آسيا تمتد حدودها من غرب الصين شرقا إلى أجزاء كبيرة من إيران غربا و كانت هذه الدولة
على خلاف كبير مع الخلافة العباسية و كانت بينهما مكائد و مؤامرات متعددة و مالت الدولة الخوارزمية في بعض فترات من زمانها إلى التشييع و كثرت فيها الفتن و الانقلابات وقامت في عصرها حروب كثيرة مع السلاجقة و الغرويين و العباسيين و غيرهم من المسلمين.....
5_ الهند: كانت تحت سلطان الغرويين في ذلك الوقت وكانت الحروب بينهم و بين دولة الخوارزم كثيرة و متكررة...
6_ فارس: وهي إيران الحالية وكانت أجزاء منها تحت سلطان الخوارزميين وكانت الأجزاء الغربية منها و الملاصقة للخلافة العباسية تحت سيطرة طائفة الإسماعيلية وهي طائفة من طوائف الشيعة كانت شديدة الخطر ولها مخالفات كثيرة في العقيدة جعلت كثيرا من العلماء يخرجونهم من الإسلام تماما..خلطت طائفة إسماعيلية الدين بالفلسفة وكانوا أصلا من أبناء المجوس فأظهروا الإسلام و أبطنوا المجوسية و تأولوا آيات القرآن على هواهم وهم إحدى فرق الباطنية الذين يؤمنون بأن لكل أمر ظاهر في الدين أمرا آخر باطنا خفيا لا يعلمه إلا بعض الناس(وهم من أولئك الناس) ولا يطلعون أحدا على تأويلاتهم إلا الذين يدخلون معهم في ملتهم وهم ينكرون الرسل و الشرائع و من أهم مطالبهم الملك و السلطان ولذلك فهم مهتمون جدا بالسلاح والقتال..وعلى العموم فإن الإسماعيلية من أخطر طوائف الباطنية وقد سببا دائما لتحريف العقيدة و الدين و لقلب أنظمة الحكم الإسلامية ولاختيال الشخصيات الإسلامية البارزة سواء كانوا خلفاء أو أمراء أو علماء أو قوادا.
7_ الأناضول (تركيا):وهذه المنطقة كانت تحكم بسلاجقة الروم و أصول السلاجقة ترجع إلى الأتراك وكانت لهم في السابق تاريخ عظيم وجهاد كبير وذلك أيام القائد السلجوقي المسلم الفذ "ألب أرسلان" رحمه الله ولكن للأسف فإن الأحفاد الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة الحساسة و الخطيرة و الملاصقة للإمبراطورية البيزنطية كانوا على درجة شنيعة من الضعف أدت إلى مواقف مؤسفة من الذل و الهوان..
وبعد....
فهذه نظرة على الأمة الإسلامية في ذلك الوقت
ونلاحظ أنه قد انتشرت فيها الفتن و المؤامرات وتعددت فيها الحروب بين المسلمين وإخوانهم في الدين و كثرت فيها المعاصي والذنوب وعم الترف و الركون إلى الدنيا...وهانت الكبائر على قلوب الناس..حتى كثر سماع أن هذا ظلم هذا و أن هذا قتل هذا و أن هذا سفك دم هذا يقال هذا الكلام بدم بارد و كأن الأرواح التي تزهق ليست بأرواح بشر...!
وقد علم على وجه اليقين أن من كان هذا حاله فلا بد من استبداله..!!
و أصبح العالم الإسلامي ينتظر كارثة تقضي على كل الضعفاء في كل هذه الأقطار ليأتي بعد ذلك من المسلمين يغير الوضع ويعيد للإسلام هبته و للخلافة قوتها و مجدها...

القوى الثانية في الأرض في أوائل القرن السابع الهجري كانت قوة الصلبيين...
وكان المركز الرئيسي لهم في غرب أوروبا حيث لهم هناك أكثر من معقل..و قد انشغلوا بحروب مستمرة مع المسلمين.. فكان نصارى انجلترا و فرنسا و ألمانيا وايطاليا يقومون بالحملات الصليبية المتتالية على بلاد الشام ومصر و كان نصارى اسبانيا و البرتغال و أيضا فرنسا في حروب مستمرة مع المسلمين الأندلس.. و بالإضافة إلى هذا التجمع الصليبي الضخم في غرب أوروبا كانت هناك تجمعات صليبية أخرى في العالم و كانت هذه التجمعات أيضا على درجة عالية من الحقد على الأمة الإسلامية و كانت الحروب بينها و بين العالم الإسلامي على أشدها و كانت أشهر هذه التجمعات كما يلي:
1_ الإمبراطورية البيزنطية: و حروبها مع الأمة الإسلامية شرسة وتاريخية ولكنها كانت في ذلك الوقت في حالة من الضعف النسبي والتقلص في القوة و الحجم فلم يكن يأتي من جانبها خطر كبير و إن كان الجميع يعلم قدر الإمبراطورية البيزنطية.
2_ مملكة أرمينيا: وكانت تقع في شمال فارس وغرب الأناضول وكانت أيضا في حروب مستمرة مع المسلمين وخاصة السلاجقة.
3_ مملكة الكُرج:وهي دولة جورجيا حاليا ولم تتوقف الحروب كذلك بينها وبين الأمة الإسلامية وتحديدا مع الدولة الخوارزمية.
4_ الإمارات الصليبية في الشام وفلسطين و تركيا: وهذه الإمارات كانت تحتل هذه المناطق الإسلامية منذ أواخر القرن الخامس الهجري(بدأ من سنة 491 هـــ).
وعلى الرغم من انتصارات صلاح الدين الأيوبي رحمه الله على القوات الصليبية في حطين وبيت المقدس وغيرها إلا أن هذه الإمارات لازالت باقية بل ولازالت من آن إلى آخر تعتدي على الأراضي الإسلامية المجاورة غير المحتلة و كانت أشهر هذه الإمارات: أنطاكيا و عكا و طرابلس وصيدا وبيروت.
و هكذا استمرت الحروب في كل بقاع العالم الإسلامي تقريبا وزادة جدا ضغائن الصليبين على أمة الإسلام...
و شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون نهاية القرن السادس الهجري سعيدة جدا على المسلمين وتعيسة جدا على الصليبيين فقد أذن الله عز وجل في نهاية القرن السادس الهجري بانتصارين جليلين لأمة الإسلام على الصليبيين.. فقد انتصر البطل العظيم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله على الصليبيين في موقعة حطين في الشام وذلك في عام 583هـــ و بعدها بثماني سنوات فقط انتصر البطل الإسلامي الجليل المنصور الموحدي رحمه الله زعيم دولة الموحدين على نصارى الأندلس في موقعة أرك الخالدة سنة 591هــ...
و بالرغم من هذين الانتصارين العظيمين إلا أن المسلمين في أوائل القرن السابع الهجري كانوا في ضعف شديد و ذلك بعد أن تفكك شمل الأيوبيين بوفاة صلاح الدين الأيوبي وكذلك انفرط عقد الموحدين بعد وفاة المنصور الموحدي غير أن الصليبيين كانوا كذلك في ضعف شديد لم يمكنهم من السيطرة على البلاد المسلمة وإن كانت رغبتهم في القضاء عليها قد زادت...
كان هو وضع العلم في أوائل القرن السابع الهجري...
وبينما كان هو حال الأرض في ذلك الوقت ظهرت قوة جديدة ناشئة قلبت الموازين وغيرت من خريطة العالم وفرضت نفسها كقوة ثالثة في الأرض...أو تستطيع أن تقول: إنها كانت القوة الأولى في
الأرض في النصف الأول من القرن السابع الهجري...
هذه القوة هي قوة دولة التتار أو الماغول...!!

من هم التتار؟؟؟؟

ظهرت دولة التتار في سنة 603هــ تقريبا وكان ظهورها الأول في منغوليا في شمال الصين وكان أول زعمائها هو "جنكيز خان.."
و "جنكيز خان" كلمة تعني: قاهر العالم أو ملك ملوك العالم أو القوي حسب الترجمات المختلفة للغة المنغولية:
و اسمه الأصلي" تيموجين"... وكان رجلا سفكا للدماء.. وكان كذلك قائدا عسكريا شديد البأس.. وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله... وبدأ في التوسع تدريجيا في المناطق المحيطة به و سرعان ما اتسعت مملكته حتى بلغت حدودها من كوريا شرقا إلى حدود الدولة الخوارزمية الإسلامية غربا ومن سهول سيبيريا شمالا إلى بحر الصين جنوبا أي أنها كانت تضم من دول العالم حاليا (الصين ومنغوليا وفيتنام وكوريا وتيلاندا وأجزاء من سيبيريا..إلى جانب مملكة لاوس وميانمار و بوتان!!)
و يطلق اسم التتار- وكذلك المغول- على الأقوام الذين نشؤا في شمال الصين في صحراء "جوبي" و غن كان التتار هم أصل قبائل بهذه المنطقة.... ومن التتار جاءت قبائل أخرى مثل قبيلة "المغول" و قبائل "الترك" و"السلاجقة" وغيرهم وعندما سيطرة "المغول" الذين منهم جنكيز خان على هذه المنطقة أطلق اسم "المغول" على هذه القبائل كلها.
وكان للتتار ديانة عجيبة هي خليط من أديان مختلفة... فقط جمع جنكيز خان بعض الشرائع من الإسلام و البعض من المسيحية و البعض من البوذية و أضاف من عنده شرائع أخرى و أخرج لهم
في النهاية كتابا جعله كدستور للتتار وسمى هذا الكتاب بـ"الياسك" أو "الياسة" أو "الياسق"...
و كان حروب التتار تتميز بأشياء خاصة جدا مثل:
1_ سرعة انتشار رهيبة..
2_ نظام محكم و ترتيب عظيم...
3_ أعداد هائلة من البشر...
4_تحمل ظروف قاسية ..
5_قيادة عسكرية بارعة..
6_ أنهم بلا قلب!...فكانت حروبهم حروب تخريب غير طبيعية.. فكان من السهل جدا أن ترى في تاريخهم أنهم دخلوا مدينة كذا أو كذا فدمروا كل المدينة وقتلوا سكانها جميعا..لا يفرقون في ذلك بين رجل وامرأة ولا بين رضيع و شاب ولا بين صغير و شيخ ولا بين ظالم أو مظلوم ولا بين مدني ومحارب..! إبادة جماعية رهيبة وطبائع دموية لا تصل إليها أشد الحيوانات الشرسة..
وكما يقول الموقف عبد اللطيف في خبر التتار:"و كأن قصدهم إفناء النوع و إبادة العالم لا قصد الملك والمال.."
7_ رفض قبول الآخر.. و الرغبة في تطبيق مبدأ"القطب الواحد".. فليس هناك طرح للتعامل مع دول أخرى محيطة.. و الغريب أنهم كانوا يتظاهرون دائما بأنهم ما جاءوا إلا ليقيموا الدين و لينشروا العدل وليخلصوا البلاد من الظالمين...!!
8_ أنهم لا عهد لهم.. فلا أيسر عندهم من نقض العهود وإخلاف المواثيق.. لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة.. كانت هذه الصفة أصيلة لازمة لهم لم يبخلوا عنها في أي مرحلة من مراحل دولتهم منذ قيامها إلى أن سقطت.









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-10, 20:29   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
dmd39
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dmd39
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

واصلي و ستتواصل المواضيع و جزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-11, 18:34   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 حرب التتار مع المسلمين

هذه هي السمات التي اتصف بها جيش التتار وهي صفات تتكرر كثيرا في كل جيش لم يضع في حسبانه قوانين السماء وشريعة الله عز وجل.. فالذي يملك القوة ويفتقر إلى الدين لا بد أن تكون هذه صورته..قد يتفاوتون في الجرائم و الفظائع.. لكنهم في النهاية مجرمون..
كانت حروب المرتدين قريبا من هذا..كذلك حروب الفرس وكذلك كانت حروب الرومان.. وكذلك حروب الصليبيين في مصر و الشام و الأندلس ثم سار على طريقتهم بعد ذلك أتباعهم من المستعمرين الأسبان و البرتغال و الانجليز و الفرنسيين و الطليان و اليهود ثم الأمريكان!!
قد يختلف الشكل الخارجي وقد تختلف الوجوه و الأجسام ولكن القلوب واحدة.. حقد و ضغينة و شحناء و بغضاء على كل ماهو مسلم أو كل ماهو حضاري..
و سبحان الله إذ يقول في حقهم جميعا: "أَتواصوا به؟! بل قوم طاغون"
إذن كملخص للقوى الموجودة على الساحةفي أوائل القرن السابع الهجري نستطيع أن نقول: أنه كانت ثلاث قوى رئيسية:
1_ قوة الأمة المسلمة: وهي قوة ذات تاريخ عظيم و أمجاد معروفة لكنها تمر بفترة من فترات ضعفها و هذا الضعف و إن كان شديدا إلا أنه لم يسقط هيبة الأمة تماما لأن أعداءها كانوا يعلمون أن أسباب النصر و عوامل القوة المزروعة في داخل الأمة و إنما تحتاج فقط إلى من يستخرجها و ينميها...
2_ قوة الصليبيين: وهو و إن كانوا أيضا في حالة ضعف و في حالة تخلف علمي و حضاري شديد بالمقارنة مع الأمة الإسلامية.. إلا أنهم قوة لا يستهان بها لكثرة أعداءهم وشدة حقدهم وإصرارهم على استكمال المعركة مع المسلمين إلى النهاية..
وصدق الله العظيم إذ يصفهم بقوله: "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا.."
وكانت قوة الإسلام و قوة الصليبيين تمثلان سويا قوة العالم القديم في ذلك الوقت
3_ قوة التتار: وهي قوة همجية بشعة وهي قوة بلا تاريخ وبلا حضارة ظهرت فجأة وليس عندها مخزون ثقافي أو حضاري أو ديني يسمح لها بالتفوق على غيرها فكان لابد لها من الاعتماد على القوة الهمجية و الحرب البربرية لفرض سطوتها على من حولها..
وكانت قوة التتار تمثل العالم الجديد في ذلك الوقت..
و من سنة الله عز وجل أن يحدث الصراع بين القوى المختلفة و التدافع بين الفرق المتعددة و من سنة الله عز وجل كذلك أن الأقوياء المفتقرين إلى الدين لا يقبلون بوجود الضعفاء إلى جوارهم ومن سنة الله عز وجل كذلك أن الباطل مهما تعددت صوره لا بد أن يجتمع لحرب الحق ومن سنة الله عز وجل كذلك أن الحرب بين الحق و الباطل لابد أن تستمر إلى يوم القيامة...
إذا وضعنا كل هذه السنن في أذهاننا فإننا يجب أن نتوقع تعاونا بين التتار و الصليبيين على اختلاف توجيهاتهم و سياستهم و نظرياتهم لحرب المسلمين...
وهذا سبحان الله ما حدث بالضبط..!
أرسل الصليبيون وفدا رفيع المستوى من أوروبا إلى منغوليا(مسافة تزيد على اثني عشر ألف كيلو متر ذهابا فقط!) يحفزونهم على غزو بلاد المسلمين و على إسقاط الخلافة العباسية وعلى اقتحام "بغداد" درة العالم الإسلامي في ذلك الوقت وعظموا لهم جدا من شأن الخلافة الإسلامية وذكروا لهم أنهم- أي الصليبين- سيكونون عونا لهم في بلاد المسلمين وعينا لهم هناك وبذلك تم إغراء التتار إغراءا كاملا..
وقد حدث ما توقعه الصليبيون سال لعاب التتار لأملاك الخلافة العباسية وقرروا فعلا غزو هذه البلاد الواسعة الغنية بثرواتها المليئة بالخيرات هذا مع عدم توافق التتار مع الصليبيين في أمور كثيرة بل ستدور بينهم بعد ذلك حروب في أماكن متفرقة من العالم و لكنهم إذا واجهوا أمة الإسلام فإنهم يوحدون صفوفهم لحرب الإسلام و المسلمين وهذا الكلام ليس غريبا بل هو من الطرق الثابتة لأهل الباطل في حربهم مع المسلمين..
تعاون قبل ذلك اليهود مع المشركين لحرب الرسول صلى الله عليه وسلم مع الاختلاف الكبير في عقائد اليهود عن عقائد المشركين..
بل تعاون الفرس مع الروم في حرب المسلمين مع شدة الكراهيى بين الدولتين الكبيرتين فارس و الروم.. ومع الثارات القديمة و الخلافات المستمرة و الحروب الطويلة..
وتعاون الانجليز مع اليهود لإسقاط الخلافة العثمانية ولاحتلال فلسطين وزرع إسرائيل في داخل هذه الأرض المباركة مع شدة العداء بين اليهود و النصارى...
و يتعاون الروس مع الأمريكان الآن في لقضاء على ما يسمونه الإرهاب الإسلامي فتسهل أمريكا لروسيا حربها في الشيشان..
و الضحية في الحالتين من المسلمين..
إذن اتحاد أهل الباطل في حربهم ضد المسلمين متكرر و سنةّ ماضية ..
و لذلك لا يستقيم أن يتعامل المسلمون بالمبدأ القائل: "عدو عدوي صديقي" بل لا بد أن يعرف المسلمون أعداءهم ولا بد أن يعرفوا أيضا أن عدو عدوهم قد يكون أيضا عدوهم.. نعم قد تتم التحالفات بين المسلمين و بين بعض الأعداء لأجل معين وهدف خاص.. ولكن ذلك يكون بلا تفريط في الدين ولا تساهل في الحقوق و يكون بحذر كاف و إلى أجل معلوم.. لكن لا يصل الأمر أبدا إلى الولاء و الصداقة و نسيان الحقائق التي ذكرها الله عز وجل واضحة في كتابه الكريم حيث قال:" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارىحتى تتبع ملتهم"
و المهم في كل ذلك أن التتار بدءوا يفكرون جديا في غزو بلاد المسلمين.. وبدءوا يخططون لإسقاط الخلافة العباسية ودخول بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية..

الهجمة التترية الأولى
فكر "جنكيز خان" في أفضل طريقة لإسقاط الخلافة العباسية في العراق هي التمركز أولا في منطقة أفغانستان و أوزبكستان لأن المسافة ضخمة بين الصين و العراق ولابد من وجود قواعد إمداد ثابتة للجيوش التترية في منطقة متوسطة بين العراق و الصين..
كما أن هذه المنطقة التي تعرف بالقوقاز غنية بثرواتها الزراعية و الاقتصادية وكانت من حواضر الإسلام المشهورة وكنوزها كثيرة.. و أموالها وفيرة هذا بالإضافة إلى أنه لا يستطيع تكتيكيا أن يحارب العراق و في ظهره شعوب مسلمة قد تحاربه أو تقطع عليه خطوط الإمداد..
كل هذه العوامل جعلت "جنكيز خان" يفكر أولا في خوض حروب متتالية مع هذه المنطقة الشرقية من الدولة الإسلامية و التي تعرف في ذلك الوقت بالدولة الخوارزمية و كانت تضم بين طياتها عدة أقاليم إسلامية هامة مثل: أفغانستان و أوزباكستان و كازاخستان و باكستان و أجزاء من إيران و كانت عاصمة هذه الدولة الشاسعة هي مدينة "أورجندة" (في تركمنستان حاليا).
وكان جنكيز خان في شبه اتفاق مع الملك خوارزم (محمد بن خوارزم شاه) على حسن الجوار ومع ذلك لم يكن جنكيز خان من أولئك الذين يهتمون بعقودهم أو يحترمون اتفاقياتهم و لكنه عقد هذا الاتفاق ملك خوارزم ليؤمن ظهره إلى أن يستتب له الأمر في شرق آسيا أما وقد استقرت الأوضاع في منطقة الصين و منغوليا فقد حان وقت التوسع غربا في أملاك الدولة الإسلامية..!
ولا مانع طبعا من نقص العهد و تمزيق الاتفاقيات السابقة وهي سنة أهل الباطل:" أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم؟ بل أكثرهم لا يؤمنون.."
ولكن.. حتى تكون الحرب مقنعة لكلا الطرفين لا بد من وجود سبب يدعوا إلى الحرب و إلى الإدعاء بأن الاتفاقيات لم تعد سارية و قد بحث "جنكيز خان" عن سبب مناسب ولكنه لم يجد....
ولكن سبحان الله لقد حدث أمر مفاجئ يغير إعداد من جنكيز خان!
وهذا الأمر المفاجئ يصلح أن يكون سببا مقنعا للحرب..
نعم لقد جاء هذا السبب مبكرا بالنسبة لإعداد جنكيز خان و لرغبته ولكن لا مانع من استغلاله ولا مانع أيضا من تقديم بعض الخطوات في خطة الحرب و تأخير بعض الخطوات الأخرى...
ما هي الذريعة التي دخل بها "جنكيز خان" أرض خوارزم شاه!









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-11, 18:37   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dmd39 مشاهدة المشاركة
واصلي و ستتواصل المواضيع و جزاك الله كل خير
أشكر لك اهتمامك و تشجيعك بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-11, 22:04   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان 
إحصائية العضو










افتراضي















رد مع اقتباس
قديم 2011-01-12, 12:42   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *دمعة حنين* مشاهدة المشاركة





سررت لمرورك الطيب تحياتي









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-12, 19:23   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نهرين
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أشكركم على الموضوع القيم










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-13, 19:10   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهرين مشاهدة المشاركة
أشكركم على الموضوع القيم
العفو أختي تحياتي









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-13, 19:20   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 استمرار القصة و ذريعة جنكيز خان لدخول أرض المسلمين

لقد ذهبت مجموعة من تجار المغول إلى مدينة "أوترار" الإسلامية في مملكة خوارزم شاه.. ولما رآهم حاكم المدينة المسلم أمسك بهم و قتلهم....!
أما عن سبب قتلهم فقد اختلف المؤرخون في تفسير هذه الحادثة:
فمنهم من يقول: إن هؤلاء ما كانوا إلا جواسيس أرسلهم جنكيز خان للتجسس على الدولة الإسلامية أو لاستفزازها ولذلك قتلهم حاكم مدينة أوترار...
ومنهم من يقول: إن هذا كان عمدا كنوع من الرد على عمليات للسلب و النهب قام بها التتار في بلاد ما وراء النهر و هي بلاد خوارزمية مسلمة
ومنهم من يقول: إن هذا كان فعلا متعمدا بقصد استثارة التتار للحرب ليدخل خوارزم شاه بعد ذلك لمنطقة تركمنستان و التي هي ملك التتار آنذاك و إن كان هذا الرأي مستبعدا لأن "محمد بن خوارزم شاه" لم يكن له أطماع في أرض التتار آنذاك و كل ما كان يريده هو العهد على بقاء كل فريق في مملكته دون تعد على الآخر و ليس من المعقول أن يستثير التتار وهو يعلم أعدادهم و جيوشهم وليس من المعقول أيضا أنه لم يدري عن قوتهم شيئا وهو ملاصقون له تماما وقد ذاع صيت زعيمهم "جنكيز خان" في كل مكان..
ومن المؤرخين أيضا من يقول: إنما أرسل جنكيز خان بعضا من رجاله إلى أرض المسلمين ليقتلوا تجار التتار هناك حتى يكون ذلك سببا في غزو البلاد المسلمة و إن كان هذا الرأي لا يقوم عليه دليل..
و منهم من قال: إن خوارزم شاه طمع في أموال التجار فقتلهم لأجلها..
كل هذه احتمالات واردة لكن المهم في النهاية أن التجار أو جواسيس قد قتلوا ووصل النبأ إلى جنكيز خان فأرسل رسالة إلى "محمد بن خوارزم شاه" يطلب منه تسليم القتلة إليه حتى يحاكمهم بنفسه و لكن "محمد بن خوارزم شاه" اعتبر ذلك تعديا على سيادة البلاد المسلمة فهو لا يسلم مجرما مسلما ليحاكم في بلدة أخرى بشريعة أخرى غير أنه قال: إنه سيحاكمهم في بلاده فإن ثبت بعد التحقيق أنهم مخطئون عاقبهم في بلاده بالقانون السائد فيها وهو الشريعة الإسلامية....
وهذا الكلام و إن كان منطقيا و مقبولا في كل بقاع الأرض إلا أنه بالطبع لم يكن مقنعا لجنكيز خان
أو قل: إن جنكيز خان لم يكن يرغب في الاقتناع فليس المجال مجال حجة أو برهان أو دليل... حقيقة الأمر أن جنكيز خان قد أعد لغزو بلاد المسلمين خططا مسبقة ولن يعطلها شيء و إنما كان يبحث عن علة مناسبة وقد وجد في هذا الأمر العلة التي كان يريدها..
و بدأ الإعصار التتري على بلاد المسلمين ..!

بدأت الهجمة الأولى على دولة خوارزم شاه

وجاء جنكيز خان بجيشه الكبير لغزو خوارزم شاه و خرج له "محمد بن خوارزم شاه" بجيشه أيضا..
والتقى الفريقان في موقعة شنيعة استمرت أربعة أيام متصلة و ذلك شرق نهر سيحون (وهو يعرف الآن بنهر "سرداريا" ويقع في
دولة كازاخستان المسلمة) وقتل من الفريقين خلق كثير و لقد استشهد من المسلمين في هذه الموقعة عشرون ألف و مات من التتار أضعاف ذلك ثم تحاجز الفريقان و انسحب "محمد بن خوارزم شاه" بجيشه لأنه وجد أن أعداد التتار هائلة وذهب ليحصن مدنه الكبرى في مملكته الواسعة (وخاصة العاصمة أوجندة) كان هذا اللقاء الدامي في عام 616 هجرية.
انشغل محمد بن خوارزم شاه في تحضير الجيوش من أطراف دولته ولكن لا ننسى أنه كان منفصلا – بل معاديا- للخلافة العباسية في العراق و لغيرها من الممالك الإسلامية فلم يكن على وفاق مع الأتراك السلاجقة ولا مع الغوريين في الهند.. وهكذا كانت مملكة خوارزم شاه منعزلة عن بقية العالم الإسلامي ووقفت وحيدة في مواجهة الغزو التتري المهول..
وهذا المملكة و إن كانت قوية و تمكنت من الثبات في أول اللقاءات فإنها ولاشك لن تصمد بمفردها أمام الضربات المتوالية..
وفي رأيي أنه مع قوة التتار و بأسهم و أعدادهم إلا أن سبب المأساة الإسلامية بعد ذلك لن يكون في الأساس بسبب هذه القوة و إنما سيكون بسبب التشتت و التشرذم بين ممالك المسلمين.. وصدق الله العظيم إذ يقول: "ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"
فجعل الله عز وجل الفشل قرينا للتنازع و المسلمون كانوا في تنازع مستمر وخلاف دائم وعندما كانت تحدث بعض فترات الهدنة في الحروب مع التتار- كما سنرى- كان المسلمون يغيرون على بعضهم و يأسرون بعضهم و يقتلون بعضهم!!! وقد عُلم يقينا أن من كانت صفتهم فلا يكتب لهم النصر أبدا..
روى الإمام مسلم رحمه الله عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
"...و إني سألت ربي أن لا يهلكها بسَنة عامة، و أن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم و إن ربي قال: يا محمد، إني قضيت قضاءً فإنه لا يرد، و إني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها –أو قال من بين أقطارها- حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا."
فالمسلمون كانوا في تلك الآونة يهلكون بعضهم بعضا و يسبي بعضهم بعضا فلا عجب إن غلب عليهم جيش التتار أو غير التتار..
و بالإضافة إلى داء الفرقة فإن هناك خطأ واضحا في إعداد "محمد بن خوارزم" وهو أنه مع اهتمامه بتحصين العاصمة " أورجندة" إلا أنه ترك كل المساحات الشرقية من دولته دون حماية كافية ولكن لماذا يقع قائد محنك خبير بالحروب في مثل هذا الخطأ الساذج؟؟؟؟
الواقع أن الخطأ لم يكن تكتيكيا في المقام الأول ولكنه كان خطأ قلبيا أخلاقيا في الأساس.. لقد اهتم "محمد بن خوارزم" بتأمين نفسه و أسرته و مقربيه و تهاون جدا في تأمين شعبه و حافظ جدا على كنوزه و كنوز آبائه و لكنه أهمل الحفاظ على مقدرات و أملاك شعبه .. و عادة ما تسقط أيضا الشعوب التي تقبل بهذه الأوضاع المقلوبة دون إصلاح ولننظر ماذا تحمل الأيام لمحمد بن خوارزم وشعبه...!!!
ماذا فعل جنكيز خان بعد هذه المعركة الأولى؟
تعالوا نتتبع خطواته في البلاد المسلمة!!

اجتياح بخارى
لقد جهز جنكيز خان جيشه من جديد و أسرع إلى اختراق كل إقليم كازاخستان الكبير ووصل في تقدمه إلى مدينة بخارى المسلمة( في دولة أوزبكستان الآن) وهي بلدة الإمام الجليل و المحدث العظيم " البخاري" رحمه الله وحاصر جنكيز خان البلدة المسلمة في سنة 616 هجرية ثم طلب من أهلها التسليم على التسليم على أن يعطيهم الأمان وكان " محمد بن خوارزم شاه" بعيدا عن بخارى في ذلك الوقت.. فاحتار أهل بخارى: ماذا يفعلون؟؟.. ثم ظهر رأيان:
الأول فقال أصحابه: نقاتل التتار و ندافع عن مدينتنا
و كان الرأي الثاني: نأخذ بالأمان و نفتح الأبواب للتتار لتجنب القتل و ما أدرك هؤلاء أن التتار لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة..
وهكذا انقسم أهل البلد إلى فريقين: فريق من المجاهدين قرر القتال و هؤلاء اعتصموا بالقلعة الكبيرة في المدينة و انضم إليهم فقهاء المدينة وعلماؤها و فريق آخر من المستسلمين وهو الأعظم و الأكبر وهؤلاء قرروا فتح أبواب المدينة و الاعتماد على أمان التتار..!!
و فتحت المدينة المسلمة أبوابها للتتار.. ودخل جنكيز خان إلى المدينة و أعطى أهلها الأمان فعلا.
في أول دخوله خديعة لهم ز ذلك حتى يتمكن من السيطرة على المجاهدين بالقلعة.
و فعلا بدأ جنكيز خان بحصار القلعة بل أمر أهل المدينة من المسلمين أن يساعدوه في ردم الخنادق حول القلعة ليسهل اقتحامها فأطاعوه و فعلوا ذلك!
وحاصر القلعة عشرة أيام... ثم فتح قسرا و لما دخل إليها قاتل من فيها حتى قتلهم جميعا...! ولم يبق بمدينة بخارى مجاهدون..
وهنا بدأ جنكيز خان في خيانة عهده فسأل أهل المدينة عن كنوزها و أموالها و ذهبها و فضتها ثم اصطفى كل ذلك لنفسه ثم أحل المدينة المسلمة لجنده ففعلوا بها ما لا يتخيله عقل..!! وأترك ابن كثير –رحمه الله – يصور لكم هذا الموقف كما جاء في (بداية و النهاية) فيقول:
" فقتلوا من أهلها خلقا لا يعلمهم إلا الله عز وجل و أسروا الذرية و النساء وفعلوا مع النساء الفواحش في حضرة أهلهن...! (ارتكبوا الزنا مع البنت في حضرة أبيها و مع الزوجة في حضرة زوجها) فمن المسلمين من قاتل دون حريمه حتى قتل و منهم من أسر فعذب بأنواع العذاب و كثر البكاء و الضجيج في البلد من النساء و الأطفال و الرجال ثم أشعلت التتار النار في دور بخارى و مدارسها و مساجدها فاحترقت المدينة حتى صارت خاوية على عروشها..."!









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التتار, السرجاني, بقلم, د.راغب, جالوت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc