وقفات مع القوادح العقدية في قصيدة البردة للبوصيري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وقفات مع القوادح العقدية في قصيدة البردة للبوصيري

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-07-10, 15:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي وقفات مع القوادح العقدية في قصيدة البردة للبوصيري

[align=justify]وقفات مع القوادح العقدية في قصيدة البردة للبصيري (1) :

من منا لا يعرف محمد بن سعيد البوصيري صاحب الميمية في مدح النبي عليه الصلاة والسلام والمشهورة بقصيدة البردة هذه القصيدة التي كثيرا ما يرددها المتصوفة في احتفالهم بأعيادهم ولقد أردت من خلال هذا البحث أن أسلط الضوء على بعض ما جاء في هذه القصيدة من مخالفات عقدية لا ينبغي لم عرف التوحيد واردا النجاة من الغلو أن يسكت عنها لما فيها من أثر بالغ على عقيدة العبد وتوحيده
تسمية القصيدة:
للبردة أسماء كثير ولعل أشهرها (البردة) وكذلك من أسمائها (الكواكب الدرية في مدح خير البرية) وكذا يقال لها (البرأة) حيث قيل أن البوصيري شفي بسبب نظمها من مرض كان به ويسميها البعض (بقصيدة الشدائد) وذلك أنها تفرج الشدائد وتيسير كل أمر عسير , وقد تناولها كثير من الخلق بالشرح والتعليق ولعل من أشهر شروحها حاشية الباجوري على البردة .
[ أما عن صاحب البردة فهو محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر ولد سنة 608 هـ وإشتغل بالتصوف وعمل كاتبا مع قلة معرفته بصناعة الكتابة ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالما فقيها كما لم يكن عابدا صالحا حيث كان ممقوتا عند أهل زمانه لإطلاقه لسانه في الناس بكل قبيح كما أنه كثير السؤال للناس ولذا كان يقف مع ذوي السلطان مؤيدا لهم سواءا كانوا على الحق أم على الباطل .
والبوصيري على الطريقة الشاذلية وقد نافح عنها والتزم بها فأنشد أشعارا في الالتزام بآدابها كما كانت له أشعار بذيئة يشكوا من حال زوجته التي يعجز عن إشباع شهوتها
توفي البوصيري سنة 795 هـ ولد ديوان شعر مطبوع(2)
والآن مع المقصود :
1- يقول البوصيري:
وكيف تدعـوا إلى الدنيا ضـــرورة من ******* لــولاه لم تخـرج الدنيا مـن العـدم

ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نـبـيـنــا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال - سبحانه: ((ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات:56]، وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع : لولاك لما خلقت الأفلاك (3).

2- ويقول :
لو ناسبت قــدره آيــاتــه عِظماً *** أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم

يقول بعض شرّاح هذه القصيدة : لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره(4).
يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت : ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو ؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن ؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول : إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم؟(5).

3- ثم قال :

أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له *** من قلبه نسبةً مبرورة القسم

ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر ؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك(6).

وقال ابن عبد البر - رحمه الله - :لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل - في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه... إلى أن قال : أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد(7).
4- قال البوصيري :
ولا التمست غنى الدارين من يــده *** إلا استلمت الندى من خير مستلم

فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله - عز وجل - قال : ((ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)) [النحل:53]، وقال - سبحانه - : ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ)) [العنكبوت:17]، وقال - تعالى - : ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ) [يونس:31]، ((قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ)) [سبأ:22] .

وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى - : ((قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ)) [الأنعام:50].

5- وقال البوصيري :

إن لم يـكـن في معادي آخذاً بيدي *** فضلاً وإلا فقل يا زلة الـقــدم

والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين ؛ إذ مضمونه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم- : ((قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [الزمر:13].

ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة ؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى - : ((ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [يونس:18]، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً.

الهوامش :

1- هذا المقال منقول بتصرف وإختصار من مقال بعنوان قوادح عقدية في بردة البوصيري للدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف وهو منشور في مجلة البيان طبعة 1422-2001 الطبعة الأولى.
2 - أنظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري تحقيق محمد سيد كيلاني .
3 - قال الشيخ الألباني موضوع أنظر السلسة الضعيفة 1/299 رقم 282.
4 - غاية الأماني في الرد على النبهاني للآلوسي 2/349.
5- غاية الأماني في الرد على النبهاني للآلوسي 2/350.باختصار.
6- رواه أحمد والترمذي وحينه الأباني رحمه الله تعالى ينظر الإرواء رقم 2561.
7- التمهيد لابن عبد البر 14/366-367.

يتبع ----------
[/align]









 


آخر تعديل محمد أبو عثمان 2007-07-10 في 15:33.
قديم 2007-07-10, 15:22   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي تكلملة

[align=justify]6- وقال :
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم

يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت -: فتأمل ما في هذا البيت من الشرك : منها : أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو.
ومنها : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك هو الشرك في الإلهية(8).

وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً : فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه ؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه ؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه ؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله : ((وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)) [الجن: 6]، أي طغياناً، واللياذ يكون لطلب الخير، والعياذ لدفع الشر، فهو سواء في الطلب والهرب(9).
وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت : فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . إنا لله وإنا إليه راجعون(10).

7- وقال أيضا :
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال ؛ فمعنى الكلام : أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم-، والله - سبحانه وتعالى - يقول : ((وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى)) [الليل:13](11).

وقوله : ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان ؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه - : ((قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65] وقال - عز وجل - : ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام:59]، والآيــات فـي هـذا كثيرة معلومة(12).

وأخـيـراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع ؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنـمـا يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما ؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.
وإن كـــان لا بد مـن قـصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة -رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي.

سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الهوامش :

8 - تيسير العزيز الحميد ص 219-220.
9- الدرر السنية 9/80 .
10- الدر الضيد ص 26.
11- تيسير العزيز الحميد ص 220.
12- أنظر الدرر السنية 49-50-81-82-85-268.
[/align]










قديم 2007-07-10, 15:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أختكم
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية أختكم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]بارك الله فيك أخي الكريم على هذا البحث الطيب الذي يعيننا في تثبيت و تصحيح العقيدة لدى من قرأ هذا الشرح ...فالأمر جلل ...حفظ الله علينا ديننا و عليكم ...و قد كانت هذه القصيدة قد وضعت على المندى و قد رد عليها أخي المشرف علي ...و لكن شرحك سيفيدنا في تثبيت الرد عليها ! جزاك الله عنا كل خير

**** رابط القصيدة *****

[/align]










قديم 2007-07-10, 15:34   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله أختي المشرفة










قديم 2007-07-31, 10:35   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عاشور
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم انصر اهل التوحيد يارب العلمين










قديم 2008-02-19, 17:28   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا










قديم 2008-02-19, 17:51   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
حسين القسنطيني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي الفاضل كنا قد كتبنا تعقيب العلماء على من انتقد البردة للبوصيري رحمه الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين القسنطيني مشاهدة المشاركة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد:

هذه القصيدة انتقدها كثيرٌ من أهل العلم
هلا ذكرت لنا أهل العلم هؤلاء حتى ننظر كم هم بارك الله فيك، لأن الكثرة بالعدد، و أنا أدعي أن كثيرا من أهل العلم أثنوا عليها و على قائلها و كثير منهم شرحها و وضح معانيها... و أما من اعترض على بعض الأبيات فيها فقد وقع فيما كان يرجو الخلاص منه فتلفظ بكلام لا يصح في حق الله عزوجل، كقول القائل إذا كان النتبي يعلم كل هذا فماذا يتبقى لله، تعالى الله عن أن يحد علمه أو يحصر... و لعل الإخوة اهتموا برده أو ردود من رد، و نسي ما هو أدهى و أمر... والله المستعان.

و أما قوله رحمه الله تعالى:

إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي = فضلاً وإلا فقل يا زلَّةَ القدم

وقوله:
يا أكرمَ الخلق ما لي من ألوذُ به = سواكَ عند حلولِ الحادثِ العَمِمِ

فهذان البيتان موافقان للسنة النبوية و اعتقاد أهل السنة و الجماعة في المقام المحمود و الشفاعة، و نحن نرتجي أن ننال منها حظا، و لا نأمن على أنفسنا بأفعالنا، بل هي خير لنا من أفعالنا إن لم يحرمنا الله تعالى منها، و لذلك كان عمر يحب النبي صلى الله عليه و سلم حتى قال له: "الآن يا عمر" لأن سيدنا عمر وجد أن النبي أنفع له من نفسه فكان أحب إليه من نفسه، و أما أكرم الخلق فسيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و سلم هو أكرم الخلق كما دلت عليه الحديث الشريف عند الترمذي و الدارمي، و أما أنه يلوذ به، فصحيح و كل الخلائق تلوذ به بعد أن تذهب للأنبياء فيجعل الواحد منهم يحيلهم للآخر حتى لا يجدون غير نبينا صلى الله عليه و على آله و سلم فيقول لهم أنا لها ، أنا لها، و أما قول البعض لماذا لا يلوذ بالله، فقد شارح الناظم ذلك بقوله إذ الكريم تجلى باسممنتقم، و هو من موافقة الحديث من أن الله قد غضب غضبة لم يغضب قبلها قط و لن يغضب بعدها مثلها، فكان الناس كلهم يرجون من يتوسط لهم عند ربهم ليبدأ الحساب، و هذا مبثوث في حديث الشفاعة...

وقوله:

فإنَّ من جودك الدنيا وضرَّتها = ومن علومك علم اللوح والقلمِ

فأما الشطر الأول فاستعمل فيه البوصيري عليه رحمة الله القرينة السببية في علاقة المجاز المرسل و الذي هو من بين أبلغ صنوف البلاغة و المجاز البليغ الذي استعمله رب العزة في مثل قوله تعالى:" و ينزل لكم من السماء رزقا" فأرزاق الناس لا تنزل من السماء كما هي بل ينزل الله المطر الذي يتسبب في إخراجها للناس من الأرض، فكذلك أراد الناظم في هذا الشطر تبيين صلاح الدنيا و الآخرة به صلى الله عليه و على آله و سلم و ربما نعود إلى هذه النقطة من خلال مبحث يعرض وقوع المجاز في القرآن الكريم بين النافين (و هم قليل شاذون) و المثبتين له...
و أما الشطر الثاني من البيت فقال المعترض بأن من تبعيضية، و هذا ليس دائما واقع، و لكننا حتى لو سلمنا بأنها تبعيضية فماذا في ذلك؟ فمعلوم أن اللوح و القلم كتب بهما أقدار ما هو كائن منذ بدأ الخلق إلى قيام الساعة، و أما ما بعد ذلك فليس فيهما شيء منه بدلالة الحديث، فالعلم المتضمنانه علم محصور بفترة زمنية، و قد دلت أحاديث كثيرة على أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم يعلم أكثر من ذلك، فهو بشر أقواما بالجنة، و في حديث اختصام الملأا ذكر أن ربه علمه كل شيء، و هناك من الأحاديث الكثيرة المصدقة لذلك و منها حديث "أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس..." و هو عند احمد و الطبراني و غيرهما و هو صحيح الإسناد، و كذلك حديث عمر بن الخطاب عندالبخاري من أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرهم عن بدء الخلق و استرسل حتى أبلغهم و أما قولنا من أنها ليست دائما تبعيضية، فلأنها من قبيل قوله تعالى: "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه" فهل يقال هنا بأن نبي الله عيسى بعض من ربنا سبحانه و تعالى عما يقول النصارى علوا كبيرا...
و على فكرة فصاحب البردة هو نفسه من ابتدأها بقوله دع ما ادعته النصارى في نبيهم، فقد نهى أن يماثل مدحنا رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ما قاله النصارى في نبي الله عيسى فأودى بهم ذلك إلى الكفر و العياذ بالله لأنهم أخذوا بظاهر ما وجدوه عندهم كما في الآية السابقة، تعالى الله أن يكون له ولد أو جزء أو بعض...و رحم الله البوصيري
يتبع إن شاء الله









قديم 2008-02-19, 19:31   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

قول ابن عثيمين في البردة


فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله لله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .

ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة :
( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لك إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 )
وما أمره الله به في قوله :
( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 )

وزيادة على ذلك :
( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 )
حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى

جزاك الله خيرا










قديم 2008-02-19, 19:36   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
DMA
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية DMA
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي










قديم 2008-02-20, 11:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
حسين القسنطيني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي على نقل الرد إلى هنا لنرى من يقول كلاما كفريا ممن لم يخرج من معاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم، و لم يزد على ترجمتها إلى لغة بسيطة عالية، انظر يرحمك الله إلى الكلام الذي تغضون عنه الطرف للشيخ رحمه الله و سامحه و غفر له:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر مشاهدة المشاركة
قول ابن عثيمين في البردة

قوله لله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .

جزاك الله خيرا
انظروا يرحمكم الله إلى أن الشيخ رحمه الله جعل علم الله محصورا أولا أي أن صفة الله التي هي علمه جعلها محصورة، و هذا القول كفر باجماع المسلمين، ثم جعل علم الله مقدرا بمقادير الخلق إلى قيام الساعة، و أما ما بعد ذلك فهو غير داخل في علم اللوح و القلم، فلو كان المسلمون كلهم على شاكلة منتقد البردة المباركة لما توانى الناس عن تكفير الشيخ رحمه الله بلازم مذهبه، و لكننا نحسن الظن بالشيخ يرحمه الله، و لعل ذلك سبق لسان منه، و غفلة عن حقيقة ما في البردة









قديم 2008-02-20, 14:55   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه:

{ وإن لنا للآخرة والأولى }

فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال:

{ لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله } رواه البخاري.


قول العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في البردة

قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في كتابه الرد على البردة :

قوله :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل : يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم


مقتضى هذه الأبيات إثبات علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم وأن الدنيا والآخرة من جوده وتضمنت الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من أعظم الشدائد ورجاءه لكشفها وهو الأخذ بيده في الآخرة وإنقاذه من عذاب الله

، وهذه الأمور من خصائص الربوبية والألوهية التي ادعتها النصارى في المسيح عليه السلام وإن لم يقل هؤلاء إن محمداً هو الله أو ابن الله ولكن حصلت المشابهة للنصارى في الغلو الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله :


" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله "

والإطراء هو المبالغة في المدح حتى يؤول " الأمر إلى " أن يجعل المدح شيء من خصائص الربوبية والألوهية .

وهذه الألفاظ صريحة في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . . أي وإلا فأنا هالك

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه :

" لا ملجأ منك إلا إليك " . . .










قديم 2008-02-20, 15:05   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
حسين القسنطيني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أخي الفاضل هل قرأت ما كتبناه لكم ؟؟؟ تترك الكلام الكفري من غير ما تعلق عليه، و تتمسك بالإنكار على صنف بلاغي من أروع ما يكون في اللغة العربية ثم تنسبه إلى الإشراك و الكفر؟؟؟ أهذا هو الإنتصار لدين الله، و هكذا يكون اتباع الحق... ليس عيب البوصيري رحمه الله أنكم تتعصبون ضده من دون أدنى تذوق للعربية و لا معرفة بألوانها، لكن من عيب الشيخ العثيمين رحمه الله أن كل من حاموا حوله و تناقلوا أقواله لم يجد فيهم من يصوبهحينما يخطئ و يتعدى حدود الأدب مع الله










قديم 2008-02-20, 15:13   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الرد على من اعترض على الشيخ ابن عثيمين في نقده لبردة البوصيري


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله أما بعد :

فقد أنكر الشيخ ابن عثيمين على البوصيري غلوه في البردة ومن ذلك قول البوصيري :

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

قال الشيخ ابن عثيمين :

(( مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .

وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب . . ))

فاعترض أحد الكتاب على قول الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - :

(( فما الذي بقي لله عز وجل ؟؟ ))

زاعما أن الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - بهذا الكلام قد حد علم الله تعالى وحد جوده وكرمه ، كما زعم أنه لم يسبق الشيخ أحد من العلماء في الإنكار على البوصيري :

وجوابا على هذا يقال : مدار الكلام على أمرين :

الأمر الأول : اتهام الشيخ محمد بن عثيمين بأنه يرى أن علم الله محدود وكذا جوده وكرمه ، لأن الشيخ قال : (( فما الذي بقي لله عز وجل ؟؟ ))

وهذا الفهم لكلام الشيخ غير صواب من وجهين :

أحدهما : أن الشيخ رحمه الله تعالى في كتبه ورسائله يقرر أن علم الله شامل لكل شيء وأنه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهذا لا ينكره إلا معاند مكابر ، أو جاهل بمؤلفات الشيخ وكلامه وكذا ما قرره الشيخ في جود الله وكرمه , وإذا تقرر هذا فإن كلام الشيخ يفهم مجموعا بعضه إلى بعض .

الثاني : أن هذا الذي ذكره الشيخ على سبيل الاستفهام الإنكاري سائغ في لغة العرب ، ألا ترى أن الملك من ملوك الدنيا يكون له ملك عظيم ، فإذا تجرأ أحد على شيء عظيم من ملكه صح أن يقال : وماذا أبقى فلان للملك ؟ على سبيل الإنكار والاستفهام , ولا مفهوم له ، ولا يُلزم قائله بمفهوم مخالفته ، خاصة وأنه لم يكن خارجا ممن يصح أن يكون قوله تشريعاً.

والشيخ رحمه الله حين أنكر على البوصيري هذه المقالة واستعظمها هو في ذلك معتمد على النصوص الشرعية كقوله تعالى :

((قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ))

ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم ما في اللوح المحفوظ لم يكن لهذه الآية معنى صحيح ، وكذا في قصة الإفك ، وشجه صلى الله عليه وسلم وكسر رباعيته في أحد ، كل هذا وأمثاله مكتوب في اللوح المحفوظ ومع ذلك لم يعلمه صلى الله عليه وسلم حتى أعلمه الله ووقع عليه ، فدل هذا على بطلان قول البوصيري من أنه صلى الله عليه وسلم يعلم ما في اللوح المحفوظ

الأمر الثاني : وهو ما ذكره الكاتب من أن أحدا لم يسبق الشيخ في الإنكار على البوصيري ، وهذا قول مغالط أو جاهل ، فإن الشيخ قد سبق بالإنكار على البوصيري من جمع من أهل العلم سواء هذا البيت أو غيره من أبيات البردة ، وتركا للإطالة فأحيل الكاتب والقاريء إلى كتاب : ( بردة البوصيري بالمغرب والأندلس ) للأستاذ سعيد بن الأحرش ص 570 فما بعدها فقد ذكر بعض الأبيات التي أنكرت على البوصيري .

الشيخ / عبد العزيز السعيد










قديم 2008-02-20, 15:59   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
حسين القسنطيني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

قلت أخي الفاضل:
زاعما أن الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - بهذا الكلام قد حد علم الله تعالى وحد جوده وكرمه
هذا ليس زعما و إنما هو الحقيقة التي وقع فيها الشيخ يرحمه الله من غير تعمد، نسأل الله أن يغفر له


و قلت :
وجوابا على هذا يقال : مدار الكلام على أمرين :

الأمر الأول : اتهام الشيخ محمد بن عثيمين بأنه يرى أن علم الله محدود وكذا جوده وكرمه ، لأن الشيخ قال : (( فما الذي بقي لله عز وجل ؟؟ ))

وهذا الفهم لكلام الشيخ غير صواب من وجهين :

قبل أن نستعرض معك الوجهان قل لي بالله عليك و أخلص أمرك لله، لو صدر هذا الكلام من عند شيخ مثل القرضاوي أو عمرو خالد أو غيرهما ممن جعلتم قدرهم بالأرض، أكان سيسلم منكم؟ أنا اسألك بكل صراحة راجيا من الله أن تخلص دينك و جوابك...


ثم قلت:
أحدهما : أن الشيخ رحمه الله تعالى في كتبه ورسائله يقرر أن علم الله شامل لكل شيء وأنه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهذا لا ينكره إلا معاند مكابر ، أو جاهل بمؤلفات الشيخ وكلامه وكذا ما قرره الشيخ في جود الله وكرمه , وإذا تقرر هذا فإن كلام الشيخ يفهم مجموعا بعضه إلى بعض .

يا رجل من يكلمك على كتب الشيخ و آرائه، نحن نكلمك عن كلمة صدرت منه كما صدرت كلمة من عند القرضاوي فملأتم بها الدنيا، هل رجعتم لكتب القرضاوي و آرائه في كتبه؟؟؟

الثاني : أن هذا الذي ذكره الشيخ على سبيل الاستفهام الإنكاري سائغ في لغة العرب ، ألا ترى أن الملك من ملوك الدنيا يكون له ملك عظيم ، فإذا تجرأ أحد على شيء عظيم من ملكه صح أن يقال : وماذا أبقى فلان للملك ؟ على سبيل الإنكار والاستفهام , ولا مفهوم له ، ولا يُلزم قائله بمفهوم مخالفته ، خاصة وأنه لم يكن خارجا ممن يصح أن يكون قوله تشريعاً.

قولك هذا و ادعئؤك أنه يصح و يقع لغة بحاجة إلى دليل أولا، و من ثم بحاجة إلى التمييز بين الكلام عن الله و الكلام عن ملك من ملوك الأرض... و لو أنك أخي تنزهت عن التعصب لرأيت بأم عينيك خطورة القول، لست بحاجة لكبير علم في ذلك...



والشيخ رحمه الله حين أنكر على البوصيري هذه المقالة واستعظمها هو في ذلك معتمد على النصوص الشرعية كقوله تعالى :


النصوص الشرعية التي تذكرها أخي لا تحسنون حتى التوفيق بينها و بين نصوص أخر، و لا تحسنون مع كل احترامي حتى الإستشهاد بها، فليتكتوفق بينها و بين حديث اختصام الملأا الأعلى و حديثأوتيت مفاتيح كطل شيء إلا الخمس و ما إلى ذلك من أحاديث منثورة... و أنا أحيلك إلى كلام ابن عبد البر في التمهيد عن فضائله صلى الله عليه و على آله و سلم لتعلم أنها تزيد و لا تنقص...


و قلت أخي:
الأمر الثاني : وهو ما ذكره الكاتب من أن أحدا لم يسبق الشيخ في الإنكار على البوصيري ، وهذا قول مغالط أو جاهل ، فإن الشيخ قد سبق بالإنكار على البوصيري من جمع من أهل العلم سواء هذا البيت أو غيره من أبيات البردة ، وتركا للإطالة فأحيل الكاتب والقاريء إلى كتاب : ( بردة البوصيري بالمغرب والأندلس ) للأستاذ سعيد بن الأحرش ص 570 فما بعدها فقد ذكر بعض الأبيات التي أنكرت على البوصيري .

و هذه عليك كذلك لأنني طلبت منك أن تأتي بالأسماء و نحن نأتيك عن كل اسم اسمين من أهل العلم من أهل السنة و الجماعة ممن أثنوا على البردة للبوصيري رحمه الله تعالى، فهل تفعل ذلك رجاء؟؟؟










قديم 2008-02-20, 16:41   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو بكر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

أقوال علماء السنة في قصيدة البردة







نظرا لما ينشر عن البردة ونظرا لتلك الادعاءات التي يدعيها البعض من ان هذه القصيدة لا تحوي بين طياتها شركا ولا بدعا
ارتايت ان اقدم لاعضائنا الاعزاء وزوارنا الكرام هذه الفتاوى بشان هذه القصيدة ليكون الجميع على بينة


كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في قصيدة البردة

قال : الإمام محمد بن عبدالوهاب : " في تفسير سورة الفاتحة "
وأما الملك فيأتي الكلام عليه ، وذلك أن قوله: ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) وفي القراءة الأخرى ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19}‏ ([ سورة الانفطار الآيات: 17/19].
فمن عرف تفسير هذه الآية ، وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم ، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره، عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها ، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها، فأين هذا المعني والإيمان بما صرح به القرآن ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) [ أخرجه البخاري في صحيحة: كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب رقم: 2753 ، والنسائي في سننه: كتاب الوصايا إذا أوصى لعشيرته الأقربين (6/ 248-250) رقم : 3644، 3646، 3647، من حديث أبي هريرة.
من قول صاحب البردة:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** اذا الكريم تحلي بأسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فليـتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن .
هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقوله: : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) لا والله ، لا والله لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق ، وأن محمداً صادق على الحق ، وأن أبا جهل صادق على الحق . لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان.
فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة ، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام وعرف أن العدل واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا، ليس عن التكفير والقتال ، بل هم الذين بدءونا بالتكفير وعند قوله: ( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) [سورة الجن الآية : 18].وعند قوله: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) [سورة الإسراء: الآية : 57]. وقوله: ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ) [سورة الرعد الآية: 14].
فهذا بعض المعاني في قوله : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) بإجماع المفسرين كلهم ،وقد فسرها الله سبحانه في سورة ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ ) ( الإنفطار : 1 ) كما قدمت لك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير سورة الفاتحة من مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب ص 13 المجلد الخامس
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في أحد رسائلهِ الشخصية –كما في الدرر السنية 2/44- إلى الأخ حسن:
" وأما ما ذكرت من أهل الجاهلية كيف لم يعرفوا الالهية إذا أقروا بالربوبية هل هو كذا أو كذا أو غير ذلك.فهو لمجموع ما ذكرت وغيره.
وأعجــــــب من ذلك ما رأيت وسمعت ممن يدعي أنه أعلم الناس،ويفسر القرآن،ويشرح الحديث بمجلدات،ثم يشرح (البردة) ويستحسنها،ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث أنه شرك،ويموت ما عرف ما خرج من رأسه ،هذا هو العجب العجاب!!أعجب بكثير من ناس لا كتاب لهم ولا يعرفون جنة ولا ناراً،ولا رسولاً ولا إلهاً."

................

كلام العلامة المجدد عبدالرحمن بن حسن في البردة

قال العلامة المجدد عبدالرحمن بن حسن :
وقد ذكر شيخ الإسلام ، عن بعض أهل زمانه : أنه جوّز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث فيه بالله . وصنف في ذلك مصنفاً ، رده شيخ الإسلام ، ورده موجود بحمد الله .
ويقول : إنه يعلم مفاتيح الغيب ، التي لا يعلمها إلا الله . وذكر عنهم أشياء من هذا النمط . نعوذ بالله من عمى البصيرة .
وقد اشتهر في نظم البوصيري ، قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم !َ!
وما بعده في الأبيات ، التي مضمونها : إخلاص الدعاء ، واللياذ والرجاء والاعتماد في أضيق الحالات ، وأعظم الاضطرار لغير الله .
فناقضوا الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتكاب ما نهى عنه أعظم مناقشة ، وشاقوا الله ورسوله أعظم مشاقة .
وذلك أن الشيطان أظهر لهم هذا الشرك العظيم ، في قالب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه . وأظهر لهم التوحيد والإخلاص ، الذي بعثه الله به في قالب تنقصه .
وهؤلاء المشركون هم المتنقصون الناقصون ، أفرطوا فى تعظيمه بمانهاهم عنه أشد النهي ، وفرطوا في متابعته . فلم يعبؤوا بأقواله وأفعاله ، ولارضوا بحكمه ولاسلموا له ، وأنما يحصل تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم بتعظيم أمره ونهيه .
وهؤلاء المشركون عكسوا الأمر . فخالفوا ما بلَّغ به الأمة ، وأخبر به عن نفسه صلى الله عليه وسلم . فعاملوه بما نهاهم عنه : من الشرك بالله ، والتعلق على غير الله ، حتى قال قائلهم :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل : يا زلة القد
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فانظر إلى هذا الجهل العظيم ، حيث اعتقد أنه لا نجاة له إلا بعياذه ولياذه بغير الله .
وانظر إلى هذا الإطراء العظيم ، الذي تجاوز الحد في الإطراء ، الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبدٌ ، فقولوا عبدالله ورسوله " رواه مالك وغيره . وقد قال تعالى : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكن إني ملك ) [ الأنعام : 50 ] .
فانظر إلى هذه المعارضة العظيمة للكتاب والسنة ، والمحادة لله ورسوله . وهذا الذي يقوله هذا الشاعر هو الذي في نفوس كثير ، خصوصاً ممن يدعي العلم والمعرفة ، ورأوا قراءة هذه المنظومة ونحوها لذلك وتعظيمها من القربات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد
باب ماجاء أن سبب كفر بنى آدم وتركهم دينهم هو الغلو ( 1 / 381 )
باب قول الله تعالى ( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) ( 2 / 693 )

................

كلام العلامة ـالمحدث ـ سليمان بن عبدالله في البردة :

قال : العلامة المحدث سليمان بن عبدالله في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد : :
ومن بعض أشعار المادحين لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فتأمل ما في هذه الأبيات من الشرك .
منها : أنه نفى أن يكون له ملاذٌ إذا حلت به الحوادث ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو .
الثاني : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية .
الثالث : سؤاله منه أن يشفع له في قوله :
ولن يضيق رسول الله ... البيت ...
وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوه ، وهو الجاه والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره ، فإن الله تعالى هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداء .
الرابع : قوله : فإن لي ذمة ... إلى آخره .
كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك .
تناقض عظيم وشرك ظاهر ، فإنه طلب أولاً أن لا يضيق به جاهه ، ثم طلب هنا أن يأخذ بيده فضلاً وإحساناً ، وإلا فيا هلاكه .
فيقال : كيف طلبت منه أولاً الشافعة ثم طلبت منه أن يتفضل عليك ، فإن كنت تقول : إن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله ، فكيف تدعو النبي صلى الله عليه وسلم وترجوه وتسأله الشفاعة ؟ فهلا سألتها من له الشفاعة جيمعاً ، الذي له ملك السموات والأرض ، الذي لا تكون الشفاعة إلا من بعد إذنه ، فهذا يبطل عليك طلب الشفاعة من غير الله .
وإن قلت : ما أريد إلا جاهه ، وشفاعته ، بإذن الله .
قيل : فكيف سألته أن يتفضل عليك ويأخذ بيدك في يوم الدين ، فهذا مضاد لقوله تعالى : { وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدرك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله } [ الانفطار ] ، فكيف يجتمع في قلب عبد الإيمان بهذا وهذا .
وإن قلت : سألته أن يأخذ بيدي ، ويتفضل عليَّ بجاهه وشفاعته .
قيل : عاد الأمر إلى طلب الشفاعة من غير الله ، وذلك هو محض الشرك .
السادس : في هذه الأبيات من التبري من الخالق - تعالى وتقدس - والاعتماد على المخلوق في حوادث الدنيا والآخرة ما لا يخفى على مؤمن ، فأين هذا من قوله تعالى : { إياك نبعد وإياك نستعين } [ الفاتحة ] ، وقوله تعالى : { فإن تولوا فقـل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلـت وهـو رب العـرش العظيم } [ التوبة ] ، وقوله : { وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً } [ الفرقان ] ، وقوله تعالى : { قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغاً من الله ورسالاته } . [ الجن ]
فإن قيل : هو لم يسأله أن يتفضل عليه ، وإنما أخبر أنه إن لم يدخل في عموم شفاعته فيا هلاكه . قيل : المراد بذلك سؤاله ، وطلب الفضل منه ، كما دعاه أول مرة وأخبر أنه لا ملاذ له سواه ، ثم صرح بسؤال الفضل والإحسان بصيغة الشرط والدعاء ، والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط ، كما قال نوح عليه السلام : { وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين } . [ هود ]
ومنهم من يقول : نحن نعبد الله ورسوله ، فيجعلون الرسول معبودا .
قلت: وقال البوصيري :
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من جوده ، وجزم بأنه يعلم ما في اللوح المحفوظ ، وهذا هو الذي حكاه شيخ الإسلام عن ذلك المدرس ، وكل ذلك كفر صريح . ومن العجب أن الشيطان أظهر لهم ذلك في صورة محبته عليه السلام وتعظيمه ومتابعته ، وهذا شأن اللعين لابد وأن يمزج الحق بالباطل ليروج على أشباه الأنعام اتباع كل ناعق، الذين لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ، لأن هذا ليس بتعظيم، فإن التعظيم محله القلب واللسان والجوارح وهم أبعد الناس منه ، فإن التعظيم بالقلب: ما يتبع اعتقاد كونه عبداً رسولاً ، من تقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس أجمعين .
....... فكيف بمن يقول فيه ؟ !
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
ويقول في همزيته :
هذه علتي وأنت طبيبُ ***** ليس يخفى عليك في القلب داء

وأشباه هذا من الكفر الصريح .
ــــــــــــ
كناب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ( ص 621 )

.............

كلام العلامة محمد بن على الشوكاني في البردة :

فانظر رحمك الله تعالى ما وقع من كثير من هذه الأمة من الغلو المنهى عنه المخالف لما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما يقوله صاحب البردة رحمه الله تعالى :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذا باب واسع ، قد تلاعب الشيطان بجماعة من أهل الإسلام حتى ترقوا إلى خطاب غير الأنبياء بمثل هذا الخطاب ، ودخلوا من الشرك في أبواب بكثير من الأسباب .
ومن ذلك قول من يقول مخاطباً لابن عجيل :
هات لي منك يابن موسى إغاثة ***** عاجلاً في سيرها حثاثة
فهذا محض الاستغاثه التي لاتصلح لغير الله لميت من الأموات قد صار تحت أطباق الثرى من مئات السنين .
وقد وقع في البردة والهمزية شيء كثير من هذا الجنس ، ووقع أيضاً لمن تصدى لمدح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولمدح الصالحين والأئمة الهادين ما لا يأتي عليه الحصر ، ولا يتعلق بالاستكثار منه فائدةٌ فليس المراد إلا التنبيه والتحذير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ( 59 / 60 )



يتبع
..........










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc