المجال الإجتماعي/جحافل ألباب القمة/ الموضوع الأول/قصــ ☆•:*´¨`*:•. وعــبرة .•:*´¨`*:•.☆ــــة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى السنة الثانية ثانوي 2AS > المواد العلمية و التقنية

المواد العلمية و التقنية كل ما يخص المواد العلمية و التقنية : الرياضيات - العلوم الطبيعة والحياة - العلوم الفيزيائية - الهندسة المدنية - هندسة الطرائق - الهندسة الميكانيكية - الهندسة الكهربائية - التسيير المحاسبي و المالي - تسيير و اقتصاد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المجال الإجتماعي/جحافل ألباب القمة/ الموضوع الأول/قصــ ☆•:*´¨`*:•. وعــبرة .•:*´¨`*:•.☆ــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-14, 15:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قـطر الندى
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي المجال الإجتماعي/جحافل ألباب القمة/ الموضوع الأول/قصــ ☆•:*´¨`*:•. وعــبرة .•:*´¨`*:•.☆ــــة




إجتاحتني فكرة وأنا أقرأ كتاب النظرات للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي

فيه قصص واقعية رائعة تحمل في جعبتها عبر نحتاجها في حياتنا
كي لا نقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها أسلافنا
إخترت لكم من الكتاب هذه القصة بعنوان
الشهيدتان

تفضلوا بالقراءة


لم تغمض عيناي ليلة أمس، لأنني بت أسمع في الدار اللاصقة لبيتي أنين امرأة متوجعة تعالج هماً ثقيلاً، وتشكو مرضاً أليماً، وكان يخيل إلىَّ أنى لا أسمع بجانبها معللاً يعللها ولا جليساً يتوجع ها، فلما أصبح الصبح ذهبت إليها، فإذا قاعة صغيرة مظلمة تكاد لا تشتمل على أكثر من سرير بال يتراءى فوقه شبح ماثل من أشباح الموتى، فترفقت في مشيتي حتى دونت منها، وكأنها شعرت بمكاني، فحركت شفتيها تطب جرعة ماء، فأسعفته بها فاستفاقت قليلاً، ثم تقدمت نحوها أسائلها عن خطبها، فأنشأت تقص على قصتها بصوت خافت متقطع كنت أكاد أنتزعه منها انتزاعاً وتقول:
"زوجني أبى منذ سبع سنين من رجل مزواج مطلاق لا يكاد يصبر على امرأة واحدة عاماً واحداً، ولو كان لفتاة أن تستبد بأمرها من دون أوليائها ـ لأحسنت الاختيار لنفسي، بل لو لم يكن فى الأمر إلاّ أن أتبتل أو أصير إلى هذا المصير، لكان لي في الرهبانية رأى غير ما يراه فيها النساء، ولكنني عجزت، فأذعنت وزففت إليه فاستقبلني بأحسن ما يستقبل به الزوج الكريم أحظى نسائه عنده وأكملهن عليه، فكان يربني من ذلك ما يريب الفريسة من ابتسامة الأسد، وكنت انتظر يوم الفراق كما ينتظر القاتل يوم القصاص، فما أفقت من صرعة النفاس حتى علمت أنه خطب، فتزوج فبني، وأنا أصبحت في المنزل وحيدة لا مؤنس لي إلاّ طفلتي، فجزعت عند الصدمة الأولى، ثم نزلت على حكم القضاء الذي لا أملك رده، وأعرف وجه الحيلة فيه، واحتملت طفلتي إلى بيت أبى، فوجدته مريضاً مشرفاً، فبكى رحمة بي واستغفرني من ذنبه إلىَّ فغفرته له، وما هي إلاّ أيام قلائل، حتى مضى لسبيله مفجوعاً برزئى ورزئه فعلمت أن الدهر قد سجل في جريدة الشقاء أياماً طوالاً لا أعلم متى يكون انقضاؤها، ولا أدرى ما الله صانع فيها، فظللت استكتب الناس الكتب إلى ذلك الرجل، أسأله القوت فأستعين به على تربية طفلته، أو التسريح عسى أن يبدلني الله خيراً منه زكاة وأقرب رُحْماً، فضن بالأولى، واستعظم الأخرى، فلم أرَ لي سبيلاً غير سبيل العمل، فلبثت بضع سنين ساهرة الليل قائمة النهار أستقطر الرزق من سم الخياط، فلا أكاد أبلغ منه الكفاف حتى بلغ منى الجهد، فدهيت بمعضلة من الأدواء خرجت لها عن كل ما أملك من حيلة وذخيرة وكسوة وآنية، وأصبحت لا أملك درهماً ابتاع به قارورة الدواء، أو أجد مزقة أمسك بها قوائم السرير المضطرب، وما قنع الدهر مني بذلك حتى رماني بالابتلاء الذي يصغر في جانبه كل عظيم من خطوبة ونكباته، فقد كتبتُ إلى ولد الفتاة منذ شهر أصف له حالتي، وأفضى إليه بذات نفسي، وأسأله أن يمدني وابنتي بقليل من القوت نُمسك به تلك الصبابة "البقية القليلة من الماء ونحوه من الطعام والمال" التي أبقتها خطوب الأيام ورزاياها من أعظمنا وجلودنا، ولبثت أترقب رجع الكتاب كما يترقب الغريق سواد السفينة، وقد جلست طفلتي بين يدي أتطلع إلى وجهها الساطع في ظلمات تلك الخطوب كما يتطلع الملاح في ظلماه إلى نجمة القطب، إذ هجم على ذلك الظالم الجبار، فاختطف ابنتي من بين يدي من حيث لا أملك دفعاً لما نابني، ولا أجد ما أذود به عن نفسي إلاّ زفرات لا يسمعها سامع، وعبرات لا يرحمها راحم، فشعرت كأن أسهم الدهر التي تروغ هنا وههنا قد أصابت في هذه المرة المقتل، فبت ليلتي تلك كما يجب أن تبيت امرأة بائسة معدمة فجعها الدهر فى نفسها بعد أن فجعها في زوجها وأبيها وولدها، فأصبحت لا تجد أمامها يداً تنبسط إليها ولا عيناً تبكى عليها، وقد مر بى بعد ذلك نيف وعشرون ليلة لا يتوقف لي دمع، ولا يهدأ بي مضجع، حتى إذا اختلست من يد الظلمة نعسة تراءت لي الفتاة كأنها في فراشها مريضة تهتف باسمي، وكأن أباها يوسعها ضرباً وتعذيباً، وكأنني أحاول أن استنقذها فلا أجد إليها سبيلاً، وها أنا ذا أشعر أن سحابة الموت السوداء تغشى على بصري، وأنني مفارقة هذا العالم قبل أن أنظر إلى فتاتي نظرة أتزودها في سفري إلى تلك الدار " .
وما وصلت من حديثها إلى هذا الحد حتى بلعت ريقها بصعوبة، وحشرجت أنفاسها، وشطر بصرها، فجثوت عند سريرها أدعو لها الله أن يعينها على ويمدها برحمته وإحسانه، فإني لكذلك وقد استغرقت في هذا المشهد الذي بين يدي استغراق العابد في هيكله، إذا رأيت في خلال الدموع التي تزدحم في عيني شبحاً منتصباً عند باب الغرفة، فتأملته فإذا رجل يحمل بين يديه فتاة صغيرة، فتقدمت إليه ، فرأيته خاشعاً مستكيناً ينظر إلى تلك التي يحملها نظرات الوجد والرحمة، ورأيت الفتاة كأنها خرقة بالية ملقاة لا يتحرك لها عضو، ولا ينبض منها عرق، فقلت: " من أنت، وماذا تريد ؟ "
قال: أنا زوج هذه المرأة ووالد هذه الفتاة، قلت " لعلك جئت تستغفر هذه البائسة المسكينة من ذنبك إليها في التفريق بينها وبين ابنتها، قال: يا سيدي ما زالت الفتاة منذ فارقت أمها تبكى عليها بكاءً مرا، وتهتف باسمها، في يقظتها ونومها، حتى سقطت مريضة لا ينفعها طب، ولا ينجح فيها دواء، فلما رأيت أنها وصلت إلى هذه الحالة التي تراها جئت بها إلى أمها أرجو أن تجد بين ذراعيها شفا من دائها، قلت: ذلك موكول إلى القضاء، ولا يعلم الغيب إلاّ الله، ثم تقدمت نحو الفتاة، فرأيتها تجود بنفسها، فاحتملتها برفق حتى وضعتها بين ذراعي أمها، فما هو إلاّ أن هتفت الفتاة بأمها، والأم بفتاتها حتى فاضت نفساهما معاً، كأنما كانتا من الموت على ميعاد.
والآن وقد عدت من دفن الشهيدتين، وجلست لكتابة هذه السطور، أشعر أنى لا أكاد أمسك قلمي من الاضطراب، ولا مدمعي عن الانفجار لا حزناً على تلك البائسة المسكينة وطفلتها، بل حزناً على جميع البائسات من النساء اللواتي يقتلهن الرجل كل يوم صبراً من حيث لا يجد راحماً يأخذ بأيدهن، ولا ثأئراً يثار لهن .


إن إعجبتكم الفكرة فترقبوا المزيد









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 15:44   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وردة المتفائلة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية وردة المتفائلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا جزيلااااااااااااااااااااااااااا لك اختي
بارك الله فيك
موضوع في القمة










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 15:48   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
KAMEL AT
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أختـــي...
قصة مؤثرة حقـــا...
تحمل في طياتها نداء إلى الأخذ بالعبرة...
شكـــرا لك...










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 15:52   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قـطر الندى
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المتفائلة مشاهدة المشاركة
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا جزيلااااااااااااااااااااااااااا لك اختي
بارك الله فيك
موضوع في القمة
وفيكي بركة وردة
شكرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kamel at مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أختـــي...
قصة مؤثرة حقـــا...
شكـــرا لك...
العفو وفيك بركة









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 16:09   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
KAMEL AT
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

ننتظرك منك المزيد من القصص أختــي...










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 16:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
soso26
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

رواية طالما بحثت عنها ولم اجدها
شكرا اختي بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 16:39   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
soso26
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

رواية طالما بحثت عنها ولم اجدها
شكرا اختي بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 18:21   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
hind_hind
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية hind_hind
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع قيم بوركت










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 20:19   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عَتْمَـہとか
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عَتْمَـہとか
 

 

 
الأوسمة
وسام المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

جــآرے قـرآءة القصة



تـ ع ـديل



قـصَة جميلة من روآئع مصطفى لطفي المنفلوطـے


أتمنى لو كآن لي كتـآبه


ننتظر منك المزيد من كتآباته










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 22:21   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سآجدْ للهْ
عضو ذهبي
 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثانية وسام العطاء في منتدى التعليم الثانوي 
إحصائية العضو










افتراضي

بآآآرك الله فيك

قصة فيها عبرة وحكمة حقآ يا ربي يرزقنا الحكمة










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-14, 23:13   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قـطر الندى
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kamel at مشاهدة المشاركة
ننتظرك منك المزيد من القصص أختــي...
إت شاء الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soso26 مشاهدة المشاركة
رواية طالما بحثت عنها ولم اجدها
شكرا اختي بارك الله فيك
إن شاء الله سأضع المويد من قصصه حقاإنه لكتاب رائع


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hind_hind مشاهدة المشاركة
موضوع قيم بوركت
وفيكي بركة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ـإبْدآع سَرْمدِے مشاهدة المشاركة
جــآرے قـرآءة القصة



تـ ع ـديل



قـصَة جميلة من روآئع مصطفى لطفي المنفلوطـے


أتمنى لو كآن لي كتـآبه


ننتظر منك المزيد من كتآباته
سأحاول أن أضع المميز من هذا الكتاب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سآجدْ للهْ مشاهدة المشاركة
بآآآرك الله فيك

قصة فيها عبرة وحكمة حقآ يا ربي يرزقنا الحكمة
آآآآآآآآآآآآآآمين
شكرا وفيك بركة









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-16, 23:07   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
~| استبرق الريحان |~
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ~| استبرق الريحان |~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة رائعة اختاه .. جزاك الله خيرا ..










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
☆•:*´¨`*:•., .•:*´¨`*:•.☆ــــة, اقصــ, وعــبرة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc