الحكم بالسجن غيابيا

[موسى التلمساني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :

هي " الخدمة " الوطنية ؛ ولاندري إن كانت تخدم الوطن فعلا ، فالشاب الجزائري قد حُكم عليه قبل ولادته بالسجن لمدة عام ونصف ، ولقد كتبت هذا الموضوع نظرا لما أشعر به من معاناة الشباب وأنا أقرأ مشاركاتهم في هذا المنتدى وكذا لمناقشته معكم لأجد أجوبة لبعض الأسئلة التي تختلجني ولإزالة الغموض الذي غشِيَ هذا الموضوع .

فمن هذه الأسئلة :
1ـ هل يجوز شرعا التجنيد الإجباري ؟
2ـ هل كان مثل هذا التجنيد الإجباري عند سلفنا الصالح ؟
3ـ متى وأين وكيف ولماذا ظهرت " الخدمة " الوطنية ؟
4ـ هل لهذه " الخدمة " أهداف ، وماهي ؟
5ـ ماهي مساوئ هذه " الخدمة " ؟
6ـ هل هي تقليد للغرب ؟

أرجو من كل ذي علم وخبرة وتجربة وفكرة أن ينفعنا بما في جُعبته دون تجريح للحكام ودون سب أو شتم ، فنحن لسنا دعاة فتنة وخروج وتهييج ؛ لأن هذا محرم شرعا ؛ وهذا من عقيدة أهل السنة والجماعة .

فحسب تجربتي ـ وأنا لم أدخل هذا السجن بعد ، وأسأل الله تعالى السلامة منه ـ وجدت أن هذه " الخدمة " الوطنية تُعطل مصالح الشباب ؛ فلا عمل ، وكذا هناك من يتخرج من الجامعة ويريد مواصلة الدراسة ؛ سواء لِما بعد التدرج أو في التكوين المهني أو في غيرهما ؛ ولكن رغبته في الحصول على الإعفاء تمنعه من المواصلة ـ ومن المعلوم أن من واصل الدراسة لن يستفيد من الإعفاء ـ فيبقى هذا الشاب عاما أو أكثر عاطلا كاسدا .

وأعتقد كذلك أن هذه " الخدمة " تساهم في التخلي عن الدراسة ؛ فقوانين الإعفاء التي تصدر من فترة لأخرى تعطي الحق في الإعفاء لمن تخلى عن دراسته في تاريخ معين ، فلِسان الحال يقول : " يامُتخليا عن دراستك لك جائزة وهي الإعفاء من التجنيد " ، ولاندري ماالغاية من ذلك . فلنتخيل مثلا لو أن الإعفاء يُعطى فقط لأصحاب الشهادات العليا ؛ فسيرتفع بهذا عدد المتعلمين عندنا .

ولاحظت كذلك ـ وهو الأعظم والخطير ـ المعاصي المرتكبة من سب وشتم واستهزاء وغيرها .

هذا والله أعلم ، وصلِ اللهم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِم ، والحمد لله رب العالمين .