هناك في هضبة الصمت ، جلس مطرقا لا يحرك ساكنا ،يترشف الريح ويغزل من خيوط الشمس ثوبا للامل ،لاشيء يؤنس وحشته غير بعض الكلمات التي مرت سريعا أمام شاشة عينيه ،راح يجترها كلمة كلمة يفسر مغزاها ويبحث عن كنه معناها... يلتفت خلفه مهولا ،خائفا كأنه يتفقد عزيزا أضاعه أو غريبا افجعه وهو يلعن زمنا أولاه قفاه وظهره.
ينظر حوله ، كل شيء ساكت ، الاشجار والاحجار ،حتى المياه في الوادي القريب لم تعد ترسل خريرا كما في الماضي وقد نبت الحنظل طويلاعلى حوافي السواقي يضرب جذوره بعيدا في السفوح والمرتفعات...
ينتبه من غفلته ،ينتفض قائما على رجليه ،يلملم صور الماضي يجتر مرارة الجرح وغدر الرفيق، يودع المكان بنظرة حزينة ، يستجمع قواه لبرحل نحو غده المجهول...
- يسدل الستار ..