حديث بوتفليقة عن انتمائه الحزبي يفجر جدلا سياسيا
نشب جدل بعد خطاب رئيس الجمهورية بولاية سطيف، أول أمس، والذي قال فيه للحاضرين: "انتمائي السياسي معروف ولا غبار عليه" حول قضية انحيازه لجبهة التحرير الوطني، عشية الانتخابات التشريعية، وامتد النقاش إلى مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الأنتنريت، حيث تباهى مناضلو الجبهة بالتصريح، فيما ذهب أتباع أحزاب أخرى إلى التأكيد أن كلامه غير واضح، وقال آخرون إنه فعلا انحياز للأفلان.
وقال الرئيس بوتفليقة مخاطبا الحاضرين في القاعة متعددة الرياضات بملعب 8 ماي 1945، بمناسبة الذكرى الـ67 لمجازر ماي 1945، بطريقة ارتجالية "حزبي معروف ولا غبار عليه، ولكن أقول لكم صوتوا على من ترونه أفضل". ليضيف أنه: "لا ينحاز لأي حزب ولا يرافع لأي جهة كانت".
وقال نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري لـ"الشروق" إن "تصريحات الرئيس دعم مبطن لحزب جبهة التحرير الوطني".. مضيفا "الرئيس بوتفليقة هو الرئيس الشرفي للحزب، والأمر واضح" وبالتالي فالأمر حسب مقري لا يحتمل قراءة أخرى غير ذلك.
وأوضح القيادي في حمس أنه رغم ذلك، فالخطاب لن يخدم في النهاية الأفلان، مضيفا "وباعتقادي.. يعكس كذلك حجم الضعف الذي تتخبط فيه جبهة التحرير الوطني".
من جهته أكد عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب الوطني للأفلان أن ما قاله رئيس الجمهورية يحتمل ثلاث قراءات: الأولى يمكن اعتبارها "دعما صريحا للافلان"، لكن عن الرجوع لقوله: "طاب جناننا" يمكن فهم التصريح بطريقة أخرى، وهي أنه "كما قال ينتمي لجيل الثورة الذي انتهت مهمته، وبالتالي فالأفلان ايضا لم يعد حزب المرحلة". أما القراءة الثالثة حسب سي عفيف، فهي أن كلامه كان من موقعه كرئيس جمهورية، وأن "الحزب الذي يقصده هو الجزائر"، لأنه أوضح أنه "أنا أقول لكم صوتوا على من ترونه أفضل".
ويرى استاذ الإعلام عبد العالي رزاڤي أن كلام الرئيس لا يمكن أن يكون له تأويل آخر، وهو واضح أنه: "إعلان بأن حزبه هو الأفلان، وذلك ليس من اليوم، لأنه رئيس شرفي للحزب منذ سنوات".
وانتقل الجدل حول هذه التصريحات إلى شبكة الانترنيت، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول مناضلو الأفلان هذه التصريحات في فيديوهات وتعليقات للتباهي "بدعم الرئيس للجبهة"، وهو الأمر الذي أثار انتقادات من مناضلي أحزاب اخرى، حول ما أسموه "تأويلا لتصريحات الرئيس"، فيما قال آخرون إنها دعم صريح للحزب العتيد من القاضي الأول في البلاد، رغم أنه لم يعلنها صراحة.
https://www.echoroukonline.com/ara/articles/128890.html