![]() |
|
صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعملية طوفان الأقصى، طوفان التحرير، لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الأقصى بين العدوان المشين والخذلان المهين
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الأقصى بين العدوان المشين والخذلان المهين إني أنادي والرياح عصيبة والأرض جمرٌ والديار ضِرام لقد نكأت الأوضاع المستجدة الجراح، فأين منا خالد والمثنَّى وصلاح؟! يا ويح أمتِنا ماذا أصابها؟! أيطيب لنا عيش، ويهدأ لنا بال، ويرقأ لنا دمع، ومقدساتنا تئنّ، وقدسُنا تستنجد، وفلسطيننا تنادي، والأقصى يستصرخ قائلاً:يا ألف مليون ألا من سامع؟! هل من مجيب أيها الأقوام؟! قد بُحّ صوتي من نداكِ أمتي هلا فتًى شاكي السلاح هُمام؟! كلُّ المساجد طُهِّرت وأنا على شرفي أُدنَّس؟! كل ذلك يحدث على مسمع من العالم ومرآه، وكأن المسلمين لا بواكي لهم، أين العالم بهيئاته ومنظماته؟! أين مجلس أمنهم وهيئة أممهم؟! أين هم من بكاء الثكالى، وصراخ اليتامى، وأنين الأرامل، واغتصاب الأرض، وتدنيس العرض؟! فسلام الله على جنين الصُّمود، ونابلس الشُّموخ، أين شعارات ومنظمات حقوق الإنسان الزائفة؟! ماذا يردّ الضمير العالمي؟! وأين هي المقاطعات السياسية والاقتصادية على مجرمي الحرب والمستهترين بالأعراف الدولية والقرارات العالمية؟!يا صناع القرار، يا قادة العالم، يا أصحاب الرأي، يا من تدّعون محاربة الإرهاب، ماذا تسمون ما فعله هؤلاء المجرمون بالمسلمين في فلسطين؟! وسيرجع إليك الطرف خاسئاً وهو حسير، حينما يتَّهمون أصحاب الحق المشروع المقاومين للظلم والبغي والاحتلال بالإرهابيين، فهل تطلُّعات أكثر من مليار من المسلمين في الحفاظ على مقدساتهم تُعدُّ وحشية وإرهابا؟! سبحانك هذا بهتان عظيم. أيها الإخوة المرابطون على أرض فلسطين المجاهدة الصامدة، أرضِ العز والشموخ والفداء، والتضحية والجهاد والإباء، يا أهلنا في الأرض المباركة فلسطين، يا أحبتنا في أرض الإسراء والمعراج، عُذراً إن وجدتم من كثير من أبناء أمتكم التخاذل والتثاقل، لَكَم أرَّقنا أنَّ أقصانا أسير بأيدي البغاة الطغاة العتاة، فما يُذكر الأقصى -أقر الله الأعين بفكّ أسره وقرب تحريره- إلا وتعتصر قلوبُنا حسرةً وأسى على ما جرى له ويجري، مما فطّر الأكباد، وأدمى القلوب، فصبراً صبراً أيها المرابطون. لقد سطرت انتفاضتُكم المباركة بأحرف العز والنصر والشرف ملحمةً من أروع النماذج في التأريخ المعاصر، لقد أعدتم الأمل في النفوس، فثِقوا بنصر الله لكم، متى ما نصرتم دينه، ﴿ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾[محمد:7]. قلوبنا معكم، والله ناصركم، والمال نبذله، فواصلوا دربَكم، واستنهضوا الهمما. هنيئاً لكم تقديمُ الأرواح رخيصةً في سبيل الله، ودعاؤنا أن يتقبل الله قتلاكم شهداء، وأن يكتب لمرضاكم عاجل الشفاء، وأن يحيينا وإياكم حياة السعداء. لا تيأسوا من روح الله، فالنصر قادم بإذن الله، ﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ ﴾[الروم:47]،﴿ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ ﴾[البقرة:214]. الله أكبر، هذه بوارق النصر تلوح، ورائحته تفوح، تتوِّجها انتفاضةٌ جهادية باسلة، لا تزال هي الورقة الرابحة، وشمعة الأمل المضيئة في أيدي المخلصين من أبناء هذه الأمة، حيث لم تنجح معها سياسة ليّ الذراع، وألوان الصلف والتعسف. إنها أرواح تتهادى نصرة لدين الله، وإعلاءً لكلمة الله، وما أكثر النماذج الحية في أمتنا المعطاءة، التي أنجبت الأبطال والشهداء. ولئن كان سياق العاطفة يغلب في طرح هذه القضية المؤرقة، فأيُّ عاطفة يجمل بها أن تجمد وتتبلّد في أوضاع ملتهبة وأحداث متفجرة؟! غير أن عاطفتنا لا ينبغي أن تطغى على عقولنا وحكمتنا، فتخرج بها عن الضوابط الشرعية والأنظمة المرعية، في كفاحٍ موهوم أو غوغائية مثيرة. لا بد من الجدِّ في مسالك الإصلاح، والاستيقاظ من الغفلة والتغفيل، وبعث الوعي العميق والتأصيل الوثيق بخطىّ مؤصلة، ومنهجية مدروسة، تواجه دسائس اليهود، بكل حزم وحكمة. أمةَ الجهاد والفداء، إن واجب المسلمين الوقوف مع إخوانهم في العقيدة في فلسطين وغيرها، ودعمهم مادياً وعينياً ومعنوياً، والإنفاق في سبيل الله، فالجهاد بالمال مقدَّمٌ على الجهاد بالنفس في كثير من آي الكتاب وسنة النبي الأواب كما لا يخفى على أولي الألباب، ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ﴾[الصف:10-11]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: { جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم وأنفسكم } خرجه مسلم في صحيحه. والمسلم الحق لا يتردد في البذل والعطاء في مواطن الجهاد والفداء، ﴿ هَا أَنتُمْ هَـؤُلاَء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم ﴾[محمد:38]. أيها الأحبة في الله، ألا وإن مما يبعث على التفاؤل هذا التفاعل الإسلامي، والتعاطف الإيماني، والترابط الأخوي الشعبي والرسمي لأمتنا الإسلامية مع إخوانهم المسلمين هناك، ولقد تابع الغيورون بكل تقدير وإعجاب ما أسفرت عنه حملة التبرعات الشعبية المباركة لدعم انتفاضة الأقصى، مع ما يؤمَّل من بذل المزيد في نصرة الحق وأهله، وردع الظلم وأهله، فهنيئاً لهذه البلاد المباركة مبادراتها الإيجابية العملية البناءة، ولا غرو فلها القدح المعلَّى والدور المجلَّى في نصرة قضايا المسلمين ووقوفها معهم، لا سيما عند الكوارث؛ تشدّ أزرهم، وتضمّد جراحهم، انطلاقاً من واجبها الإسلامي في كونها قبلة المسلمين، ومحطّ أنظارهم، ولقد كانت قضية فلسطين إحدى ثوابت سياستها الخارجية، في مؤازرة شتى قضايا أمتنا الإسلامية، جعله الله في موازينها، وزادها من الخير والهدى والتوفيق بمنه وكرمه. والدعوة موجهة إلى المسلمين جميعاً في دعم هذه الحملات الخيرية المباركة، لنكون يداً واحدة تسبق أفعالُنا أقوالَنا في نصرة الإسلام والمسلمين، والدفاع عن مقدساتنا، وعدم التفريط بأيٍّ من ثوابتنا العقدية والشرعية وحقوقنا التاريخية مهما كلفنا ذلك من ثمن، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والذلة الصغار على أعداء الإسلام والمسلمين من اليهود والوثنيين وسائر المفسدين، ﴿وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾[يوسف:21]،﴿ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيز ٌ﴾[الحج:40]، ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ وَمِن رّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْء فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾[الأنفال:60]. بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان للأوابين غفوراً. الخطبة الثانية: الحمد لله الأحد الواحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو المستعان على ما نرى ونشاهد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد عظم البلاء وقلّ المساعد، وحسبنا الله ونعم الوكيل وقد عظم الخطب والكرب زائد، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل أسوة وأكرم مجاهد، صلى الله عليه وعلى آله أولي المكارم والمحامد، وصحبه السادة الأماجد، والتابعين ومن تبعهم بأحسن السبل وأصح العقائد، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. أيها الإخوة في الله، لعلّ اللبنة الأولى في مواجهة هذا الصراع مع العدو الصهيوني الغاشم هي العودة إلى الذات، إصلاحُ بناء الأمة من الداخل، اعتصامُها بحبل الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والوقوفُ صفاً واحداً أمام العدو المتربِّص، والتفطّنُ للعدو من الصديق، في الوقت الذي تواجه فيه الأمة ألواناً من التحديات، يتولى كبرها والتخطيط لها حكام صهيون، وأذنابهم وأفراخهم، في حروبٍ معلنة وخفية، حتى بلغوا مبلغاً خطيراً، أنجبت هذه المخططات نوابتَ في بلاد المسلمين، ترفض الشريعة، وتعبث بالأخلاق والقيم، سُخِّرت أقلامٌ وأفلام ووسائل إعلام لخدمة هذه المخططات الآثمة، وفي الأمة من لا يزال سادراً في غيّه وضلاله، يُثبِّط ويُخذِّل، ولا تمثِّل عنده مقدسات الأمة شيئاً، لا تثير فيه عاطفةً إسلامية، يرى الأقصى كأيّ مبنى آخر، في وجه علمانيٍّ كالح، وآخرون في الأمة أشتاتٌ متنافرون، لعبت بهم الفرقة والخلافات والأهواء، واكتوت قلوبهم بالحسد والبغضاء، والتباغض والشحناء، وأشغِل كثير منهم بالبدع والمحدثات، ولربما تشاءموا من بعض الشهور والأيام، وذوي العاهات والأسقام. إنها دعوة للأمة إلى أنه لا يستردُّ مجدٌ ولا يُطلب نصرٌ إلا بالسير على خُطى سلف هذه الأمة، فليس يصلُح أمرُ آخر هذه الأمة إلا بما صلَح به أولها، وإن التفريط في الثوابت ودخول النقص على الأفراد والمجتمعات في عقيدتها وقيمها وأخلاقها وفضائلها سببٌ لحلول الهزائم في الأمم، والانتكاسات في الشعوب والمجتمعات، فلن يُحرَّر الأقصى إلا بالقيام بما أمر الله به ووصى، ولن تُسترَدَّ المقدسات إلا برعاية العقيدة والشريعة والمكرمات، في محافظةٍ على سياج الفضائل، ومجانبةٍ للشرور والرذائل، في محافظةٍ على قيم أبناء المسلمين وفتياتهم، ومجانبَتهم دسائسَ اليهود، ومسالك الشر والفساد، والسفور والتبرج والاختلاط. والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يهيِّئ لهم من أمرهم رشدا، إنه جواد كريم، ألا قد بلَّغت، اللهم فاشهد. ألا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبي الرحمة والملحمة، من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كما أمركم بذلك المولى اللطيف الخبير ووصى، فقال تعالى قولا كريما:﴿ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً ﴾[الأحزاب:56]. اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ... ____________________________________ * خطبة جمعة ألقاها فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس، في المسجد الحرام، وذلك يوم: 6- صفر -1423هـ
آخر تعديل فتحي الجزائري 2009-01-17 في 00:15.
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc