شروط الجهاد
الجزء (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بايجاز لا يثقل كاهل القارئ ، ودون أن يبخس حق المقروء ، اليكم بعض الأسباب التي تهيّء الانسان للجهاد في سبيل الله وتحرير كافة أراضي المسلمين من الرزح تحت الكفار ، وأبدأ أولا بتشخيص الداء الذي يمنع عن ذلك ، وطبعا أنا هنا لا أخاطب المعارضين لفكرة الجهاد ، أو المستخفّين بها ، انّما أخاطب الذين يريدونه ولا يعلمون من أين يبدؤون ، اليكم اخوتي هذه النصائح المجرّبة .
ــ من الأمراض المتحكمة بالنفس يا اخوتي ، والتي نحقر دائها والله ، هو الشّبع ، فالشبعان مريض القلب ، مشوّش البصيرة ، مثقول الهمّة ، قاس القلب، بعيد عن الله، بعيد عن عباده ، فمن أراد الجهاد في سبيل الله ، فليبدأ بالصيام ويفطر على القليل ، فهذه أسلم للقلب ومدعاة لرقّته ، فيحس باخوانه المضطهدين في مشارق الأرض ومغاربها .
ــ ومن توابع هذا المرض أيضا كثرة النوم ، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أكل كثيرا ، نام كثيرا ، ومن نام كثيرا ، فاته خير كثير) ، فلا تسأل كثيروا النوم عن جهاد وان أرادوا ذلك حتى ينتفضوا في الأسحار لله قائمين ، ولا تسأل المجرّبين لهذه النعمة عن آثارها .
ــ كثرة الجدال والكلام ، أوصي نفسي واخواني بتجنّب هذا الداء ما أمكن ، فهو استنزاف للطاقة ، وحجب للنور الذي نشعر به بعد الصيام والقيام .
ــ الخلوة رفقة الأخيار ، فقط هذا يا أخي ، اسرق لحظات يومك الصاخب الى كتاب ينطوي على خير الرفقاء في هذا الوجود ، اجلس رفقة محمد وصحبه ومن جاهد بجهادهم عليهم صلوات ربهم وسلامه ، اعتزل المنافقين والثرثارون والمحبطين ، واهرب الى جلسة أبطال الأمة ، ابكي معهم وعليهم حتى تبتلّ الأخاديد ، فليس شيء بعدها يرفع روحك ويزكيها قدر هذه الخلوة ، وهذه الرفقة .
ــ اعطي للناس حقوقها وأدّي الأمانات كما يؤدي المودّع أماناته.
ــ أكثر التوبة بصلاة ركعتين على كل معصية تذكرها في حياتك ، فهذا يخفف ثقل الذنوب التي ترمي التردد في النفس حين الاقبال على الموت .
ــ استعد للجهاد ، حدّث به نفسك ولا تفتر ، وانتظر من الله الاشارة ، وأكثرلذلك الدّعاء ، حتّى اذا ما هيّء الله لك ذلك ،
وجدك كالسهم اللاّهب تنطلق نحو ميادين الوغى.
والله وليّ أمرنا .