بحث: دولة الأغالبة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بحث: دولة الأغالبة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-03, 06:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
alger1787
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alger1787
 

 

 
الأوسمة
مميزي المجلة الاقتصادية - الرتبة الأولى - 
إحصائية العضو










افتراضي بحث: دولة الأغالبة

انتهت صلاحية الرابط
اعتذر








 


قديم 2012-05-03, 06:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
alger1787
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alger1787
 

 

 
الأوسمة
مميزي المجلة الاقتصادية - الرتبة الأولى - 
إحصائية العضو










افتراضي

المقدمة:
ظهرت بلاد المغرب الإسلامي عدة دول قامت على أساس مذهبي نذكر منها الادارسة الرستمية والشيعية وأيضا ظهرت دول قامت على أساس سياسي عسكري وهي دولة الأغالبة من هم الأغالبة وما هو سبب قيامها و ماذا تمخض عنه؟
- ويرجع اختيار هذا الموضوع لمعرفة الأحداث التاريخية لهذه الدولة وكيف تم قبل فكرة قيام هذه من قبل الخلافة وتطوراتها التاريخية ومن الصعوبات المواجهة في هذا البحث كثرة الأحداث السياسية وارتباطها أما أهمية الموضوع تتمثل في الذي يعتبر بداية انفصال الكلي عن المشرق الإسلامي.
المنهج المتبع: منهج تاريخي اعتمد فيه أخبار والأحداث مع أسلوب التحليل و قد أوردنا ذلك في أسباب وضعف سقوط دولة سقوط دولة الأغالبة من تفكك داخلي ناتج عن بعد بين الأمراء والشعب واهتمام الأمراء بمصالحهم الشخصية وبحياة الترف والبذخ و أوراد الروايات المختلفة وخاصة في جانب تولية إبراهيم الأغلب على ولاية القيروان وذكرها اختلاف بين هذه الروايات.
وقد استخدمنا مجموعة من المصادر نذكرها منها ياقوت الحموي الذي استخرجنا منه بعض المواقع مثل طبنة وقصريانه وبلرم، أما من خلكان فاستخرجنا منه تعريف شخصية عبد الله الشيعي، أما الرقيق القيرواني لوراد الروايات حول تولية إبراهيم بن أغلب على افريقية واستخدمنا مجموعة من المراجع المتخصصة مثل كتاب الطالبي محمد الأغالبة الذي يعطي شرح تفصيلي لكل إحداث هذه الدولة وتطوراتها.

المبحث الأول: الجذور التاريخية لدولة الأغالبة
المطلب الأول: نسب الأغالبة
سميت دولة الأغالبة بهذا الاسم إلى عميد أسرة الأغالبة هو الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي، كان من الجند العربي الخرساني الذي وفد إلى مصر ثم انتقل بعد قيام الدولة العباسية إلى العراق وأصبح ضمن الحرس الخاص للخليفة أبو جعفر المنصور، دخل افريقية مع قوات محمد بن الأشعث الخزاعي سنة 144هـ/671م.
المطلب الثاني: أسباب وعوامل ظهور دولة الأغالبة
استعمل هارون الرشيد على إفريقية محمد بن مقاتل بن حكيم العكي وبسبب سياسته الظالمة للجند والأهالي تمردوا عليه وخاصة بعد ضربه أحد أئمة البربر في الشريعة ( البهلول بن أسد ) بالسوط في الموت إضافة إلى قطع الأرزاق لمجموعة من الجند فثار عليه تمام بن تمام التميمي عامله في إحدى أقاليم سنة 183 هـ وأخرجه من القيروان فأستاء إبراهيم بن الأغلب الذي كان وليا على الزاب على خروج تمام على والي افريقية الشرعي فجمع جيشه وسار إلى القيروان وقبل أن يصل فر تمام إلى تونس، دخل إبراهيم بن الأغلب وخطب في المسجد لنصرة ابن العكي وطلب منه العودة إلى القيروان وفعلا عاد بن مقاتل العكي، فانزعج الناس من عودته فاتجهوا إلى تمام فجهز جنده مرة ثانية لمقاتلة بن مقاتل لما علم بذلك إبراهيم بن اغلب اتجه إلى تمام وهزمه.
- أصبح إبراهيم بن الأغلب رجل افريقية الأقوى بعد أن هزم تمام بن تميم التميمي وأعاد محمد بن مقاتل العكي إلى مقر ولايته ولكن أهل البلاد سئموا حكم بن مقاتل العكي وكرهوا ظلمه وطلبوا من إبراهيم بن الأغلب تولي شؤون بلادهم.
- وحول توليه إبراهيم بن الأغلب ولاية القيروان هناك ثلاث روايات:
الأولى: تقول أن صاحب البريد التابع للقيروان أخبر الخليفة هارون الرشيد بما فعله إبراهيم لاسترجاع السلطة الشرعية فأستشار الخليفة هرثمه من أعين والي السابق للقيروان الذي أكد إخلاص إبراهيم وهكذا ثم تعيين بن الأغلب.
الثانية: تروي أن إبراهيم بن الأغلب طلب من الخليفة توليه على افريقية بطلب من أهل البلاد.
أما الرواية الثالثة: تقول أن الرشيد هو الذي عرض على إبراهيم بن الأغلب تولي افريقية وذلك بعد حدوث قلاقل في المنطقة.
- وعلى أي حال تم تعيين إبراهيم بن الأغلب على افريقية مع تنازله عن مئة ألف دينار التي كانت تبعثها ولاية مصر كل عام معونة لافريقية، إضافة إلى استعداده لإرسال أربعين ألف دينار كل عام للخلافة وبهذه الشروط تم عزل بن مقاتل العكي وتعيين إبراهيم بن الأغلب والي على افريقية سنة 184هـ/800م.
وقد اقتنعت الأحداث المتوالية في افريقية الخليفة هارون الرشيد بتعيين إبراهيم من أهم تلك الأحداث المعارك التي خاضها العرب ضد البربر الصفرية والاباضية ومن فتن وحركات تمرد، اقتنعت الخليفة الرشيد من انفصال المغرب عن الدولة العباسية أصبحت حقيقة دفعته إلى قبول بعرض إبراهيم بتسلم استقلال ولاية جزئيا عن الخلافة والاكتفاء بالتبعية الاسمية مقابل مبلغ مالي المحدد وأيضا سبب آخر ساعد على ظهور هذه الدولة هو ظهور دولة الادارسة فكان إدريس بن عبد الله بن الحسين قد فر إلى المغرب الأقصى وأسس دولة شيعية تتطلع إلى توحيد المغرب وتوسع على حساب المناطق المجاورة ومن الطبيعي خوف الخلفاء العباسيون من أطماع الادارسة، فرضي الرشيد بإقامة دولة الأغالبة في المغرب الأدنى تكون حاجزا بينهم وبين التقدم الإدريسي.


المبحث الثاني: علاقة الأغالبة بالخلافة العباسية والأندلس
المطلب الأول: علاقة الأغالبة بالخلافة العباسية
- إن التحول الذي تم في ولاية افريقية سنة 184هـ/800م بمثابة عقد أبرم بين القيروان وبغداد، اعترف لإبراهيم الأغلب بلقب الأمير له كامل السيادة والسلطة في حدود إمارته مقابل اعترافه بالسلطة العليا في بغداد، وقد جرت العادة أن يرسل الخليفة العباسي بعهد البيعة إلى الأمراء ولكن انتقال الحكم من أمير إلى آخر كانت مسألة داخلية بحته أي توارثته أبناء الأغلب الحكم مؤسسين أسرة ملكية تابعة للخلافة ببغداد رسميا وقد أشرنا سابقا إلى المبلغ المالي الذي تعهد به الأمير الأغلبي بتقديمه إلى الخلافة ومع هذا قدمت الخلافة بعض المساعدات المالية للأغالبة ونذكر منها: أثناء قيام عصيان بن مخالد.
- وعلى صعيد العلاقات العامة فقد كانت هناك علاقة طيبة وودية تجمع الطرفين فأتخذ الأغالبة لون الأسود شعار العباسيين، ودافعوا عن الخلافة العباسية سواء في الداخل والخارج وقضوا على الحركات المناوئة للخلافة كحركة خرش الكندي، وتخذوا إزاء الأمويين في الأندلس والادارسة والرستميين والبيزنطيين الموقف نفسه الذي اتخذته الخلافة العباسية، ومن مواقف الأغالبة وقوفهم إلى جانب الأمين الذي قدم مساعدات مالية للقيروان، وموقفهم مع المأمون الذي لم يعترفوا بإبراهيم المهدي الذي نصب خليفة بعد مقتل الأمين فبادر المأمون بعد توليه الخلافة في إرسال اعتراف بأمارة زيادة الله الأول عند توليه الحكم.
المطلب الثاني: علاقة الأغالبة بالدولة الأموية في الأندلس
- تميزت العلاقات بين الأغالبة والأمويين بالأندلس بعض النزاع الناتج عن موالات الأغالبة للخلافة العباسية ونظرا لبعد المسافة اقتصرت على التحفظ على الصعيد السياسي، ومن جهة أخرى استغل بعض المتمردين في الأندلس هذه السياسة فأظهر عمر بن حفصون الميل إلى الدولة العباسية وكاتب الأمير الأغلبي إبراهيم الثاني وكلفه بالحصول على ضمان من بني عباس للقيام على الأمويين في الأندلس فأجابه الأمير إبراهيم الثاني ودعمه ولكنه لم يتعدى الدعم الشفوي فقط وذلك رغم إصدار هؤلاء المتردين لعدد من القطع النقدية تحمل شعار الأغالبة، ورغم العداء الرسمي نجد بعض التعاون بين المقاتلين الأفارقة والأندلسيين وظهر هذا خاصة عندما شارك هؤلاء الجيش الأغلبي في فك حصار ميناو وكانوا على دفعتين الأولى: بقيادة فرغلوش والثانية بقيادة سليمان بن عافية الطرطوشي وهذا وحد الجهاد رعايا الدولتين رغم العداء والنزاع الذي كان سائدا.
- وعلى الصعيد الثقافي والاقتصادي والبشري لم تكن هناك قطيعة بين الحاضرتين القيروان وقرطبة فقد كانت القيروان حاضرة لابد المرور بها للعبور إلى المشرق لمختلف الطلبة والرحلات العلمية والمنتوجات الصناعية.












المبحث الثالث: المظاهر العسكرية لدولة الأغالبة
المطلب الأول: المنشأة الحربية
- اهتم أمراء الغالبة بتحصين مدن افريقية وترميم حصونها القديمة التي بنها البيزنطيون في المنطقة من بينها قلعة جلولاء – قلعة القصريين التي لعبت دور هان على الحدود الغربية وقلعة طبنة وغيرها وقد اهتم الأمراء الأغالبة بتحصين هذه المدن والقلاع خوفا من ضربات الروم وأعظم هؤلاء الأمراء هو إبراهيم بن أحمد الذي بني الحصون والمحارس على السواحل التي كانت توقد النار لتنذر بالعدو فيصل إيقاعها الإسكندرية .
وأهم منشآت الحربية في عصر الأغالبة:
1- رباط سوسة: من بناء زيادة الله بن الأغلب 206هـ وكان خوفا من غارات الروم على السواحل وكانت الأربطة تزود بمنارات توقد في الليل نذيرا باقتراب العدو ويقع رباط سوسة على خليج قابس وبيني قبل إنشاء أسوار سوسة بنحو 39 سنة.
2- رباط المنستير: كان المنستير ميناء يقع بين سوسة والمهدية انتجعه الناس وبنو حوله بيوتهم حتى أصبح مدينة عامرة وهو يتكون من سور محيط بأبراج مستديرة وأبنية عالية ويوجد به خمسة محارس.
3- سور سوسة: يذكر المؤرخين أن الأمير إبراهيم أحمد بم محمد بن الأغلب بنى سور سوسة سنة 235هـ ويؤكد هذا النقش المسجل عليه، وأسوار السوسة مبنية من الحجر المصقول يدعم الأسوار أبراج ضخمة، وفي منطقة الجنوبية الغربية وهي أكثر مناطق ارتفاعا ينتصب برج مرتفع وفي السور ممشى لتنقل من جهة إلى أخرى.
4- سور سفاقس: يذكر اليعقوبي أن سفاقس مدينة على الساحل يضرب البحر أسوارها وهذا السور الذي شهده اليعقوبي في عهد الأمير إبراهيم بن أحمد، أقيم في عصر هذا الأمير من التراب واللبن ثم رمم بعد ذلك بالأحجار، يدعم السور أبراج مستطيلة الشكل مستديرة الرؤوس.
المطلب الثاني: النشاط البحري وإنشاء الأسطول
- ابتدأ خلفاء إبراهيم الأغلب القيام بالنشاط البحري حيث شرع عبد الله بن إبراهيم ومن بعده زيادة الله الأول في بناء أسطول قوي بالإضافة إلى دار صناعة السفن في تونس. أنشئت دار في سوسة عمل بها فتيان زيادة الله السود، وقد ضاق المكان فأضطر والي هدم مقبرة سوسة لتوسيع دار الصناعة ووضع المراكب فيها وخاصة عند التهيؤ لفتح صقلية.
وأهم الحملات البحرية التي تميز بها الأغالبة في عهد زيادة الله الأول قبيل عملية الفتح
- (201هـ / 816م ) أرسلت مراكب إلى سردبنيا ولم تنجح بسبب عطل في المراكب.
- (204هـ / 819م ) حملة إلى صقلية بقيادة محمد عبد اللطيف الأغلب.
- (2016هـ / 821م ) حملة إلى سردبنيا بقيادة محمد عبد الله التميمي ولم تكلل بالنجاح لغرق السفن في طريق العودة، وبفضل هذه الحملات تعرف الأغالبة على جزر والبحر المتوسط مثل صقلية و سردبنيا وكورسيكا وأصبحت هذه الجزر الهدف المباشر للقوات البحرية العربية في افريقية.



المبحث الرابع: الأغالبة وفتح صقلية
المطلب الأول: الأوضاع قبل الفتح وأسبابه
أ- الأوضاع قبل فتح صقلية:
- كانت صقلية تحت ظل الحكم البيزنطي منذ استيلاء القائد بلزاريوس سنة 535م إلى أن افتتحت من قبل الأغالبة سنة 212ه /837م فلم يحسن البيزنطنيون التعامل مع سكان صقلية. إن كانوا يفرضون الضرائب الباهظة ويطبقون سياسة التعسف والمضالاة ومصادر الممتلكات بالقوة، بل كانت أيضا الكنيسة تشارك النفوذ لكثرة ممتلكاتها في الجزيرة التي تتعدى النصف ويجبر العبيد الذي يطلق عليهم الكولونيين على عمل في أملاكها.
- أما عن الأوضاع الاجتماعية فكان المجتمع الصقلي غبر متجانس يضم الإغريق، والايطاليين وهم عناصر مهمة في المجتمع الصقلي، إضافة إلى فئة اليهود الذين كانوا منعزلين وكانت ملجأ للمجرمين والجند الخارجيين عن القانون إضافة إلى هذا كله سيطرت على هذا المجتمع الخرافات الممزوجة بالدين وعانى المجتمع الصقلي من انحطاط في كل المجالات الحياتية.

ب- أسباب فتح صقلية:
ب-1- الأسباب الخارجية:
- الهجمات المستمرة للأسطول البيزنطي من صقلية على سواحل المغرب العربي وخاصة وقت انشغال العرب بالمشاكل الداخلية وآخر هجوم كان سنة ( 211هـ/826م ) بقيادة فيمى أوفيموس الذي سيكون له دور في فتح صقلية فيما بعد.
كانت صقلية ملجأ لأعداء العرب من البيزنطينيين وهذا ما شجع الأغالبة لفتحها بعدما امتلكوا أسطولا قويا.
- اضطراب الأوضاع الداخلية في صقلية وتمرد قائد فيمي أوفيموس الذي كان يريد الاستقلال عن الإمبراطورية البيزنطية.
ب-2- الأسباب الداخلية:
- عامل الجهاد في سبيل الله فقد عين زيادة الله الأول القاضي قائدا للحملة تعبيرا عن روح الجهاد وغلبتها على الحملة.
- أراد زيادة الله أن يظهر أمام رعيته بمظهر المجاهد في سبيل الله ليكسب قلوبهم.
- أشار المؤرخين أن عدم استقرار ولاية افريقية بسبب اضطراب الجند وهذه الأحداث دعت إلى توجيه نشاط الجند لفتح صقلية.
- ويعد تمرد القائد فيمى أوفيموس على بطريق صقلية البيزنطي واستنجاده بزيادة الله الأغلبي السبب المباشر للفتح.
المطلب الثاني: سير عملية الفتح ونتائجها
- أسندت القيادة للقائد أسد بن فراث فانطق في حملة مكونة من مئة مركب خلافا لمراكب أوفيموس من سوسة 15 ربيع الأول 212هـ ، أرسى الأسطول بمرسى مازر رح فاسد بن الفراث بعد 3 أيام إلى مرج بلاطة دارت معركة بينه وبين قائد بلاطة انتهت بهزيمة القائد الروسي فكتب لإعادة ترتيب قواته ثم انطلق إلى سرقوسة حاصرها برا وبحر لكن والي بلرم حاصر المسلمين فحتدقوا على أنفسهم واشتد على اثر ذلك الحصار ولكن وباء أصاب المنطقة فهلك قائدهم أسد بن الفراث والكثير من معه سنة 213هـ / 828م
اجتمع القادة وعينوا محمد بن أبي الجوزي خليفة لأسد، ولما اشتد وباء رفعوا الحصار عن سرقوسة وقرروا العودة إلى افريقية ولكن جند البيزنطينيون حاصرهم فأحرق المسلمون سفنهم وتوغلوا في الجزيرة.
- رفقة أوفيموس توغلوا وفتحوا حصن مينا وتوجهوا إلى قصر يانة وهي أعظم المعاقل الطبيعية وفيها قتل أوفيموس.
تعرض الفاتحون إلى هجمات بيزنطينية مكثفة فتوفى في هذه الأثناء القائد محمد بن أبي الجوزي سنة 214ه/829م تولى بعده زهير بن غوث الذي عاد إلى مينا وتخندقوا فيها وخلال عمليات الكر والفر اشتد عليهم الحصار حتى أكلوا الدواب والكلاب واشرفوا على الهلاك في هذه اللحظة وصل إمداد من الأندلس كانوا مجموعة من المتطوعين بقيادة أصبغ بن الوكيل المعروف بفرغلوش نزلوا وفكوا حصار ميناو .
ثم زحفوا وصلوا إلى مدينة بلرم وفتحوها سنة 216هـ بعد أخراج عالمها الرومي ثم زحفوا إلى غاوالية وفتحوا فأصاب وباء المنطقة تسبب في موت كثير من المسلمين من بينهم فرغلوش ثم نشب خلاف بين الأندلسيين وأهل افريقية بشأن قيادة الجيوش فنسحب الأندلسيون ووجه زيادة الله بن أغلب إلى صقلية قائد مشهور هو أبو فهد محمد التميمي سنة 217هـ اتخذ من بلرم عاصمة له وسير جنده وتوالت الانتصارات في سرقوسة وغنموا غنائم كثيرة وبينما دارة المعارك قائمة وصلت أنباء بوفاة زيادة الله بن الأغلب سنة 323هـ/838م أحدثت وفاته فاجعة في نفوس المسلمين ولكنهم تمالكوا أنفسهم واستعادوا حماسهم.
- ظلت صقلية طيلة العصر الأغلبي مركز للجهاد اهتم أمرائها بفتحها حيث قدم إليها الأمير إبراهيم بن أحمد بن الأغلب سنة 289هـ/901م وتمكن من فتح ميقش بنواحي طبرمين شرق صقلية.
وتمكن من فتح قلورية وحاصر مدينة كوستنة وتوفي وهو يحاصرها سنة 289هـ/901م وبفتح طبرمين أصبحت صقلية بأسرها في أيدي العرب المسلمين وكان لوقع هذا الانتصار أثر كبير في أن الإمبراطور ليون سادس (886م/912م – 273م-300م ) حزن عليها حزن شديد وامتنع عن لبس تاجه مدة سبع أيام قائلا: '' لا ليس تاج المحزون "
نتائج الفتح الإسلامي لصقلية:
حقق الفتح العربي الإسلامي لصقلية نتائج هامة على كافة الأصعدة فسياسيا انتهى الحكم البيزنطي على الجزيرة وسيطرة العرب على القسم الشمالي للبحر المتوسط – اتخاذ صقلية قاعدة هامة لهجوم على المضايق القريبة اقتصاديا زيادة التبادل التجاري العالمي في البحر المتوسط تحكم العرب في التجارة العالمية المتجهة إلى المشرق وشمال الإفريقي مما أدى إلى انتعاش الاقتصادي وخاصة الحاضرتين صقلية والقيروان
اجتماعيا: استقرار مجموعة كبيرة من العناصر فأصبح المجتمع الصقلي يتكون من العرب البربر النصارى اليهود الصقالبة – السود –.
أما فكريا وثقافيا أصبحت صقلية مركز للأدب والعلوم في البحر المتوسط وأصبحت حاضرة إسلامية علمية وحلقة وصل بين علماء وطلاب المشرق من مصر والشام والعراق والمغرب من أفارقة وأندلسيين نواحي أخرى من العالم وبقية الحركة العلمية قائمة بين هذه الأقطار والفت فيها الكتب واستخدم في هذه الجزيرة الورق الأبيض في كتاباتهم وكان أول ورق أبيض تعرفه أوربا وأصبحت مصر لنقل الثقافة والحضارة العربية الإسلامية إلى أوربا.
المبحث الخامس: أسباب ضعف وسقوط دولة الأغالبة
المطلب الأول: التفكك الداخلي
- في فترة الأخيرة من الحكم الأغلبي عانى أهل القيروان الكثير من ظلم وجور الأمراء، ابتداء من إبراهيم بن أحمد الأغلبي الذي أصيب بمرض عصبي منعه من النوم وأصبح يقتل الناس لأقل ريبة وكثرة الشكوك في أهله وحاشيته وظلت حاله أكثر من 6 سنوات .
ثم جاء بعده الأمير عبد الله الثاني الذي حاول أن يصلح لكن العيوب كانت كثيرة فمل الناس من الظلم ثم جاء الأمير زيادة الله الثالث الذي كان يطمح إلى السلطة ويريد افتراسها بكل السبل فلجأ إلى التأمر مع بعض كبار الجند حيث قتل والده وتسعة من أعمامه وأبناء عمومته في جزيرة الكراث وضرب أعناقهم جميعا في 03 رمضان 290هـ/31 يوليو 903م وأيضا عمه أبو أغلب أخرجه من خلوته وسلط عليه نفس المصير، ثم خاف زيادة الله الثالث من أخيه عبد الله الأحول فبعث إليه رسالة باسم والده ولاستدعائه وقتله وهكذا بلغ التطور منتهاه وتحتم عليه قتل بعض الجند ووجهاء الجيش وأصحاب القطاعات وأخيرا أعيان المدينة وبهذه المرحلة بدأت مرحلة الهدم الذاتي للدولة وما إن تسلم زيادة الله الحكم لم يهتم بأمور الدولة وبمصالحها قدر اهتمامه باللهو والخمر والعبث وكل ملذاته في وقت كانت نا الحرب تلتهم الإمارة كان البلاط غارقا في اللهو ووجه زيادة اله الثالث العرش الأغلبي للعبث والإسراف لأجل ملذات الأمير.
المطلب الثاني: التوسع الفاطمي في المغرب
لم يكتب في عبد الله الشيعي بالدعوة الكلامية في بلاد المغرب بل قام بدور عسكري في إسقاط الدول المعادية حتى وصل إلى دولة الأغالبة وانتصر عليهم في عدة معارك مع محاولات الأغالبة اليائسة في سبيل وقف المد الفاطمي حيث اسقط عبد الله الشيعي عدمة مدن حتى وصل إلى مدينة رقادة سنة 296هـ/908م.
- وفي وقعة الاريس قرب الكاف كانت هزيمته زيادة الله الثالث واضطر إلى الفرار بعدها إلى تونس فجمع أثقاله وخرج من رقادة ليلة الاثنين 26 جمادي الثاني 296 هـ قاصدا المشرق لما بلغ عبد الله الشيعي خبر فرار زيادة الله أرسل قائده غروبة بن يوسف إلى رقادة ودخلها على غرة في رجب 296 هـ/908م ونزل بقصرها، أما زيادة الله فسار إلى طرابلس وبعد ذلك إلى مصر وبذلك انقرضت دولة الأغالبة.
جدول أمراء الأغالبة
سالم بن عقال التميمي الأغلب
1 إبراهيم الأول ( 184 - 196هـ ) ( 800 - 812م )
2 أبو العباس عبد الله الأول ( 196 - 201هـ ) ( 812 - 817م )
3 أبو محمد زيادة الله الأول ( 201 - 223هـ ) ( 817 - 838م )
4 أبو عقال الأغلب ( 223 - 226هـ ) ( 838 - 841م )
5 أبو العباس محمد الأول ( 226 -242هـ ) ( 841 - 856م )
6 أبو إبراهيم أحمد ( 242 - 249هـ ) ( 856 - 863م )
7 زيادة الله الثاني ( 249 - 250هـ ) ( 863 - 864م )
8 أبو الغرانيف محمد الثاني ( 250 - 261هـ ) ( 864 - 875م )
9 إبراهيم الثاني ( 261 - 289هـ ) ( 875 - 903م )
10 أبو العباس عبد الله الثاني ( 289 - 290هـ ) ( 903 - 904م )
11 أبو مضر زيادة الله الثالث ( 290 - 296هـ ) ( 904 - 909م )
قائمة المصادر والمراجع:
1/ المصادر:
1. ابن الأثير عز الدين ( ت635) الكامل في التاريخ مج 4، بيروت، دار الصادر، 1992.
2. ابن خلكان أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر، (ت 681هـ)، حققه 3. يوسف الطويل مريم قاسم الطويل، وفيات الأعيان وأنباء الزمان، ج2، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1998.
4. البلاذري أخمد بن يحي بن جابر البلاذري، فتوح البلدان، ج2، تحقيق رضوان محمد رضوان، ط2، بيروت، دار أسامة.
5. الحموي شهاب الدين عبد الله ياقوت بن عبد الله ( ت 626هـ) ، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي، لبنان، دار الكتب العلمية، مج4،مج6.
6. القيرواني رفيق، تاريخ افريقية والمغرب ( ث: )، تحقيق : محمد زينهم محمد عزب، ط1، دار الفرجاني للنشر والتوزيع،1994.
2/ المراجع:
1. بوناب رابح، المغرب العربي تاريخه وثقافته، ط2، الجزائر، الشركة الوطنية، 1981.
2. خليل شوقي، فتح صقلية بقيادة أسد الفراث، ط1، 1980.
3. الدراجي بوزيان، دول الخوارج والعلويين في بلاد المغرب والأندلس، الجزائر، دار الكتاب العربي، 2007.
4. ذنون طه عبد الواحد وآخرون، تاريخ المغرب العربي، ط1، لبيبا، دار الكتب الوطنية، 2004.
5. زغلول عبد الحميد سعد ، تاريخ المغرب العربي من الفتح إلى بداية عصور الاستقلال، الإسكندرية، منشأة المعارف، 1995.
6. سالم عبد العزيز، تاريخ المغرب العربي في العصر الإسلامي، الإسكندرية، مؤسسة شباب الجامعة، 2008.
7. شهاب أحمد نهلة، تاريخ المغرب العربي، عمان، دار الفكر، 2009.
8. الطالبي محمد الأغالبة، تعريب المنجي الصيادي، مراجعة وتدقيق حمادي الساحلي، ط2، دار المغرب الإسلامي، 1995.
9. الغنيمي مقلد عبد الفتاح ، موسوعة المغرب العربي، ط1، مج1، ج2، ( د.م)، مكتبة المدبولي، 1994.










قديم 2012-11-23, 21:37   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاعلة الخير دائما
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك ممكن تساعدني في بحث بعنوان اسد بن الفرات لانه عند ي عرض في مقياس حركات مذهبية وشكرا مسبقا










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأغالبة, بحث:, دولة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc