موضوع بكالوريا تجريبى

[attaoui]

النص الثانى :
" .. ينبغي أن يكون الأدب شعبيّا يفهمه ذو الثّقافة الممتازة، و ذو الثّقافة المتوسّطة الضئيلة،
و لا ينسون إلا شيئا واحدا هو أنّ الأدب فنّ رفيع . و الفنّ الرّفيع لا ينزل ، و إنما يرقى إليه طلاّبه و محبّيه . و ليس الأدباء مكلّفين أن يعلّموا النّاس، و يبلغوا بهم من التّـعليم و الّثـقافة إلى حـيث يستـطيعون أن يذوقوا الآداب الرّفيعة و الفنون الجميلة، و إنما يطلب ذلك إلى الّذين يقومون على شؤون التّـربية و التّعليم. و كلّ ما يطلب إلى الأديب ألاّ يكون أدبه ممعنا في الغرابة ، متعمّدا للغموض ، و ألاّ يؤدّى في ألفاظ وأساليب لا تعيش في هذه الأيّام، وإنما كانت تعيش في العصور القديمة البعيدة العهد. فلا ينبغي لمن يكتب الآن أن يتكلّف مذهب ابن المقفّع أو طريق الجاحظ أو أسلوب الحريريّ والبديع الهمذانيّ، ولا ينبغي أن يرهق النّاس من أمرهم عسرا فيفرض عليهم الرّجوع إلى المعاجم في كل سطر.
فالجمال لا يكون في غرابة اللفظ وخشونته، ولا في خفاء المعنى وغموضه، ولا في التواء الأسلوب وتعقّده، وإنما الجمال شيء آخر يناقض هذه الخصال كلّ المناقصة، ويخالفها أشدّ الخلاف. ولا عيب على الأديب إذا أدّى أدبه في هذه اللغة اليسيرة في غير ابتدال، السّهلة في غير إسفاف، الرّصينة في غير إغراب... ألاّ يفهمه الذين لم تكمل أداتهم من المعرفة، ولم يعظم حظّهم من الثّقافة، وإنما علّة هؤلاء أن يكملوا معرفتهم ويعظّموا حظوظهم من الثّقافة.
ولا تعاب الصّورة الرّائعة لأنّ غير المبصرين لا يرونها، ولا تعاب الموسيقى الممتازة لأنّ الذين فقدوا السّمع لا يسمعونها. فكيف بالذين (يتعمّدون ألاّ ينظروا) و(يتعمّدون ألاّ يصغوا)، ويريدون أن يلقى جمال الفنّ في أذواقهم وقلوبهم إلقاء دون أن يتكلّفوا الاستمتاع به؟

طـه حسين - خصام ونقد
البناء الفكري (11 نقطة)
1. الى أيّ حقل دلاليّ تدرج الألفاظ التّالية :فنّ – ثقافة – الذّوق – المعنى – الأساليب- الألفاظ – الجمال .

2. يقول طه حسين انّ الأدب ينبغي ان يكون شعبيّا ، و من جهة أخرى يؤكّد أنه لا ينبغي أن ينزل الى محبّيه و قرّائه . هل ترى في موقف الكاتب تناقصا ؟ علل .( 2نقطة)
3. يحذّر طه حسين الأدباء النّاشئين من تكلّف أساليب الأدباء القدماء.لماذا؟(1 نقطة)
4. فيم يتجلّى جمال الأدب في نظر الكاتب ؟( 2 نقطة)
5. يخاطب الكاتب في هذا النّصّ الخاصّة و العامّة . من هم الخاصة؟و من هم العامة في نظرك ؟(1 نقطة)
6. يقوم طه حسين في هذا النّصّ بإصدار أحكام و تقرير حقائق . ما الّذي خوّله تبوّأ مكانة المرشد الموجّه؟(1 نقطة)
7. لخّص مضمون النّصّ .( 3 نقاط)

2) البناء اللغوي: (7نقاط)
1. أعرب ما تحته خط ّ و بيّن محل ّ ما بين قوسين من الإعراب .(2.5نقطة)
2- تكرّرت كلمتا" الأدب" و " الجمال" عدّة مرّات في النّصّ. أ هذا التّكرار مقبول أم لا ؟ .
وضّح.(1.5نقطة)
3.ما الصّورة البيانية في العبارتين: " أن يذوقوا الآداب الرّفيعة "-"لأنّ غير المبصرين لا يرونها" و حدّد بلاغتيهما .( 2 نقطة)
4. استخرج من النّصّ صيغة من صيغ منتهى الجموع محدّدا وزنها .(1 نقطة)

جـ - التّقويم النّقديّ2 نقطة)
يندرج أسلوب طه حسين ضمن الأسلوب السّهل الممتنع . اشرح القول ممثّلا له بمقتطفات من النّصّ.