◄ أشتآق لقدوم ضيفٍ عزيز .. [ صدّقتُ قلبا قال لي .. هو قآدم عمآ قليل .. قلب المُحبّ دليلهُ .. و إليكَ في قلبي دليل ] .. ►

[معاً إلى الله]

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونتوب اليه ..
ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ..
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ..
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله
و بعد :



أكيد استقبلتم ضيوفآ من قبل ..
و كلّ واحد منكم و طريقة استقباله للضيوف ..

و أكيد كلّنا نريد استقبآل الضيوف على أحسن و أكمل وجه ..
ابتدآءا من الفرحة و البشاشة و البهجة التي ترتسم على محيآنآ بقدومهم ..
و تنميق الكلمات المناسبة و اللباقة و تقديم ما تجود به النفس لهـم ..
و الكثير منا يتكلّف و يحاول أن يقدّم الأحسن و الأحسن ..



ممممم .. جميــــل ..





و الآن مآ رأيكم في ضيفٍ سيأتي لكم عن قريب ..
لآ يحتاج الاستعدآد لاستقبآله من كرم .. فهو الذي يُكرمنـآ .. !!
و لا يُحمّل المشآق لمُضِيفيهِ ..
اذآ اكرمنآه ففيه اكرآآآم لأنفسنآ ..
فهو مرآآة عآكسة لمآ نفعله له .. يعود أثره تلقائيآ علينآ ..

وكما قال الشاعر :
" اذا اكرمت الكريم ملكته .. واذا اكرمت اللئيم تمردا "





عرفتوا شكون هو الضيف ؟



نـــعـــم














ضيفنا هو شهر رمضان الكريم
فبدلاً من أن نكرمه يكرمنا .. كيف لا وهو هبة الكريم المنان ..
شهر الرّحمة و القرآن .. و المغفرة و العتق من النيران ..
فلآ يخفى على الكلّ مـآ لهذا الشهر من فضائل عظيمة ..





كآن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يستعدّون لرمضآن قبل قدومه بستة أشهر .. بأن يهيئوا أنفسهم للطآعة و العبآدة فيه ..
و بأن يتوبوا إلى الله من الذنوب و المعآصي ..
و يوطنوا أنفسهم على حبّ الطآعة و بغض المعصية ..
و بأن يردوا الحقوق إلى أهلها ..
و أن تكون قلوبهم صافية لا حقد فيها ..
و لا غل و لآ حسد .. وبأن يلحّون على الله في الدعاء بأن يبلغهم رمضان


هذا لمعرفتهم بأهمية هذا الشهر


و مآذآ عنّآ نحن ؟؟
كيف نستقبل هذا الشهر؟
وكيف نحقق تلك الفضائل؟

يقول الله تعالى:
(يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم)
سورة الشعراء

يقول ابن قيم الجوزية في معنى القلب السليم:
هو الذي سَلِم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى: إرادةً، ومحبةً، وتوكلاً، وإنابةً، وإخباتًا، وخشيةً، ورجاءً، وخلص عمله لله، فإن أحب أحب في الله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله..

و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ألا وإنّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)..

لذلك كآن من أعظم مآ نستقبل به هذا الشهر الكريم هو طهارة قلوبنا
من جميع أدرانها .. و إعمارها بحب الله تعالى و الإخلآص له
وحب نبيه صلى الله عليه وسلم .. والمتابعة له ..

ففي كل عآم يهلّ رمضآن شهر الرحمة و الغفرآن و العتق من النيرآن علينآ أحيانا نتسآهل في إستقباله وأحيانا أخرى نجِدُّ في إستقبآله

فما رأيكم أن نستقبل رمضان هذا العـام بأسلوب جديد و بشكل مختلف و بإستعداد بــآهر ..


هيآ بنآ معـــآ إلى الله
معـآ سنتكلم ماذا سنفعل قبــل رمضــــان
معـآ سنتكلم ماذا نفعــل فى رمضـــــان
معـآ سنتكلم ماذا نفعـل بعد رمضـــــان


و هذآ كلّه بمشيئة الله سبحانه و تعآلى ..



آآآآهٍ .. كم أشتآقكَ يآ رمضآن ..
لآ أحد يعلم إن كنّآ سنحيا فيه ..
لكن على الأقلّ نُشهد الله أنّنا تهيّأنا لاستقباله من الآن ..

ضيفنآ لهذآ العام ان كنّا من الحيّين .. ان شاء الله ..
سيكون في فصل الصيف ..

فكيف سنُمضي أوقآتنا ؟!
وكيف سنجعله صيفاً متميزاً بالطاعة والعبادة ؟!



انه يقترب نعم يقترب ..


مااا أجمله مااااااا أجمله ماااااااااا أجمله ..



أشعر به ..

أكاد أشم رائحته ..
أكاد أسمع الآن صوته ..
كم أحب أن أرى حنين السماء وقت الغروب اليه ..
و كم أحب لحظآت الاجتماع على الطاولة و ارتقاب الآذان ..
وكم أحب تلك اللحظات قبل السحور ..
وكم أحب فرحتي بفطوري ..

رائحة رمضان تفوح في الأفق ..

كم أشتاق إليها ..
لا زلتَ يا فؤادي ضعيفا ..
فلتحاول أن تبتسم فها هو رمضان يقترب ..
و لتسبح في فيض الرحمة القادمة ..

انها فرصة آتية يا فؤادي ..
انه البلسم و ها هو الدواء ..
هيا يا قلوب لنبدأ من جديد ..
هيا لنستعد لاستقبال هذا الضيف الكريم ..

هذه المرّة لابد أن نحسن استقباله .. ونحسن جواره ..
لابد أن نقتبس من نوره ..
لابد أن نعلم جيدا أين يغرس زرعه ..
ولابد هذه المرة أن نقف طويلا لنستقبله ثمّ لنودعه ..
لنصافحه ونشد على كفه الحنون ..
ليبتسم ولو مرة واحدة وهو مسافر ..
ليدور طوال العام وربما يعود ولا يجدنا ..


كونوا معنآ من الآن ..
لنضع اليد في اليد و نتهيّأ معآ لاستقباله ..
لنحيي النيّة أنّنا له مشتاقون ..
و لقدومه فرحون ..
و في انتظاره على الله متوكّلون ..
هي دعوة لكلّ من أراد أن يستحضر معنا قدوم هذا الشهر الكريم ..
و يتواجد معنا من الآن ..
عسى الله ان يكتب لنا بانتظاره و التّهيّأ لاستقباله و الاشتياق لقدومه ..
حسناتٍ تتكاثر بتكاثر المتواجدين في الموضوع و المشاركين فيه ..
و الله يضاعف لمن يشاء و يعلم بالنيّآت ..

كونوا بالقرب ..
و لنجعلها خيمة رمضانيّة من الآن ..
و لتشاركونا الاستعداد لاستقبال هذا الضيف الكريم ..


هديّتي لكم ..

نشيد رائع عن استقبال شهر رمضان



أَسْأَلُ الْلَّهَ الْعَظِيْـــمْ أَنْ يُبَلِّغَنِيَ وَإِيَّاكَـمَ هَذَا الْشَّهْرِ الْفِضَّيٌّــلِ

معآ إلى الله ..
في 14/أفريل/2012
الموافق لـ :
22/جمادى الأولى/1433