السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في الانطمة الشمولية او الدكتاتورية
او الطُغاة كما يحلو للبعض وصفُهُم
خصوصًا العربيةً منها
يُمارس حَجرٌ على الفِكْر
و لمن لم يفهم ما معنى الحَجْر
فهو ذاك التصرف الوِقائي الذي يتعرض له المُصاب بمرضٍ مُعدٍ
إذ يوضع في مكان مُغلق و بعيدا عن الناس و يُمنع من الاتصال بهم
مخافة انتقال العدوى و انتشار المرض
و الحقيقة ان لفظ ( حَجْر) مُناسب جِدًا
فلو ابدلنا المريض بصاحب الفكرة او الرأي
لكان
الحجرُ الفِكريُ هو وضع صاحب فكرةٍ
في مكان مغلوق
و منعُهُ من الاتصال بالناس
مخافة انتقال فكرته و انتشارها بين الناس
شخصيا ارى اولئك الاشخاص الذين يُحاولون الحجر على افكار الناس و عقولهم
و حعلها نُسخة مُعدّلة و مثنقّحة لما يريدون هُم
اغبياء
لانهم لا يعلمون أو رُبما يعلمون و يتناسون
انك حتى لو حجرتني او حبستني او منعتي من الكلام مثلا
فهذا لن يُغير الفكرة التي في رأسي و اسعى لنشرها
ثانيا هُم ضعفاء و عديموا الثقة بانفُسهم
لان منعهم للغير دليل ضٌعفهم و خصوصا ضُعف حُجتهم و منهجهم في التفكير
فلو كانوا اقوياء ما خافوا الناس و أفكارهم
فالدليل بالدليل
و الحُجة بالحثجة
و العقل بالعقل
و المنطق بالمنطق
امّا منطقٌ بحَجْر
و عقلٌ بقَتل
و حُجةٌ بسِجن
فهذا والله هُو الضُعف الذي يراه البائسون قُوة و تمكُنًّا
و الوصف الثااث هُو الانحراف و قلة العقل
فالمُنحرف فقط - عن جادة الصواب - من يمنعُ الناس من التعبير عن افكارهم
و إن كانت تُخالف ما لديه
ذلكَ ان الشخص القويم السليم
ذو المنهج الصريح الذي لا يُناقض العقل الصريح
يُجادل بالحُسنى
و يقابل الاساءة بالاحسان
و يبذُل من وقته وجُهده للنقاش
فأما ان يقتنع الآخر بفكرته ........فيكون لهُ بذلك أجرٌ و فوز عَقلي
و إمّا ان يقتنع بفكرة الآخَرِ ...... و ذلك هو الفوز العظيم ان يعرف الحقيقة
و لا يُهم من أين تاتي و إن كانت على حساب نفسه
و لا يعتمد على القوة و الارهاب لإسكات الناس
الشخصُ السليمُ هو ذاك الذي يُخاطبك و لا يُكمم فاكَ
أو يكسرُ قلَمَك او يحرق دفتر مُلاحظاتك
و نيّتُه المُبيّتة في قلبه هِي الرحمة و بذلُ النُصح
و طلبُ الحقيقة ولو على حساب نفسه و كبريائها و غرورها
و لابد من التنويه ان الغرور و الكِبْر صفتان للدكتاتوريين و الطُغاة
و هُما سبب الغشاوة الموجودة على عَيْنَي الدكتاتور فلا يرى الحق
و إن رآه فانه يتجّنبُه
لانه الحق كالضوء الساطع
يُعمى الابصار التي ألِفت الظُلمة و السَواد)
و من اجل ذاك و غيرِه
فان تلك الافعال القبيحة منهم
تجعَلُ الناس تنفر منهم أولاً
و تناصبُهم العداء ثانيًا
و ما الحركات و الجماعات الارهابية التي ظهرت على مرّ التاريخ
إلا نتيجة الغلقِ و الكبتِ و القهرِ مع الحجرِ
و من انفض الناس من حوله
تهدّم بُنيانه و انقض قصرُه
و زال مُلكُه و عزّه
و إن امكنَهُ اللهُ من ايدي الناس
ذَهَبَ رأسُه
و فُصل عن صدرِه
================
اتمنى ان تصل رسالتي للامير او الحاكم او الرئيس
ليعرف ماذا يحدُث