لن يطاح بي يوما ولن أغتال...

[وسام 23]

أفتش بين أنقاض أوراقي عن قصيدة مكتملة ،فلا أجد ،فأنا أكره النهايات ،سريعة الملل أنا،لا أبدأ قصيدة أو خاطرة إلا وتركتها تتصارع مع نهاية معلقة حتى اشعار أخر....ثم عزمت على نظم قصيدة (أو لنقل: كتابة خاطرة ألبستها زي قصيدة)أنثر فيها بعضا من جراحات نخرت فؤادي ،وصراعات شتتني بين متاهات الحقيقة والوهم ،وصدامات لفتني ..أجبرتني على التنازل عن كبريائي في مواقف ليست بقليلة.... حملت هويتي بيدي ولجأت إلى موطني أشكوا له بعضا من همومي حتى يريحني ويبلسم أدوائي ويصلي من اجل استعادة عافيتي....فكتبت:

اغترفت من فنجان الحزن والأسى
وارتويت من البؤس حتى الثمالة

وسهرت سهرة مع الشقاء كانت
للصبح فأمرني بالطاعة والامتثال
رفضت في مبدأ الأمر وقلت:
محال أن أجعل حياتي همًّا وسجالا
لم أكن يوما عبدة أورقا
لشرور الحياة وأسيادها الحثالة
ولكنه غلب على أمري فاستسلمت
قليلا لمصيبة الأمس المحتالة
فذرف قلبي الدموع على رزيته
لكنه رفض الرذيلة والانحلال
فصبره العقل بأقوال كانت
حكما تداوي النفس وأمثالا
فانتفضا معا وصرخا نحن
لسنا سلعا تباع أو تكال
نحن سر الحياة وسر الوجود
فاحترمنا يا مغرور ولا تزد اختيالا
ونادى قلبي بصرخة لم يسمعها
سوى الجسد أنت لست بقاتلي أو مغتالي
أنا خالد في الوجود لن أسمح
لمتجبر بالطغيان عليّ والاستبسال
أنا لست جوادا يركبه من يشاء
أنا فقط مطية للفارس الخيال
لا تؤذني لا تجرحني لا تقترب
مني فأنا صامد رغم الزوال
أنا نجم في السماء مضيء
سيبقى رغم طغيان الغيوم والظلال
أنا قنديل الحياة سأظل منيرا
حتى وإن رفض الفتيل الاشتعال
أنا الأمل منهاجا لي سأتخذ
والصبر سلاحي في الصحة والاعتلال
فلا تعبث يا مغرور ويا متجبر
فأنا لن اكون وطنا للاحتلال
ولا تزد من ظلمك وجورك في حق
انسان رفض الانصياع والإمتثال
أنا لن أنكسر رغم الرزايا
وسأظل واقفا فلا مجال
فأنا اتخذت لنفسي عهدا
لن يطاح بي يوما ولن أغتال