الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد عبد الله المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المُرْتَضَى خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، سيد المرسلين و حبيب رب العالمين وعلى أله و صحبه و سلم تسليما كثيرا أما بعد :
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :
أغر عليه للنبوة خاتم من *** الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه *** إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة من *** الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا *** يلوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة *** وعلمنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي *** بذلك ما عمرت في الناس أشهد
تعاليت رب الناس عن قول من دعا *** سواك إلها أنت أعلى وأمجد
لك الخلق والنعماء، والأمر كله *** فإياك نستهدي وإياك نعبد
و بعد : فهذه صفات النبي صلى الله عليه و سلم الخَلْقية نقلتها من كتاب مختصر الشمائل المحمدية للشيخ الألباني عليه و على الإمام الترمذي رحمة الله و مغفرته .
وقد قمت بتنسيق الأحديث و ترتيبها و جعلتها مسترسلة مع حذف أسماء الرواة من الصحابة و حذف الأسانيد و الإقتصار على المتن فقط .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلمرَبْعة[1] ليس بالطويل البائن[2] ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم[3] ولا بالجعدالقطط ولا بالسبط [4] . وكان صلى الله عليه و سلم حسن الجسمأسمر اللون إذا مشى يتكفأ [5] . و كان صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجُمَّة [6]إلى شحمة أذنيه. و كان صلى الله عليه وسلم شَثْن[7] الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكراديس[8] طويل المَسْربة[9] إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب[10]. و كان صلى الله عليه وسلم ضليع الفم[11] أشكل العين منهوس العقب[12]مثل القمر , أبيض كأنما صيغ من فضة رجل الشعر . و كان صلى الله عليه وسلم أبيض مليحا مقصدا[13] . و كان بين كتفيه صلى الله عليه و سلم شعرات مجتمعات كأنهن بضعة ناشزة [14] مثل زر الحجلة[15]و في رواية مثل بيضة الحمامة وفي رواية مثل الجُمَع[16] حولها خيلان[17] كأنها ثآليل[18] . و كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف وفي طريق أخرى أنصاف أذنيه . وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة , وله أربع غدائر وفي رواية : ضفائر .
و كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم .
و كان له صلى الله عليه و سلم شيب في صدغيه[19] . و كان له صلى الله عليه و سلم نحو من عشرين شعرة بيضاء في مفرق رأسه إذا ادهن واراهن الدهنو كان شيبه أحمرا صلى الله عليه و سلم .
[1] ربعة : بفتح الراء و سكون الباء , أي كان متوسطا بين الطول و القصر . [3] الأمهق : الشديد , و الآدم : الأسمر . [4] الجعد : بفتح و سكون على الأشهر , و القطط : الشعر فيه التواء و انقباض , و السبط : بفتح فكسر : الشعر المسترسل . [5] يتكفأ : أي يتمايل إلى قدام كالسفينة في جريها , زاد في حديث علي : كأنما ينحط من صبب . [6] الجمة : بضم الجيم و تشديد الميم , و هو ما سقط من شعر الرأس و وصل إلى المنكبين , و اللمّة : ما جاوز شحمة الأذن و هي الوفرة . [7] شثن : بفتح الشين و سكون الثاء , أي غليظ الأصابع و الراحة . [8] الكراديس : وهي رؤوس العظام . [9] المسربة : بفتح الميم و سكون السين , الشعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر و ينتهي بالسرة . [10] الصبب : ما انحط من الأرض . [11] ضليع : أي واسع , و العرب تمدح ذلك لأن سعته دليل على الفصاحة . [12]قال شعبة : قلت لسماك : ما ( ضليع الفم ) ؟ قال : عظيم الفم . قلت : ما ( أشكل العين ) ؟ قال : طويل شق العين . قلت : ما ( منهوس العقب ) ؟ قال : قليل لحم العقب . [13] هو بفتح الصاد المشدّدة , وهو الّذي ليس بجسيم ولا نحيف , ولا طويل ولا قصير . وقال شَمِر : هو نحو الرَّبَعَة , وَالقصد بمعناه . وَاللّه أعلم. صحيح مسلم بشرح النووي . [14] أي كأن الاتم في ضهره الشريف قطعة لحم ضاهرة , و الناشزة أي المرتفعة . [15]الحجلة : طائر معروف ، والجمع حَجَـل . وزرّها : بيضها .يعني أن خاتم النبوة بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم مثل بيضة الحجلة.
[16] جمع :بضم الجيم أي مثل جمع الكف و هو هيأته بعد جمع الأصابع . [17] خيلان : جمع خال و هي نقطة تضرب إلى السواد تسمى شامة .
[18] ثآليل : كمصابيح , جمع ثؤلول كعصفور , و هو خراج صغير كالحمصة يضهر على الجسد له نتوء و استدارة . [19] الصدغ : ما بين العين و الأذن .