كنت قد توقفت عن الكتابة زمنا طويلا ، وعندما أردت العودة ، وجدت أن الحروف قد غضبت مني ، فلم تعد ترغب بالتعامل معي ، وكذلك الكلمات التي لطالما استعملتها ، تكاتفت مع الحروف و قرروا هجراني ، ساعدهم القلم على ذلك حتى هو لم يعدسريع الجريان بين أناملي على أوراقي ، التي صارت و كأنها زيتية ، الجميع عاب عليا خيانتي ، وحده عقلي عذرني وواساني ، لأنني رغم أني لم أكتب إلا أنني لم أفقد الإحساس ، كنت أعيش كتاباتي ، كنت أتنفسها ، كنت أنام وهي تلح عليا أن أدونها ، فأرفض و انقلب على الجنب الثاني ،" لمن عساي أتركها" ، كنت أستيقظ على أفكار تحسسني بمدى روعتها ، فأقفز من فراشي قبل أن تحاول الأفكار أسري فيه ، "ما فائدة سردي لها" ، فأنا مجرد اسم بين مجموعة كبيرة من الأسماء ، أنا كأي أحد ، أو كلا أحد ، حضوري و غيابي سواء ، بكائي أو ضحكي سواء ، موتي أو حياتي سواء ، فأنا مجرد اسم . اليوم هنا ، و غدا لا أدري وكثيرون لن يلاحظوا غيابي