لم يعد يفاجئنا حزب نصر الله وانصاره، واتباعه، بتجليات تحليلاتهم، القافزة فوق الحقائق، والتي تحقق احلام اليقظة لديهم.
فحسن نصر اللات يرى –كما يصرح دوما- انه لا شيء في حمص، مجرد اطلاق نار عادي!!. فئة قلة قليلة هي من يفتعل الشغب. اذا كان الوضع كذلك فلم كل هذا الابتهاج؟!، وكأن بشار قد حقق الانتصار، وعاد بالامكان سيطرة ايران على مستقبل المنطقة!!!!.
على رسلك يا حسن، على رسلك، فاسأل من هم عسكريون من اتباعك، كي يفهموك معنى حرب العصابات، وكي يوضحوا لك، ان بشار لم ينتصر ، والثورة لم تنهزم. فلأي معركة هدف، كانت النظام يهدف الى ما يلي:
- رفع الروح المعنوية لاتباعه.
- كسر ارادة الثورة.
- القضاء على ضباط كتيبة الفاروق –رضي الله عنه وارضاه-.
فأي من هذه الاهداف تحقق؟!!!.
بالنسبة للروح المعنوية لاتباعه، قد ترتفع مؤقتا معنوياته لانتصار زائف قد حققوه، فالثورة ماضية، وسوريا كلها بابا عمرو، وحرب العصابات كر وفر، واذا اردتم التأكد، فتحققوا من شيئين قتلى الفرقة الرابعة، وقتلى ابنائكم في القصير وريفها.
اما كسر ارادة الثورة، فيا حسن، انت وقناتكم، ادرى الناس بأن الحرب هي حرب ارادات،و أن شعب بأكمله يؤمن بعقيدته، وهدفه، لا يمكن كسر ارادته. لنتكلم على الارض:
- النظام مجرم، لاعهد و لا أمان له.
- كل الشعب قد انخرط بالثورة، اي ان كل الشعب قد تورط من وجهة نظر اتباع المؤامرة على نظام الفرقعة والقرقعة.
- كل اسرة في المحافظات السورية، لديها على أقل تقدير شهيد او معتقل او مطلوب.
فالكل يعرف انه لا تراجع، لان التراجع يعني الانتحار، مع نظام بلا عهد او ذمة، فهل يمكن كسر ارادة شعب النظام من امامه، والموت المحقق من خلفه. وازيدك من الشعر بيتا يا حسن، وهنا كلام من الارض، في المناطق المشتعلة على الاقل 40% من ضباط الجيش لم يعودوا يلتحقون بمرتباتهم، اي بحكم المنشقين، وحكمهم الاعدام، فهل سيتوقف هؤلاء؟.
اما القضاء على كتيبة الفاروق، وعلى ضباط الجيش الحر، فأكبر فشل لجيش النظام انه على امتداد عدة أيام، ورغم الظروف الجوية الصعبة، وتراكم الثلوج، فقد تمكن الابطال من تهريب كافة جرحى القصف، وقد تكمن جميع قادة الكتيبة من الخروج سالمين –بحمد الله ولطفه-. كان يتم التهريب، والنظام فاقد لكل شيء، وانسحب الابطال سالمون، وقد هربوا صحافيين اجانب الى لبنان، فهل تحقق هذا الهدف ايضا؟!!!.
واذا كان النصر هذه مقاييسه عندكم، فذلك يعني انكم قد تلقيتم شر هزيمة من "اسرائيل" عام 2006، فقد تم تدمير لبنان، وتم اجباركم على التراجع الى الخطوط الخلفية، وعنوة تم اخذ موافقتكم على التوقيع على قدوم فرق اممية، فهل انتم ربحتم ام خسرتم؟، لو طبقنا معاييركم الخاصة بالثورة السورية، على انتصاراتكم؟.
قدوم المنطقة الى تغييرات جذرية، ستبدأ من ارض الشام، بإصرار شعبها على الانتصار، كامل الانتصار. فاحفظوا خط الرجعة لاتباعكم، واهتموا بشؤونكم في بلدكم، فذلك اجدى واصوب لكم.
عبد الغني محمد المصري