نحو الجمهورية الثالثة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نحو الجمهورية الثالثة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-04, 02:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو يوشع
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو يوشع
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي نحو الجمهورية الثالثة

نحو الجمهورية الثالثة
إن تاريخ الشعوب يعلمنا أنه لا يوجد تقدم ولا يوجد إصلاح ولا توجد ثورة إلا بتقديم التضحيات ، وبتقديم الدماء الشريفة التي تروي تراب الوطن ، وبظلم البعض على حساب الكل ، هذا هو للأسف التاريخ وهذا هو الواقع ، وسورية الحبيبة ليست خارج السرب وخارج التاريخ ، بل هي قلب التاريخ وقلب الحاضر وروح المستقبل بالنسبة لكل العالم ، فهي الثقل الذي يرجح إحدى كفتي الميزان ، ومن لا يدرك هذا فليسأل التاريخ وليسأل الجغرافيا .. فمنذ آلاف السنين كانت مركز الصراع والنفوذ لحضارات العالم الإغريقية والفارسية والرومانية والبيزنطية والإسلامية ، ومنها شعت الحضارة لتعم المتوسط كله بل والعالم أجمع بالأرقام السورية وبالأبجدية الأولى والعلوم الأولى والعنفوان الأول والأسطول الأول ، وعلى أرضها كانت أعظم الحضارات وفيها تم قطاف ثمار الحضارات كلها انتهاء بالحضارة الإسلامية .. فأي بلد يشبهك يا سورية أي بلد !! فما كان من ماكري القبائل وأذناب الشعوب الأخرى إلا أن طعنوا خناجرهم في صدر سورية علهم يسقطونها قتيلة أو حسبهم ينهلون حضارتها .. وما علم هؤلاء أن الرقي لا يؤخذ بالقوة وأن العنفوان لا يكتسب بالمال وأن التقدم لا يكون بالتدمير.. وأنهم .. وأنهم لا يملكون إلا أن يتمسحوا بثوب هذه الأم بثوب هذه المدرسة بثوب هذه الحضارة علهم يطالون الفتات ويخرجون من السبات . ولكن كل هذا الغدر وكل هذه الخناجر أعملت بجسد الأم ما أعملت ، وقطعت من الأوصال ما قطعت ، حتى وجدت سورية نفسها مع نهاية الحرب الكونية الثانية دولة صغيرة بحدود أربعة عشر ابناً ، وأبناءها الآخرين يستصرخونها من ويلات الغادرين ، فكانت الجمهورية الأولى التي ورثت إرث الماضي وثقل الحاضر والمستقبل .. ورثت عقد الاضطهاد والتجهيل الممنهج والإقطاع البالي وتم حقنها بسم زعاف استحضروه من كل الأعشاب الضارة في العالم ، ولكنها ورثت أيضاً دماء الثوار و حضارة دائمة النهوض تأبى الاستسلام .. فما كان من ماكري القبائل وأذناب الشعوب من أتراك وأعراب من أجانب وصهاينة إلا أن سنوا خناجرهم لمنعها من النهوض من جديد ، فأتت الضربات من الشمال والجنوب من الشرق والغرب ، ورغم كل هذا صمدت سورية وتطورت سورية وكانت تعيش ربيعاً جميلاً من الأفكار والفلسفات تحاول نفض رماد التخلف والتبعية والإقطاعية فتوجت ربيعها هذا بمولود جديد أتى نتيجة مخاض صعب هذا المولود هو الجمهورية الثانية في أوائل الستينيات ، فتفتحت سنابل القمح وأزهرت أشجار الرمان والزيتون ، وهدرت أصوات المصانع تملأ الأفق صخباً جميلاً ، فجن جنون أشباه الرجال وذوو المكر والخداع وعادوا ليعملوا ضرباتهم ويلقوا عقاقيرهم السامة فلم تهنأ الأم بمولودها الذي هوى طريح الفراش في نهاية الستينات واشتد مرضه بعد عقد من الزمن ثم أصابه المرض العضال في بداية التسعينات ، فكان لا بد للأم من أن تنجب من جديد ، تأخرت وتأخرت فالأمراض منتشرة داخل جسمها وخارجه ، حتى وصل الأمر بذوي المكر السابقين لتفكيرهم بقتل هذه الأم والتخلص منها بدون رجعة ، فتكاتفوا عليها منذ عام 2005 وشددوا قبضتهم عام 2011 ولكنهم لم يدركوا ، لم يتعلموا أن هذه الأم قررت التخلي عن مولودها المريض نهائياً لتلد مولوداً جديداً أرعبتهم فكرة وجوده ، صدموا كيف هذه الأم ستلد من جديد وهم معذورين فأمثالهم لا يقرؤون ولا يفقهون .. هذا المولود هو الجمهورية الثالثة .

فما هي هذه الجمهوريات بلغة الواقع والأرقام ؟!

الجمهورية الأولى : بدأت الفترة التحضيرية للجمهورية الأولى منذ عام 1936 بزخم من رجالات الفكر والمقاومة وتوجت أول انتصاراتها بالاستقلال سنة 1948 لتبدأ مرحلة بناء الدولة التي كانت تسودها صفة الإقطاع والعشائرية والعائلية وبدايات البرجوازية الوطنية وبدايات نهوض الأحزاب والتي أخذ دورها يتعاظم مع تحزيب الإقطاعية والعائلية والبرجوازية الوطنية متمثلاً بالحزب السوري القومي الاجتماعي ، بالإضافة للحزب الوطني وحزب الشعب ممثلي تجار دمشق وحلب وبعض البرجوازية الوطنية ، كما كانت بديات نشاط الأحزاب الشيوعية والاشتراكية وخصوصاً بين أبناء القرى والمناطق المحرومة كالحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي وحزب البعث وحزب الوحدويين الاشتراكيين وحركة الناصريين وغيرهم ، وسجلت هذه الجمهورية انتصارها الثاني بالوحدة مع مصر عام 1958 والذي كان بداية لنهاية هذه الجمهورية والذي تم عام 1963 فاتحاً الباب أمام الجمهورية الثانية .

إيجابيات الجمهورية الأولى : كانت سورية تعيش مرحلة نهوض فكري وفلسفي وحرية أفكار وأحزاب ، وشهدت نهضة باتجاه العلم والثقافة ، وكانت محطة وملجأ للكثير من المفكرين والثوار العرب من العراق ومصر والجزائر وغيرها من الدول العربية ، كما تم خلالها صياغة أسس الدولة الحديثة من دساتير وقوانين وأنظمة .

سلبيات الجمهورية الأولى : شهدت سورية تدخل واختراق الدول المجاورة من أعراب (سعوديين وهاشميين ) وصهاينة وأتراك وطمعهم بالسيطرة على سورية ، مما ساعد بشكل كبير على سلسة الانقلابات وعدم الاستقرار ، كما كانت سورية بالمقابل تعيش صراعاً حزبياً داخلياً فالتجربة الحزبية حديثة العهد لم تتطور للتكامل من أجل بناء الوطن وإنما كانت تحاول إيجاد صيغة لهذا الوطن بأبعاده الجغرافية والديمغرافية الجديدة ورؤى للمستقبل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لم يتبلور مفهوم الديمقراطية وحرية الرأي بالنسبة للكثير من القوى الفاعلة فالبرجوازية والإقطاع لم يتعودا على تقبل الآخر كند لهم كما الأحزاب اليسارية لم تكن تؤمن بالديمقراطية وإنما بدكتاتورية البلوريتاريا ، ومن ناحية أخرى لم تحقق هذه الجمهورية العدالة الاجتماعية وخصوصاً بالنسبة لأبناء القرى الذين ظلوا يعانون من الظلم والتهميش الاجتماعي والاقتصادي فكانوا جسر العبور للجمهورية الثانية فهم من جهة يعتبرون أنفسهم من أهم المساهمين في استقلال سورية ( ثورة الشيخ صالح العلي في الساحل وثورة سلطان باشا الأطرش - الثورة السورية الكبرى - في جبل العرب وثورة إبراهيم هنانو في إدلب بالإضافة لثوار الغوطة ) ، وهنا لا ننكر دور البرجوازية الوطنية في النضال من أجل الاستقلال ، ومن جهة ثانية فالتحرر من المستعمر وجو الحرية الفكرية السائد خلال الجمهورية الأولى ساهما في التململ وبدايات الثورة والتي كان العامل الحاسم فيها هو تدفق الأفكار اليسارية التحررية والتنظيمات التي تبنت هذه الأفكار والتي استطاعت الوصول إلى السلطة عام 1963 إثر انقلاب عسكري معلنة ثورة على الظلم ثورة على التخلف ثورة من أجل التحرر .

الجمهورية الثانية : كانت أعوام 1961 و1962 أعواماً حاسمة في تاريخ سورية حيث شهدت هذه الأعوام انهيار أول تجربة وحدوية عربية على يد الانفصاليين السوريين واستلامهم لقيادة سورية واستمرارهم بسياسة إبعاد جميع المثقفين والأحزاب مما أثار حنق التنظيمات اليسارية التي أعادت تشكيل نفسها بقوة وخصوصاً أن بين صفوفها قيادات عسكرية قامت هذه القيادات بانقلاب في الثامن من آذار 1963 معلنة الجمهورية الثانية في سورية ، جمهورية ثورة العدل والمساواة فكانت أولى انتصارات هذه الجمهورية هي القيام بالتحويل الاشتراكي والإصلاح الزراعي وبناء المعامل والمصانع ، وفك حرمان أهل القرى ، ثم واجهت أولى العقبات في الصراعات القائمة بين صفوف الاشتراكيين أنفسهم وكانت ثاني العقبات عام 1967 عام النكسة وكان بعدها الانتصار الثاني لهذه الجمهورية في حرب تشرين عام 1973 وتلقت الضربة الثالثة في أحداث الإخوان المسلمين بين 1979 و1982 والتي مولتها المخابرات الأمريكية والشق العراقي من حزب البعث العربي الاشتراكي ثم بدأت هذه الجمهورية بالانحراف عن مسارها اليساري مع بدايات تفكك الاتحاد السوفييتي لتدخل عالم رأس المال والاقتصاد الحر مما أدى على ضياع الرؤى والاستراتيجيات بين دكتاتورية البلوريتاريا ومتطلبات الديمقراطية الغربية والسوق الحر ، وحققت هذه الجمهورية ثالث انتصاراتها عام 2000 عام تحرير الجنوب اللبناني ورابع انتصاراتها عام 2006 عام انتصار حلفائها على العدو الصهيوني ، إلى أن تفاقمت الأحداث والضغوط والمؤامرات العالمية من جهة والفقر والفساد وغياب الحريات من جهة ثانية وعدوى الثورات العربية من جهة ثالثة لتعلن عن ولادة الجمهورية الثالثة عام 2012 جمهورية الديمقراطية والحرية الفكرية وتعدد الأحزاب .

إيجابيات الجمهورية الثانية : على الصعيد الداخلي : زيادة العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين أبناء سورية بقوانين الإصلاح الزراعي وملكية الدولة لوسائل الإنتاج ، وفك حرمان أهل القرى ، زيادة التعليم ومجانيته ، الطبابة المجانية ، تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة وتحقيق مخزون استراتيجي من القمح ، وبناء المصانع ، والقيام بالمشاريع الإستراتيجية الوطنية بمساعدة الحلفاء السوفييت كبناء سد الفرات وبناء شبكة حديثة للخطوط الحديدية ، بناء جيش قوي بمساعدة السوفييت ثم الروس والكوريين ، تحقيق الاستقرار الداخلي في سورية الذي أنهى سلسلة الانقلابات والنزاعات التي كانت من سمات الجمهورية الأولى .
على الصعيد الخارجي : الانتصار على العدو الصهيوني عام 1973 والذي نجح باستعادة بعض الأراضي المحتلة وكسر أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر ، اللعب على التحالفات الإقليمية والدولية لإبقاء نوع من التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني ، إبقاء سورية قلعة للممانعة والصمود في وجه العدو الصهيوني ، زيادة مكانة سورية كلاعب أساسي على الصعيد الإقليمي .

سلبيات الجمهورية الثانية : بدأت السلبيات تعتري الجمهورية الثانية من خلال الصراعات بين صفوف الاشتراكيين ثم بين صفوف البعثيين أنفسهم من خلال صراع النفوذ بين الشقين المدني والعسكري وبين الأجنحة اليمينية والوسطية واليسارية ، ثم بدأ البعد عن التربية اليسارية يأخذ منحاه رويداً رويداً منذ أوائل الثمانينات ، ثم إدخال القطاع الخاص مع انهيار التجربة الشيوعية والاشتراكية على مستوى العالم في التسعينات ، هذه التجربة التي كان لها الكثير من الإيجابيات كما الكثير من السلبيات ، ثم كان بعد ذلك زيادة هذا الانفتاح الاقتصادي وفتح الباب على مصراعيه للخصخصة والسعي نحو اقتصاد السوق الحر ومتطلباتهم من زيادة الاهتمام بالخدمات والسياحة والعقارات على حساب الصناعة والزراعة خلال الخمس سنوات الأخيرة دون الأخذ بالحسبان أن نظام السوق والاقتصاد الحر يتنافى مع مبدأ دكتاتورية البلوريتاريا ، مما أدى إلى زيادة الفساد وصعوبة مكافحته ، مما عزز الإهمال للجوانب الزراعية والصناعية ، الأمر الذي بدأ يقوض منجزات الجمهورية الثانية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ، بالإضافة إلى الثقافة الاستهلاكية والثقافات المعوجة المرافقة لنظام السوق والتي برزت بشكل كبير بين الأجيال الحديثة مبعدة الكثير منهم عن مفهوم المجتمع والمواطنة لتحل محلها مفاهيم الفرد والعائلة والمنطقة والعشيرة والمذهب والدين والعرق وساعدهم على ذلك فشل التجربة الاشتراكية على مستوى سورية والعالم ، وغياب الحريات ، كل هذا سهل على أذناب الشعوب وأنصاف الرجال والأعداء في مؤامرتهم ضد سورية على التغلغل ضمن بعض فئات الشباب بشعارات ووعود براقة مستغلين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية السيئة ومطالب فئات الشعب المحقة ، ليحولوهم عن دراية ودون دراية إلى أدوات لمشاريعهم الهدامة ، فكان لا بد من الانتقال إلى الجمهورية الثالثة جمهورية تعدد الأحزاب والديمقراطية والتي بدأ مخاضها عام 2011 بإلغاء قانون الطوارئ وسن قانون عصري للأحزاب والعمل على دستور جديد للبلاد يكفل الحرية الفردية والتعددية السياسية ويعزز دور دولة القانون والمؤسسات ، مما أثار رعب أذناب الشعوب وأنصاف الرجال وأعداء سورية من كل حدب وصوب كما أثار رعب رؤوس الفساد في الداخل ، فقام كل هؤلاء بزيادة وتيرة هجمتهم على سورية موظفين ما استطاعوا لخدمة أهدافهم من أموال وأسلحة وتوظيف للدين وللشعارات الغربية البراقة ، ولكنهم ما زالوا جاهلين و ما زالوا لا يفقهون التاريخ ولا يعرفون الجغرافية ولا يدركون أن سورية لا تموت وأن الحضارة لا تفنى ، وسيثبت العام 2012 مدى فشلهم عندما يرون سورية شامخة منتصرة .. فمعاً نحو الجمهورية الثالثة لنعمل يداً بيد لرفعة بلدنا وتطوره وصون كرامته وحمايته من كل المؤامرات والأعداء والرقي بالمواطن والوطن .



بقلم علاء غانم 9/2/1012









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالثة, الجمهورية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc