![]() |
|
تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
( التجاجنة ) .. من عين ماضي إنطلقت الثورة القومية الجزائرية
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() ![]() ( التجاجنة ) .. من عين ماضي إنطلقت الثورة القومية الجزائرية ![]() الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوكل عليه ونعوذ به من شر أنفسنا و شر كل ذي شر ونشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى الثقلين بشيرا ونذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا صلى الله عليه و على آل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا. ![]() بداية و لتوضيح الأمر جيدا عن موضوع بحثنا هو عن قبيلة التجاجنة أصحاب عين ماضي و هذه بطاقة تعريفية لهم: اسم القبيلة : التجاجنة و الواحد منهم يسمى تجِّيـني بكسر التاء و التشديد على حرف الجيم مثل: ( فلان بن فلان التجِّيني ) . قريتهم: عين ماضي ( ولاية الأغواط ). و هم المؤسسون لها ( القصر العتيق و بساتينه المحيطة به ). العمر التاريخي للتجاجنة : 10 قرون منذ تأسيس القرية ( المائة الخامسة للهجرة النبوية الشريفة ). القضاء : بالكتاب و السنة ( يحكمهم قاضي البلدة ). مذهبهم : المذهب المالكي . البيئة العلمية : يحفظون القرآن و يقرؤن "متن البخاري"، و"متن مسلم"، و"مختصر خليل"، و"متن الرسالة لأبي زيد القيرواني"، و"الدردير"، و"الدسوقي"، و"المدونة"، و"موطأ الإمام مالك"، إضافة إلى متون أخرى ... الخ . ![]() ![]() ![]() ![]() و للتعرف عن قرب على تاريخ و حياة أفراد هذه القبيلة يرجى قراءة نبذة مختصرة عنهم جيدا : ![]() … من عين ماضي إنطلقت الثورة القومية الجزائرية عنوان أطلقه المؤرخ الجزائري المعروف عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله ، و ذلك في كتاباته حول التأريخ للجزائر . ![]() و في العهد العثماني كان أهالي عين ماضي تنزع إلى الاستقلال عن السيطرة التركية لعدة أسباب منها : طغيان بعض حكام الأتراك و ظلمهم ، و منها عدم تحمل الأهالي الفقراء للضرائب التي كانوا ملزمين بها ، و منها إعتقاد الكثير من الناس بأن رجال الوطن الجزائريين هم أحق بالحكم من الأتراك العجم ، حتى أن أحمد التجاني ذكر يوما حكام الجزائر آنذاك فقال فيهم : ( إنهم كفار لنبذهم الأحكام الشرعية و تقديمهم القوانين الفرنجية عليها و حكمهم بغير ما أنزل الله ) . و يصف أبو القاسم سعد الله الحالة المتوترة في ذلك العهد قيقول : ( ... كان المفروض أن يطبق العثمانيون تعاليم الإسلام في الحكم و أن يؤاخوا بينهم و بين السكان و أن يشاوروهم في الأمر و أن يفسحوا المجال أمامهم و أن يختلطوا بهم و يخالطوهم . و لكنهم في الواقع أساءوا التصرف كمعظم الحكام حينئذ ، فحكموا كفئة متميزة و احتكروا الحكم بين أيديهم طيلة الفترة العثمانية أو استذلوا السكان و استعلوا عليهم و عاملوهم معاملة المنتصر للمهزوم ). فكانت علاقات أهل عين ماضي بالعثمانيين متوترة ، و حاول الأترك إخظاعهم بمحاصرة حصنهم العديد من المرات ، و لكنهم كانوا في كل مرة يفشلون إلا مرة واحدة . و من أشهر الحملات التركية على أهالي عين ماضي ( التجاجنة ) حملة الباي محمد بن عثمان الكبير سنة 1189 هـ و قد وصف هذه الحملة شاهد عيان لها وهو الكاتب الخاص للباي أحمد بن هطال في كتاب سماه ( رحلة الباي محمد الكبير ) و قد حققه محمد بن عبد الكريم الزموري و نشر بالقاهرة سنة 1969 م . هذا و قد بدأ الناس يلتفون حول أحمد التجاني في تلمسان للإستفادة منه تخوف من ذلك الأتراك و ضيقوا عليه الخناق حتى رحل منها إلى الشلالة و أبو سمغون في الصحراء قريبا من عين ماضي مسقط رأسه ، و بعد ما اشتد به الخناق و المضايقة التركية له كان مؤيدا لقومه أهل عين ماضي ( التجاجنة ) في مقاومتهم للترك لأنهم في نظره ( كفار لنبذهم الأحكام الشرعية و تقديمهم القوانين الفرنجية عليها ) ، لكنه في آخر الأمر ، بعد تأمل و روية و تفكير طويل و استخارة ، رأى أن من الأولى العدول عن مقاومة الأتراك فحث قومه في عين ماضي على التصالح معهم . فكتب إليهم هذه الرسالة و هو في أبي سمغون ، حيث كان مستقرا من سنة 1199 هـ إلى سنة هجرته إلى المغرب في 1213 هـ . و نصها : بسم الله الرحمن الرحيم و صلى على سيدنا محمد و آله ، بعد حمد الله جل جلاله و عز كبرياؤه و تعالى عزه و تقدس مجده و كرمه ، يصل الكتاب إلى أيدي أحبابنا و أعز الناس عندنا ، جماعة أهل عين ماضي من غير تخصيص . السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ، من كاتبه إليكم أحمد بن محمد التجاني وبعد : فنسأل الله عز و جل أن يفيض عليكم بحور الأرزاق و البركات و أن يقيكم شر جميع الخلق و أن يلبسكم رداء العافية و الستر . يليه إعلامكم كما كتبتم به إلي . فأما انتقالي إليكم فلا يمكنني لكوني ثقيل المحمل و لا يحملني إلا سبعون أو ثمانون بعيرا ، و لا أجدها في هذا الوقت لا عندي و لا عندكم . و الآن صارت الطريق بيني و بينكم مخوفة لا تسلك إلا بشدة من كثرة الأعداء . و الله غالب على أمره . و أما ما طلبتم مني بعثه لكم من البارود و الرصاص فلا وجود له في هذه البلاد أصلا ، و كان قبل اليوم موجود في بلاد فقيق ، و الآن بلاد فقيق بيننا و بينهم خوف و الأمان فيها قليل . و قد عاجلني في هذه الساعة السفر إلا بلاد أنكاد ( بلاد عرب القاطنين بسهل وجدة ) لأجل شراء الزرع الذي أنا محتاج إليه و لا أقدر على التخلف عنه حتى ساعة لكثرة ما يلزمني من أكل الطعام . و أما أمر الباي معكم ، فاسمعوا مني نصيحة كاملة يبذلها الوالد لولده إذا كنتم تراعون نصيحتي : فسيروا إليه في بلاده و أعطوه ما تقدرون عليه من المال و لا تقاتلوه فإنكم لا خير لكم في قتاله . و أخبركم أنه إنكشف من سر الغيب ما لم يكن لنا و لكم به علم و هو أنه سبحانه قد قضى في حكمه على جميع خلقه بثقل المغرم عقوبة لهم على معاصيهم و عدم توبتهم من ذلك و لكثرة اشتهار الظلم و الفواحش في كل محل و عدم النهي عن ذلك ، و نفذ حكم الله بذلك ، و لا سيبل لدفعه ، فقد غالبكم أمر الله و عجزنا عن دفع بلائه في خلقه ، فإن الله له الحكم و التقدير و الله غالب على أمره ، و تنجيز لوعده في كتابه بقوله تعالى : ( من يعمل سوءا يجز به ) النساء 123 . ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) الزلزلة 7 . ( فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون ) القصص 84 . و لما ورد في صحيح البخاري عن أم سلمة و زينب بنت جحش رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه و سلم قال : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد إقترب فقالت له زوجته صلى الله عليه و سلم : و ما ذاك يا رسول الله ؟ قال : فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج قدر هذا و عقد نقرة بين إبهامه و سبابته ، فقالت : يا رسول الله أنهلك و فينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث ) . فأخبر صلى الله عليه و سلم أن وجود الصالحين في الخلق لا يدفع البلاء عنهم لكثرة الخبث . فإياكم ثم إياكم أن تخالفوه أو تقاتلوه فقد حدث الأمر من عند الله بما قلته لكم و دليل ذلك أن ذلك الأمر قد عم بلاد الصحراء حاضرها و باديتها و لم يسلم منه أحد و لا بد أن يعمكم و لا تقدرون على دفعه . فلا يغرنكم ما جرت به عادتكم من غلبتكم على كل من قاتلكم في قريتكم فإن تلك عادة قبل أن يحدث عموم هذا البلاء ، كل تدبير عندكم في القتال و الخلاف فاتركوه و لا تدبروا إلا في الصلح بينكم و بين هذا الباي و لا تعارضوا أمر الله فإني قلت لكم ذلك القول سابقا . ثم ظهر لي من أمر الله ما لا دافع له و إن خالفتم قولي فقد ألقيتم بأنفسكم إلى الهلاك و هو واقع لا محالة ، إلا تصبروا و تعطوه ما يصلح الله بينكم و بينه ... و إن قضى الله و اصطلحتم مع الباي بذهاب الشر بينكم و بينه و بعثتم لي من الإبل قدوما يحملني إنتقلت إليكم ، و لا أقدر على دفع البلاء الذي أراده الله في خلقه لأجل ذنوبهم . و السلام . إنتهت الرسالة و هي غنية عن التعليق . لكن يبدوا أن تحذير أحمد التجاني و إنذاراته لقومه ( التجاجنة ) لم تثمر و بقيت العلاقات بين أهل عين ماضي و الأتراك متوترة . و في ولاية الداي مصطفى باشا الذي تقلد الحكم سنة 1212 هـ ( 1797 م ) هاجم باي الغرب عثمان عين ماضي و لأول مرة ينجح الأتراك في إخضاع أهالي عين ماضي ( التجاجنة ) على دفع غرامة قدرها 17 ألف بوجو ( قدرها أحمد توفيق المدني بما يعادل 150 ألف فرنك من نقود عام 1937 م ). هذا و حين الهجوم على قصر عين ماضي لم يكن أحمد التجاني به و إنما كان في محل إقامته بأبي سمغون . فبعث الأتراك إلى أهلها يهددونهم إن لم يخرجوه . و لما بلغ أحمد التجاني ذلك و هو في قرية أبي سمغون خرج منها مع بعض تلامذته 17 ربيع الأول سالكا طريق الصحراء حتى دخل فاسا 06 ربيع الثاني سنة 1213 هـ ( 1798 م ) و بعث رسوله إلى سلطان المغرب أبو الربيع سليمان يعلمه بأنه هاجر إليه من جور الترك . و أما الرسالة التي دارت بينه و التجاجنة أهل عين ماضي تدلنا على أن التجاجنة قبل هذه الرسالة بعثوا لأحمد التجاني طالبين منه العون و هذا العون يتمثل في شراء الرصاص و البارود لأجل مقاتلتهم للأتراك و كان جوابه أنه لا يقدر على ذلك مثل ما تبين في الرسالة أعلاه . بل على العكس تماما فإنه يحثهم على عدم مقاومة الترك و عدم القتال زعما منه أنه بلاء من الله نتيجة ذنوب عباده . علما أن عين ماضي لم تكن فيها طريقة صوفية و لا زاوية بل على العكس تماما ، زد على ذلك أن الحملات التركية على عين ماضي كانت قبل أن يؤسس أحمد التجاني طريقته بعدة سنوات و كلها باءت بالفشل نتيجة المقاومة و القصر المنيع الذي حال دون سقوط عين ماضي . و في الرسالة نرى أن أحمد التجاني يعطي أولوية لطعامه على أن يمد قومه بالعتاد ( الرصاص و البارود ) الذين هم في أمس الحاجة إليه . و قد ذكر أن ذلك موجود في فقيق و أن الطريق إليها وعرة لكثرة الأعداء غير أنه ذكر سفره إلى سهل وجدة لأجل شراء الزرع . ( بدون تعليق ) . ![]() 1784 - 1785 م : محمد الكبير ( باي وهران ) . 1787 - 1788 م : الباي عصمان و لد الباي محمد الكبير . 1820 م : الباي حسان باي وهران. 1822 - 1823 م : مصطفى بومزراق باي الطيطري. و من كل ما ذكر و لا يزال ، نرى أن أحمد التجاني لم يكن شاهدا على أي من الحملات التركية على عين ماضي بل كان معظم حياته خارج القرية متنقلا في طلب العلم و الزوايا حتى إستقر به الحال في فاس . ![]() في إنتظار تعليقاتكم حول الموضوع لإثرائه أو إضافة أو تصحيح.. و السلام عليكم
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التجاجنة, الثورة, الجزائرية, القومية, إنطلقت |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc