السلام عليكم عليكم و رحمة الله و بركاته
اثناء خطاب الرئيس الاخير
و انا اُشاهد المأساة الوطنية في كرنفال وهران بمناسبة ذكرى تاميم المحروقات
تبادر الى ذهني هذا المثل العربي الرائع و هُو جاهليٌ عجيبُ الصياغةِ ، دقيقُ التركيبِ ، بليغُ المعنَى
حين يقوم احدُهم قيُصفق و يتبعُه الشعب في التصفيق و الله لم اجد إلا هذا المثل ليصف المشهد
و لستُ هُنا اُشبه الحاضرين يومها بالحمير حاشى لله
ولكنه تشبيه للحال بالحال و مثل هذا الحال ينطبق عليهم ايضا في وقت مضى
حين كانت العبارة الاشد انتشارا و استعمالا ( يدخل في اطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية)
أكيد ان احدُهُم قالها و صار البقية يقولونها تقليدا و تباعا من غير وعي و لا فهم و دليل ذلك انه لم يكُن هناك برنامج اصلا
و ايضا منذ اشهُر عندما قال احُدُهم اخطونا يالعرب و صار الجميع يقول اخطونا يالعرب من دون ان ندري من هُم العرب الذين يقصدون؟؟؟
و كيف يُمكن للعرب ان يخطوهم؟؟؟ فالعرَب حينها كانوا منشغلين بثوراتهم و بلدانهم و لكن ما العَمل إن غابت عن الناس عقولهم
و إن كُنت اجد شبَهًا في الحال بين المثل وواقعنا اليوم فاني اجد نُقطة اختلاف جوهرية ايضا و من حق القارئ ان يجدها في مقالي
و هي ان فِعل الحمير البول ( اعزّكُم الله) إنّما هو فعل لا ارادي و مُنعكس شرطي بلُغة اهل البيولوجيا
و لكن ما يفعلهُ القوم عندنا انهم يقومون بافعالهم بإرادتهم و قناعة فمنهم المٌستفيد و منهم المُقلد و منهم الطامع و منهم الجاهل المُتبع و هلُمّ جرا في
اصناف من يُصفق لمن يقول إن البلاد تحت تهديد خارجي؟؟؟
إن عبارة كهذه في مُجتمع ناضج و عقول تشتغل
تستدعي التفكير و التدقيق و ليس التهريج و التصفيق
فالموضوع هُنا مصير البلاد و لكن و بسبب صغر العقول هُم يُصفقون لتهديد خارجي؟؟؟
و يفرحون برئيسهم حين يُخبرهم بان بلادهم في خطر؟؟؟؟
فائدة:
بَالَ حِمَارٌ فاسْتَبَالَ أَحْمِرَةً
أي حَمَلَهن على البول.
يضرب في تعاون القوم على ما تكرهه.
مجمع الأمثال - الجزء الأول - الإمام أبو الفضل الميداني