معاناة الكرة الجزائرية ادخل ولن تندم

كريـم 40 مطمور · 2008-12-23, 13:49

تعاني الكرة الجزائرية حاليا من مشاكل عدة تزيد من تأزم وضعيتها و تهين تاريخها الكبير فهي تسير بعشوائية كما أنها تشهد ظهور أمور جديدة و دخيلة عليها كالرشوة.

غياب الرغبة السياسية الحقيقية لاعادة كرة القدم الجزائرية الي مكانتها.

صحيح أن كرة القدم الجزائرية تدهورت الي درجة لا يمكن اعادتها الي مكانتها الحقيقية في ظرف وجيز الا أن انعدام الرغبة السياسية اللازمة زاد الأمور تعقيدا. كيف لا و الجميع يعلم أن السلطات الجزائرية لا تولي الرياضة الجزائرية عامة و كرة القدم خاصة أهمية وذلك راجع لانشغالها بالجانب الأمني و الساسي للبلاد. فنجد كرة القدم الجزائرية ضحية التهميش الحاصل خاصة مع عدم اتمام المشاريع الرياضية المدرجة في أجندة الحكومة الجزائرية(ملاعب أولمبية في عدة ولايات و توزيع أرضيات للفرق الوطنية من أجل انشاء مراكز لتكوين اللاعبين).

المنشأت الرياضية في الجزائر.

تمتلك الجزائر منشأت رياضية لابأس بها لكن ليست في مستوي التطلعات. فالملاعب المعشوشبة طبيعيا تعاني من عدم الاعتناء المتواصل بارضيتها و بالتالي تصبح كأراضي فلاحية أما الملاعب ذات الأرضيات الاصطناعية فهي لا تسمح من تطوير اللاعب و طريقة لعبه فوق الميدان. أما المشاريع التي وعدت بها الدولة فهي تعتبر خيالية بما أنها كانت مبرمجة للتسليم قبل نهاية 2010 و هي لم تنطلق حتي الأن( كملاعب- براقي- دويرة- تيزي وزو- وهران- سطيف…الخ).

الكرة الجزائرية تسير بطريقة عشوائية.

وبما ان السلطات الوطنية لا تتدخل كثيرا في القضايا الرياضية خاصة فيما يتعلق بقوانين الجمعيات الوطنية نجد شخصيات لا تفقه شيء في كرة القدم تتداول علي المناصب في الفيدرالية و الرابطات الوطنية و الولائية و حتي علي رأس الفرق الوطنية مستغلة الفراغات القانونية الموجودة. و أمام هذا الوضع ظهرت عصابات داخلية في كرة القدم الجزائرية كادت أن تعصف بها في العديد من المرات أخرها قضية رائد القبة التي وصلت الي مكاتب المحكمة الولية و التي بدورها أقرت بضم فريق القبة الي البطولة الوطنية المشكلة حاليا ب 17 فريق(لم يحدث ذلك اطلاقا في تاريخ كرة القدم العالمية).

تعفن كرة القدم و ظهور الرشوة.

خلال السنوات السوداء التي مرت بها الجزائر ظهرت مجموعات انتهازية في مجال كرة القدم مستغلة الوضع لتحقيق رغباتها المالية و الشهروية. فقاموا هِؤولاء في نشر سمومهم في الوسط الكروي حتي أصبحوا أصحاب القرار في كل ما يتعلق بكرة القدم الجزائرية. يختارون رئيسا الفيدرالية(الفاف) و الرابطة و الوطنية للسطرة من خلالهما علي تسيير المنافسات الوطنية و التتويج بألقابها. ولكل واحد دوره و حقه في ذلك فمثلا الحكام يصفرون ضربات جزاء خيالية و غض النظر عن تسلالات حقيقية خدمة لفريق ما علي حساب الأخر. كل هذا ساهم في ظهور الرشوة عندنا و بطريقة لا يمكن تصورها.

تكوين اللاعبين و المدربين في الجزائر.

ليست الرشوة هي الظاهرة الوحيدة التي انتشرت في مجال كرة القدم الجزائرية حيث عرفت " المعريفة" طريقها للانتشار بين المسييرين و المدربين و حتي اللاعبين. و نتيجة لذلك تهمش فئة اللاعبين الموهوبين الذين كثيرا ما نراهم في الشوارع والأحياء الشعبية و تحل مكانهم فئة اللاعبين أصحاب النفوذ و المعريفة. وبهذه الطريقة اللاعب الموهوب يفقذ بريقه و اللاعب صاحب المعريفة يسطع نجمه (يمضي بالملايير). نفس الشيء يمكن أن نقوله عن المدربين الذين يصبحون يمتهنون هاته المهنة بين ليلة و ضحاها.

من هو المناصر الجزائري ؟

المناصر الجزائري هو ذلك الشاب الذي يتخبط في حياته اليومية من أجل العيش و فرض و جوده. فبالاضافة أنه غالبا ما يطرد من المدرسة لا يجد منصب عمل يمكنه من توفير مصروفه اليومي خاصة اذا كان في سن الزواج. فهذا الشاب يعد فريسة لكل أنواع الأفات الاجتماعية من الحراقة (الهروب من البلد)- المخدرات- العنف- السرقة...الخ و هو يعتبر الملعب كوسيلة تمكنه من اخراج ما يخزنه بداخله من غضب و معاناة و لا يجد لذلك الا الملعب للقيام بذلك. فان كان العرض الكروي يروق له فانه سيرتاح من الجانب النفسي أما ان كان العكس فانه يلجأ الي استعمال العنف من تكسير و تخريب و اعتداء...

الاخفاقات المتتالية للمنتخبات الوطنية.

اذا كانت خسارة الفريق المفضل للمناصر قد تولد لديه العنف فأن اخفاق المنتخب الوطني يؤدي بالمناصر الي الاحباط. وبما أن الفرق الوطنية تحقق منذ مدة اخفاقات متتالية خاصة الفريق الاول فأن الناصر الجزائري يبقي يتخبط بداخله. أما بالنسبة للمنتخب الوطني الجزائري(الأكابر) الذي هو يعتمد أساسا علي اللعبين المحترفين بالدرجة الأولي لم يعد ذلك الفريق الذي تهابه الفرق الكبري قاريا و عالميا بسبب تدهور الكرة الجزائرية حتي أصبح بنا الأمر أ، نهزم بعقر دارنا و بنتيجة مخزية أمام فرق تعد ضعيفة حاليا.

في الأخير بما أن المنتخب الجزائري متأهل للدور التصفوي المؤهل لكأسي افريقيا 2010 بأونغولا و كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا ما عسانا الا أن نتمني له التوفيق و نسانده حتي يوفقنا الله لذلك. بأذن الله.

وشكرا لكم جميعا.