إذا جالست شيوخ بني عامر و كبارهم الذن سكن معظمهم البادية , كبادية بلعروق و الصفي و منطقة الخرزة و غيرها , فإنك تجد عندهم اهتماما بالغا بالألفاظ و العبارات و صفة وضع الكلام ف مواضعه المناسبة له , و إنك إذا أخطأت بلفظة و ضعتها في غير ما هو معروف عندهم , قلوك و كرهوا كلام من لا يعتني و لا يقتني , و أوضح لك مقصودي بهذا :
لفظتــا : أمس و البارحة , فكثير من شبابنا يظنون إن لهما نفس المعنى , و لكن شيوخنا يفرقون بينهما فيطلقون لفظة أمس على النهار الفائت , و البارحة على الليلة الفائتة .
فلو قلت أمامهم : قدمت البارحة من سفري , لفهموا منك أنك قدمت ف الليل الفارط ...
و هذه الدقة الموروثة عن فصيح العربية , مما أعتز به اعتزازا كبيرا , فكثير من الألفاظ و طرق التعبير و المعاني العامية عند بن عامر - خصوصا - و بني نائل - عموما - و كذا عند السوفيين الأحباء , لها أصول عربية صحيحة .
و قد أخبرني بعض طلاب العلم الشرعي من أهل الجلفة - حرسها الله - أنه توجد مؤلفات لم تنشر , كانت قد اهتمت بإيضاح : '' بقايا الفصيح في الكلام العامي '' .
و قد قام بعض أعضاء منتدانا الكريم , ببعض ذلك , فأسأل الله أن ييسر نشره بين الناس ....و الله الموفق ..