لفــظ دون مفهــوم محــدد ... (نظرة استفهامية)

[طاهر القلب]

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. وبعد :
أيها الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة تلك المصطلحات التي تروج في الآونة الأخيرة في زمن الفتن هذا , وكثير من المسلمين سقطوا في فخها وأخذوها خامًا كما وردت وصار لها ذكر بينهم, دون إدراك منهم أو أنهم يدركون بعض مفهومها, بل قد أخذ عديدهم و في منابرهم الإعلامية أو الدينية في تفصيل وتحليل بعضها على بعضها, فهاج بعضهم على بعضهم و تقاذفها الناس بأفواههم, فأصبح هذا يرمي هذا بما رآه من مفهومها فيه, ويرد الآخر الصاع صاعين, ويذكره بمفهومها المطابق لفكره المنحرف فيها ...

وجُرحُ السَّيفِ يَأْسُوهُ المداوِي *** وجرْحُ القوْلِ طولَ الدَّهرِ دَامِي

ومن ضمن تلك المصطلحات لفظ "التَطَـرُفْ" و "الإرهـاب" وغيرها ... و لعلهم ألزموها مرادفا لفظيا تأكيديا فقالوا "تطرف ديني" أو "تطرف إسلامي" أو "الإرهاب الإسلامي" , فما المقصود به؟, وهل هذا مصطلح دال على المعنى الذي يحمله لفظه ذاك واقعا أو حقيقة, وكيف نقول عن هذا بأنه "متطرف" وهذا "غير متطرف" ومن هم الذين مَيَّعُوْ و أشاعوا هاته الألفاظ والمفاهيم بيننا وألصقوها ظلما و بهاتنا بشرائع ديننا الحنيف, فصار يقال "التطرف الإسلامي" أو يصفون المسلمين بالهمج, والقتلة, ومصاصو دماء, بل وصل الأمر أن ألصقوا بهتانا و زورًا انتشار الإسلام في أصقاع الأرض بالسيف في زمن الفتوحات وقالوا بأنه انتشر بحد السيف, وهو مبرأ من ذلك فأرجعوا كتب التاريخ وانظروا الملاحم والآثار ثم أرجعوا النظر فيها هل ترون لفظا مما زعمتم, أو موقعًا فيها ... ثم هل هناك حقا من هو "متطرف" أو"معتدل" أو"يمين" و"يسار" كما يحلو للبعض تسميته, وهل "التعصب" للقبيلة أو المذهب أو الحزب أو القوم أو للعرق أو للجنس يعد تطرفا, و هل يمكن لنا تحديد مفهوم خاص للتطرف حتى لا يقيسه ويضبطه البعض على مقاسهم المضبوط والجاري في أهدافهم ورغباتهم, وهل يتعدد شكله وهدفه ومدلوله من جانب لآخر أي في كل الجونب المعروفة وبالخصوص الجانب الديني منها؟ ... ربما هي أسئلة كثير تحوم حول هذا اللفظ تحديدا وهذا ما يؤكد أهميته وكثرة تداوله وتدويله وتحزبه وتحزيبه وتمذهبه وتهذيبه وتطرفه في لفظه ومعناه.. وسيل كل تلك الردود والتناقضات ... أترك لكم باب المناقشة والتحليل والتعريف مفتوحا فَسَّوِدُوا الصفحة بنقاشكم الهادف, الذي يتوخى منه النتيجة الهادفة والخلاصة الشافية للأسقام التي سببها هذا اللفظ لنا كأمة إسلامية خاصة ...

أزكى صلاةٍ بتسليمٍ يؤازِرُهَا *** على نبيٍّ كرِيمِ الأصـلِ مختارِ
محمدٍ خيرِ مبعوثٍ وعتْـرَتِه *** وصحبِهِ خيرِ أصحَابٍ وأنْصَارِ