بسم الله الرحمان الرحيم .
هذه مذكرة في علم " أصول الفقه " سأحاول من خلالها
أن أبين ولو بشئ من قليل على ضوء ما درسنا في الجامعة
لأنه معلوم أن النصوص لم تلاحق الاحداث فكان على المجتهدين
أن يبحثوا عن عموميات وكليات تندرج فيها تلك الجزئيات , وكان
ذالك مبني على الاجتهاد والاستنباط ومعرفة مدارك النصوص .
ولما كان النصوص فيها العام والخاص , والمطلق والمقيد ,
والناسخ والمنسوخ , والمجمل والمبين , وما إلى ذالك كان لا بد
من قواعد ومنهج ينظم هذا الاجتهاد بمسمى " علم الأصول"
وكان أول من كتب فيه الامام " الشافعي " تم توالت على
هذا الفن أقلام وعقول حتى تطور واستقل واكتمل .
وهكذا أصبح لكل مذهب قواعد ومنهج وتعددت كتب الاصول
بتعدد المذاهب ’ فمن أراد إستنباط حكم لحادثة جديدة أوطرق
إستنباط الاحكام السابقة أو تقديم بعض النصوص المتعارضة
أو نحو ذالك فلن يتأتى الا بالرجوع لقواعد هذا العلم .
وسأحاول من خلال دروس متتابعة إن شاءالله تبيين بعض
قواعد هذا العلم . والله الموفق