أحسن تفسير ل " لئلا يعلم أهل الكتاب " لا ليست زائدة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أحسن تفسير ل " لئلا يعلم أهل الكتاب " لا ليست زائدة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-23, 14:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ولد الميلود
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ولد الميلود
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb أحسن تفسير ل " لئلا يعلم أهل الكتاب " لا ليست زائدة

السلام عليكم
أترككم مع التفسير من موقع نون للأبحاث والدراسات القرآنية https://www.islamnoon.com/ahl-ketab.htm

اقتباس:
لئلا يعلم أهل الكتاب

بقلم: بسام جرار

آية تختم فيها سورة الحديد أشكلت على عامة أهل التفسير. والمتدبر يكتشف أنّ سبب الاستشكال يرجع إلى عدم إدراك المستشكِل للمعنى وظلالِه. وهذا الأمر يتكرر عند أهل التفسير، وهو أمر لا بد منه، وذلك لقصور العقل البشري وعدم إحاطته بمرامي كتاب الله العزيز. وهذا يعني أن تستمر مسيرة التفسير والتدبّر فلا تتوقف عند شخص أو جماعة أو عصر من العصور.



جاء في الآيتين 28 و29 من سورة الحديد:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. لِئلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ".

" لِئلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ": تذهب الغالبية العظمى من أهل التفسير إلى أنّ لا في لفظة لئلا هي زائدة. وعليه يصبح المعنى: ليعلم أهل الكتاب. والقول بالزيادة غير مقبول في كتاب الله. ومن يذهب إلى القول بالزيادة يكون قد أعلن عن عجزه عن فهم المعنى. بل إنّ الفهم غير الدقيق للمعنى هو الذي يَحمل البعض على القول بالزيادة.



أما الأمثلة التي تُضرب للتدليل على وجود الزيادة في بعض ألفاظ القرآن الكريم فلا تصلح للاستدلال نظراً إلى أنّ مردّها إلى عدم الدقة في الفهم. ومن الأمثلة الشائعة التي تساق للتدليل على الزيادة في بعض الألفاظ القرآنية، قوله تعالى في سورة الأعراف، مخاطباً إبليس:" قال ما منعك ألا تسجدَ إذ أمرتك"، فـ لا هنا عندهم زائدة بدليل قوله تعالى في سورة ص:" قال يا إبليس ما منعك أن تسجدَ لما خلقتُ بيدي". والصحيح أنْ لا زيادة هنا، لأنّ عدم السجود قد يكون لمانع مع توفر الرغبة فيه. وفي مثل هذه الحالة يقال:" ما منعك؟". أي ما الشيء الذي منعك أن تسجد؟. أما إذا كان لا يريد السجود لأمر في داخله حمله على ذلك، فيقال له:" ما الذي منعك ألا تسجد؟"، أي: ما الذي حملك على أن لا تسجد؟!. وما قلناه هنا قُصد به تأكيد القول بعدم الزيادة، وليس استقصاء الفروق في المعنى.



بالرجوع إلى السياق نجد أنّ الآية 25 من سورة الحديد تتحدث عن إرسال الرسل وإنزال الكتب من أجل أن يقوم الناس بالقسط. وأنّ إنزال الحديد كان من أجل منفعة الناس، ومن أجل أن تكون القوة الماديّة معززة لقوة الفكرة الحقّة. ثم تتحدث الآية 26 عن إرسال إبراهيم ونوح، عليهما السلام، وجَعل النبوّة والكتاب المنزّل في ذريتهما، فكان المآل أن انحرف الناس بعد هدى فأصبح أكثرهم فاسقين. ثم تتحدث الآية 27 عن إرسال عيسى، عليه السلام، وما آل إليه أتباعه بعد حين فأصبح أكثرهم فاسقين.



أما الآية 27 فهي:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ".

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ": ظنّ البعض أنّ الكفل هو النصيب السّيّئ، وهذا غير صحيح بدلالة هذه الآية. وظنّ آخرون أنّ الكفل هو النصيب، وأنّ السياق هو الذي يحدد إن كان سيئة أو حسنة. والصحيح أنّ الكفل هو النصيب المكفول أي المضمون حصوله، سواء أكان في عالم السيّئة أم في عالم الحسنة. وعليه نقول:

كأنّ المعنى: إن اتّقيتم الله وآمنتم برسوله يؤتكم ضمانتين فيهما رحمة، ويجعل لكم نوراً تستعينون به في سيركم إلى الله، ويغفر لكم. الضمانة الأولى من شأنها أن تمنع أهل الكتاب من أن يدركوا حقيقة عجزهم عن نيل فضل الله أو منعه أن يصل إلى أهل الإيمان:" لِئلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ": فجهل أهل الكتاب بحقيقة عجزهم هذا مطلوب؛ لأنّهم لو أدركوا أنهم لا يقدرون على منع فضل الله والاستئثار به، لتوقفوا عن الكيد لأهل الحق لإحساسهم بعدم جدوى ذلك. وهذا يعني أنه قد تمّ تحييد عامل مهم من عوامل تسريع ظهور الفكرة الإسلاميّة ومن ثَمّ سيادتها بين الناس. فما يقوم به الغرب، مثلاً، من حملات تبشيريّة ودراسات استشراقيّة وحملات تشكيكيّة وهجمات سياسية وعسكرية... كل ذلك له دور كبير في تسريع الوعي وتسريع عودة المسلمين إلى دينهم الحق. ومن يرصد الواقع يجد أنّ المكر الغربي اليوم لا يصل إلى أهدافه، ويجد أنّ الهجمة الغربيّة تأتي بنتائج معاكسة. أما هم ففي حيرة من أمرهم لأنه لا يعلمون أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله، ولا يعلمون أنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.

فهم إذن يجهلون حقيقة عجزهم، ويجهلون حقيقة أنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. وفي ذلك ضمانة ثانية أنّ فضل الله ورحمته ستصيب من اتقى وآمن. وعليه يكون المعنى: إذا اتقيتم الله وآمنتم برسوله يؤتكم نصيبين مكفولين هما من رحمته سبحانه؛ ضمانة ينتج عنها عدم قدرة أهل الكتاب على معرفة حقيقة عجزهم عن منع فضل الله أن يناله المؤمنون. وضمانة ينتج عنها جهل أهل الكتاب بحقيقة أنّ الفضل كله بيد الله، وأنه لا بد أن يناله أهل التقوى والإيمان. كيف لا، والتقوى والإيمان الحق هما من فضل الله تعالى. وإصرار أهل الكتاب على شركهم وفسوقهم وظلمهم دليل صارخ على عدم قدرتهم على نيل الفضل الرباني وبالتالي هم أعجز من أن يمنعوه عن غيرهم، وهم يحاولون دائماً أن يفعلوا ذلك، لأنهم لا يدركون حقيقة عجزهم.








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
القرآن،تفسير،الكتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc