للأسف ما نشاهده اليوم من تصرفات لا يوحي بأن ثمة تغيرا في أنماط التفكير ولا زلنا بعد عشرين عاما من أحداث أليمة نجتر نفس الأفكار ونتبع نفس العقليات في التعامل بين القيادة والقاعدة سواء في الأحزاب السياسية أو في العمل النقابي الذي يهمنا.
فرغم أن الخدمات هي حق للعمال ينبغي للنقابات المهنية أن تتصدى بالدفاع عنه وقد فعلت ذلك مشكورة بالدفع نحو تخليصها من نقابة سيدهم غير السعيد مع احترامنا للمنتمين لهذه النقابة، إلا أننا نجد أنفسنا أمام موقف مغاير ،فهذه النقابات وما حققته من إنجازات بخصوص القانون الأساسي والزيادات في الأجور والذي نحقق ليس بفضل سواد عيون هذا القيادي أو ذاك بل بفضل تضحيات القاعدة التي تخندقت خلف المطالب المشروهة لها وافتكتها عنوة، هذه النقابات تقف اليوم من قاعدتها موقف الذي يمن على العمال بنعمة أنعمها عليهم ويريد المقابل وهو أن يتم اختيار ما رأته قيادة هاتين النقابتين على الأقل عربون وفاء لها على جهودها ، رغم أن العمل النقابي تطوعي ولا يتبعه أي مقابل إلا أن ذلك لم يقنع هؤلاء القياديين ويرون في اختيار العمال للوثيقة المخالفة عصيانا وإنكارا للمعروف وجحودا ما بعده جحود.
فهل ضحى العمال بأيام طويلة من رواتبهم ووقفوا وقفة بطولية وسمحوا بذلك لبعض القياديين من تبوإ مناصب إدارية كما حدث مع قياديي لياباف السابقين وما يحدث هذه الأيام من مساومات ما كانت لتحدث لولا القاعدة. لم يكف كل هذا لتتعرض القاعدة العمالية للإبتزاز فإما تختار ما أراه لك نافعا وإما أنت نا كر للجميل.
وإذا كان التفكير بهذا المنطق فإن تفكك هذه النقابات سيكون بصورة متسارعة و الفاجعة ستكون مؤلمة.