ابن حزم يرد على شبهات اليهودي ابن النغريلة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ابن حزم يرد على شبهات اليهودي ابن النغريلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-05, 18:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صُبح الأندلس
عضو فضي
 
الصورة الرمزية صُبح الأندلس
 

 

 
إحصائية العضو










New1 ابن حزم يرد على شبهات اليهودي ابن النغريلة

قرب ملـوك الطوائف اليهود منهم و استوزروهم ، و كان يوسف ابن
إسماعيل بن النغريلة ممن استوزرهم باديس الغرناطي و أكرمهم و أنزلـهم منزلة عاليـة ، إلا أنه لم يتوان في إظهار كرهه للإسلام حيث ألف كتابا يسخر فيه من المسلمين ، و يتطاول على كتاب الله زاعما أن ثمة تناقضا و من جملة ما اعترض عليه اليهودي قوله تعالى" و إن تُصِبْهم حَسَنَــةٌ يقولــوا هَذه منْ عِندِ الله و إنْ تُصبْهم سَيّئة يقــولوا هَذه منْ عِندكَ "، فأنكر في هذه الآية تقسيم القائلين بأن ما أصابهم من حسنة فمن الله ، و ما أصابهم سيئة فمن عند محمد(عليه الصلاة و السلام) و أخبر أن كل ذلك من عند الله ... و يواصل ابن النغريلة قائلا : و في آخر هذه الآية " ما أصَابكَ مِن حَسَنة فمِنَ الله و ما أصَابكَ منْ سَيّئة
فمِن نفسِك ".. فعاد مصوبا لقولهم و مضادا لما قدم في أول الآية ".
فكان رد ابن حزم أن الآية المذكورة مكتفية بظاهرها عن تكلف تأويل .. و لكـــن جهله أعمى بصيرته .. و بيان ذلك أن الكفار كانوا يقولون : إن الحسنات الواصلة إليهم هي من عند الله عز و جل ، و إن السيئات المصيبة لـهم في دنياهم هي من عند محمد (عليه الصلاة و السلام) ، فأكذبهم الله تعالى في ذلك بأن الحسنات السـارة هي من عند الله تعالى بفضلـه على الناس ، و أن كل سيئة يصيب الله تعالى بها إنسانا في دنياه ، فمن قبل نفس المصاب بها بما يجـني على نفسه من تقصيره فيما يلزمه من أداء حق الله تعالى " .و المسألة الثانية التي اعترض عليها اليهودي هي قوله تعالى :" أم السّماءُ بنَاها
رفعَ سَمْكها فسَوّاها و أغطش ليْلها و أخرَج ضُحَاها و الأرضَ بعْد ذلك دحَاها أخرَجَ مِنْها ماءَها و مَرْعاها و الجبَال أرسَاها " ، فذكر في هذه الآيـة أن دحو الأرض و إخـراج الماء و المـرعى منها كان بعد رفع سمك السماء و بعـد بنائها و تسويتها .. ثم قال في آية أخرى " هُـــــــو الذي خَلق لكـُم ما في الأرضِ جَمِيعا ثم اسْتوى إلى السّماء فسَواهُن سَبْع سَمَاواتٍ و هُو بكلّ شيء علَيم".. فذكر في هذه الآية ضد ما في الأولى ، و ذلك أن هذه التسوية للسمــاء
كانت بعد خلق ما في الأرض " .
و رد ابن حزم فقال : أخبر الله تعالى أن تسوية السماء جملة و اختراعــها كان قبل دحـو الأرض ، و أن دحـوه الأرض كان قبل أن تقسم السماوات على طرائق الكواكب السبع، فلاح أن الآيتين متفقتان يصدق بعضهما بعضا ".
و المسألة الأخرى التي اعترض عليها ابن النغريلة ، قوله تعالى " قــلْ أئنّكُم لتكفُرون َبالذي خَلق الأرضَ في يَوميْــن " إلى منتهى قوله في الآية نفسها : " و قدّر فِيها أقوَاتَها في أربَعَة أياّمٍ سَواء للسّائلِين " ، فذكر في هـذه الآية خلق الأرض في يومين، و قدر فيها أقواتها في أربعة أيام فهذه ستـة أيام ، ثم ذكر قوله تعالى " فقضاهُنّ سَبْع سَماواتٍ في يَومَين " ، ثم ذكر قوله تعالى " و لقدْ خَلقْنا السّمَاوات و الأرض و ما بيْنَهُما في سِتّة أيّامٍ " .
- رد ابن حزم : هذه الآيات تكتفي بظاهرها عن تكلف تأويل لــها .. فسّر لنا تعالى تلك الأيام الستة فمنها يومان خلق فيهما الأرض و منها أربعـــة أيـام قــدر في الأرض أقواتها ، و أنه تعالى قضى السماوات سبعا في يومين و قد صح بما تلونا قبل ، أن تسويتـه تعالى السماوات سبعا ، كان بعد خلقه لما في الأرض جميعا " ، و يتعجب ابن حزم من اعتراض اليهودي على هـذه الآيات المحكمـات ، و في كتابهم المزوّر يقولون " إن الله تعالى خلق الخلق في ستة أيام و استراح في اليوم السابع ، و هل تكون الراحة إلا لتعب و نصب قد خارت قواه و ضعفت طبيعته ؟ " .و يعترض ابن النغريلة على مسألة أخرى ، وهي وصف الله تعالى العسـل بأن فيـــــــــه شفاء للناس ، فقال و كيف هذا و هو يؤذي المحمومين و أصحاب الصفراء المحترقة ؟
- رد ابن حزم : إن الله تعالى لم يقــل العسل شفــاء لكل علة ، و إنما قال تعالى فيـه شفاء للناس و هذا لا ينكره إلا رقيع سليب العقل .. [و] قد وجدنا في اختلاطهم الذي يسمونه (التوراة) عن الله تعالى .. أنه إذا بلغ الغاية في مــــــدح أرض القدس التي وعدهم بها قال : ألا إنها أرض تنبع عسلا و لبنا ، ووعدهم فيها بأكل عسل الصخور ، أفترى إذ ليس في العسل شفاء أصلا إنما وعدهم تعالى بمـا فيه الداء و البلاء لا بما فيه الشفاء؟ " .
و قـد بلغ مجموع ما رد عليه ابن حزم ثمان مسائــل ، و بعد أن فرغ منها جميعا انتقل إلى عرض الأباطيـل التي تضمنتها التوراة المحرفــة و مما يجدر ذكره ، أن ابن حزم " لم يظفر برسالة ابن النغريلــة ، و إنما ظفر برد عليـها و هذا ربما دل على أن الزمن بين كتابة تلك الرسالة و صـدور رسالة ابن حزم قد تطاول " ، و لا يعني هـذا أنه لم تكن هناك مناظرات بين الطرفين، و من ذلك مثلا تساؤل ابن حزم عن قـول إبراهيم عليه السلام إن سارة أخته ، فقال ابن النغريلة : إن لفظــة أخت في التوراة بمعنى القريبة فقال ابن حزم : يمنع من صرفنا هذه اللفظة إلى القريبة قولـه : لكن ليست من أمي و إنما هي بنت أبي فوجـب أنـه أراد الأخــــت بنت الأم ، فغلط ابن
النغريلة و لم يأت بشيء .
فابن حزم أخـذ بظاهر كلام إبراهيم عليه السلام في أن الأخت بنت الأم ، و في صحيح البخاري "قال النبي – عليه الصلاة والسلام – قال إبراهيم لسارة هذه أختي و ذلك في ذات الله عـز و جل " ، فالأخـت هـنا تؤخذ بالمعاريض لا بالظاهــر فكلنا أبناء آدم و الله تعالى خاطب الناس ببني آدم ، و هذا ما أراده إبراهيم عليه السلام . فابن حزم ، كما سبق ، اعتمد في رده على ابن النغريلة على الأخذ بالظاهـر، و ذاك مذهبه الذي لم يحد عنه في مناظراته كلها .
و كتاب ابن النغريلة ذاك جنى عليـه ، فلم تكن الردود كافية لإطفاء غضب المسلميـن بعد أن تجرأ هذا اليهودي على دينهم ، و كانت قصيــدة أبـي إسحاق الإلبيري التي أججت النفوس للانتقام منه ، كفيلة بإسكات هذا الصـوت النشاز ، و مما جاء فيها قوله :
و يضحَكُ منّا و منْ دينــِــــنا ** فإنّا إلى ربّنا راجعـُـــون
" و يبــــدو أن صوت رسالة الإلبيري قــد ظل قويــا في الصدور ، و لم يخفـــت صداه لدى مسلـــمي الأندلس فيمـــا تلا ذلك من حقـب ، لأن اليهـــود كانــوا يشكلــون دائما مصدر توجس و إزعاج طيلة فترة الحكم العـــربي الإسلامي بالأندلس " ، و لم تفتر لهم همة إلا بعد أن لفظت الأندلس آخر أنفاسـها .
- قبسات من أطروحتي










 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-08, 09:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباديسي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الباديسي
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام صاحب أفضل موضوع سنة 2014 الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اليهودي, النغريلة, شبهات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc