الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم التاريخ

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-11-30, 02:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية


السلام عليكم
أقدم لكم هذا الموضوع حول الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية
لا تنسونا بالدعاء في سجدودكم



الجزائر في العهد الفينيقي(814 ق.م – 146 ق.م).




أصل البربر أو الأمازيغ.


يرى المؤرخون أن البربر أبناء عم العرب والفينيقيين، قدموا كمهاجرين من آسيا عبر مصر وليبيا. وأنهم من مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام،وهناك من يقول أن البربر ساميون من أنساب العرب، فقد روى الطبري أنهم من نسل نقشان أو نفسان بن إبراهيم عليه السلام. وقد ذهب البعض إلى الاعتقاد بأنهم من ولد نعمان بن حمير بن سبأ، فهم إذن عرب. وتدل الآثار القديمة التي تم اكتشافها في الجزائر أن هذه الأرض كانت مأهولة في العصر الحجري بأقوام غير العنصر البربري.
وكلمة أمازيغ تعني السادة الأحرار، ويعرف أنهم لا يتحملون الخضوع لسلطان ولا يرضخون إلا للقوة وعلى مضض، ويرى أهل اللغة في تحليلهم للهجة الأمازيغية (الجبايلية أو الشحلية)، هي لهجات قديمة متفرعة عن كتلة واحدة، هي كتلة اللغات العروبية.
ولقد أطلق لفظ البرابرة من قبل الرومان عند احتلالهم شمال إفريقيا وذلك لعدم تمكنهم من فهم للغتهم. وبتالي يمكننا القول أن الأمازيغ من أصل عربي.

أصل الفينيقيين.

الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا يستقرون بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا، أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين، وصار الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم العرب في نسبهم ووطنهم.

كان الفينيقيون يسيطرون على التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط، بعد أن أنشئوا محطات تجارية، من أبرزها قرطاجنة عام 814 ق.م على الساحل التونسي. ولقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، ليؤسسوا بها مدناً ساحلية جزائرية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابه)، جيجل ووهران.

العلاقات السياسية.

لقد كانت العلاقات الجزائرية مع قرطاجنة موصوفة بالمودة، وهذا ما يظهر جليا من خلال العلاقات التجارية والمصاهرة التي كانت بينهم، فقرطاجنة لم تشأ أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، مدام مصالحها مضمونة من خلال التحالفات التي كانت قائمة بين أمراء البربر، ومدام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية والحامية على الإمارات البربرية.

العلاقات الاقتصادية.
لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل البرابرة يكرهونهم، لأن هذا الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري.








 


رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 02:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع -الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية

العلاقات العسكرية.
كانت لقرطاجنة منذ أواخر القرن الخامس ق.م جنود مرتزقة من نوميديا(1). حيث كان بين الأمراء البربر بالجزائر وبين قرطاجنة معاهدات تقضي بإعانة أولئك الأمراء لقرطاجنة أيام الحرب. فلم يكن لقرطاجنة جند وطني، الأمر الذي كان من أسباب ضعفها في حروبها ضد الرومان. ومن أبرز أمراء البربر:
- مطوس: كان زعيم العساكر المرتزقة التي ثارت على قرطاجنة عام 238 ق.م .
- نافارس: كان ملكا بمصيليا، ولما اشتدت ثورة العساكر المرتزقة وحاصروا عدة مدن منها: بنزرت، طلب أملقار مساعدة نافارس واعدًا إياه بابنته، فأعانه ليقضي بذلك أملقار على الثوار.
- غولة: هو ابن نافارس خلف أباه على ملك مصيليا، وكانت عاصمته قرطة، فجرى على سياسة والده من مصادقة قرطاجنة إلى أن توفي عام 206 ق.م.
- صيفاقس: أبرز ملوك البربر، كانت علاقته مع قرطاجنة تتسم بالمودة والتعاون وذلك من أجل الوقوف ضد ماسينيسا المتحالف مع الرومان، الذين كانت لهم أطماع في بسط نفوذهم على شمال إفريقية، ولذلك كان تحالفه مع قرطاجنة من أجل ضمان بقاء مملكته.
- ماسينيسا: حالف الرومان وأعانهم للتمكين لهم داخل وخارج إفريقيا، كان غرضه إضعاف قرطاجنة كي يتمكن من تنفيذ برنامجه الاستقلالي.
حروب قرطاجنة مع الرومان.
نظرا للتنافس الذي كان قائما بين الروم و قرطاجنة حول البحر المتوسط وبسط النفوذ عليه، قامت حروب طويلة بينهما امتدت مابين 246 إلى 146 ق.م ولقد عرفت هذه الحروب، بالحروب البونية الثلاث.
الحرب البونية الأولى 246 – 241 ق.م:
لقد استغل القائد الإفريقي هميلكار عندما أرسلت روما قواتها إلى صقلية، ليذهب بأسطول صغير إلى إيطاليا، قام فيها بتدمير مراكز الرومان العسكرية وبأسر جنودها، ليتجه بعد ذلك إلى جزيرة صقلية، حيث واجهة مقاومة عنيفة من قبل أسطول روماني في جزر آيجاتيس قرب سواحل صقلية، اضطرته إلى طلب الصلح عام 241 ق.م، وبموجب هذا الاتفاق تخلت قرطاجنة على جزيرة صقلية لروما، ودفع غرامة حربية كبيرة وإلغاء كل القيود التي كانت تفرضها على التجارة الرومانية.
الحرب البونية الثانية 218 – 202 ق.م:
لقد كان هميلكار يحلم دوما أن يحتل إيطاليا ويجعلها تابعة لقرطاجنة، وهذا ما دفع إلى الطلب من قرطاجنة إعداد جيش قوي يزحف به إلى إيطاليا، فأعدت له قرطاجنة قوات صغيرة، استطاع بها أن يستولي على عدد من الحصون والمدن الإسبانيا، وتوفي هميلكار وهو يقود هجوما على إحدى القبائل، ليخلفه بعد ذلك زوج ابنته أسد روبال ثم خلفه حنبعل وهو أكبر أبناء هميلكار، الذي ألحق بالروم خسائر عديدة حتى كادت مدينة روما تسقط بين يده، إلا أن تردده في احتلالها، أتاحه الفرصة لروما أن تستعيد قوتها، حيث أرسلت جيشا إلى إفريقيا لإرغام حنبعل على الرحيل من إيطاليا من أجل نجدة بلاده، وكان ذلك عام 205 ق.م.
عاد حنبعل ليعد جيشا جديدا لمواجهة الروم الذين أدركوا صعوبة مواجهة حنبعل، فعمدوا على تطبيق سياسة فرق تسد، وذلك من خلال تطبيق وسائل المكر والخداع لتفكيك الوحدة الوطنية، حيث عمل سكيبيو الأصغر على استمالة حاكم نوميديا الغربية صيفاقس، وحاكم نوميديا الشرقية ماسينيسا، اللذان كان يكنان كرها شديدا لقرطاجنة، إلا أن هذا التحالف لم يدم، لأن صفاقس راح يشن غرات على أملاك ماسينيسا، حيث كان كل من صيفاقس وماسينيسا يكنان لبعضهما العداوة من قبل تحالفهما مع روما.
أما سكيبيو فقد واجهه حنبعل في معركة زاما أو جاما قرب مدينة الكاف التونسية في أكتوبر عام 202 ق.م، إلا أن الظروف اضطرت حنبعل إلى الانسحاب من المعركة منهزما وقبول قرطاجنة شروط روما المجحفة التي كانت كالتالي:
1. تحتفظ قرطاجنة باستقلالها وأملاكها في إفريقيا فقط.
2. تسلم أسطولها فيما عدا عشرة سفن.
3. ألا تشتبك مع أحد في حرب داخل أو خارج إفريقيا إلا بموافقة روما.
4. أن تدفع لروما غرامة مالية حربية قدرها 200 ألف تالنت تقسط على خمسين عام.

الحرب البونية الثالثة 149 – 146 ق.م:
بعد الحر البونية الثانية تفش الفساد في مجتمع قرطاجنة وانغمس حكامها في حياة اللهو والمجون والظلم، ولقد عانت الطبقة الفقيرة من هذا الفساد مما دفعها إلى القيام بثورة قضت بها على الحكومة الأوليجاركية واختارت حنبعل ليحكم قرطاجنة، الذي صمم على إجراء إصلاحات جذرية لوضع حد لنفوذ الطبقات الغنية وذلك بمنع إعادة انتخابهم وتخفيف عبء الضرائب على كامل الفقراء، هذا الأمر دفع بالطبقة الغنية التي شعرت بالخطر على مصالحها بالوشاية إلى حكومة روما، تخبرها بأن حنبعل يعد العدة لإعلان حرب ضدها، فطلبت روما إلى حكومة قرطاجنة تقديمه إلى المحاكمة بروما، ففر حنبعل إلى أنطاكية حيث اتصل بملك سوريا أنطيوخس فأقنعه بإعلان حرب على روما، إلا أنه فشل، فاشترط الرومان على انطيوخس أن يسلم إليهم حنبعل قبل توقيع أي صلح، فاضطر حنبعل أن يفلت إلى كريت ثم إلى بيثينيا في آسيا الصغرى، وأخذ الرومان يطاردونه حتى اكتشفوا مخبأه، فحاصروه بجنودهم، فانتحر بالسم عن عمر ينازه سبعة وستين عام.
تحالف ماسينيسا مع روما.
لقد برز ماسينيسا الذي كان يحكم إمارة نوميديا، كبطل منقذ لهذه البلاد، إذ أراد توحيدها من خلال إقناع البدو الرحل على حياة الاستقرار والخضوع للحكم المنظم، فكان له ذلك من خلال توحيده للبلاد وجعل مدينة قرطة (قسنطينة) العاصمة تعج بقوافل التجار والفلاحين والمباني الفخمة.
ورغم أن حكومة قرطاجنة كانت موالية للرومان، إلا أن روما لم تستجب للدعوات التي كانت تقدمها قرطاجنة من أجل التدخل لوقف غرات ماسينيسا عليها، كما أن قرطاجنة لم تكن تستطيع الرد بموجب اتفاقية الصلح التي تمت في الحرب البونية الثانية، واكتفت روما بإرسال لجان تحقيق التي كانت نتائجها دوماً لصالح ماسينيسا، الحليف الأساسي لروما.
هذا الوضع جعل صبر قرطاجنة ينفذ، فأعلنت الحرب ضد ماسينيسا، وكان ذلك في سنة 151 ق.م، فأعلنت روما الحرب ضد قرطاجنة في السنة الموالية، حيث ضربت روما حصارا ضد قرطاجنة ولم تستطع دخول البلاد إلا بعد أن قتلت 445 ألف شخصا، وهكذا بدأ بعد ذلك الاحتلال الروماني، معلنين قرطاجنة ولاية رومانية بإفريقيا.
ـــــــــــ
(1) أطلقت تسمين نوميديا على المنطقة الممتدة من حدود الممتلكات القرطاجية إلى وادي ملوية.











رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 02:27   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع -الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية

العهد الروماني.

الجزائر في عهد الاحتلال الروماني (146 ق.م – 429 م).
الرومان أمة آرية متكونة من شعوب وأمم مختلفة، منها أمة ألغال والأتروسك والإغريق واللاتين، ومركز شعبها إيطاليا، ومؤسسها رومولوس حفيد بوروكاش ملك اللاتين، حيث يعود تاريخ بناءها 754 ق.م وظلت كذلك عاصمة لهذه الدولة طيلة عشرة قرون ونصف فتحت فيها العالم المعمور يومئذ كله.
لقد ذكرنا سابقا أن روما ضربة حصارا على قرطاجنة، ودخلت البلاد لتعلن إفريقيا عاصمة رومانية إلا أن روما لم تستطع أن تستولي على الجزائر إلا بعد سنة 297م. وجعلوا عاصمتها بلدة جمعة صهريج. والملاحظ أن عدم تمكن الرومان من بسط سيطرتها على الجزائر إلا بعد هذا التاريخ، راجع لعدم قبول الجزائريين بالنظام الروماني المستبد الفاسد الذي كان يضغط على حرية الأفكار، ويفرض طوقا على الأهالي، مما جعلهم ينهضون نهضة رجل واحد لدحر هذا المستعمر المستبد، وكانت أولى الثورات بزعامة القائد يوغرطة وذلك في سنة 110 ق.م، الذي وحدة صفوف البربر ضد الروم، وقد انتصر هذا القائد في معركته التي كانت تسمى سوتول من مدينة قالمة.
وبعد عدة جوالات انتصر فيها هذا القائد البطل يوغرطة، اعتلى عرش سيرتا – قسنطينة سنة 112 ق.م. معلنا استقلال الجزائر التام، إلا أن روما لم تتوقف عند هذا الحد، حيث لجأت إلى حيلة فرق تسد كما رئين سابقا في الحرب البونية الثانية 218 – 202 ق.م، واستعانت في ذلك ببعض رؤوس البربر مثل يوبا الثاني وبوكس ملك مريطانيا، وفعلا تغلب بوكس على يغرطة وهو والد زوجته، فقبض عليه وسلمه إلى الرومان سنة 106 ق.م حيث توفي في سجنه في سنة 104 ق.م، ليسيطر الرومان بعد ذلك على معظم الترابي الجزائري بعد محاولات عديدة، ولم تكن ثورة يغرطة هي آخر الثورات، فقد تلتها ثورة طاكفاريناس سنة 17م، والتي انتصرا فيها عدة مرات، ولم تتوقف الثورات، إلا بعد انتهاء الاحتلال الروماني للجزائر، ولقد بقية عدة مناطق لم تستطع روما السيطرة عليها واحتفظت هذه المناطق باستقلالها، ومن بين هذه المناطق نجد جبال الونشريس وأوراس وصحراء عمالة الجزائر ووهران وجبال جرجرة وزواوة.
المجتمع الجزائري على عهد روما.
لقد كان يبلغ تعداد سكان شمال إفريقيا على عهد الرومان حسب ما ذهب إليه المؤرخون إلى نحو سبعة ملايين، وكان الناس في المعاملة أمام القانون ثلاث طبقات:
1. الطبقة الأولى: هي طبقة رجال الحكم وولاة والإدارة الرومانية.
1. الطبقة الثانية: هي طبقة بقية الأمة اللاتينية.
2. الطبقة الثالثة: هي طبقة الشعب من الأهالي الوطنيين، وليس لهذه الطبقة أدنى اعتبار.
وهذا التقسيم شمل كذلك البلاد نفسها، حيث تم تقسيم البلاد على النحو التالي:
1. مدن رومانية: ويحق لأهل هذه المدن التمتع بجميع حقوق الرومان، فهي معفوه من الضرائب ومن الانتخابات العامة.
2. مدن بربرية: وهذه المدن ليس لها امتيازات، وهي تحت إمرة رئيس بربري وهو تحت إشراف ومراقبة رومه.
الحياة الاقتصادية الجزائرية على عهد روما.
لقد كانت الحالة الاقتصادية في عهد روما مزدهرة وذلك بفضل أبناء الجزائر، حيث استغلتهم روما في بناء هذه العمارات الضخمة والمؤسسات الفخمة ومشاركتهم الفعالة في تضخيم الخزينة، بأداء المغارم الباهظة، وتمويل روما بمختلف الضروريات الاقتصادية مثل: الحبوب والفواكه والخضر وبقول وخمور وأخشاب وصوف وغيرها من الضروريات، وكذا جلبهم الماء وهذا ما دلت عليه آثارهم، كل هذا كان يدل على الرخاء الاقتصادي الذي عرفته الجزائر في عهد روما، إلى درجة أن الرومان كانوا يعتبرون إفريقيا خزينة روما، بل أكثر من ذلك كان الذي لديه في مخازنه قمح إفريقيا يوصف بالثراء، ويقدر إجمالي صادرات روما من إفريقيا 348000 طن من مختلف المنتجات، كل هذا كان بسواعد جزائرية لكن المستفيد الوحيد منها هو الاحتلال الروماني.
الثقافة والحضارة والعمران.
لقد كانت السيطرة الرومانية على إفريقيا عموما وعلى الجزائريين خصوصا واضحة في كل المجالات، حتى التعليم كان إجباريا بلغته، إلا أن الأهالي لم يفرطوا في لغتهم فبرعوا في لغتين معا، وهذا ما أتاح الفرصة للكثير من أبناء الشعب للوصول إلى أرقى درجات الخطابة والكتابة والعلوم والحكمة والفلسفة.
كما انتشرت بين الأهالي في ذلك العهد صناعة الأقمشة الغليظة وأواني الطين على اختلافها، ولقد كانت صناعة المصابيح والفنون الجميلة مزدهرة آنذاك، وما يشهد على ما بلغته إفريقيا الرومانية من الرقي والثراء أن تشاهد آثار ما خلفه الرومان من أسواق وهياكل وقنوات لجر المياه الشرب للمدن، ودور التمثيل، فانظر إلى أطلال مدينة تيمقاد التي أنشأها الفيلق الروماني الثالث بقرب مدينة سيرتا(قسنطينة) حوالي سنة 117م، وما كانت تحتويه من مباني ضخمة وما كان فيها من الشوارع المرصوفة المعمدة والمجاري المسقفة وما كان بها
من أقواس وسوق عامة، وبناء مجلس الشيوخ وهياكل وحمامة وغيرها من الآثار الموجودة هنا وهناك في كل من قسنطينة وعنابه، وميله وسكيكده والقل وخنشله.
وإذا أمعنت النظر ودققنا في هذه الحضارة والثقافة الرومانية لوجدناها مقتبسة عن الإغريق والفينيقيين، فهي عن تقليد محض، ولقد ساعدهم هذا التقليد في رفع لواء الجند لتحتل به معظم بلاد المعمورة.










رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 02:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع -الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية

الحركة الأسقفية وانهيار الجزائر الرومانية.
كان الرومان قبل ظهور الديانة المسيحية يعبدون الأوثان والتماثيل، ويعبدون النار والموتى من أسلافهم، وقد كان لهم آلهة متعددة، فللحرب إله، وللسلم إله، وللمطر إله، وقد بلغ عدد ألهتهم ما لم يبلغ عند أحد من قبل. وقد اشتهر من بين هذه الآلهة الإله جوبيتير فهو إله الآلهة.
وبقية الرومان على هذه الديانة إلى ولادة المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته في السنة الثالثة والأربعين من ولاية الإمبراطور أغسطس، ولقد لقي أتبع هذا الدين كل ألوان العذاب من قبل هذا الإمبراطور وأتبعه الذين كنوا يتبعون الوثنية ويعتقدون العصمة في شخص الإمبراطور أغسطس، إلا أن المسحيين لم يتوانوا لحظة في سبيل نشر هذا الدين وتعاليمه فانطلقوا في قوافل تبشريه لنشر هذا الدين إلى أقصى مكان تستطيع أن تصل إليه أقدامهم، وفي هذه الأثناء كان الجزائريون يعانون من الاضطهاد وقسوة الرومان عليهم، فلم يجد المبشرون صعوبة في إلحاقهم بالدين المسيحي، حيث رأى فيه الجزائريون، طوق نجاة يخلصهم من نير استعباد الوثنية والوثنيين.
وبقي أمر هذا الدين بين أتباعه وخصومه في مد وجزر، حتى استتب الأمر إلى الإمبراطور قسطنطين واستولى على عرش رومه 312م فأعتنق المسيحية وجعلها دين الحكومة، وأصدر مرسوم أطلق عليه مرسوم ميلان يمنح الحرية المطلقة في الاعتقاد، ولقد أصبح الرومان بعد ذلك يدينون كلهم بالمسيحية على عهد الإمبراطور قسطنطين، وهذا ما جعلهم فيما بعد يفرضون قوانين صارمة للضرب بها على أيدي الوثنيين والمارقين.
وإذا كان اليهود أوفر حظ باحتفاظهم لحرية المعتقد اليهودي إلا أنه قد حُظرا عليهم التزوج بالمسيحيات أو فتح معابد جديدة لهم. إلا أن الديانة المسيحية لم تسلم من التحريف، فقد دخل عليها من العادات الوثنية وغيرها ممتزج في أغلب مظاهره، وحدث القول بالتثليث، فقبله البعض ورفضه البعض الآخر، ومن هؤلاء الرافضين القس الراهب أريوس الاسكندراني، وكما اشتهر بينهم يومئذ مذهب الراهب دونا الذي دعا إليه سنة 305م بمدينة كازنوار (الديار السود بالقطر الجزائري شمال أوراس)، الذي اعتبر أن مذهبه هو المذهب الحق، فختلف أتباع
المسيحية وتزعزعت عقيدتهم فيما بينهم. فدعا الإمبراطور قسطنطين إلى عقد مؤتمر ديني لتقرير العقيدة الرسمية وتوحيد الكلمة بين النصارى جميعا، وكان هذا المؤتمر سنة 325م، وهو أول اجتماع عقده رؤساء المسيحية في العالم، وكان عدد المجتمعين يزيد على ألفين وثلاثمائة رئيس ديني، وذلك بحضور الإمبراطور قسطنطين نفسه، وكتبوا وثيقة سموها بعقيدة الأمانة.
إلا أن دخول النظريات الفلسفية واختلاطها بالتعاليم الدينية، جعل الرؤساء القائمين على الديانة المسيحية يختلفون، لتختلف وتتنوع معهم بعد ذلك المذاهب، وتظهر في المسيحية فرق وشيع وطوائف كثيرة انقسمت بها الكنيسة على نفسها. وأشتهر من هذه المذاهب أربع وهي:
1. الملكانية: نسبة إلى ملكا الذي ظهر بالروم واستولى عليها، وهو مذهب الراهب روما.
2. اليعقوبية: أصحاب يعقوب البرذعاني راهب القسطنطينية، وهو مذهب غالب الأرمن والأقباط.
3. النسطورية: أصحاب نسطوريوس بطريرك القسطنطينية، وهو المذهب الأغلب على نصارى الموصل والعراق وفارس وخرسان.
4. المارونية: نسبة إلى الراهب مارون، ومذهبه قريب من المذاهب الثلاث، بل هو قريب الشكل من المذهب الكاثوليكي.
ولقد تعدد الخلافات الدينية بين أصحاب هذه المذاهب فنشأت مذاهب أخرى فأخرى وهلم جرى، وكان حظ الجزائريين من هذه المذاهب، مذهب دونتون أسقف الديار السود كازنوار شمال الأوراس، وقد أخذ هذا المذهب ينتشر بسرعة منذ 305م في كامل القطر الجزائري، وقد احتوى هذا المذهب مبادئ التحرير، فكثر أتباعه حتى كادوا أن يستحوذوا على أكثر كنائس إفريقيا في سنة 330م، إذ بلغ عدد المراكز المسيحية بها سنة 411م سبعة وثمانين ومائة كنيسة، منها 87 لأتباع دونتون والبقية موزعة على مختلف المذاهب الأخرى،.
وقد انشق أصحاب هذا المذهب، إلى طائفتين، كانت إحداها في مدينة تيمقاد التي كانت تتبع المذهب الدنتوسي، وقد تبع الجزائريون هذا المذهب ليما يحمله من تعاليم ثائرة على قواعد الحكم، إذ كانوا يرون فيه خلاصهم من أسر الاستعباد والاستعمار. حيث كانت النظم الإدارية القاهرة التي فرضها الرومان على أبناء البلاد القاضية بسلب جميع الحقوق وإهانة أهل البلاد واستغلالهم واحتقارهم، كل ذلك دفع بالجزائريين في التفكير بالثورة والانقلاب على روما، وهذا ما حدث بالفعل، فتعددت الثورات وكثرة الاضطرابات الداخلية، واشتد يومئذ النزاع المذهبي الديني، فزاد اختلال نظام المجتمع الروماني بإفريقيا وبغيرها أيضا، وساءت
العلاقة بين روما وقرطاجنة وبتحديد بين القائد الروماني الكونت بونيفاس وبين حكومته، فعزلته الإمبراطورة بيلاسيدية من منصبه سنة 427م. إلا أن هذا القائد لم يبالي بأمر العزل واستمر في حكمه إلى أن هاجمته روما سنة 429م. ولما شعر بضعفه استنجد بأصهاره الفاندال على أن يقاسمهم ملك هذا الوطن ويتنازل لهم عن غرب المملكة الرومانية في هذه الديار، وهذا ما حصل بالفعل حيث اجتاز الفاندال بوغاز جبل طارق يقودهم رئيسهم جنسريق(1)، فنزلوا مريطانيا في شهر ماي 429م. ثم إلى الساحل الجزائري محتلين به مدينة الغزوات، إلا أن الفاندال لم يكنوا أقل قساوة من الرومان فقد أظهروا سلوكا متوحشا على أهالي المنطقة مما جعل الكونت بنيفاس يندم على الاستعانة بهم، وهذا دفعه لطلب العفو من الإمبراطورة بواسطة القديس أغوستين، فعفت عنه الإمبراطورة والتفت بعدها هو لينقلب على الفاندال إلا أنه انهزم أمام القوات الفاندالية التي كانت مدعومة من البربر الذين رأوا فيها خلاصهم من الاستعمار الروماني. وفي الوقت ذاته رأت روما أن الخطر بات يهدد نفوذها فأرسلت حامية لإنقاذ روما، لكن الفاندال انتصروا على الرومان واحتلوا مدينة بونه آخر المعاقل الرومانية بالجزائر، وذلك كان في ديسمبر 431 م على عهد الإمبراطور ولنتينياس الثالث وبذلك ينتهي الاستعمار الروماني بالجزائر والذي دام 370 سنة.
ــــــــــــــ
(1) ينطقها الجرمان: جوزريتش، ومعناه أمير الروح.









رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 02:33   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع -الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية

القديس أوغسطين.
ولد القديس الجزائري أوغسطين يوم 13 نوفمبر سنة 345 م ببلدة تاجيستة سوق أهراس، من أم مسيحية وأب وثني لم يعتنق المسيحية إلا في أواخر عمره. نشأ أوغسطين وتعلم بمدينة مداوروش شرقي قسنطينة، جال أغوسطين في مدن إيطاليا وهناك تعمق في الدرس، فدرس آراء شيشرون، وتفهم المذهب الأفلاطوني الجديد، وأحرز في مدينة ميلان على كرسي تدريس البلاغة، وفي ذات يوم دعاه ضميره وناداه وجدانه إلى الإيمان والتدين الصحيح فعاد من إيطاليا إلى الجزائر سنة 388 م واتخذ ببلدة تاجيسة ديرا للتعبد والدرس، وكان على مذهب الارثوذكس، وقد تخرج على يده العديد من العلماء، وأصبح ديره كعبة علم وفلسفة ودين، وقد تم تعينه على رئس أسقفية بونه سنة 391 م خلفا لفليريوس، ولقد تصدى للمخالفين لمذهب الأرثوذكسي بما ألفه من كتب تفوق ألمائتي مصنف كتبها كلها بلاتينية.
وقد كان يعد في زمنه أخطب الخطباء، حيث كان ذا تأثير في مستمعيه وذو حجج قوية، وعلى هذا النحو وجدة الطريقة الأغوسطية سنة 388 م، وبفضل هذا الرجل أصبحت مدينة بونه كعبة لطلاب العلم، فكانت من أهم المراكز الدينية بالجزائر.

ولقد كانت لأوغسطين مواقف شهيرة مشرفة اتجاه المعتدين من الفاندال على الوطن الجزائري، فلقد دافع عن الكونت بونيفاس سنة 447 م حينما أرادت الإمبراطورة بلاسيدية عزله من منصبه، وعمل على تحسين العلاقة بين الطرفين، فتأثرت الإمبراطورة بكلام أغوسطين وعدلت عن عزل الكونت.
ولقد كان أوغسطين يقاوم ويحارب بنفسه أيام حوادث الهجوم الفاندالي على الوطن، ومات أوغسطين مكافحا شهيد الوطنية والعقيدة يوم 29 أوت سنة 430 م، وبموته سقطت الجزائر بيد الفاندال، فكان أوغسطين بحق أحد زعماء الفكر بالجزائر ومن العباقرة الوطنيين الأحرار.










رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 02:39   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع -الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية

الدولة الفاندالية: 421 – 534 م.
أصل الفاندال.
الفاندال قبائل من جرمانية كانت تقطن شمال أوربا حول بحر البلطيق، أخذت تنتشر في جنوب ألمانيا خلال القرن الخامس ميلادي ثم تقدمت إلى بلاد غالية فرنسا كما وصلت إلى إسبانيا عام 409 م، وقاموا باحتلال إفريقيا الشمالية وذلك بمساعدة أهلها وأسسوا فيها دولتهم الملكية سنة 431 م، وتم احتلالهم لقرطجنة سنة 439 م.
نظامها الحكومي.
لقد كانت الدولة الفاندالية أول دولة ملكية وراثية تتأسس في إفريقيا، حيث تولى عليها ستة ملكوك من آل جنسريق، وكانت أول عاصمة لهم بهذا الوطن مدينة بونه سنة 431 م ثم إلى مدينة صلدتى – بجاية – حتى فتحهم قرطاجنة سنة 439 م فانتقلوا إليها سنة 455 م.
وعلى عهد الفاندال بإفريقيا لم تتغير النظم الإدارية، إذ بقية على حالها، إلا أنهم فرضوا سيطرتهم على الأراضي الخصبة التي وزعت على الخاصة من الأسرة المالكة، وما ترك من الأراضي فقد كان مقابل ضرائب باهظة، مما دفع الكثيرين من الرومان على الهجرة إلى بيزنطة(1).
ولقد كان الفاندال يعاملون البربر بنوع من اللين وذلك بتخفيض الضرائب عنهم، والهدف من وراء ذلك هو استمالتهم من أجل القضاء على أعدائهم الرومان. فنخرط الكثيرين من أهل البربر في نظام الجيش الفاندالي بقصد التشفي من أعدائهم الرومان الذين أرهقوهم مدة قرون.
معتقد الفاندال.
كان الفاندال وثنيون يعبدون دونار – الرعد - وتير – الحسام -، وتخضع للشمس والقمر وغيرهما من الأجرام، ومنهم من اعتنق المسيحية على مذهب اريوس الاسكندري وهو مذهب الحكومة، ولقد اضطهد الفاندال أصحاب المذهب الدوناتين وغيره من المذاهب المسيحية.
الثقافة والحضارة والعمران.
لم يصلنا على العهد الفاندالي بالجزائر شيء يذكر فكل ما كتب عنهم أنهم كانوا أمة تخريب وتحطيم وانحلال في الأخلاق، بل إن التاريخ يذكر بأن الفاندال كانوا يعتبرون التعليم جريمة يعاقب عليها مرتكبها، وهكذا مرة الفاندال ببلادنا دون أن يذكر لهم التاريخ أي أثر فيها. إلا بعض النقود التي وجدت مضروبة باسم ملوك هذه الدولة.
انهيار الجزائر الفاندالية.
لقد كان الفساد والانحلال الأخلاقي الذي تميز به الفاندال في حكمهم للجزائر خصوصا وشمال إفريقيا عموما من بين أهم الأسباب التي عجلت بانهيار حكم الفاندال، حيث أن أهالي هذا الوطن لم يقبلوا بهذا الوضع، فأعلنوها ثورة ضد الفاندال، وهذا ما تحقق إذ استطاع الجزائريون تحرير بعض المناطق من بينها الأوراس، وهذا ما جعل القائد الفاندالي جاليمار أكثر وحشية إذ انقلب على ملكه هلدريق(2) سنة 531 م، ولقد استنجد هذا الأخير أي هلدريق بقيصر الروم في بيزنطة يوستنيانوس، الذي وجدها فرصة للانتقام ممن سلبوا مملكة دولة الرومان الغربية بإفريقيا، ولقد عادة روما إلى حيلتها القديمة وهي إثارة العصبية المذهبية والخلافات الدينية لتشغله الدولة عن نفسها من أجل إعداد العدة لمفاجئة الدولة الفاندالية، وهذا ما حصل بالفعل، حيث فوجئ الفاندال بالأسطول البيزنطي سنة 533 م، واحتدمت الحرب بين الفريقين بنواحي تونس، وأنتصر البيزنطيون واحتل القائد بليزاريوس عاصمة قرطاجنة في شهر أوت من نفس السنة، ولقد أصبحت الجزائر في قبضت البيزنطيين كاملة منذ ديسمبر 534 م، وذلك بعد ما عاشت الدولة الفاندالية بهذا الوطن الإفريقي 103 سنة.




ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نسبة إلى مؤسسها الأول بيزنس 1200 ق.م وقيل بنيت سنة 657 ق.م.
(2) وعلى عهده كان ابتداء إطلاق اسم الموروس على السكان الاصلبن لشمال غرب إفريقيا وهم المعرفون اليوم باسم الموريطانيين.









رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 02:42   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع -الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية

الدولة البيزنطية 534 – 647 م.
نظام الحكم.
لقد كانت إفريقيا يحكمها مدير أو عامل يتمتع بسطوة واسعة، ومركزه مدينة قرطاجنة البالغة من الحضارة والعمران مبلغ مدينة القسطنطينية يومئذ، ولم يتغير هذا النظام إلا في سنة 587 م حيث استطاع جناريوس إخماد ثورة البربر فكان بهذا أول حاكم عام عسكري لقب بالبطريق، وكان ورائه جيش من الموظفين منتشر على كامل البلاد ومعظمهم مختص بالتحصيل وجمع المال، حيث كانت الحكومة البيزنطية تعتمد في سياستها على نهب المال.
الحياة الاجتماعية.
لقد كانت سياسة الروم في بادئ الأمر تميل لاسترضاء الأهالي وذلك من أجل الاطمئنان لهم وقد استعملوا في ذلك مختلف أنواع وأساليب الدهاء الدبلوماسي، وكان هدفهم هو تجنيد الأهالي ضد الفاندال، وقد وصلة البيزنطيون إلى الغاية المرجوة والهدف المنشود، إذ اطمئنا الجزائريون لهم وراو فيهم المنقذ من استبداد الفاندال عليهم، إلا أن هذه السياسة لم تدم طويلا، حيث ما إن تحقق الهدف البيزنطي في القضاء على أعدائهم الرومان حتى تسارع الرومان إليهم يعاملونهم معاملة العبيد ويرغمونهم على الطاعة، وسلاحهم في ذلك كله الشدة والعنف بالإضافة على إلقاء العداوة والبغضاء بينهم بقصد التفرقة، وهذه سياستهم دائما فرق تسد، بالإضافة إلى إرهاقهم بالضرائب الباهظة، وهذا ما حمل الناس إلى إعلان كراهيتهم وإعلان الثورة والعصيان على الحكم آنذاك.
الحياة الدينية.
لقد كان من بين أهم الأسباب في انهيار الإمبراطورية البيزنطية هي تلك النزاعات والنقاشات الدينية الفارغة بين البيزنطيين، ومما زاد في إشعالها وبعث التعصب المذهبي من مرقده، حينما أعلن الإمبراطور جستينيان وجوب اعتناق المذهب الكاثوليكي من دون غيره وكان ذاك سنة 535 م، في حين كان الجزائريون في ذلك الوقت على المذهب الأرثوذكسي وانتشار المسيحية في ذلك الوقت في الجزائر كان يشمل العديد من مناطق، في واد شلف وتلمسان والأوراس وغيرها من مناطق الوطن، ولقد تأثرت هذه الجهات بهذه المناقشات والمشاحنات الدينية واتسعت شقة الخلاف بين سائر الأوساط، وما زاد رقعت الخلاف اتساعا هو ذلك القانون الذي أصدره هرقل الأول سنة 631 م معلنا فيه بتعاليم جديدة ينبغي اتخاذها كمذهب آخر جديد، فقوبل هذا القانون من طرف الرعية بالرفض، فأخذت الحكومة باضطهاد المخالفين لها وخاصة اليهود، ولقد عرفت تلك المناقشات باسم المناقشات البيزنطية.









رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 02:47   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع -الجزائر قبل الفتوحات الاسلامية

الثقافة والحضارة والعمران.
لم يذكر المؤرخون حالة البلاد الأدبية والثقافية في العهد البيزنطي، أما فن المعمار فقد شيد البيزنطيون بعض الكنائس وأقاموا الأسوار حول المدن كأسوار: تنس، وشرشال، وسطيف، وميله وتمقادى، وقالمه، وتبسه.
أما ثراء البلاد ونشاطها الاقتصادي فإن مؤرخي شمال إفريقيا كادوا أن يتفقوا بالإجماع على أن العرب وجدوا البلاد ساعة نزولهم بها، كثيرة الزرع وافرة الثمرات، ويؤكد ديل أن في السهول الواسعة المهجورة التي تمتد جنوبي هضبة الأوراس وفي الإقليم الجبلي الذي
يتوسط سهل تونس، في كل هذه النواحي يجد الإنسان في كل خطوة آثار مدن كبيرة أو صغيرة وقرى آهلة وأراضي مزروعة على امتداد عظيم.
انهيار الجزائر البيزنطية.
إن سوء الإدارة ونظام الحكم الجائر، وعدم حسن السياسة مع الأهالي وكثرة الحروب والثورات والفتن والتعصبات المذهبية و الخلاف الديني، وتدخل قساوسة روما في الحكم وتسلطهم على الحاكم،وغيرها من الأسباب هي التي جعلت نظام الحكم البيزنطي يضعف شيئا فشيئا، ويومئذ افترقت الكلمة وظهر الانحلال التام في الإدارة والأخلاق وضعفت الحكومة، ولقد عمل البطريق جويجريوس الثاني، على انفصال إفريقيا عن بيزنطة بقطع العلاقة بينه وبين الإمبراطورية الشرقية وتحصن بعاصمته سبيطلة بالجنوب الغربي من ولاية تونس وأعلن ثورته على الحاكم العسكري الذي كان يشاركه في الحكم سنة 607 م ولقد كان هذا منعرجا حاسما، إذ دبت الفوضى واشتد الخلاف، واشتبكت الثورات ,وستمر الحال على هذا إلى أن أذن نور الإسلام بالشروق فسطع نوره بالمشرق وتمهدت السبل للعرب الفاتحين ففتحوا إفريقيا سنة 27 هـ /647 م وقضوا على تلك الاضطرابات كلها وقتل جريجريوس، وبموته انقضت دولة البيزنطيين من إفريقيا بعدما قضت بها 113 سنة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع المعتمدة.
1. د.مصطفى فركوس، المختصر في تاريخ الجزائر،(الجزائر: دار العلوم 2002 /2003 م).
2. عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، تاريخ الجزائر ،ج1،(الجزائر: المطبعة التجارية 1391هـ/1971م).

لا تنسونا بالدعاء في سجودكم









رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 02:50   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse 100

اللهم صلي على الحبيب المصطفى









رد مع اقتباس
قديم 2008-11-30, 22:03   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي


لا مانع من نقله من أجل أن تعم الفائدة لكن بشرط السؤال الدعاء لي عند نقله في اي موقع اخر فقط اضافة العبارة التالية
(لا تنسوا الدعاء في سجودكم لفار س الجزائري ).









رد مع اقتباس
قديم 2008-12-02, 03:07   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سامي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جعله الله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2008-12-06, 00:52   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
caza.nova2
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووو










رد مع اقتباس
قديم 2008-12-06, 14:55   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

وأنا من قلبي أقولك العفوا فقط الدعاء لي أثناء السجود










رد مع اقتباس
قديم 2008-12-06, 17:54   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أم ريان الجنة
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أم ريان الجنة
 

 

 
الأوسمة
وسام ثالث أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي وجزاك خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2008-12-06, 19:08   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse شكر خاص للأستاذة أمينى منى


أسعدني مرورك ألأستاذة أمينة منى باعتبارك أحد مشرفي هذا المنتدى وما قمنا الا بواجبنا نحن في خدمة هذا المنتدى العزيز على قدر الاستطاعة
شكرا










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc