"البوليس السعودي يحمي وزير الشؤون الدينية الجزائري من اعتداءات الحجاج الجزائريين في البقاع المقدسة"!
هذا الخبر في حد ذاته فضيحة لحكومة الجزائر.. وفضيحة لنوعية الحجاج الجزائريين.. وفضيحة لمسؤولي الحج والعمرة في الجزائر.
ترى، لماذا أصبحت مشكلة الحج في الجزائر مزمنة ولا حل لها مثل مشكلة الحكم لا حل لها؟! والجواب واضح، لأن الرداءة هي التي تسود تنظيم هذه الشعيرة.. ولم تعالج هذه الرداءة في الأساس وعولجت فقط بتغيير رداءة لجنة الحج واستبدالها برداءة ديوان الحج!
الحجاج الجزائريون الذين يذهبون من فرنسا عبر الوكالات السياحية الفرنسية يدفعون أقل مما يدفعه الحجاج الجزائريون، ومع ذلك يعيشون في فنادق مهمة، درجة ونوعية، وتقدم لهم شركات السياحة خدمات مهمة، عكس حجاجنا الذين يدفعون أكثر مما يدفعه الحاج القادم من أروبا أو الحاج القادم من تونس ويجد نفسه في العراء وليس في فندق حتى لو كان بمواصفات رديئة!
ولا يحتاج الملاحظ إلى كبير عناء لمعرفة أن الأمر يتعلق بالفساد والبزنسة والرداءة من طرف القائمين على هذه الشعيرة.. وباتت مشاكل الحجاج دائمة، لأن البزنسة بالحجاج ورداءة الإشراف على هذه الشعيرة دائمة الإقامة.
والحكومة كل سنة تدرس مشكلة الحج.. وكل سنة تقول: إنها بصدد تحسين الحج، ولكن كل سنة تطرح مشاكل أعقد من السابقة!
عندما يرى الإنسان حالة الحجاج من شرق آسيا وإيران وتركيا وبعض البلدان الأخرى تأخذه الغيرة، ذلك لأن حكومات هذه البلدان ليس بها الرداءة والفساد الذي عليه حجاج الجزائر وحجاج مصر، لأن مصر تشبه الجزائر في نوعية الفساد والرداءة.
ماذا تنتظرون من حجاج يتركون في العراء بسبب البزنسة وسوء التنظيم والفساد غير الهجوم على وزير الشؤون الدينية؟ أي حج هذا وأي وزير وأية حكومة وأي شعب يمثله هؤلاء في أقدس بقعة على وجه الأرض؟!
لو كانت السلطة سلطة لقامت بعد هذه الفضيحة، فضيحة حماية الوزير من طرف البوليس السعودي من هجوم الحجيج عليه، لو كانت السلطة سلطة لوضعت كل الجهاز الذي نظم الحج هذا العام في كعبة سركاجي المشرفة فور عودتهم.
بقلم: سعد بوعقبة