دجاجة عبد الجليل صدّقت أنها تطير

[اميره 2008]

"همّ يضحك وهمّ يبكي"، يقول المثل الشعبي عندنا، نعم وإلا فأي وصف يليق بما تفوه به مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي، الذي قال أمس إنه مستعد لدعم الثورة في سوريا بكافة السبل ومنها العسكرية، وكأن الرجل حرر حقا بلده !! أم أنه نسي أن "الفضل" - إن كان هناك فضل يذكر - يعود إلى فرنسا والناتو، أم أنه ظن حقا أنه رئيس دولة ويتكلم باسم الشعب؟ أم أنه يريد التغطية على الفوضى العارمة التي تعيشها ليبيا والتصفيات التي يقوم بها المسلحون في حق الشعب الليبي وكل من تلفق له تهمة التعاون مع القذافي؟
لكن يكفي الردّ أو بالأحرى الصفعة التي وجهها برهان غليون لهذا الشخص، عندما قال له إن "ثورتنا" أي "الثورة السورية"، سلمية وقوتها تكمن في سلميّتها، وإنه يرفض أي تدخل عسكري، وهو الموقف الشهم الذي وقفته المعارضة السورية منذ بداية الأحداث، رفضهم لحمل السلاح وتدخل القوى الأجنبية في قضيتهم، لأنهم يدركون مدى خطورة تدويل قضية أي شعب.
قد لا يفهم وزير عدل القذافي ورئيس محكمته الذي أصدر حكما بالإعدام على الممرضات البلغاريات، معنى الرد الذي رد به عليه برهان غليون، فهو لا يرى بعين الرضا الوضع في ليبيا ويدرك أن البلد في ورطة لن يخرج منها قبل سنوات من التقاتل والتطاحن، ويدرك أن تواجد فرنسا في ليبيا لن يخدم مصلحة الشعب الليبي، لكن شتان بين معارضة واعية يقودها مثقفون من وزن غليون، ومجلس انتقالي خليط بين إرهابيين وانتهازيين من حاشية القذافي تخلوا عن ولي نعمتهم ليبقوا في الصفوف الأولى من دوائر المنتفعين من الثورة مثلما كانوا، في الصفوف الأولى للمنتفعين من عهد القذافي.
ثم كيف سيدعم المعارضة السورية عسكريا؟ هل سيرسل لهم عبد الحكيم بلحاج، أم أنه سيضغط على الناتو دخول سوريا، أم أنه سيرسل الشباب الهائج في شوارع طرابلس بحثا عن فرص للانتقام، يريد إرسالهم إلى الموت بعد أن صاروا عبئا بل غولا يترصد الدوائر بأعضاء المجلس الانتقالي بعد ما فعلوه بالقذافي ورجال القذافي، وذهب بهم جنونهم إلى إخراج جثة والدة القذافي التي توفيت منذ سنوات لينتقموا منها.
ربما هذا ما يريده عبد الجليل، وإلا من أين له بالمال والإمكانيات الاقتصادية التي يعرضها على ضيفه السوري وهو يشحت من أجل ترميم الأوضاع في ليبيا التي تعاني من نقص فادح في كل شيء، من ماء وغذاء وأدوية وإطار حياة؟!