راس الوادي/برج بوعريريج

[اامصارعة]

[الربيع العربي …. هل هي تسمية بريئة ؟؟؟؟

في اعقاب الحرب العالمية الثانية انقسمت بلدان اوروبا الى معسكرين – رأسمالي ( يضم دول الناتو) واشتراكي (يضم دول معاهدة وارشو). ومنذ ذلك الحين ركزت الدوائر الأمنية الغربية نشاطاتها على الأعمال التخريبية في بلدان اوروبا الشرقية . في يناير/كانون الثاني عام الف وتسعمائة وثمانية وستين قرر الكسندر دوبتشيك زعيم الحزب الشيوعي في جمهورية تشيكوسلوفاكيا الإشتراكية ان يغير النهج السياسي للبلاد جذريا. فاشترك ممثلو الأحزاب والحركات الأخرى في ادارة الدولة، والغيت الرقابة.

واطلق مصطلح "ربيع براغ" على الشهور السبعة التي جرت فيها تلك التحويلات الحازمةقوبلت التبدلات في تشيكوسلوفاكيا برد فعل سلبي من جانب قيادة الإتحاد السوفيتي. فالموقف في تشيكوسلوفاكيا كان مرشحا لتقويض منظومة الأمن العسكري القائمة في اوروبا الشرقية. ولذا قرر الإتحاد السوفيتي في السادس عشر من اغسطس/آب عام الف وتسعمائة وثمانية وستين ان يزج بقوات بلدان معاهدة وارشو في تشيكوسلوفاكيا لتنحية دوبتشيك من رئاسة الحزب الشيوعي وإعادة هذه البلاد الى مجرى التطور السابق.
في ليلة الحادي والعشرين من اغسطس/آب اجتازت الحدود التشيكوسلوفاكية، مع صمت محطات اللاسلكي، قوات الإتحاد السوفيتي وبولندا والمانيا الديمقراطية والمجر وبلغاريا في اربعة اتجاهات من عشرين موقعا. فمن جنوب المانيا الديمقراطية تحركت القوات السوفيتية المرابطة هناك. وتوجه معها الى تشيكوسلوفاكيا آمر سرية آلية المشاة آنذاك، رئيس اكاديمية القضايا الجيوسياسية حاليا، الفريق المتقاعد ليونيد ايفاشوف.

كلمة ربيع تطلق كتعبير مجازي عن بداية فترة أفضل حالاً.وأقدم استعمال في السياسة لكلمة ربيع و هو ربيع براغ وهي عاصمة تشيكوسلوفاكيا (سابقاً) وذلك عام 1968 حين خرجت مظاهرات ثم تم قمعها بواسطة قوات من حلف وارسو (كما ذكر)، وبعدها درجت التسمية على كل حركة تمرد يرضى عنها أساطيل الإعلام العالمي والذين من ورائهم.
وهي عندي تسمية غير بريئة البتة وهي تستهدف النفخ في أنوف الثوريين وحملهم بالمدح والثناء على مزيد من الأعمال التي ستصب في النهاية في مصلحة نفس الجهات التي كانت تدعم الأنطمة وتستفيد منها، والتي تضم عدداً من الناشطين الذين يصبحوا فيما بعد رؤساء دول ووزراء وأعضاء في البرلمانات، والذين طوردوا من قِبَل الشرطة او المخابرات .

ولا عجب إن نحن قلنا أن أكثر هذه الأنظمة جاءت إلى الحكم أيضاً بطريقة ثورية انقلابية وهي كلها لم تتمتع "بشرعية" عليها إجماع، من سوريا إلى ليبيا إلى مصر واليمن وغيرها.. .
بخصوص الزنادقة ( القاعدة كما يسمون انفسهم) فهم من بين ظهرانينا ومن أبناء جلدتنا ويتكلمون بلساننا بل ويزعمون كما زعم الذين من قبلهم أتهم على الحق وأن قتلاهم شهداء وأن الله تعالى ناصرهم..، أما الغربيون فالأصل أنهم أعداء واضحون للدين ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن عجباً نسمع من الثوريين( من قادة القاعدة) أن حلف الناتو صديق وأنه حريص على حقوق مواطنينا وأن علينا تصديق ذلك وقبول ثورتهم على عواهنها.
ومرة أخرى نقول أننا لا ننكر مظالم الأنظمة الحاكمة ومهادنتها للعدو ولكننا نحذر من مظالم ثورات المظلومين وتمهيدهم لمزيد من الإعتداء علينا ونهب بلادنا، فما هكذا تؤخذ الحقوق فهذه طريقة الرعاع الهمجيين وكأننا لسنا من ورثة الكتاب والسنة وفيهما وصف المعضلة وحكمها وأسلوب تنزيل الحكم على الواقع، لكن هيهات هيهات فالطرفان يريدان الاحتكام للغرب ويجهدان في استرضائه ويخشيانه كخشية الله أو أشد خشية.
وأظن أن على الواحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم التبرأ من الثائر واعتبار ما يجري فتنة فلا يقع فيها حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.