المساعـــد التربوي + الأستــــاذ

[فارس الجزائري]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الكل يتكلم عن علاقات العمل وضرورة التحلي بالتعاون بين أفراد الأسرة التربوية داخل المؤسسة من خلال تقسيم العمل الذي تفرضه القوانين والمناشير المعمول بها.
إلا أنني أود أن أطرح هنا أهم وأكثر عنصرين داخل المؤسسة التربوية بحاجة للتعاون فيما بينهما أكثر من غيرها من باقي العناصر الفاعلة خاصة بالنسبة للأستاذ. وهي:
علاقة الأستاذ بالمساعد التربوي
إن طبيعة عمل الأستاذ تقتضي - بالإضافة إلى تقديم الدروس وشرحها والعمل على توصيل المعلومة بأي طريقة حتى يصل التلميذ إلى التحصيل المنشود- معرفة الفروق الفردية للتلاميذ وسلوكياتهم وكذا ظروفهم الخاصة بما يصطلح عليه بـ(الحالات الخاصة).
وهذا لبد له من تركيز كبير ووقت أكبر حتى يستطيع الأستاذ وضع يده على مواطن القوة والضعف لدى التلميذ إذ من غير الممكن أن يركز الأستاذ على هاته النقاط وهو منهمك في طريقة الشرح وكيفية الإلقاء ومدى الاستيعاب وتذليل صعوبات الفهم وتبسيط الأفكار وهذا كله يحتاج إلى مجهود كبير في قسم يفوق تعداده 40 تلميذا.
وهنا يجئ دور المساعد التربوي الذي يكون أكثر احتكاكا من الأستاذ مع التلميذ، ذلك لأن التلميذ يرى في الأستاذ ذلك الشخص الذي يصعب في الكثير من الأحيان البوح له بخصوصياته وانشغالاته لأن التلميذ قد حُصر في طاولة وكرسي وكراس وقلم وسبورة، والأستاذ تركيزه على الدرس يجعل ملامحه غير مشجعة للتلميذ للبوح بما يجول في خاطره.
في حين أن المساعد التربوي يلتقي بالتلميذ في الساحة أثناء الاستراحة أو أثناء المداومة بعيدا عن الدروس أو في حصص الرياضة وهنا يكون التلميذ كالكتاب المفتوح أمام المساعد التربوي ينهل منه كل ما يريد من انشغالات ومشاكل يطرحها على أستاذه أو إدارته كي يجد لها الحل وذلك كله انطلاقا من روح القانون للمساعد التربوي في القرار رقم : 08 خاصة في مواده 05/07/08/12 وغيرها من المواد التي تخول له ذلك.
ولذا وجب على الأستاذ استغلال تواجد المساعد التربوي في ذلك خاصة أن هناك منهم من لديه الخبرة وهناك منهم مستواه لا يختلف عن مستوى الأستاذ بل قد يكونا درسا في جامعة واحدة إلا أن نصيب ذلك جعله أستاذا وذلك مساعد تربوي وبعيدا عن كل ذلك لبد من الابتعاد عن مركبي النقص والترفع لدى كل منهما ووضع اليد في اليد من أجل تحصيل علمي حقيقي نجد نتيجته في الدنيا والآخرة إن شاء الله.