بسم الله الرحمن الرحيم
تتعدد نماذج اتفاق المصطلح واختلاف المعنى في اللغة العربية نظرا لاشتراك عدد عديد من العلوم في استعمال المصطلح نفسه ثم تخصيصه بالشحنة الدلالية التي تنتمي إلى كل حقل حقل. ولننظر معا على سبيل المثال لا الحصر إلى مصطلح "العِلــَّة" سنجد أن هذا المصطلح يتخذ مفهومات متباينة حسب المجال الذي يستعمل فيه :
** العلة في "علم أصول الفقه" هي: السبب الظاهر الذي يشترط وجوده كي يقاس ما ورد فيه نص قطعي على ما لم يرد فيه نص والوصول بالتالي إلى حكمه الشرعي كتحريم النبيذ لقياسه على الخمر والسبب اشتراكهما في علة واحدة هي إذهاب العقل وشلِّ حركته عن أداء الوظيفة التي خلق من أجلها.
** العلة في "علم الحديث" هي : السبب الغامض الخفي القادح في الحديث صحة وحسنا سندا ومتنا مع أن الظاهرَ السلامة ُمنه والعِلة تعرَف بتفرُّدِ الراوي وبمخالفة غيره له مع قرائنَ تنبِّه العارفَ بهذا العلم على وهم وقعَ بإرسال ٍفي الموصولِ أو وقفٍ في المرفوعِ أو دخول حديث في حديث أو غير ذلك بحيث يغلب على ظنه فيحكم بعدم صحة الحديث أو يتردد في صحَّته فيتوقف فيه وعلم العلل من علوم الحديث المهمة جدا.
** العلة في علم النحو:
حروف العلة الألف والواو والياء سميت بذلك للينها وتسمى في "علم الأصوات" بأصوات المد التي تتميز بمخارجها وطرائق نطقها ووظائفها.
** العلة في الطب: المرض أو الداء.
* * العِلـَّة في "علم العروض" : جمع عِلل وهي تغيير يلحق الأسباب والأوتاد ولا تلحق إلا الأعاريض و الأضرب وهي لازمة في الغالب بحيث إذا لحقت عروضا أو ضربا في بيت لزمت في بقية أبيات القصيدة عروضها وضربها. وتنقسم إلى علل بالزيادة وهي ثلاثة :التـَّرْفِيل والتَّذييل والتسْبيغ. وعِلل ٍبالنقص وهي تسع منها ما يتعلق بالأسباب وهي: الحذف والقطْفُ والقَصْرُ ومنها ما يتعلق بالأوتاد وهي :الحذذ والقطع والصَّلـْم والكسْفُ والوَقفُ ومنها ما يتعلق بالأسباب والأوتاد وهي: البتر.
منقول