إعادة الإبتسام إلى قصيدة الوِسام

[ابو الحارث مهدي]

بسم الله.الرحمن.الرحيم

الحمدلله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياءوالمرسلين وبعد:

السلام.عليكم ورحمة.الله وبركاته

طَلَبَ مِني مَنْ أُحِبْ أنْ أُفردَ القصيدة بمشاركة مفردة لتتضح معالمها وتظهر ملامحها، فكان الذي طلب ولكن من غير تعديل لبعض الثقل
ولعلَّ النفس تنشط لتدارك النقص وتصحيح الخطأ

فالشيخ –تغمده الله برحمته–يستحق منا كل التقدير والاحترام

إشراقات زكية على صفحات من حياة

العلامة ابن باديس

العلمية

/

شَكَـــــرَ الإِلهُ مُنَـــافِحًـــا فيِ شِعْـــــــرِهِ

هُـــــوَ رَائِــــــدُ العِــــلْمِ لِكُّــــــــــــلِ مُــقْتَدِ

إِلَيْكَ أَيَا (عَبْـــدَ الحَمِيْدِ) قَصِيْدَتِي

جُهْد الـمُقِلِّ بِشِعْــــــــــــــرِهِ الـمُتَكَسِّدِ

ذَاكَ (ابْنُ بَادِيْـــــــسَ) إِمَـــــامٌ مُبَجَّلُ

أَكْــــــــــــرِمْ بِهِ مِنْ عَالِـــــــمٍ وَمُـجَاهِـــــــدِ

رَجُــلٌ نَــــــــدِيٌّ بَـــــــــلْ قَــــــوِيٌّ حـَــــــازِمٌ

بَيْنَ الجُمُــــــــــــوعِ بِعِلْمِـهِ الـمُتَجَــــــــــدِّدِ

وَأَنْتَ بِالعِــــلْمِ وِالعَــــــــــزْمِ وَالنُّــــــــــــــهَى

مُتَـــجَهِّـــــزًا دَوْمًــــــا لِـــــــــرَدِّ الـمُعْتَــــــــدِي

فَـــــــــإنَّكَ مِنْ آلٍ تَوَالَّـــــــــــوا بحــــزْمِهِمْ

إِظْهَـــــــارَ عِلْـــــــمٍ كَـــــــــدُّرِ العَسْجَــــــــدِ

أَبَانَ الجِــــــــــدَّ مِنْكُمْ لِكُــــلِّ وِجْـــــــهَةٍ

ذَا ظَاهِــــــــــرٌ لِلْعَيْـــــــــــنِ بَــــــلْ لِلأَرْمَــــــدِ

رَأَيْتُ مَسْعَــــــــاكَ النَّبِيْــــــــــــلَ مُتَـــــــــوَّجًا

بِالعَقْــــــــــلِ الرَّشِيْـــــــــدِ دُوْنَ تَشَــــــــــــدُّدِ

مُفَسِّــــــــرٌ فَقِيْـــهٌ فيِ دَمَاثَــــــةِ مَاجِـــــــــدٍ

نَهْجَ السَّلَفِ الصَـــحِيْحِ الأَرْشَـــــــــدِ

فَأَنْتَ صَــــيْرفُ القُــــــــرْآنِ وَأَهْــــــــــــلُــهُ

وَأَهْــــــــــلٌ لِلبَيَـــــــانِ بِصَــوْتٍ مُنَـــــــــــدَّدِ

فــ(مَجْلِـــــسُ التَّـــــذكِيْرِ) مَجـــلِسُ سُنَّــــةٍ

نَشْرًا لهَا بِالهَــــدْيِّ خَيْـــرُ الـمَسْــــجِدِ

ذَا مَجْلِـــسٌ تَـهْـوِي الشَّبَابُ لِنَحْــــــــوهِ

مِنْ كُـــلِّ رَاغِبِـــــــهِ وَمِــــــنْ مُسْــــــتَرشِـدِ

فِيْهَا البَيَانُ وَنُبْلُ نَفْسِـــكَ ظَاهِـــــرٌ

وَنَفَاسَةُ الفَحْوَى وَمَذْهَبُكَ النَّـــدِي

عِشْــــرُونَ عَــــــامًا زِدْ عَلَيْهَا رُبْعَــهَا

مِنَ التَّعْلِـــيمِ شِـــوَاهِـــدًا كَالــزُّبـَـرجَـــدِ

أَسْنَــــدْتَ قَــــــــــوْلَ أَفْضَــــلِ مُرْسَــــــــلٍ

بِشَــــــــرْعٍ عَـــــلاَ قَهْــــرًا كُـــلَّ مُعَــــــانِدِ

أَظْهَـــرتَ أَخْبَــــــارَ أَعْــــــــــلاَمِ دِيْنِنَــــــــا

نُجُومُ الهُـــدىَ هُـــمْ فَخْــــرُ الأَمَاجِدِ

نَشَرْتَ فيِ النَّاسِ فَضَـــائِلَ عِلْمِهِمْ

فَهُمْ ذِرْوَةُ البَيْتِ الــــرَّفِيْــعِ المصْمَدِ

شَيَّدْتَ مَـجْدًا فيِ العَــلْيَاءِ نَرْمُقــــهُ

كَــــــــنــُورٍ أَضَـــــاءَ فَــــوْقَ رَأْسِ عَمَــــــرَّدِ

الاستدمار الفرنسي وطمس المعانم

وجَاَءَتْ (فَرَنْسَا) بِخَيْلِهَا وَبِرَجْلِهَا

وَنِبَــالُـهَا رَشْــــــــقٌ لِطَمْــــــسِ الأَمْـجُدِ

كَالفَاجِرِ الفَلِــــــــسِ الظَّلُــومِ لِغَيْـــــــرِهِ

غَلَبَ الهَوىَ مِنْهَا كَوَحْـــــشٍ أَشْـــــرَدِ

فكَانَ انْفِلاَتٌ فِي التَّهَوُرِ فَاشِــــلٌ

حِــــقْدًا وَغِـــــــــلًا مِثْــــــلُهُ لَـمْ يُعْـــــهَدِ

هَــاتِيْكَ العَجُــــوزُ لِسُوءِ فِعَــــــالِـهَا

هَتَكَتْ سُتُــــــورًا لِنَيْـــــــلِ السُّـــــؤْدَدِ

أَمَاطَتْ لِثَامًا عَنْ شُــــؤْمِ وَجْهِهَا

وَقَطَّعَتْ أثْوَابًا من الجُــــرْمِ تَرْتَدِي

فَهِيَ الشُّمَيْطَــــاءُ القَتُـــولُ لِشَعْبِنَا

بَيْنَ الدِّيَـــــارِ بِجَيْشِــــــــهَا الـمُتَمَــــــرِّدِ

مَـــاذَا يُقَـــالُ لِعَــــــــارِهَا وَشَنَــــــــارِهَا

أَأَرَدْتِ خُبْثَــكِ قُـــــــــــدْوَةً لِلْمُقْتَدِي

فَصَبْرٌ جَمِيْــــــلٌ ذُخْرَكِ يَا(جَزَائِرُ)

فَإِنَّ جَمِيْــــــلَ الصَّبْرِ ظَفْرُ الصَـــــائِدِ

إِذَا أَبْصَـــــــرْتِ الشَّــــرَ يَدْفَعُ حِــزْبَهُ

وَهَاجَ دُعَاةُ الشَّــرِ لِلضُّرِ فَاصْـدُدِ

فَلِلــــدَّهْرِ يَوْمًا فيِ الأَنَامِ سَعَــــــادَةٌ

وَيَوْمــاً لَـــــهُ فِيْهِمْ لِلْحَيَــــــــــاةِ مُصَـرّدِ

فَمَنْ نَصَرَ الإِسْلاَمَ حِيْنَ تَكَالَبَتْ

عَلَيْـــــهِ جُمُــــــــوعُ المفْسِدِيْنَ الحُسَّــــدِ ؟

شُيُوخ الإمام الهُمَام

/

?رَحِمَ الإِلَهُ (بنَ عَاشُـــورَ) شَيْخَهُ

وَ(بْنَ قَاضِيِ)كَذَا(الوَنِيْسِيِ)الأَنْجُدِ

وَكَذَا (النَّجَّـــــــارُ) لِحُسْنِهِ وَ(النَّيْفَرُ)

وَلَا أَنْسَى(النَّخْلِيَّ)الشَّهْمَ الأَسْــــعَدِ

إِنَّ القِـــرَاءَه لِمَنْ ذَكَــــرْتُ غَنِيْــــــــــــمَةٌ

وَزِدْ (حُسَـــــيْنَ الهِنْدِ) لِلْجَهْلِ مُفْسِدِ

وَلَـــــــــــهُ شُيُــــــــــــــــوخٌ بِالإِجَــــــــــازِ بَقِيَّــــــةٌ

هُمَا (الجيْـزَاوِي) وَ(الـمُطِيْعِي مُحَمَّدِ)

وَوُجُــــــودُهُمْ زَانَ الزَّمَـــــــانَ وَبَعْــــــــــدَهُ

مِنْ(مِصْرَ)وَ(الزَّيْتُونَهْ)وَ(نَجْدَ)الأَبْعَدِ

تلاميذ العلامة الضرغام

/

? وَتَتَلْمَذَتْ عَـــــــــــــــلَى يَدَيْـــــــــــهِ ثُلَّـــةٌ

حَــــذْوَ البَقِيَّــــــةِ فيِ إِتِّبَاعِ مُـحَمَّــــدِ r

أَوْلاَهُــــــــمُ (الـمِيْــــلِيُّ) ذَاكَ المـُبِدْعُ

(رِسَالةَ مَظْهَـــرٍ لِلشِـــــرْكِ)الأَنْكَــــــدِ

وَ(تَارِيْخُ الجَـــزَائِرِ) دَوْمًا حَافِــــــــلُ

سَلِمَتْ يَمِينُ الكَاتِبِ الـمُتَجَـــــرِّدِ

هَـــــذِي الأُسُـــودُ فَهَاتُــــوا مِثْلَهُمْ

(الوَرْتَلاَنِي)وَ(هَادِي)وَ(أَحْمَدِي)

وَكَا(بنِ عَتِيقٍ)و(رَمْضَانُ صَالِحُ)

فَذَاكَ (عَــــــزِيْزٌ) نَحْوَ خَيْرِ المـــــوْرِدِ

تأسيس الجمعية وذكر

أهم جرائدها

/

فَــــ(جَمْـــــعِيَّــــةٌ) لِلْعِـــــــــلْمِ تَمَّ بِنَـــــــاءُهَا

وَتَأْسِيْسُهَا (مِثَـــالَ خُـــذْنِي)بِاليَــــــدِ

زِدْ فَــــوْقَ هَذَا عِلْمُهُمْ أَبْشِــــــــــرْ بِهِ

بِدَعُ الضَلاَلَةِ فِي جَمْعِهِمْ لَـمْ تُوْجَدِ

فَــجَرَائِــــــدُهُمْ بِأَرْضِنَـــا قَدْ أَشْــــــرَقَتْ

لِكَشْفِ تَصَـــــــوُّفٍ وَتَحزُّبٍ بِتَعـدُّدِ

إِنْ كُنْتَ تَرْغَبُ فيِ النَّصِيحَةِ بَذْلَهَا

فَــ(مُنْتَقِدُ)(البَصَائِرِ)خَيْرُ شَوَاهِدِي

إِنَّ المكَـــــــــــانَ بِأَهـــلِ الجُوِدِ مزْدَهِـــــــرٌ

بــ(شريعة) العِــــــلْمِ حَريّـــــــــاً يَسْـــــــــعَدِ

بِــ(السُّنَّــــةِ) الغَـــــــــــرَّاءِ يَسْمُو أَمْــــــــــــرُنَا

نُورُ (الصِرَاطِ)هُوَ السَّبِيْلُ الأَوْحَـــدِ

فَـــــأَنَارَتْ لِلْعَــــــــالَمِيْنَ (شِهَابَــــــــ)ـهَا

خَسِئَ الجَهُــــوْلُ بِجَـــهْلِهِ الـمُتَعَرْبِـــدِ

"فَالعِــــــلْمُ قَالَ اللهُ قَـــــــــــــالَ رَسُـــــوْلُهُ

قُالَ الصَّحَابَــــــةُ" دُوْنَ رَأْيٍ كَـــــــاسِدِ

رحمة الله على والديه

/

رُحْمَـــــاكَ رَبِّ بِــ(بِنْتِ عَليِّ) أُمِّـــــــــهِ

تِلْــــكَ (الــــزُّهَيره) أُمّ الإمَـــامِ السَيِّــــدِ

وَأَبُوْهُ (الـمُعِز) الصَّمُودُ(المصْطَفَى)

(آلُ صَنْهَاجَــــه) وَنَسْــــلُهُ مُتَـــــجَدِدِ

وفاته - رحمه الله –

/

وَفِي سِتٍّ بَعْدَ عَشْرةٍ لِشَهْرٍ رَابِعٍ

(فَذِي خَتْمُ سِنٍ) لِمُرَبٍّ مُجَاهِدِ

فَهَاجَ عَلَيْنَا الحُزْنُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ

حِيـْــــــــنَ وَارَوْهُ فـِي رَمْــــــسٍ مُلَحَّــــــدِ

فَكَانَ حَــــرِيٌّ أَنْ يَطُــــوْلَ اكْتِـئَابُنَا

وَنَبْكِيْهِ دَمْعًا مِــــدَرَارًا بِــــلاَ عَـــــــــدِّ

فَجَفَافُ العَيْنِ قَدْ يُلِحِقُهَا الأَذَى

فَجُـــدْ بِالدَّمْـــعِ لاَ بِفِلْسٍ وَلاَ وَلَــدِ

وَالحَمْدُ للهِ عَلَى تَوْفِيْقِــــهِ ** ثُمَّ الصَلَاةُ عَلَى النَبِيِّ مُحَمَّدِ r

b والحمد لله

نبيهان:

الأول: وَتَأْسِيْسُهَا (مِثَـــالَ خُـــذْنِي)بِاليَــــــدِ

معناه؛ تاريخ تأسيسها كان سنة:(مِثَـــالَ خُـــذْنِي)، وذلك لأن:

م=40 ، ث=500 ، أ=1، ل=30،

خ=600، ذ=700، ن=50، ي=10

المجموع = 1931 م، وهي سنة تأسيس: (الجمعية)

و باليَد: ليست مفردة، إنما هي اسم جنس: اليد

بمعنى : تأسست بأيدي علماء عاملين ودعاة مخلصين.
الثاني: وَفِي عَشْرٍ بَعْدَ سِتَّةٍ لِشَهْرٍ رَابِعٍ
(فَذِي خَتْمُ سِنٍ) لِــــــــــــــــــمُرَبٍّ مُجَاهِدِ
(فَذِي خَتْمُ سِنٍّ) يعني هذه خاتمة حياته –تغمده الله برحمته –
في 16 من الشهر الرابع= أفريل، في سنة:(فَذِي /خَتْمُ /سِنٍ) ؟!!
ف=80، ذ=700، ي=10
خ=600، ت=400، م=40
س=60، ن=50
المجموع = 1940م أي السنة التي توفيّ فيها العلامة الإمام-يرحمه الله-
وتقسيمها إلى ثلاث، إشارة إلى يوم الثلاثاء.
ومعنى: مُرَبٍّ مجاهد؛ لا تحتاج إلى شرح، لأنه رَبَّ أجيالا من خيرة
أبناء الجزائريين، وجاهد العدو الصائل من الكافرين الغاصبين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اللهم اغفر لنا خطأنا وعمدنا وهزلنا وجدّنا وكل ذلك عندنا

وصلِّ اللَّهم وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله

وصحبه إخوانه إلى يوم الدين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته