انتهى الإضراب وابتدأت مرحلة جديدة بأجر جديد ومكاسب جديدة ونقاط سلبية كثيرة ميزت تعامل القواعد النقابية وقياداتها وأيضا أعضاء منتدانا الغالي وتعاملهم مع الأخبار المسوقة من طرف اعضاء نشطين طرحوا فكرا متميزا وكانوا ناقلين للمعلومات و الاخبار .
إن تحليلي البسيط لا يختلف تماما عما كتبته من مواضيع طيلة أيام الاضراب بدء من عدم اقتناعي بجدوى الاضراب بعد ان أن أفرغ من مضمونه المطلبي بقبول مقترح الكناباست الذي كان اول مسمار يدق في نعش الاضراب لولا حنكة قيادات شابة في القاعدة استطاعت الالتفاف حول أخطاء القيادة ووضع قاعدة غير مسبوقة للانضباط النقابي فكانت حجتنا أننا نختلف كثيرا في وجهات النظر لكن حين يتخذ القرار نصبح ملزمين جميعا بتنفيذه.
لقد كنت شخصيا في موقف حرج في المدرسة وكان المعلمون يسألونني عما سنضرب وعن نقاط ظل بعد بيانات التلفزة واضطررت لمكالمة رئيس المكتب الولائي وعضو المكتب الوطني واستمع الجميع لما قاله من ان الاضراب هو من اجل التزام كتابي بتنفيذ الوعود .
كان واضحا بالنسبة الي ان السيد عضو المكتب الوطني يقع في احراج مماثل لما اشعر به فهو ايضا غير مقتنع بما يقوله لانه يعلم ان الوزارة لا يمكن ان تتراجع عما نشرته في التلفزة .
لقد وقعنا في مشكلة حقيقية فنحن لا نريد ان نكذب على المعلمين المضربين الذين كانوا يعتقدون ان النقابات ترفض 15 بالمائة غير ان دافعنا كان في طمأنة الجميع من ان ملفات الخدمات والقانون الخاص ستفي بغرض الزيادة وخصوصا قانون الاستاذ والتصنيف الجديد .
كلنا يعلم ان التصنيف الجديد سيكون اتوماتيكيا بعد الفترة الانتقالية لمدة 5 سنوات اي في 2013 .منذ هذه اللحظة اختلطت الامور علينا فعليا ولم يعد بامكاننا الاستمرار في تسويق احلام مفسرة مسبقا وكان لزانا ان نصارح الجميع فنحن في اضراب الكرامة وعليه وجب ان نسير مع القيادة الى النهاية ثم سنحاسبها لاحقا بعد انتهاء المعركة
يوم الجمعة صباحا كنت في العاصمة كي التقي بعض الاصدقاء الذين هم اعضاء في المكتب الوطني ووجدت بان الغالبية منهم مع مواصلة الاضراب غير ان بيانات الكناباست التي تسربت يوم الخميس 13/10 كانت محبطة .
كان يوما غير عادي تماما صبيحة السبت في سان ميزون بالحراش كنت اجلس في المقهى القريب من عيادة العيون ارتشف فناجين القهوة مع اعضاء من المجلس الوطني .
وكنت مستعدا لحظتها أن أضحي بكل شيء في سبيل استمرار الاضراب رغم كوني من معارضيه منذ البداية بعد قبول منحة العار .
بعد الغذاء دخلت مقهى للنت موجود في الشارع المحاذي للمعهد وفوجئت بالاخ عادل يضع خبرا نقلا عن صديقه في تلك الساعة بان الاجتماع ما يزال منعقدا قمت بتنبيهه في ردي فالامور كانت في اتجاه تعليق الاضراب وهو ما اخبرني به بعض المشاركين وانهم تحدثوا كثيرا عن خيانة الكناباست ولم يكن من الصعب ان استنتج ان الاضراب سيعلق بعد يوم او يومين .
انتظرت هناك على اعصابي حتى الخامسة وتماما توقيت انتهاء الاجتماع وتم ابلاغي ان القرار كان بمواصلة الاضراب ولمدة غير معروفة وهو ما معناه يومان او ثلاث حسب راي القيادة لان الدورة ستبقى مفتوحة .
قمت على الفور بوضع موضوعي في المنتدى من السيبار نفسه . وهاتفت المناضلين في ولايتي بان يبدأوا حملة توعية الى حين صدور البيان .
كنت اكاد أموت من الضحك وانا اقرأ عنوان عادل الذي نقل ما فعله الابطال ولانه في تلك الساعة وبعد ساعتين من موضوعي قد نقل عن صديقه ما فعله الرجال وفوجئت أن كثيرا من المواضيع تتحدث عن هذا
لكن صديقي ابلغني ليلا ان هناك شيئ ما لا يفهمه في صياغة البيان فبدل الاستمرار في الاضراب ليوم الاحد كان تعليق الاضراب يوم الاثنين وفي ذلك معنى واضح وهو ان الصادق دزيري لا يريد ان يكون محرجا امام القاعدة التي ستضرب بكل قوتها يوم الاحد .
الاخوة في المنتدى كانوا يهللون لموضوع الصديق عادل 04 لكنهم لا يعلمون ان بيان النقابة سيكون مخيبا لامال المناضلين الذين شربوا العلقم وتعرضوا لمضايقات الاولياء والمديرين والمفتشين في بعض المناطق .
وتم نشر البيان على نطاق واسع من طرف جنود الظلام الذين لا يعرفهم الصادق دزيري او صديق عادل او اصدقائي في المجلس الوطني .
هناك رجال باتوا ليلتهم متنقلين بين الدواوير لتسليم بيان المجلس الوطني وللتشديد على اهمية الانضباط كي نكون نقابة حقيقية .
انتهى كل شيء الان والنقطة الايجابية الوحيدة هي الحس الكبير والوعي الذي ابدته القاعدة وبروز رجال شبان قادرين على التعامل مع المواقف بشكل افضل واذكى من القيادة .
من بين هؤلاء اعضاء في منتدانا طرحوا فكرا جديدا وراقيا في التعامل مع الموقف
ان منتدى الجلفة كان له دور كبير في انجاح الاضراب وهذا في حد ذاته دليل على الثورة الاعلامية التي تركت اثرها الواضح في مجابهة التلفزيون والاذاعة وغيرها كما كانت تعليقاتنا على الجرائد قمة في الكفاءة الصحفية وتمكننا بحول الله من البروز كقوة نقابية اولى سيحسب لها الوزير الف حساب