من وحي الابتسامة
هل تستطيع أن لا تبتسم ؟
إن سحر الابتسامة يقهر الصمت، إنّه كباعث السلام يحمل بيده غصن الزيتون، يوحي بالمودة، ويشُل العقول، إنّه كالسحر، إنه كالزهر يفوح عطرا ينتشر مع نسمات الهواء العليل، إنه الهواء نفسه الذي نستنشقه فلا نستطيع أن لا نتنفسه، لأنّنا لا نستطيع أن لا نبتسم، نلمحه على وجوه الكبار في مباريات كرة القدم.
هذه الابتسامة هي أحد أشكال الروح الرياضية في أسمى صورها، فلم يشتهر و لا لاعب كرة قدم واحد ولم ينل إعجاب الملايين من المشجعين عبر العالم فقط لمجرد مهاراته الكروية، لكن تلك الابتسامة التي تُرتسم، و في أثناء المباراة ولو في أسوء اللحظات هي التي يُفرض بها الاحترام و التقدير من الآخرين، و تنتهي بالدخول إلى عالم الكبار.
إنّها مجرد ابتسامة لكن تأثيرها عجيب، تخيّل معي تلك الابتسامة و هي تشق طريقها إلى مدرجات الملاعب، تكتسح المشجعين … أليس هذا جميل في زمن أصبح فيه العنف قيصرا من الماضي، عاد من جديد لينشر ثقافة القوة و العنف و التمرد، ليجعل كل شيء عنيف، كل شيء مظلم، كأيّام الشتاء حين تتلبد السماء بالغيوم، استعدادا للملحمة.
الكثير ينحني أمامه فأيّام الاستعباد قد ولّت، لكن دائما هناك رافضون و بأفكارهم و مبادئهم متمسكون، تجدهم في أرضية الملعب و على المدرجات وأمام الشاشات، يتابعون المباريات بكل روح رياضية، هؤلاء هم الكبار بلا منازع، يحبون أن يزرعوا البسمة و الفرح و السرور، و بقلب كبير يبتسمون و كم من بسمة أحيت قلوبا… و الأعجب من ذلك ما نشاهد و ما نسمع عن المحترفين و الهواة الكبار الذين ضحوا بكثير من وقتهم و بكثير من أموالهم لزرع البسمة على وجوه الأطفال و الشيوخ والعجزة و المرضى في المستشفيات و في الملاجئ، ليس هذا إلا لأنهم فهموا و أيقنوا “وهم الكبار” أن هذه الكرة التي شُغف بها الملايين يجب أن لا تكون إلا لهدف نبيل ألا و هو الإنسانية، فبحبهم للإنسانية و بخدمتهم للإنسانية كتبوا أسمائهم على صفحات التاريخ بحروف من ذهب، فكان دخولهم للتاريخ إلا لمجرد ابتسامة أوَ ليس هذا عجيباً !!!!!!
لأجل ذلك لا يجب أن نستهين بأي شيىء، و أن نحيا دائما بالأمل.
المصدر:
https://dzplay.com/?p=1029