عض المعلومات تقول: إن زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري إلى الجزائر مؤخرا.. كان محتواها أكثر وقاحة نحو الجزائر من وقاحة التدخل العسكري القطري في ليبيا وما انجر عنه من إخلال بالأمن العام للجزائر على الحدود الشرقية للبلاد.
الزائر القطري الثقيل الظل عرض على الجزائريين الوساطة بين الجزائر والمجلس الانتقالي لإصلاح ذات البين! ومعنى هذا الكلام أن هذا الزائر يريد بيع الماء في حارة السقايين! ولو كان هذا الساعي للخير صادقا فيما يقول.. فلماذا لم ينسق مع الجزائر حين اشترت بلاده السلاح من تجار السلاح والموت بما قيمته 2 مليار دولار ووزعتها على حدودنا الشرقية بدون أي ضابط؟! لو كان فعلا مع بلده يريد الاستقرار والأمن في المنطقة؟! أليست وقاحة ما بعدها وقاحة أن تقوم دولة في حجم قطر بإصلاح علاقة الجزائر مع ليبيا التي تجمعها مع الجزائر عضوية الاتحاد المغاربي؟! زيادة على ما يجمعهما من تاريخ ونضال وكفاح مشترك؟!
الزائر أيضا عرض خدماته بخصوص علاقة الجزائر مع فرنسا! وهذه أيضا أكثر من وقاحة! فهل فعلا يصدق القطريون أنهم بإمكانهم لعب دور بين الجزائر وفرنسا والحال أن العالم العربي لا يوجد فيه من باستطاعته فهم الفرنسيين والتعامل معهم أكثر من الجزائريين.. لأننا ببساطة كنا جزءا من الدولة الفرنسية لمدة 130 سنة كاملة؟!
هل يعتقد هذا الزائر أن علاقة موزة بكارلا أقوى سياسيا من علاقة فرنسا بالجزائر؟! لا أقول أن هذه وقاحة جديدة في العلاقات السياسية الدولية بل هي سوء فهم وتقدير تجاوز الحدود المعقولة! فلو قال لنا هذا الزائر أنه بإمكانه أن يصلح العلاقة مع أمريكا عبر قاعدة عديد لقلنا ربما ولعل وعسى!
الزائر أيضا عرض على الجزائريين جذب أنف الفرنسيين وشركة رونو تحديدا في موضوع صفقة بناء مصنع رونو في الجزائر.. لأن قطر تملك 17٪ من أسهم هذه الشركة.. والمنطق يقول: إن ملكية قطر لـ17٪ من أسهم هذه الشركة يعد من الأسباب الكافية لإلغاء هذه الصفقة لو كانت للجزائرين كرامة!
الزائر أيضا حشر أنفه في مسألة "حديد عز" ومسألة أوراس كوم.. ومسائل أخرى كالطريق السيار! وقد بدا هذا الزائر يحمل "شكارة دولارات" ويريد شراء كرامة الناس! تماما مثلما كان شيوخ الخليج يفعلون ذلك مع مبارك وجماعته في مصر المحروسة.. ومثل ما فعلت قطر مع الفيفا في حكاية كأس العالم! وحتى ولو كانت الجزائر للبيع فلا يمكن أن نسمح ببيعها لشيوخ قطر!
لعل هذا الزائر غير المرغوب فيه قد سمع من الجزائريين ما "وسخ أذنيه" كما يقول المثل.. خاصة وأن جميع الجزائريين لاحظوا امتعاض الرئيس بوتفليقة من هذا الزائر عند استقباله بحيث لم نر أسنانه وهو الذي كان دائما يستقبل زواره بالأحضان.. لأن حس الضيافة من شيم شعبنا.
ونقول للذين أخطأوا في حق الجزائر سواء في قطر أو في ليبيا.. إصلاح حالكم مع الجزائر يمر حتما بإعادة إصلاح ما أفسدتموه في ليبيا بإعادة الاستقرار لهذا البلد والسيطرة على السلاح الذي وزع هناك بلا ضوابط بسبب طموحكم لعب دور أكبر منكم وليبيا لن تكون ملحقة بقطر مادامت بين الجزائر ومصر؟!
بقلم: سعد بوعقبة