بعد تتبعي لكثير من المواقع والصفحات التي تتحدث عن ثورة 17 سبتمبر المزعومة لم أتوصل إلى المحركين الحقيقيين لهذه الثورة المفترضة ولا إلى أهدافها الحقيقية .
وعلى خلاف الثورات العربية الأخرى التي كانت أهدافها والجهات التي وراءها واضحة فإن ثورة 17 سبتمبر الجزائرية لا تزال غامضة.
فمن وراءها ؟؟
وماهي أهدافها الحقيقية ؟
وماهي لائحة المطالب التي ترفعها وتسعى إلى تحقيقها ؟؟
ولماذا جريدتا الشروق والنهار هي أكبر الجرائد التي تروّج لهذه الثورة وتزعم أن برنار ليفي وراها ؟؟؟
إن هذا الغموض وراء ثورة 17 سبتمبر يؤكد أن هذه الثورة المزعومة هي من صنع أطراف في النظام نفسه . وذلك لكي يحشد أكبر عدد من الجزائريين بدعوى الوطنية في وجه كل ثورة حقيقية محتملة تستهدفه . أي أنه يريد أن يشكل ما يشبه عناصر (الدفاع الذاتي) في وجه ثورة محتملة قد تقوم في الجزائر
ولا أستبعد أن تقوم أطراف أو جهات في يوم 17 سبتمبر بتخريب وتكسير مرافق ومنشآت لكي يقال : انظروا ..هذا ما يريدون فالثورة تعني التخريب والحرق .. الثورة تعني اللا أمن ... الثورة تعني استقدام الأجنبي واستقدام اليهود
طبعا هنا وقتها سوف يتم تهميش نموذج الثورتين التونسية والمصرية السلميتين في وسائل الإعلام وسوف يتم التركيز على مثال الثورة الليبية بسبب الإستعانة بالناتو .... لهذا قيل لنا أن صفحة الثورة الجزائرية على الفيسبوك مصدرها بنغازي مع أن هذا القول يدل على حماقة قائله فهل الليبيون في بنغازي انتهوا من أمر ثورتهم في بني وليد وسرت لكي يتفرغوا لإشعال ثورة في الجزائر ؟؟؟
وكذلك سوف يجري الترويج أن الذين يريدون ثورة في الجزائر يريدون إعادة الاحتلال الفرنسي من جديد وتحقيق حلم الجزائر فرنسية.
والبعض الأخر ربما سوف يخرج ربما لكي يفش غيظه ويبرّد قلبو ... ثم يعود إلى بيته وكأن شيئا لم يكن ويتنازل عن حقوقه المشروعة
ومن غير المستبعد أن تكون ثورة 17 سبتمبر أحد أسباب عودة حالة الطواري كما رأينا في مصر كانت حادثة اقتحام السفارة الاسرائيلية أحد أسباب حالة الطواري
ولهذا فإن بعض الأنفلات يوم 17 سبمتبر وبعض الاضطرابات المفتعلة ستكون حجة لقمع الأحتجاجات حول السكن والبطالة مستقبلا لأنها طالت وأصبحت تزعج النظام.
كما أن تمثيلية إفشال ثورة يوم 17 سبتمبر بواسطة بعض الشباب "النية" سوف يعني أن الشعب يرفض الثورة وأن الشعب بإرادته الفولاذية الملتحمة مع النظام أسقط المخططات الخارجية التي تستهدف الجزائر ... وعندها كل ما يتحدث عن ثورة في الجزائر سيقال له : شششش .... هل نسيت ما جرى لكم يوم 17 سبتمبر ؟؟؟؟ ما تحشمش ؟؟؟؟؟؟
إن ثورة لا تعلن عن مبائها وأهدافها ومن وراءها ونحن على أبوابها ليست إلا لعبة مخابراتية لحماية النظام وتحصينه وتجديده وضمان استقراره لمدة عشرية أخرى
والنظام يريد الخروج من مأزق احتجاجات يومية واهتزازات متكررة بواسطة افتعال ثورة مزيفة يجني من ورائها الكثير من المكاسب وأوّلها التأييد الشعبي
احذروا
17 سبتمبر هي لعبة مخابراتية من النظام نفسه