بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت كتيب بعنوان ” الميلاد الجديد ” للشيخ إبراهيم بن عبدالله الغامدي وقد ذهلت بما قرأت ........ كلمات تسحر القلوب والعقول عن العودة إلى الله وقصص واقعية حكاها أصحابها للشيخ قصص أناس عادوا إلى الله وأحببت أن أنفع إخوتي في المنتدى بما قرأت ........ والله من وراء القصد ...... دعونا نعيش مع الصفحات الأولى للكتاب ......
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وبعد :
الميلاد الجديد
الإنسان يولد مرتين .. مرة .. عندما يخرج من .. ظلمات رحم أمه .. إلى نور الدنيا .. ومرة .. عندما يخرج من .. ظلمات المعصية .. إلى نور الطاعة .
* الميلاد الأول : يشترك فيه كل الخلق .. المسلمون والكافرون ..
لكن الميلاد الآخر .. خاص بمن وفقه الله عز وجل للهداية ودله على طريق الاستقامة .. وأراد له سعادة الدنيا والآخرة ..
* إنه ميلاد .. لا يتقيد بعمر .. فقد تولد ميلادك الجديد .. وأنت في الأربعين .. أو الستين .. أو قبل الموت بلحظات .. أو في مقتبل الشباب وزهرة الحياة أو لعلك تولد ميلادك الجديد في نفس الساعة التي تولد فيها الولادة الحقيقية..
* إنه ميلاد لا يعرف المكان .. فلعلك تولد ميلادك الجديد .. وأنت في المسجد .. أو الشارع .. أو البيت .. أو السجن .. أو على فراش المرض والموت .. أو في الصحراء .. أو على رؤوس الجبال .. قد تولد في رحاب البيت الحرام .. أو في وسط آسيا .. أو على أطراف أفريقيا ..
* إنه ميلاد .. ليس له سبب معين .. فلعل السبب موعظة صادقة .. أو موقف مؤثر .. أو خليل محب .. أو منام ورؤيا .. أو دعوة في ظهر الغيب .. أو .. أو بدون سبب .. فكم من طفل .. شب وترعرع ومات وهو لا يعرف إلا المسجد والقرآن ..
* إنه ميلاد .. لا يعرف الحدود والسدود .. ولا يؤثر فيه وأد ولا يعوقه إجهاض فهو ماضٍ مضي السيف .. مستمر استمرار الحياة ..
* إنه ميلاد .. لا يتقيد بعدد محدود .. فقد يولد فرد .. وقد تولد أسرة .. وقد تولد جماعة .. وقد تولد أمة .. تخرج من مشيمة المعصية .. إلى عالم الطاعة .. ومن ظلمات الذلة والمسكنة .. إلى أنوار الجهاد والعزة والنصر ..
* إنه ميلاد .. ليس له وقت معين .. يأتيك بغتة .. ويباغتك فجأة .. إنما هو هزة .. فمحاسبة .. فدمعة .. فسجود .. فثبات ..
* إنه ميلاد .. تستقبله وعيناك غرقى بالعبرات وصدرك يفيض بالآهات .. تستقبله .. بالذل والانكسار .. بين يدي الملك الجبار .. تستقبله .. بأزيز صدر .. وأنين فؤاد .. وحنين روح .. وسجدة شكر .. ودمعة توبة ..
************************************************** *************************************
كم كنت أستمع إلى أولئك المواليد .. وهم يقصون علي لحظات ميلادهم الجديد لحظة بلحظة .. وساعة بساعة .. فلا تزال عالقة بذهني .. مقيمة في وجداني .. تشحذ همتي إذا أردت الطاعة وتحجزني إذا هممت بالمعصية فأحببت أن يشاركني في ذلك أحبتي فها أنذا أنقل إليكم بعض هذه القصص .. بعد أن كتبتها بيدي .. وحبرتها بقلمي ولسان حالي ومقالي يقول : اللهم لا تعذب لساناً يدعو إليك ويداً تدل عليك .