ما أن تسأل أحداً عن أحواله، إلا ويبادرك برد كلاسيكي سريع ومفعم بالسلبية قائلاً: والله أعاني من الملل و الرتابة، وقد تفشل بعدها كل محاولتك لمساعدته في الخروج من نفق هذا الشعور الممل؛ ربما لأنه شعور استوطن مساحات حياته لفترة طويلة من الزمن.
حالة من «الملل» و»»الرتابة» تعيش في دواخلنا، وتبسط آثارها السلبية على حياتنا، مثيرةً أكثر من علامة استفهام حول أسباب هذا «الملل»، والذي بتنا نعاني منه ونشتكي تداعياته في كل لحظة، نحاول فيه الابتعاد عن الملامح الباهتة له، بنزهة عائلية أو مناسبة سعيدة نجدد فيها نشاطنا، لنجد أنفسنا فجأة وجهاً لوجه أمام «الملل» لا نهاية له، بل وأصبحنا نسمع الأطفال يرددون هذه الكلمة البائسة في كل حين.
ترى ما هي الأسباب التي جمعت مشاعر الناس في تلك حالة الملل »؟، أهو الفراغ أم هي رتابة الحياة المتعددة؟.