مرة أخرى، يظهر الرجل المعارض المسمى بوجمعة القماطي على شاشة قناة الحرة الأمريكية ليقول إن الجزائر ظلمت الثوار، وبايعت القذافي، ولا مجال للتصالح معها الآن، وكأن الشعب الليبي الثائر قضى على مستبد بشع لينصّب القماطي نفسه دون انتخابات على رأس الجماهيرية، أو ربما ملكا جديدا لملوك إفريقيا، طالما أن القماطي لا يختلف عن القذافي، فكرا وصورة وعشقا للذات، وعبادة للسلطة!
-
القماطي الذي يقدّم نفسه ممثلا للمجلس الانتقالي في لندن، كان شيئا منسيا في عاصمة الضباب، لا يجلبه إلا صاحب قناة المستقلة للحديث في معارك فكرية وسياسية وإيديولوجية، أكل عليها الدهر وشرب، ليتمكن من النجاح في صناعة عداوات كبيرة مع المشاهدين الذين تاهوا بين تصنيفه، إسلاميا أو ليبراليا علمانيا، لكنهم اكتشفوا في نهاية المطاف، المفاجأة الكبرى، أنه قماطي وبسّ !
-
ممثل المجلس الانتقالي في لندن، خرج على قناة الحرة أول أمس، ليصرّح بلغة قليلة الحياء والدبلوماسية "أن كل ما تقوله الجزائر لا قيمة له حاليا، وبأن ليبيا لا يهمها أن تنشئ علاقة مع الجزائر، فلديها ما يكفيها من البلدان الصديقة والشقيقة"!
-
لا أحد يمكنه أن يتصور واقعية أو جدية تصريحات من يسمي نفسه معارضا ويتوقع مستقبله في السلطة حاكما أو وزيرا أو سفيرا، كما أن لا أحد يمكنه الدفاع عن دبلوماسية القماطي وتمثيله لدولة تبحث عن البناء مجددا، خصوصا أن أقوال هذا المعارض بالصدفة، ومعه الشمام الأمريكي المسمى محمود شمام، تتعارض تماما مع نية حمائم المجلس، مصطفى عبد الجليل ومحمد جبريل، إلا إذا ظن القماطي ومعه الشمام، أن الجزائر يمكنها أن تتأثر بظهورهما المبرمج والمكثف على شاشات الحرة والبي بي سي وفرانس 24 لسبها وشتمها إثباتا لميلاد الديمقراطية الجديدة بالجماهيرية الشقيقة.
-
القماطي تكلم كثيرا دون إعطاء مساحة للاتصال وتصحيح الأخطاء، أو فرصة للتنسيق بين البلدين، كما أن المجلس الانتقالي بات مهددا في صورته بسبب عدم تنظيمه أو ربطه لبعض ألسنة من يدعون تمثيله، خصوصا أن هؤلاء لم يعودوا يفرقون بين مواقعهم بالأمس في المعارضة، واليوم، كممثلين لسلطة قائمة حاليا، حتى وإن كانت انتقالية.