ما الرد على شبهة خروج الحسين رضي الله عنه على يزيد والتي يتحجج بها بعض الناس؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ما الرد على شبهة خروج الحسين رضي الله عنه على يزيد والتي يتحجج بها بعض الناس؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-08-26, 00:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










B11 ما الرد على شبهة خروج الحسين رضي الله عنه على يزيد والتي يتحجج بها بعض الناس؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى :فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم
يقولون آمنا به كل من عند ربنا ومايذكر إلا أولوا الألباب

روى البخاري في صحيحه عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ

فهؤلاء تركوا النصوص الواضحة الجلية المتواترة في المنع على الخروج على ولي أمر المسلمين وإن جار وظلم
وتمسكوا بالمتشابه للفتنة
فأين هم عما رواه مسلم في صحيحه مرفوعا إسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك

ثم أن هناك فرق بين العاصي المتعمد والمخطيء المجتهد المتأول المريد نصرة الاسلام إن كان من أهل العلم الذين يسوغ لهم النظر كالحسين رضي الله عنه
فالأول هو المذنب والثاني مغفور له كما جاء في الحديث إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله اجر
وإذا أصاب فله أجران

فكان رضي اللله عنه متأول وهو إذا تأول فليس تأوله من جنس تأول الخوارج الجهلة والذين لايحل لهم النظر في العلم وبناء الأحكام بالاتفاق
وقد جاءت النصوص النبوية بالمنع من الخروج وإذا تعارض مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلك وموقوف على بعض الصحابة فالمرفوع يقدم
كما قال بن عمر هب أن أبي منع المتعة في الحج أقول نبي الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبعوه أم أبي
ونقول فقد جاءت النصوص الواضحة الجلية التي لم تنسخ بالمنع من الخروج
والخلاف وخروج الحسين وابن الزبير كان أولا ثم استقر الاجماع على المنع
كما روى البخاري في صحيحه عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ


قال القاضي عياض بشأن خروج الحسين وأهل الحرة وابن الأشعث وغيرهم من السلف : " على أن الخلاف وهو جواز الخروج أو عدمه كان أولاً ، ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم والله أعلم " ،









 


قديم 2011-08-26, 00:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
atraction
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
من خلال جولاتي المراطونية في المنتديات لاحظت،
أن الخوارج تأخذهم الحمية في كثيرا من النقاط حتى باتت حججهم واهية،فكر تكفير من هب و دب يأخذ بعد اخر في مجتمع لا يقرأ .
بورك مجهودك









قديم 2011-08-26, 06:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يستدل الخوارج على تجويز الخروج على الحاكم بخروج الحسين والزبير رضي الله عنهما


الرد على هذه الشبهة من خسمة أوجه:


الوجه الأول :
أن الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تمنع من الخروج ولو ظلم ولو فسق ولو عصى ,
ولم تستثنِ إلا الكفر الصريح .
جاء في حديث ابن عباس - رضي الله عنه - ( خ : 7053 - م : 7467 ) :
« من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر . فإن من فارق الجماعة شبراً فمات ؛ فميتةٌ جاهلية » .
وجاء في حديث أسيد بن حضير - رضي الله عنه - ( خ : 3792 - م : 4756 ) :
« إنكم ستلقون بعدي أثَرةً ؛ فاصبروا حتى تلقوني على الحوض » .
قال عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - ( خ : 7055 [ 7056 ] - م : 4748 ) :
دعانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه . فكان فيما أخذ علينا : أن بايَعَنا على السمع والطاعة ؛ في منشطنا , ومكرهنا , وعسرنا , ويسرنا , وأثَرَةٍ علينا . وألاّ ننازع الأمرَ أهلَهُ .
قال:
« إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان »



الوجه الثاني :
أن ابن الزبير والحسين قد خالفهم الصحابةُ في ذلك - - رضي الله عنهم - أجمعين - ,
كما أنكر بعضُ كبار التابعين - رحمهم الله - الدخولَ مع ابن الأشعث .
قال الإمام البخاري - رحمه الله - ( 7111 ) :
حدثنا سليمان بن حرب , حدثنا حماد بن زيد , عن أيوب , عن نافع , قال :
لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال :
إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :
« ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة » ,
وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ,
وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم ينصب لـه القتال ,
وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه .

وقال العلامة ابن الأثير - رحمه الله - عن خروج الحسين - رضي الله عنه - ( أسد الغابة 2/28 ) :
« فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة , فتجهز للمسير , فنهاه جماعة , منهم : أخوه محمد ابن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم » انتهى .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( المنهاج 4/529 ) :
« وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة ؛
كما كان عبد الله بن عمر , وسعيد بن المسيب , وعلي بن الحسين , وغيرهم : ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد .
وكما كان الحسن البصري , ومجاهد , وغيرهما : ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث » انتهى .
وقال - رحمه الله - ( المنهاج 4/530 ) :
« ولهذا لما أراد الحسين - رضي الله عنه - أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتباً كثيرة :
أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : ألاّ يخرج . . . » انتهى .

وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - لمّا ذكر قتال أهل المدينة ليزيد ( البداية والنهاية 8/235 ، حوادث سنة : 64هـ ) :
« وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحداً بعينه بعد بيعته ليزيد » انتهى .

وقال - رحمه الله - عن خروج الحسين - رضي الله عنه - ( البداية والنهاية 8/161 ، حوادث سنة : 60هـ ) :
« ولما استشعر الناس خروجه : أشفقوا عليه من ذلك , وحذروه منه , وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة لـه بعدم الخروج إلى العراق , وأمروه بالمقام بمكة , وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم » انتهى .

قال عبد الله بن عبّاس - رضي الله عنهما - :
استشارني الحسين بن علي - رضي الله عنهما - في الخروج فقلت : لولا أن يزري بي الناس وبك , لنشبت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب .

وجاءه ابن عباس - رضي الله عنهما - وقال :
يا ابن عمّ : إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق فبيِّن لي ما أنت صانع , فقال لـه : إني قد أجمعت المسير في أحد يوميّ هذين إن شاء الله تعالى , فقال لـه ابن عباس - رضي الله عنهما - أخبرني : إن كانوا دعوك بعد ما قتلوا أميرهم , ونفوا عدوّهم , وضبطوا بلادهم , فسر إليهم , وإن كان أميرهم حي وهو مقيم عليهم قاهر لهم , وعمّاله تجبي بلادهم , فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال .
وجاءه مرّة فقال :
يا ابن عمّ : إنّي أتصبّر ولا أصبر , إنّي أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك , وإن أهل العراق قوم غدر فلا تغترّنّ بهم .
وبلغ ابنَ عمر - رضي الله عنهما - أن الحسين - رضي الله عنه - توجّه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاثة ليال , فقال : أين تريد , قال : العراق , وهذه كتبهم وبيعتهم , فقال لـه ابن عمر : لا تذهب , فأبى , فقال ابن عمر : إنّي محدثك حديثاً : إن جبريل - عليه السلام - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فخيّره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا , وإنّك بضعة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يليها أحدٌ منكم أبداً , فأبى أن يرجع , فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال : استودعك الله من قتيل .

وقال سعيد بن ميناء - رحمه الله - : سمعت عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - يقول :
عجّل حسين - رضي الله عنه - قدره والله , ولو أدركته ما تركته يخرج إلاّ أن يغلبني .
وجاءه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - فقال :
يا أبا عبد الله : إني لكم ناصح , وإني عليكم مشفق , وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج فلا تخرج إليهم , فإني سمعت أباك - رضي الله عنه - يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني .
وقال عبد الله بن مطيع العدوي - رضي الله عنه - :
إني فداك وأبي وأمي ؛ فأمتعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق , فوالله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذونا عبيداً وخولاً .
وقال ابن عمر - رضي الله عنهما - له ولابن الزبير - رضي الله عنهم - أجمعين :
أذكركما الله إلاّ رجعتما ولا تفرقا بين جماعة المسلمين .
وكان يقول :
غلبَنَا الحسين بن علي - رضي الله عنهما - بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة , فرأى من الفتنة وخذلان الناس لهما ما كان ينبغي لـه أن يتحرّك ما عاش , وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس , فإن الجماعة خير .
وقال لـه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - :
اتق الله والزم بيتك ولا تخرج على إمامك .
وقال أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - :
بلغني خروج الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فأدركته بملل , فناشدته بالله ألاّ يخرج , فإنه يخرج في غير وجه خروج , إنما خرج يقتل نفسه , فقال : لا أرجع .
وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - :
كلمت حسيناً - رضي الله عنه - فقلت : اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض , فوالله ما حمدتم ما صنعتم , فعصاني .
وكتب إليه المسور بن مخرمة - رضي الله عنهما - :
إيّاك أن تغترّ بكتب أهل العراق .



الوجه الثالث :
أن الخروج على الحجاج ليس سببه الفسق !
بل كان بدافع التكفير - عند من رأوا الخروج عليه - .
قال الإمام النووي - رحمه الله - ( شرحه ، جزء 11 – 12 ، ص 433 ، تحت الحديث رقم : 4748 ) :
« قيامهم على الحجاج ليس بمجرد الفسق ؛ بل لما غيّر من الشرع وظاهر الكفر » انتهى



الوجه الرابع :
أن الإجماع استقرّ بعد ذلك على منع الخروج على الحاكم ؛
إلا في حالة الكفر الصريح فقط .
قال الإمام النووي - رحمه الله - بعد الكلام عن خروج الحسين وابن الزبير - رضي الله عنهم - وخروج بعض التابعين - رحمهم الله - ( شرحه ، جزء 11 – 12 ، ص 433 ، تحت الحديث رقم : 4748 ) :« قال القاضي : وقيل إن هذا الخلاف كان أولاً ؛ ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم » انتهى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( المنهاج 4/529 ) :
« ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين » انتهى .
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ( التهذيب 1/399 ، ترجمة : الحسن بن صالح بن حي ) :
« وقولهم : ( وكان يرى السيف ) يعني أنه كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور , وهذا مذهبٌ للسلف قديم . لكن استقرّ الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشدّ منه ؛ ففي وقعة الحرّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عِظةٌ لمن تدبّر

الوجه الخامس:

خروج الزبير والحسين رضي الله عنهما فتنة ولا يصح الإستدلال بالفتنة بل هي حجة عليهم
يكفي مخالفة الصحابة لبن الزبير والحسين رضي الله عنهم
وهذا رد على من يتمسك بهذه الشبهة ويجوز الخروج على ولاة الامر

كتبه أخوكم جمال البليدي جزاه الله خيرا









قديم 2011-08-26, 06:21   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شبهة
استدلال بعضهم بمنازعة ابن الزبير وبقيام الحسين بن علي - رضي الله عنهم - ،
وبقيام بعض التابعين - رحمهم الله - مع ابن الأشعث على الحجاج بن يوسف الثقفيّ

الرد على الشبهة

1. أن الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تمنع من الخروج ولو ظلم ولو فسق ولو عصى ، ولم تستثنِ إلا الكفر الصريح .

2. أن ابن الزبير والحسين قد خالفهم الصحابةُ في ذلك - رضي الله عنهم أجمعين - ،
كما أنكر بعضُ كبار التابعين الدخولَ مع ابن الأشعث .

3. وأن الخروج على الحجاج ليس سببه الفسق ! بل كان بدافع التكفير - عند من رأوا الخروج عليه - .

4. ثم إن الإجماع قد استقرّ بعدُ على منع الخروج على الحاكم إلا في حالة الكفر الصريح فقط .
بيان مخالفة الصحابة للحسين وابن الزبير رضي الله عنهم أجمعين وإنكار بعض كبار التابعين الدخول مع ابن الأشعث

قال البخاري - رحمه الله - ( 7111 ) :
حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، قال :
لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال :
إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة » ، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم ينصب لـه القتال ،
وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه .

وقال ابن الأثير - رحمه الله - عن خروج الحسين - رضي الله عنه - ( أسد الغابة 2/28 ) :
«
فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة ، فتجهز للمسير ، فنهاه جماعة ، منهم : أخوه محمد ابن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم » انتهى .
وقال ابن تيمية - رحمه الله - ( المنهاج 4/529 ) :
«
وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة ؛ كما كان عبد الله ابن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد ، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث » انتهى .

وقال - رحمه الله - ( المنهاج 4/530 ) :
«
ولهذا لما أراد الحسين - رضي الله عنه - أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتباً كثيرة :
أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن لا يخرج
. . . » انتهى .

وقال ابن كثير - رحمه الله - لمّا ذكر قتال أهل المدينة ليزيد ( البداية والنهاية 8/235 حوادث سنة : 64هـ ) :
«
وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحداً بعينه بعد بيعته ليزيد » انتهى .

وقال - رحمه الله - عن خروج الحسين - رضي الله عنه - ( البداية والنهاية 8/161 حوادث سنة : 60هـ ) :
« ولما استشعر الناس خروجه : أشفقوا عليه من ذلك ، وحذروه منه ، وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة لـه بعدم الخروج
إلى العراق ، وأمروه بالمقام بمكة ، وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم » انتهى .

وأختم هذا المبحث بنقل عبارات لبعض الصحابة في إنكار قيام الحسين وابن الزبير رضي الله عنهم أجمعين(19) :
قال عبد الله بن عبّاس - رضي الله عنهما
- :استشارني الحسين بن علي - رضي الله عنه - في الخروج فقلت : لولا أن يزري بي الناس وبك ، لنشبت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب .

وجاءه ابن عباس - رضي الله عنهما - وقال:
يا ابن عمّ ؛ إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق فبيِّن لي ما أنت صانع ، فقال لـه : إني قد أجمعت المسير في أحد يوميّ هذين إن شاء الله تعالى ، فقال لـه ابن عباس - رضي الله عنهما - أخبرني : إن كانوا دعوك بعد ما قتلوا أميرهم ، ونفوا عدوّهم ، وضبطوا بلادهم ، فسر إليهم ، وإن كان أميرهم حي وهو مقيم عليهم قاهر لهم ، وعمّاله تجبي بلادهم ، فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال .

وجاءه مرّة فقال:
يا ابن عمّ ؛ إنّي أتصبّر ولا أصبر ، إنّي أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك ، وإن أهل العراق قوم غدر فلا تغترّنّ بهم .

وبلغ ابنَ عمر - رضي الله عنهما - أن الحسين - رضي الله عنه - توجّه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاثة ليال ، فقال : أين تريد ، قال : العراق ، وهذه كتبهم وبيعتهم ، فقال لـه ابن عمر : لا تذهب ، فأبى فقال ابن عمر : إنّي محدثك حديثاً : إن جبريل - عليه السلام - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فخيّره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنّك بضعة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يليها أحدٌ منكم أبداً ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال : استودعك الله من قتيل.

وقال سعيد بن ميناء سمعت عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - يقول :
عجّل حسين - رضي الله عنه - قدره والله ، ولو أدركته ما تركته يخرج إلاّ أن يغلبني.

وجاءه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - فقال
:يا أبا عبد الله ؛ إني لكم ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج فلا تخرج إليهم ، فإنّي سمعت أباك - رضي الله عنه - يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملّوني وأبغضوني .

وقال عبد الله بن مطيع العدوي - رضي الله عنه - :
إنّي فداك وأبي وأمي ؛ فأمتعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق ، فوالله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذونا عبيداً وخولاً .

وقال ابن عمر - رضي الله عنهما - له ولابن الزبير - رضي الله عنهم أجمعين - :[
أذكركما الله إلاّ رجعتما ولا تفرقا بين جماعة المسلمين .


وكان يقول:
غلبَنَا الحسين بن علي - رضي الله عنهما - بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة ، فرأى من الفتنة وخذلان الناس لهما ما كان ينبغي لـه أن يتحرّك ما عاش ، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس ، فإن الجماعة خير
.

وقال لـه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه
-:اتق الله والزم بيتك ولا تخرج على إمامك .

وقال أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - :
بلغني خروج الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فأدركته بملل ، فناشدته بالله أن لا يخرج ، فإنه يخرج في غير وجه خروج ، إنما خرج يقتل نفسه ، فقال : لا أرجع .

وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - :
كلمت حسيناً - رضي الله عنه - فقلت : اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض ، فوالله ما حمدتم ما صنعتم
، فعصاني .









قديم 2011-08-26, 06:25   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من الفتوى رقم ( 5226 ) , ( فتاوى اللجنة 2/141 ) :
س : متى يجوز التكفير ومتى لا يجوز ؟ وما نوع التكفير المذكور في قوله تعالى :
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ؟
الجواب :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . . وبعد :
أما قولك متى يجوز التكفير ومتى لا يجوز فنرى أن تبين لنا الأمور التي أشكلت عليك حتى نبين لك الحكم فيها .
أما نوع التكفير في قوله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) أكبر , قال القرطبي في تفسيره : قال ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد - رحمه الله - : ومن لم يحكم بما أنزل الله رداً للقرآن وجحداً لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر . انتهى .
وأما من حكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد أنه عاصٍ لله لكن حمله على الحكم بغير ما أنزل الله ما يُدفع إليه من الرشوة أو غير هذا أو عداوته للمحكوم عليه أو قرابته أو صداقته للمحكوم لـه ونحو ذلك , فهذا لا يكون كفره أكبر ؛ بل يكون عاصياً وقد وقع في كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز

السؤال الحادي عشر من الفتوى رقم ( 5741 ) , ( فتاوى اللجنة 1/780 ) :

س : من لم يحكم بما أنزل الله هل هو مسلم أم كافر كفراً أكبر وتقبل منه أعماله ؟

الجواب :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . . وبعد :
قال الله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) وقال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) وقال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) لكن إن استحل ذلك واعتقده جائزاً فهو كفر أكبر وظلم أكبر وفسق أكبر يخرج من الملة ، أما إن فعل ذلك من أجل الرشوة أو مقصد آخر وهو يعتقد تحريم ذلك فإنه آثم يعتبر كافراً كفراً أصغر وظالماً ظلماً أصغر وفاسقاً فسقاً أصغر لا يخرجه من الملة كما أوضح ذلك أهل العلم في تفسير الآيات المذكورة . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .










قديم 2011-08-26, 11:56   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
باهي جمال
مفتش التسيير المالي والمادي
 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

لكن هناك توسع كبير في مفهوم الخروج فنحن مقبلون على الدخول الاجتماعي وهناك نقابات تدعونا للاضرابات والاعتصامات والتجمعات والمسيرات والكتابة بالجرائد واستصدار البيانات وكل ذلك بإذن ولي الأمر حيث أن القانون لايمنع ذلك والذين يقومون بالمنع انما يقومون بذلك ظلما وتعسفا وتملقا زائدا لأولي الامر الذين سنوا القوانين وسمحوا لنا بالحراك واعتبروه من الوسائل الحضارية للتعبير عن الرأي فهل يدخل هذا في ذاك فانه ليس كل خروج خروجا بل الخروج الحقيقي هو من خرج على ولي الامر شاهرا سلاحه










قديم 2011-08-26, 14:23   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الطيب صياد
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الطيب صياد
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse

بارك الله فيك أختنا على هذا المبحث الموجز المحلَّى بالبراهين على تحريم الخروج ،
و بالنسبة لتصرُّف عبد الله بن الزبير رضي الله عنه و الحسين بن علي رضي الله عنه فهي حجَّة عند من أوجب تأويل النصوص بفهم السلف رحمهم الله تعالى ، فلهذا ينبغي عنده أن يعطي المخارج لمذهبه في قضيَّة ما لئلا يقع في التناقض ، و لئلا يلبِّس عليه المبتدع بما يعتبره هو حجة ماضية ، أما من اكتفى بالنصوص و الإجماع فإنه يرى أن تصرف الحسين و ابن الزبير رضي الله عنهما خطأً إذ الصحابة غير معصومين لا من صغيرة و لا من كبيرة ، و لكنه اجتهاد شرعي هم فيه مخطئون محصِّلون على الأجر الكامل إن شاء الله تعالى .
و الثوَّار يفرحون بمثل هذا المذهب الذي كان عليه ذانك الصحابيَّان الجليلان و لهم أن يأخذوا به مادام أن فهم السلف رضي الله عنهم حجة عندهم و عند المانعين من الخروج .
أما الإجماع الذي ذُكِـــــــر أنه انعقد بعدهما فقد روى ابن أيمن القرطبي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال ( من ادَّعــــــــى الإجماع فقد كذب ، و ما يُدريه لعل الناس اختلفوا ؟! هذا دعوى بشرٍ المرِّيسي ) اهـ، فالخلاف ثابتٌ لأنه ورد عن اثنين من فقهاء الصحابة فلا يجوز إسقاطه ، و لكن ربَّنا قال في محكم كتابه ( فإن تنازعتم في شيء فــردُّوه إلى الله و الرسول إن كنت تؤمنون بالله و اليوم الآخــــــــر ، ذلك خيرٌ و أحسن تأويلا ).
و الله الموفِّق لكل خيرٍ










قديم 2011-08-26, 15:08   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبد الحفيظ بن علي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ بن علي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote]لكن هناك توسع كبير في مفهوم الخروج فنحن مقبلون على الدخول الاجتماعي وهناك نقابات تدعونا للاضرابات والاعتصامات والتجمعات والمسيرات والكتابة بالجرائد واستصدار البيانات وكل ذلك بإذن ولي الأمر حيث أن القانون لايمنع ذلك والذين يقومون بالمنع انما يقومون بذلك ظلما وتعسفا وتملقا زائدا لأولي الامر الذين سنوا القوانين وسمحوا لنا بالحراك واعتبروه من الوسائل الحضارية للتعبير عن الرأي فهل يدخل هذا في ذاك فانه ليس كل خروج خروجا بل الخروج الحقيقي هو من خرج على ولي الامر شاهرا سلاحه[/quote]
هذه المسألة بيّن أهل العلم حكمها، حتى مع إذن الحاكم فإنها لا تجوز وذلك لأنها من الوسائل المستعارة من الغرب الكافر، والوسائل لها أحكام المقاصد كما هو معلوم، زيادة على ذلك ما تحدثه هذه الاحتجاجات بكل أنواعها من مفاسد سواء للعمال أو للطلاب أو لغيرهم كالعامة والمارة .
وبالنسبة لهذا الموضوع المطروح للنقاش فهو من المسائل العظيمة التي لها تعلّق بالأمم والشعوب والدماء والأنفس وهذه المسائل يجب أن يكون فيها الإجماع وإلا وقع خلط كثير، والمسائل التي وقع فيها الإجماع هي المنصوص عليها في الأحاديث النبوية وهي:
عن عوف بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. قال: قلنا يا رسول الله: أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة...الحديث" رواه مسلم برقم 1855
وروى أيضا عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه يُستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برىء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا" رواه مسلم برقم1854 والترمذي برقم 2265 وقال حديث حسن صحيح.
وفي رواية عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخيار عمالكم وشرارهم؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "خيارهم خيارهم لكم من تحبونه ويحبكم وتدعون الله لهم ويدعون الله لكم،وشرارهم لكم من تبغضونهم ويبغضونكم وتدعون الله عليهم ويدعون الله عليكم". فقالوا: ألا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال: "لا دعوهم ما صاموا وصلوا".
أخرجه الطبرانى فى الكبير (17/293 ، رقم 808) . وأخرجه أيضًا : فى الأوسط (7/189 ، رقم 7238) . قال الهيثمى (5/224) تحت الحديث برقم 9133: فيه بكر بن يونس وثقه أحمد العجلي وضعفه البخارى وأبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح .
فترك الحاكم للصلاة، أو منعه الناس أن يقيموا الصلاة، وفي الرواية الأخرى المختلف في صحتها "الصيامّ" وهذه أحاديث خاصّة، والحديث العمدة في هذا الباب هو حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه لأنّه عامٌّ في جميع أنواع الكفر والذي قال فيه: بايعنا-أي رسول الله صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وألاّ ننازع الأمر أهله إلاّ أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان" الحديث متفق عليه
قال القاضي عياض كما في شرح صحيح مسلم 12/229. "أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل، قال: وكذلك لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها". هذا الحدّ مجمع عليه، ويبقى الخلاف في ماهية الكفر، فالكفر يجب أن لا يكون
للعلماء فيه اختلاف، بل يجب أن يكون كفر قولا واحدا, قال الشيخ محمد تقي الدين العثماني عند كلامه عن شروط الخروج على الحاكم: "ولكن يشترط في ذلك أن يكون الكفر متفقا عليه، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الباب"إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان"تكملة فتح الملهم بشرح صحيح مسلم 3/273
بعد ذلك إذا ثبت ما بينّا يجب الخروج على ذلك الحاكم ولكن بشروط.
أما المسألة التي ذكرتيها في الرد على شبهة خروج الحسين، والله ما ذكرته في الوجه الرابع من الأجوبة المنقولة وهي:
أن الإجماع استقرّ بعد ذلك على منع الخروج على الحاكم ؛إلا في حالة الكفر الصريح فقط .
قال الإمام النووي - رحمه الله - بعد الكلام عن خروج الحسين وابن الزبير - رضي الله عنهم - وخروج بعض التابعين - رحمهم الله - ( شرحه ، جزء 11 – 12 ، ص 433 ، تحت الحديث رقم : 4748 ) :« قال القاضي : وقيل إن هذا الخلاف كان أولاً ؛ ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم » انتهى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( المنهاج 4/529 ) :
« ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين » انتهى .
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ( التهذيب 1/399 ، ترجمة : الحسن بن صالح بن حي ) :
« وقولهم : ( وكان يرى السيف ) يعني أنه كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور , وهذا مذهبٌ للسلف قديم . لكن استقرّ الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشدّ منه ؛ ففي وقعة الحرّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عِظةٌ لمن تدبّر"
من علم أنّ بعض السلف خرج، ثم يعلم بأنّ العلماء استقرّوا على عدم جواز الخروج وبينوا ذلك في كتب العقائد التي ألفوها سقط استدلالهم بتلك الأفعال، خاصة وأن السلف جرّبوا وأعطونا النتائج، وهنا أحبّ أن انقل إخواني كلام جميل وممتاز في هذه المسألة وهو من كتاب مواقف إيمانية من حياة التابعين ص94 - 95 لخميس السعيد محمد. مكتبة عباد الرحمان الطبعة الأولى سنة 2008
« إنّ للخروج على الحكام والأمراء أمثلة عديدة سجلتها كتب التاريخ من أيام السلف إلى أيامنا هذه، والعاقل اللبيب من ينظر إلى هذه الأمثلة نظرة اعتبار وتفحّص، ليستخلص منها الدروس والعبر، وليس بعاقل من يغفل عن هذه التجارب والأمثلة. وقديما قلنا: إنّه ينبغي أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، لا من حيث بدءوا، لنكون بالفعل مستوعبين لما سبقنا من تجارب. وليس الحديث هنا دفاعا عن هؤلاء الحكام، ولا إقرارا لهم على مذهبهم، ولكنّها نظرة شاملة إلى الآثار والعواقب التي تحدث عند الخروج عليهم، وهي عواقب لم يختلف عليها أحد... ورغم أنّ هذه التجارب التاريخية تتناول زمانا غير زماننا، وظروفا غير ظروفنا، ووقائع قد تختلف في بعض جزئياتها، أو تتفق في أخرى مع جزئيات واقعنا. ولكن هذه الوقائع تحمل لنا أعظم الدروس وأسمى الخبرات، فالعبرة عظيمة، والفائدة جليلة، والحكمة باهرة في هذا التاريخ العظيم، وهل هناك أفضل من تاريخنا لكي نأخذ منه العبرة والعظة. إنّها حكمة السنين تأتينا سهلة سلسة في عدّة صفحات، إنّها عظة التاريخ الإسلامي لكلّ جيل بعد هذا الجيل العظيم .. وهؤلاء العظماء من السلف قد جرّبوا .. وقديما قال حكماء السلف: «سلوا المجرّب فقد استطلع الحقيقة، ووقف على الدقيقة، وعلم ما لم تعلموا » ونحن لن نستطيع أن نحيا حياتين أو نعيش أعمارنا مرّتين، عُمرٌ نجرّب فيه ونُخطئ، وعمر نتعلّم فيه من أخطائنا، فالحل أن نستعير خبراتهم ودروس حياتهم»
هذا وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله« من أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره، فيَسْلُك مَسْلك من أيّده الله ونصره، ويتجنّب مسلك من خذَلَهُ الله وأهانه »مجموع الفتاوى 35/388 جمع وترتيب عبد الرحمان بن محمد بن قاسم
والله أعلم، على كلّ برك الله فيكم .












قديم 2011-08-26, 16:26   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

"السؤال :


هل من المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعبر شهيداً ؟.


الجواب:


لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدَّعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ، و مناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان".


وقال أيضاً رحمه الله: "فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدُّعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس، والأمير وشيخ القبيلة بهذه الطريقة، لا بالعنف والمظاهرة، فالنبي ـصلى الله عليه وسلم ـ مكث في مكة 13 سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها و مضادتها بكل ممكن، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ولكن يحصل به ضده، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولوطالت المدة أولى به من عمل يضر بالدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله".


3- حكم المظاهرات

من نصيحة الإمام ابن باز رحمه الله للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق وفقه الله
سادسا : ذكرتم في كتابكم : ( فصول من السياسة الشرعية ) ص 31 ، 32 : أن من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة التظاهرات ( المظاهرة ) .
ولا أعلم نصا في هذا المعنى ، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك؟ وبأي كتاب وجدتم ذلك؟
فإن لم يكن لكم في ذلك مستند ، فالواجب الرجوع عن ذلك ؛ لأني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك ، ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات ، فإن صح فيها نص فلا بد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحا كاملا حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة .

والله المسئول أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين ، إنه جواد كريم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .










آخر تعديل جواهر الجزائرية 2011-08-26 في 16:31.
قديم 2011-08-26, 16:44   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عبد الحفيظ بن علي
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبد الحفيظ بن علي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخ السائل قال:
"وهناك نقابات تدعونا للاضرابات والاعتصامات والتجمعات والمسيرات والكتابة بالجرائد واستصدار البيانات وكل ذلك بإذن ولي الأمر"
أي سأل عن حكم المظاهرات والاحتجاجات من غير عصيان أمر الحاكم، فهو قد سمح بها.
وهذا رابط فيه فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم المظاهرات التي أذن الحاكم بالقيام بها،
https://www.youtube.com/watch?v=9BvoQ...ature=youtu.be
وهذا أيضا كلام جميل للشيخ العلامة صالح آل الشيخ على هذا الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=Z_Yjg...ature=youtu.be
وبرك الله فيكم










قديم 2011-08-26, 17:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*أم سلمى*
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية *أم سلمى*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اختي الفاضلة










قديم 2011-08-27, 15:58   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
ولما استشعر الناس خروجه : أشفقوا عليه من ذلك , وحذروه منه , وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة لـه بعدم الخروج إلى العراق , وأمروه بالمقام بمكة , وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم »


اي انهم اخت الفاضلة كانو يخشون عليه من غدر اهل العراق ومما سبق وفعلوه مع ابيه
جيش الحسين رضي الله عنه وارضاه كان به عدد كبير من الصحابة ولم ينكر عليه احد الخروج
نحن نتحدث في امر الخروج علي الحاكم
هل خرج الحسين ام لم يخرج ؟ خرج
هل كفر الحسين بخروجه ؟ هل كفره الصحبة عندما خرج واصحابه ؟ لم يحدث
فلم نكفر نحن الناس ؟ وهل نحن اغير علي الاسلام من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
في موضوعي المكتوب بالقسم عن جواز الخروج علي الحاكم به العديد من الاراء الاخري ولعلماء من السنة وائمتهم وليسو من التكفريين كما كتبت انت
بارك الله فيك وغفر الله لنا جميعا









قديم 2011-08-27, 16:16   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
مراد74
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن هاذ الموضوع كبير شوي علينا
ولهاذا أرى أن لا نخوض فيه ,خاصتا الكلام
على احد السبطين الحسين عليه السلام والرضوان
ثم من قال أنه لايجوز الخروج على اليزيد عليه من
الله مايستحق ,ثم أعتقد انه جاء في أقوال العلماء
النهي عن الخوف في ما جرى بين الصحابة والله اعلم










قديم 2011-08-27, 21:27   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
الطيب صياد
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية الطيب صياد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النيلية مشاهدة المشاركة
اي انهم اخت الفاضلة كانو يخشون عليه من غدر اهل العراق ومما سبق وفعلوه مع ابيه
جيش الحسين رضي الله عنه وارضاه كان به عدد كبير من الصحابة ولم ينكر عليه احد الخروج
نحن نتحدث في امر الخروج علي الحاكم
هل خرج الحسين ام لم يخرج ؟ خرج
هل كفر الحسين بخروجه ؟ هل كفره الصحبة عندما خرج واصحابه ؟ لم يحدث
فلم نكفر نحن الناس ؟ وهل نحن اغير علي الاسلام من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟
في موضوعي المكتوب بالقسم عن جواز الخروج علي الحاكم به العديد من الاراء الاخري ولعلماء من السنة وائمتهم وليسو من التكفريين كما كتبت انت
بارك الله فيك وغفر الله لنا جميعا
المانعون من الخروج على الحكام لم يكفِّــــروا الثوَّار بل جعلوهم مخطئينَ ، فمن كان من الثوَّار مجتهدًا فله الأجر الكامل - كمثل الحسين - و من كان مقلِّدا أو عارفا الحقَّ فهو عاصٍ فاسقٌ ،
أمَّا موضوعكِ و نقلُكِ فلك الحقُّ في نشر مذاهب السلف رضي الله عنهم ، و لا يمكن إبطال مذهب الحسين و ابن الزبير بإجماع مفترى لا أصل له ، بل هو منخرق حتى في الزمان المتأخر - فقد قال بمثل قول الحسين الإمام أبو محمد ابن حزم الأندلسي - و لكن يسقط القول عند اصطدامه بنصوص الكتاب و السنة لا غيرُ و الله الموفق لكل خير.









قديم 2013-07-04, 07:57   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, التكفير؟, الحزين, الرد, يتحدى, خروج, يزيد, شبهة, والتي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc