لا يدري الإنسان ماذا يكتب من كثرة غيظه . عن أي ثورة تتكلمون ، عن أي جهاد تتكلمون ، عن أي شهادة تتكلمون . بالفعل يفعل الجهل بصاحبه ما لا يفعله العدو بعدوه. أنا أسأل فقط هؤلاء الذين يسمون بالثوار ، ما هو هدفكم من هذه الثورة ؟ الديمقراطية ؟ الحرية ؟ فلنقم بتحليل منطقي فقط : الديمقراطية مفهوم حديث مستورد من الغرب معناه الحكم يكون للشعب و حرية التعبير و التصرف و لذلك الآن نرى كل مظاهر الانحلال في الغرب و الشذوذ و زواج المثليين...إلخ، و السؤال المطروح هنا ، هل أنتم قمتم بالثورة من أجل الديمقراطية الغربية هاته ، أم من أجل ديمقراطية عربية ، إسلامية ؟ إذا كان من أجل الأولى فسلام على المليون حافظ للقرآن ، و إذا كانت الثانية فقد وقعتم في التناقض ، لأن الدين و الديمقراطية لا يمكن أن يجتمعا ، فلا يمكنك أن تترك الناس يعبروا بكل حرية عن آرائهم و أطروحاتهن و أنت تحت غطاء دولة إسلامية لها قوانينها و مبادؤها و لا تقبل النقاش إلا في أمور الدنيا .
حتى ان العملية التي قمتم بها لتحريرطرابلس سيميتموها عروس البحر ، فها هي نسمات الديمقراطية قد بدأت.
و تتكلمون عن الجهاد و الشهادة و انتم توالون الكفار ، قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً﴾النساء144
و قال أيضا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
ثم إن الشهيد هو من قاتل حتى تكون كلمة الله هي العليا ، فماذا يقول الواحد منكم لربه إذا مات " ربي إني قاتلت من أجل الديمقراطية و الحرية ، و من أجل ذلك يا ربي واليت الكفار و الصليبيين ، الذين يحاربون دينك في كل مكان "
و إذا سألكم الله عن الذين ماتوا في زليتن ( 84 شخصا ) ، ماذا تقولون ؟ تقولون من اجل حريتنا ، سلبنا حرية الآخرين بل أزهقنا أرواحهم . فيقول لكم الله أما علمتم بأن هدم الكعبة أهون عندي من إزهاق روح مسلم.
هدم الكعبة أهون فماذا عن الديمقراطية التي تحاربون من أجلها إخوانكم .
لقد كنتم تنعمون بالأمن و السلام و رغد الحياة ، و الآن طلقتم هذا بدون رجعة ، كان من الأفضل أن تقوموا بثورة علمية و فكرية.
تمتعوا الآن بحمامات الدماء و الدموع ، و أصوات الآهات ، و زفرات الندم