تأجيل محاكمة مبارك إلى ما بعد العيد.. ووقف البث التلفزيوني

[moha9]

مشادات المحامين واشتباكات المؤيدين والمعارضين كادت تفسدها

تأجيل محاكمة مبارك إلى ما بعد العيد.. ووقف البث التلفزيوني

قررت محكمة جنايات القاهرة أمس الاثنين تأجيل محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ونجليه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في قضية قتل الثوار إلى جلسة الخامس من سبتمبر المقبل، مع ضم قضية مبارك إلى قضية اتهام وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه في قضية واحدة.
كما قررت المحكمة في جلستها برئاسة المستشار أحمد رفعت منع البث التلفزيوني للمحاكمات بدءا من الجلسة القادمة، حرصا على ما وصفته المحكمة بالحفاظ على المصلحة العامة.
ونقل التلفزيون المصري على الهواء مباشرة وقائع الجلستين الأولى والثانية لمحاكمة مبارك التي بدأت في الثالث من أغسطس الجاري، وتابعها ملايين المصريين باهتمام بالغ.
وهتف محامو أسر الضحايا فرحا فور إعلان القاضي ضم قضيتي مبارك والعادلي، إذ كان هذا أحد مطالبهم الرئيسية، كما صفقوا ترحيبا بقرار وقف البث التلفزيوني، معتبرين أن هذا القرار ينحو بالمحاكمة منحى جادا.
وقال رفعت «قررت المحكمة ضم القضيتين (الخاصتين بمبارك والعادلي) بحيث تسير إجراءاتهما معا في وحدة واحدة».
وكان القاضي نفسه قرر الأحد تأجيل محاكمة العادلي وستة من معاونيه في قضية قتل المتظاهرين إلى الخامس من سبتمبر.
كما استجابت المحكمة لطلبات فريد الديب رئيس هيئة الدفاع عن مبارك ونجليه علاء وجمال، والمتعلقة بالاطلاع على أوراق القضية وتصويرها، وكذلك المتعلقة باستخراج أوراق رسمية يرى أنها لازمة لتأسيس الدفاع عن موكليه.
وقرر القاضي تسجيل كل طلبات هيئة الدفاع عن أسر الضحايا في محضر الجلسة حتى تفصل فيها المحكمة في وقت لاحق.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد استكملت أمس ثاني جلسات محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال المقبوض عليه في إسبانيا حسين سالم، في الاتهامات المنسوبة إليهم بقتل المتظاهرين والتربح واستغلال النفوذ والإضرار العمدي بالمال العام وتصدير الغاز إلى إسرائيل بأسعار أقل من المتفق عليها.
وشهدت الجلسة مشادات تطورت إلى اشتباكات بالأيدي بين المحامين قبل بدء الجلسة، بسبب عدم اتفاقهم على تنظيم أنفسهم لإبداء الطلبات أمام المحكمة، وانقسموا فيما بينهم حول الاتفاق على شخص يمثلهم أمام المحكمة.
وبعد فترة طويلة من المشاجرة بين المحامين، صعدت هيئة المحكمة إلى المنصة، ونادى القاضي على المتهمين الثلاثة، كل على حدة، وسأل عن المتهم محمد حسني مبارك، فرد: «موجود»، وسأل عن علاء، فرد: «أيوه موجود»، أما جمال فقال: «موجود يا افندم».
وتحدث سامح عاشور رئيس هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني، حيث طالب بفصل قضية قتل المتظاهرين عن قضية تصدير الغاز لإسرائيل، وقال إن القضية الأولى التي تضم العادلي والـ6 الكبار من مساعديه السابقين، يجب أن ينضم إليهم مبارك، ويتم فصل تهتمي التربح وتصدير الغاز في قضية منفصلة، موضحا أن هناك دفوعا وطلبات كثيرة سوف يقدمونها في قضية تصدير الغاز، ويخشى من تسببها في تأجيل البت في قضية قتل المتظاهرين.
وطالب عاشور بإضافة اتهامات جديدة في قضية الغاز، وضم رئيس الكيان الصهيوني إلى القضية، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يحمي البلاد إذا ما قررت وقف تصدير الغاز لإسرائيل، وهذا الإجراء يعوق إسرائيل عن اللجوء إلى التحكيم الدولي.

* على هامش المحاكمة

● افتتح رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة القاضي أحمد رفعت ثانية جلسات «محاكمة القرن»، قائلا «باسم الله الحق العدل» ثم نادى على المتهمين الثلاثة، فرد الرئيس المصري السابق بصوت واضح عبر مكبر للصوت «أيوه موجود» ورد نجلاه تباعا «موجود».
وكان مبارك قد فجر سخرية بين النشطاء عندما قال بالجلسة الأولى: «أيوه أنا موجود يا فندم»، حتى استعملها هؤلاء كنغمة للهواتف النقالة، كما علق هؤلاء على حركات عصبية قام بها الرئيس السابق. لكن في هذه الجلسة بدا مبارك متزنا ومنهكا أكثر من الجلسة الأولى رغم التقارير التي تحدثت خلال الأيام الماضية عن تحسن حالته الصحية. ولوحظ إغماض عينيه لفترات طويلة وذلك قبل بدء الجلسة.
وظهر مبارك مرتديا ملابس زرقاء رغم أنه من المتعارف عليه أن لون زي المحبوسين احتياطيا هو الأبيض، بينما ارتدى نجلاه ملابس بيضاء اللون, وحملا مصحفيهما كما في الجلسة السابقة. ووصل مبارك إلى مقر المحاكمة في سيارة إسعاف، وأنزل منها على سرير متحرك.

● أثناء إنزال الرئيس السابق من سيارة الإسعاف، كان نجله علاء يقف إلى جواره ولا يوجد حرس معه، وهو ما يخالف القانون، لدرجة أن علاء سار لأكثر من 5 أمتار بمفرده عندما شاهد مصور التلفزيون يركز الكاميرا على والده أثناء إنزاله من السيارة، فوضع علاء يده على عدسة الكاميرا، وطالب المصور بالابتعاد عن أبيه، وأسرع عدد من الحراس وأمسكوا بعلاء وأدخلوه في الغرفة التي سبقه إليها والده وشقيقه جمال.

● قام العشرات من مؤيدي الرئيس المخلوع المتجمعين أمام مقر أكاديمية الشرطة لمتابعة المحاكمة بالتعدي على المحامى خالد أبوبكر المدعي بالحق المدني عن مصعب أكرم الشاعر أحد مصابي الثورة.
وينتظم مؤيدو مبارك تحت مجموعات تسمى «أبناء مبارك» وكانت هذه المجموعات قد هددت من قبل باختطاف مبارك من محبسه لمنع محاكمته.
كما وقعت بعض الاشتباكات بين المؤيدين لمبارك وأهالي الشهداء قبيل بدء المحاكمة, حيث قام الطرفان بتبادل التراشق بالحجارة قبل أن تتدخل قوات الأمن وتفصل بين الطرفين.
وقال أحد شهود العيان إنه رأى إحدى السيدات التي تقوم بجمع الحجارة أثناء مشاركتها في المجموعات المؤيدة لمبارك في يوم معركة الجمل.

● شهدت صالات مطار القاهرة الدولي أمس الاثنين زحاما شديدا من الركاب والعاملين أمام شاشات العرض المتواجدة في بعض الصالونات والكافيتريات لمتابعة تفاصيل محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وقالت مصادر مسؤولة بشركة ميناء القاهرة الجوي: «تم توحيد كل الشاشات على القناة المصرية لمتابعة المحاكمة, مع تخصيص عدد من الموظفين لتنبيه الركاب بمواعيد إقلاع رحلاتهم، حيث تخلف عدد من الركاب خلال الجلسة الأولى في 3 أغسطس الحالي».
وأضافت: «كما تم تحويل شاشات إلكترونية إلى شاشات عرض داخل صالونات صعود الركاب إلى الطائرات لمنع تأخر الركاب عن رحلاتهم بسبب المشاهدة في أماكن بعيدة عن طائراتهم».

● قال رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويرس إنه لا يعتقد أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يستحق الإعدام، وعبر عن اعتقاده بأنه لم يأمر بقتل المتظاهرين.
وقال ساويرس في تصريحات له أمس: إذا كنت أؤيد محاكمته ومحاسبته فإنني لا أؤيد أن يؤتى به بالسرير ضمن هذا المشهد، ولم أتمن أن أرى مبارك في سرير المرض يحاكم بهذا المنظر، ومنطلقاتي إنسانية, وإنه كان رئيسا لمصر فترة 30 عاما.
وأضاف أنه من الواجب محاسبة مبارك على سوء التقدير، فقد أساء التقدير مرة لجهة تمديد فترات رئاسته، التي لم يكن الشعب موافقا عليها كونها كانت أكثر مما ينبغي، كما أنه أساء التقدير عندما سمح لموضوع التوريث أن يكون منهاجا, وأساء التقدير عندما واتته الفرصة ولم يرحل وأسرته من مصر